fاللواء علي محسن الاحمر في حوار مع صحيفة " عكاظ " السعودية ..

لو خرجت مظاهرات ولو بقدر 1% من هذه المظاهرات التي تخرج اليوم في اليمن خرجت في أمريكا لرأينا أوباما يخرج إليهم مقدماً اعتذاراه للشعب الأمريكي مستعداً بتقديم نفسه للمحاكمة

2011-05-21 15:49:26 عن صحيفة عكاظ


تحدث بصدق وقلب مفتوح, طرح الحقيقة كما هي دونما تهرب، وقدم الرؤية لممكنات التغيير، أكد وقوفه إلى جانب شباب الثورة، مؤازراً لهم من موقع الولاء الوطني والإيمان العميق بشرعية الشعب الذي يريد حياة حرة كريمة ودولة مدنية حديثة, وهي شرعية شعب قال كلمته في ساحات التغيير وتتمثل في بناء يمن جديد من استنهاض همم الشباب الذين تقع عليهم مسؤولية البناء والتغيير، فهم الأقدر على التعايش مع المستقبل والفاعلية فيه.
كما أفصح عن حقائق للقارئ يجدها في سياق المقابلة عن علاقته بعلي عبدالله صالح ونصحه المستمر له بأن يفي بالقسم والعهد الذي قطعه على نفسه وأن يكون حريصاً وأميناً على مصالح الشعب وأن يكون وفياً لأهداف ومبادئ الثورة اليمنية، وهو خيار جوهري لا يمكن إلا أن ينحاز له أصحاب الضمائر الحية، إذ لا يعلوه ولاء غير الولاء لله سبحانه وتعالى .
هذه المواضيع وغيرها يتحدث عنها الشخصية الوطنية البارزة (اللواء/ علي محسن صالح ) لصحيفة (عكاظ ) السعودية، وفي حواره الضافي والمهم يقدم أيضاً تصوراته كإنسان صقلته التجارب وخبرته الحياة عن الوطن حاضراً ومستقبلاً وحتمية انتصار الشعب لخيارته الحضارية بثورة سلمية قدمت الإنسان اليمني بما يليق بمكانته في العصر, موضحاً أن مهام القادم تقع على عاتق الشباب الذين من حقهم أن يعبروا عن أنفسهم في التغيير المنشود، وأن دورهم يقف بالضبط عند دعمهم ومؤازرتهم والانتصار لثورتهم وليس له بعد من أي تطلعات أخرى .
كل هذه القضايا وغيرها نجدها في الحوار التالي:


        ( أنا شخصياً كنت لأكثر من مرة ولعدة مبادرات الوسيط الأساسي بين صالح والمعارضة، وللأسف كان صالح دائماً هو الذي ينقلب على كل الاتفاقيات ويتنصل من كل التزاماته)



نص المقابلة الصحفية للواء الركن/ علي محسن صالح ـ قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية قائد الفرقة الأولى مدرع

س/ كشخصية عسكرية واجتماعية لها حضورها في المحيط السياسي.. هل يتجه اليمن برأيكم نحو الاستقرار أم نحو التشطير والتشتت؟.

ج/ الأمل بالله سبحانه وتعالى ثم بإرادة اليمنيين والأشقاء والأصدقاء، لدينا تفاؤل بأن اليمن سوف تكون أكثر استقراراً في قادم الأيام بعد تغيير النظام، وسيكون لها حضورها الإقليمي والدولي الذي يتناسب وأهمية موقعها وعمقها الاستراتيجي في المنطقة والعالم، رغم تخوفنا من تصرفات رئيس النظام الحالي علي صالح اللامسؤولة، ونظراً لتصرفاته غير الحكيمة التي أقدم عليها منذ بداية الأزمة من خلال توزيع السلاح الثقيل والخفيف على أعوانه وإن كانوا قلة، إلا أنه بحساباته الخاطئة يريد أن تبقى اليمن بعد رحيله بؤرة للصراعات القبلية والتناحرات؛ لكننا نراهن على وعي شعبنا والصورة الحضارية الرائعة التي قدمها منذ بداية الثورة وتخليه عن السلاح رغم ما يواجهه من قتل واعتداءات عليه في ساحات الاعتصام ولم يستخدم سلاحه حتى الآن، وما نشاهده الآن من توجه للشعب نحو نيل حريته وحقوقه وصون كرامته يرسم مستقبلاً مفعماً بالتفاؤل والطمأنينة. إننا في معترك مخاض سياسي واجتماعي حقيقي يبشر بالكثير وبالتالي فإن مؤشرات الاستقرار أكثر من مؤشرات التشطير والتشتت.
س/ بتصوركم لماذا وصلت الأزمة في اليمن إلى هذا المستوى من الاحتقان والانفجار المرتقب لا سمح الله؟.
ج/ إقصاء الآخرين والتعالي ونزعة الاستحواذ التي جُبلت عليها شخصية الرئيس هي التي أوصلتنا للأسف إلى هذا المستوى الذي لم نكن نتمناه.


س/ من خلال متابعاتنا للشأن اليمني نعرف أن هناك الكثير من المبادرات التي قدمت لنزع فتيل الأزمة في اليمن... برأيكم لماذا لم تنجح كل هذه المبادرات؟.


ج/ نعم هناك مبادرات كثيرة قدمت لحل الإشكالية السياسية في البلاد بين المعارضة والحزب الحاكم وعلى رأسه الرئيس... إلا أن هذه المبادرات يروج لها إعلامياً لكنها تفشل قبل الدخول في تفاصيلها، وإجمالاً كانت الاختلافات والتراجع عن هذه الاتفاقيات والمبادرات للأسف تأتي من الحزب الحاكم وعلى رأسه الرئيس صالح، مما سبب الكثير من الأزمات وزاد في تعقيد المشكلة وعمل على نسج الكثير من العقد والتراكمات والتي أضحى معها الحل أو التوافق مع الرئيس أشبه بمعضلة عصية على الحل، وأنا شخصياً كنت لأكثر من مرة ولعدة مبادرات الوسيط الأساسي بين صالح والمعارضة، وللأسف كان صالح دائماً هو الذي ينقلب على كل الاتفاقيات ويتنصل من كل التزاماته.


     (ما يلاقيه المعتصمون من النظام لا يمكن أن يقبله أي إنسان حر ولديه ذرة من دين وحياء وصحوة ضمير)



س/ هناك طرح أن الثورة الشبابية الشعبية اليمنية هي استنساخ لما حصل في تونس ومن بعدها مصر؟.


ج/ بطبيعة الحال رياح التغيير التي هبت على المنطقة هي بمثابة تسونامي تغيير حقيقي في المنطقة، لكن الحقيقة أن مطالب الثورة في اليمن سبقت ثورة تونس ومصر.. لكن النظام لم يستجب للمطالب، وبالتالي جاءت ثورة تونس ومصر كمحفز للشباب وتحركه نحو التصعيد والاعتصام وخروج الشباب من منطلق أن الحقوق تنتزع لا توهب. ثم لحقت الأحزاب بالشباب بعد أن وصلت مع النظام إلى طريق مسدود، ورأت أنها إن لم تلحق بثورة الشباب فسيتجاوزها الشباب وبالفعل تلاقت أهداف الشباب مع الأحزاب لتشكل في المحصلة مطلب شعبي عام مبتغاه وهدفه إسقاط النظام وتغيير الوضع البائس في اليمن إلى وضع أفضل بالطرق السلمية بدون استخدام أي سلاح. وبالتالي فنحن اليوم نشهد صورة حضارية رائعة يرسم لوحتها كل أبناء الشعب وفي مقدمتهم الشباب كون هذا الشعب المسلح يترك السلاح في منزله أو قريته ويأتي أعزل عاري الصدر ليلتحق بالثورة ويتحمل الضربات تلو الضربات من قبل بعض أفراد الأمن المركزي وبعض عناصر مغرر بها من الحرس الجمهوري والحرس الخاص والبلاطجة (السوقة) ويتحمل العنت الكبير من النظام من تقتيل وإصابات وترويع وترهيب واعتقالات وتعذيب...إلخ. واعتصاماته ومسيراته الحضارية الرائعة هذه رغم كبر حجمها وكثافتها في كافة محافظات الجمهورية إلا أنها صورة حضارية جميلة لا تحرق فيها سيارة ولا ينهب فيها متجر ولا يقتحم فيها منزل وكأن الحياة عادية وعلى وتيرتها، إن في صنعاء أو عدن أو تعز أو أي محافظة، فالكل يتحمل تهور وعنف النظام من جانب واحد.. لكن النظام للأسف لا يوجد لديه صبر، فبمجرد خروج أي مسيرة سلمية من الشباب يواجهها النظام بأقسى أنواع المواجهة بالرصاص الحي والقنابل الغازية المحرمة والقنابل المسيلة للدموع والمياه الملوثة مستخدماً هذه الأسلحة في كل ساحات الاعتصامات، والحقيقة إن الشباب والمعارضة لديهم القدرة على التصعيد لكنهم حريصون على عدم تعريض السلم الاجتماعي للإقلاق وحرصاً على تماسك النسيج الاجتماعي للشعب.


س/ عفواً سعادة اللواء.. لكن الرئيس يدعو إلى تداول سلمي للسلطة؟.


ج/ صحيح هو يقول ذلك.. لكنه عند طلب المعارضة لهذا التداول السلمي يصبحون في قاموسه إرهابيين وقطاع طرق، فإذا كان التداول لصالحه فهي سلمية، أما إذا كانت المعارضة ستحوز عليها فهي إرهابية، وبهذا الخصوص تحضرني قصة ظريفة حصلت في اليمن إذا اختلف اثنان من الخصوم وذهبا إلى شخص ليحكم بينهم فطلب أحدهما من هذا المحكم أن يحكم أولاً لصالحه ثم يعمل على ضبط غريمه لتنفيذ الحكم لصالحه، وهذا هو الرئيس.
يا أشقاء في الخليج ويا أصدقاء أمريكان وأوروبيين أريد وساطة لحل المشكلة في اليمن ولكن أريد أن تحكموا لصالحي ويا أمريكان أنا قابل تدخلكم ولكن ما يؤدي نتيجته لصالحي، ثم أي تداول سلمي للسلطة هذا الذي يدعيه الرئيس وهو الذي رفض رفضاً قاطعاً إرسال برقية عزاء في وفاة الشخصية الوطنية الفذة فقيد الوطن المرحوم الأستاذ/ فيصل بن شملان، لأنه نافسه في الانتخابات الرئاسية، وبالتالي نحن أمام جهل مركب وعقد نفسية معقدة يتعامل الرئيس بمخرجاتها مع الشعب للأسف، فلو خرجت مظاهرات ولو بقدر 1% من هذه المظاهرات التي تخرج اليوم في اليمن خرجت في أمريكا ـ لرأينا أوباما يخرج إليهم مقدماً اعتذاراه للشعب الأمريكي مستعداً لتقديم نفسه للمحاكمة دون خروج جندي واحد لمهاجمتهم، ولو خرجت في باريس لوجدنا الرئيس الفرنسي يعلن عن تنحيه مع حكومته وإقراره عن اعتزال العمل السياسي نهائياً، ولا نذهب بعيداً فمثلاً لو خرجت نسبة ضئيلة من هؤلاء المتظاهرين في تركيا لخرج إليهم رجب أردوغان بنفسه خجلاً مما أوصلهم إليه، طالباً من شعبه الصفح عن أخطائه في حقهم، مستجيباً لمطالبهم حفاظاً على استقرار بلاده وأمنها وصوناً لحقوق شعبه دون إزهاق روح واحدة أو إراقة قطرة دم، لكن الرئيس بحسب تركيبته النفسية لا يمكن أن يتخذ مثل هكذا قرار مصيري لا ينسجم وإمكانياته التعليمية وفهمه السياسي ومعرفته للتاريخ.


س/ سعادة اللواء يطرح أن هناك اتفاقاً جمعكم بالرئيس صالح شخصياً وكنتَ حاضراً في هذا الاتفاق وكان قاب قوسين أو أدنى من التنفيذ.. ما الذي حال دون تطبيقه؟.



ج/ بالفعل كان هناك اتفاق يوم الأربعاء الموافق 23/3/2011م في اليوم الثالث لإعلاننا تأييد ثورة الشباب السلمية، تم الترتيب له في منزل الأخ العزيز الفريق/ عبد ربه منصور هادي ـ نائب رئيس الجمهورية وبحضور الرئيس وحضوري والأخوين العزيزين الأستاذ/ عبدالعزيز عبدالغني رئيس مجلس الشورى ـ والدكتور/ عبدالكريم الإرياني ـ مستشاره السياسي ـ وكنا قبلها قد تواصلنا أنا والرئيس تلفونياً وطلبت منه عهداً بالموافقة على التنحي، وطلب هو خروجنا معاً فأجبت بالموافقة حفاظاً على وحدة وسلامة اليمن واستقراره، وبالفعل أعطاني عهداً على ذلك، وفي يوم الاتفاق بمنزل الأخ النائب كرر أمامهم جميعاً قبوله التنحي وشرطه الخروج معاً، وكانت ورقة هذا الاتفاق قد أعدت من قبل الرئيس والإرياني وعبدالغني ونصت على رحيلنا وتسليمه سلطاته للأخ النائب، وفي نهاية الجلسة اشترط حضور السفير الأمريكي كشاهد على هذا الاتفاق، وبالفعل حضر السفير الأمريكي وتسلم نسخة من الاتفاق، والتقينا في اليوم الثاني الخميس الموافق 24/3/2011م بدون حضور الرئيس ومعنا بعض أعضاء المعارضة وبحضور السفير الأمريكي واستكملنا بنود الاتفاق ومساراته وتم إبلاغه بذلك ووافق دون شروط وتمت صياغة بنود الاتفاق على أن نلتقي صباح السبت 26/3/20110م للبدء في التنفيذ ولكن للأسف تراجع الرئيس عن الاتفاق ولم نلتقِ بحسب الاتفاق، وطبعاً هذا التراجع من قبله والتراجعات السابقة التي دأب عليها ثم ما تلاها من تراجعات وتنصلات تفقده المصداقية والاحترام، إن على المستوى الشعبي أو على المستوى الإقليمي أو الدولي وأصبح لدى الكل قناعة أن مصداقيته مفقودة وأنه شخصية لا يمكن الوثوق بها، والأشقاء والأصدقاء نعرف أن لديهم قناعة تولدت لديهم منذ فترة طويلة من التعامل معه، إنه شخص مراوغ ويتنكر لكل اتفاق ويتنصل من التزاماته وأنه لا يمكن الوثوق به، لكنهم يتعاملون معه كأمر واقع.


س/ ألم يحصل بينكم والرئيس مراجعة حول هذا الاتفاق؟.


ج/ بالفعل حصل بيننا مراجعة وقال أنا متمسك بالشرعية فقلت له إذا كنت تزعم الشرعية فها هو الشعب الذي منحك الشرعية يسحبها منك، فعليك العودة للشعب.


س/ ماذا عن المبادرة الخليجية؟.


ج/ المبادرة الخليجية في بدايتها كانت نابعة من رؤية خليجية أخوية بحتة، أما المبادرة الخليجية الثانية في الأساس بُنيت تقريباً على اتفاق تم بيني وبين الرئيس عن طريق وساطة قبلية كان على رأسها اللواء/ غالب مطهر القمش واللواء/ أحمد إسماعيل أبو حورية، ووضعت هذه الاتفاقية ووقع عليها من قبل كل الأطراف والوساطة والدكتور/ الإرياني ـ مستشار الرئيس ـ وأنا والرئيس، وللأسف كانت هذه الاتفاقية بحسب ترتيباتها لدى الرئيس أنها التفاف على المبادرة الخليجية الأصل، إذ بمجرد توقيعنا عليها أوفد بها وزير الخارجية إلى اجتماع وزراء خارجية دول الخليج في الرياض ليطرح عليهم أن المشكلة اليمنية انتهت بمجرد توقيعنا أنا وهو على هذه الاتفاقية في محاولة للتضليل أن المشكلة منحصرة في شخصه واللواء علي محسن وأن لا وجود لإشكالية مع الشعب أو المعارضة، ولن يتطلب هذا الاتفاق سوى أن تكون دول الخليج مظلة له وبالفعل تبنت دول الخليج هذا الاتفاق واستحسنوا بند الرحيل، وبعد ذلك اقترحوا أن تكون فترة التسليم شهر، وعند التمحيص نجد أن المبادرة الخليجية في صيغتها الأخيرة هو الذي وضع بنودها بنفسه أي الرئيس بالتشاور مع الأشقاء في دول الخليج والسفير الأمريكي وتمت مباركتها من الجميع حرصاً منهم على تجنيب اليمن أتون الفتنة والصراع، والأشقاء في الخليج والأصدقاء بذلوا جهوداً كبيرة يشكرون عليها أثناء محادثاتهم مع الكل ومع المعارضة ومعنا ووجدوا أننا حريصون على الاتفاق والرئيس هو الذي وضع الجدول الزمني للتنفيذ، ومضوا في المبادرة ثم خرجت بصيغتها النهائية ووافقت عليها الأطراف من مبدأ الحرص على سلامة البلاد ووافق عليها عند معرفته بموافقتي لكن المعارضة في البداية تحفظت على تغيير البند الأول الذي كان ينص على التنحي ونقل السلطة لنائب الرئيس وتغير إلى تسليم صلاحياته لنائبه، ثم الاستقالة بعد ثلاثين يوماً من التوقيع، وبعد بذل جهود مضنية مع المعارضة من قبل الأشقاء والأصدقاء قبلت المعارضة وتفاجأ الرئيس بموافقتهم ليخرج بعد ذلك بعقبة جديدة أمام الاتفاق من أنه لن يوقع باسمه كرئيس جمهورية، وإنما كرئيس للمؤتمر الشعبي العام، وفي الأساس مطلب الشعب هو رحيل الرئيس وتنحيه وليس تنحي المؤتمر الشعبي العام ورحيله، الشعب والمعارضة ليس لديهم إشكالية مع المؤتمر وإنما مع الرئيس نفسه وحصل منه تراجع خطير ليخرج بعدها يتحفظ على التوقيع في حال حضور قطر وشن حملة غير منطقية على الأشقاء في قطر يقصد منها عرقلة الاتفاق وتفكيك المنظومة المتماسكة لدول الخليج بالرغم من أن دولة قطر الشقيقة قد أخرجته من أكثر من أزمة يصنعها هو ثم تشكل عليه ليستنجد بعد ذلك بالآخرين لحلها، ثم بعد ذلك رفض الحضور للتوقيع في الرياض لما يكنه للأشقاء في السعودية من اتهام بأنهم متبنين لمطالب تنحيه ورحيله فهو يسيء الظن بمن أحسن إليه، وهكذا نجده يختلق بين وقت وآخر معضلة أخرى للتنصل عما وافق عليه مسبقاً، وللأسف هو يحمل أفكار محمد سياد بري وخطيئته الصوملة وهو يعبر عن هذه الأفكار بصراحة في كل خطاباته كمن أضمر هذا وهو مقدم على تنفيذه حسب ما يظن، لكن الله سيبطل نواياه ويحيق بمكره، وأنا أستغرب كيف أن الرئيس لم يستفد من فترة تجربته ولا من التاريخ، فالرجل العظيم الذي يريد أن يترك وراءه تاريخاً له ولشعبه هو الذي يتخذ قرارات مصيرية حتى ولو على نفسه.


س/ إذاً برأيكم ما هو المخرج؟.


ج/ المخرج هو أن يقتنع أن الشعب أصبح غير قابل به كرئيس، لكنه يوافق ثم يتراجع وأتمنى له أن يترك السلطة ولا يزال لديه شيء من الاحترام في نفوس الناس، بدلاً من أن يترك السلطة وقد فقد كل شيء حتى ما هو في نفوس الشعب من تقدير، وأتمنى من الإخوة في الخليج أن يتمسكوا بمبادرتهم نصاً وروحاً وأنا واثق أنه سيرضخ في النهاية وسيوقع.


س/ اللواء علي محسن هل انشق أم انضم للثورة.
؟


ج/ أنا ومعي قيادة أنصار الثورة الشبابية الشعبية السلمية من أبناء القوات المسلحة والأمن لم ننشق وإنما أيدنا الثورة الشبابية الشعبية السلمية ومطالبها، وما يردده الرئيس وإعلامه أنه انقلاب أو انشقاق هذا طرح مفلس للأسف وليس لنا من مصلحة في هذا إلا ما يطالب به الشعب فاخترنا دعمنا للثورة السلمية ونحن في الجيش قيادة أنصار ثورة الشباب  الشعبية السلمية وعلى رأس هذه القيادة المناصرة للثورة اللواء الركن/ عبد الله علي عليوة ـ وزير الدفاع السابق ـ واللواء الركن/ حسين محمد عرب ـ وزير الداخلية الأسبق ـ واللواء الركن/ عبد الملك السياني ـ وزير الدفاع الأسبق ـ واللواء الركن/ علي محسن الأحمر ـ قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية قائد الفرقة الأولى مدرع ـ واللواء الركن/ محمد علي محسن قائد المنطقة العسكرية الشرقية، واللواء الركن/ الظاهري الشدادي ـ رئيس أركان المنطقة الشمالية الغربية وآخرين. متمسكون بهذه السلمية ولك أن تضع تحت كلمة السلمية ألف خط ولقد حاول الرئيس أكثر من مرة ولا يزال يحاول استفزازنا لإعطائه مبرراً لتفجير الموقف عسكرياً ولكننا نقول إننا لم ولن نستخدم أي قوة للمجابهة وسنحافظ على سلميتنا وموقفنا وهذا هو الذي أفقده صوابه، ولن نأتمر بأمره، كونه شخصاً فاقداً للشرعية إن لم يكن فاقداً للأهلية


س/ سعادة اللواء كيف انضمت الفرقة الأولى للمعتصمين؟.


ج/ في الأصل ساحة الاعتصام هي بالقرب من الفرقة ونظراً للاعتداءات المتكررة لبعض عناصر الأمن والبلاطجة على المعتصمين وجدت احتكاكات قوية بينهم، مما استدعى اتخاذ قرار من الدولة أن تقوم الفرقة بحماية المعتصمين؛ لأن الشعب والشباب يثقون في الفرقة وقواتها، وعلى لسان الرئيس نفسه قال لي: هم يثقون بك وبقواتك تولى أنت حمايتهم وكان يبيت شيئاً في نفسه، إذ حينما استلمنا حماية المعتصمين اكتشفنا أنهم كونوا فرقاً للاعتداء على المعتصمين باسم الفرقة واضطررنا إلى مواجهتم دون أضرار وأبعدناهم عن ساحة الاعتصام ولما رأيتهم بدؤوا هذه الأعمال تبين لنا أن الرئيس وأعوانه أرادوا في الأصل تشويه سمعة الفرقة وتكررت الاعتداءات ومعها تكررت الاستغاثات والنداءات للفرقة بأن انقذونا من هذا الظلم والتعدي والتقتيل، وبعد مذبحة الكرامة 18/3/2011م التي ذهب ضحيتها أكثر من 53 شهيداً وأكثر من 738 جريحاً ومصاباً طلبت أنا في اجتماع للدولة برئاسة الرئيس أن يتم تقديم كافة المعتدين للعدالة عبر تسليمهم للنيابة في كل المحافظات عدن وتعز الحديدة والضالع وصنعاء وأن يتم التحقيق معهم ويحاسبوا، ورفض الرئيس تسليمهم، كونهم سيفضحون مخطط الاعتداء؛ لأنهم سيدانون معهم، وأمام هذا الموقف أعلنت بعدها ومعي غالبية قيادات وضباط وصف وأفراد الجيش والأمن دعمنا وتأييدنا لثورة الشباب السلمية، ففسروها أنها انقلاب، فقلنا لهم أنتم للأسف لا تفقهون الفرق بين الانقلاب والانضمام والتأييد السلمي، مع أن الرئيس يعرف شكل الانقلابات التي نفذها هو على غيره، وأعلنت أننا لن نخل بالأمن داخل العاصمة، وبالفعل إذا زرت الساحة تجد أن فيها أمناً لا نظير له وسلمية يفتخر الإنسان بها، وأي شخص يخل في الأمن بالمنطقة التي نحميها نلقي القبض عليه ونسلمه للنيابة العامة، ومطلب التغيير سنة الله في خلقه وسنة الحياة، وأنا شخصياً - ولا أمنّ بذلك على الله- لا أقبل الظلم والضيم وما يلاقيه المعتصمون من النظام لا يمكن أن يقبله أي إنسان حر ولديه ذرة من دين وحياء وصحوة ضمير، ثم إنني قد حذرت الرئيس أكثر من مرة بأنك قطعت على نفسك عهوداً بأن تحافظ على الوطن ووحدته وسيادته وأن تحمي الشعب، فكيف بك تعتدي عليه وتزهق أرواح أبنائه وتسفك دمائهم، أما عن اسطوانته المشروخة التي يرددها دائماً لتأليب الآخرين علينا من أن موقفنا بمثابة انقلاب فهذا ليس صحيح وها أنتم ترون (مشيراً بيده لصورة الرئيس صالح تعلو خلفية مكتبه) صورة الرئيس في مكانها، وستبقى هنا حتى يتم إنزالها بالطريقة البروتكولية الرسمية وبالتالي فهو الذي انقلب على الشعب وينطبق عليه مقولة (رمتني بدائها وانسلت).
س/ من المؤكد سعادة اللواء أن قراركم بتأييد الثور ودعمها كان صعباً عليكم؟.
ج/ أعرف أنا أنه كان صعباً لكنني أعرف أن الشعب من أقصاه إلى أقصاه معنا ويؤيد هذا القرار، والرئيس وأعوانه أكثر ما يخشونه أن هذا القرار سلمي مما أفقدهم صوابهم ولذا فإعلامهم يومياً لا ينفك يكيل لنا الاتهامات الكاذبة والنعوت الممجوجة التي أربأ بنفسي عن ترديدها. ثم أن أبناء القوات المسلحة والأمن جميعهم يؤيدوننا ويؤيدون موقفنا والوفود العسكرية والشعبية من كل أنحاء الوطن تتوافد علينا صبحأً ومساء زرافات ووحدانا.. لكننا حريصون على أن لا تزهق روح أو تراق قطرة دم من أبناء شعبنا.


س/ إذاً سعادة اللواء ليس له مطامع سياسية أو شخصية؟.


ج/ إطلاقاً ليس لي أي مطامع، إلا أن أوصل هذه الجموع وهذه المطالب إلى بر الأمان وبسلام وتحقيقها على أرض الواقع وأشعر أنني قد خدمت سنوات طويلة وآن لي أن أستريح.


س/ ماذا لو استخدم الرئيس القوة؟.


ج/ هو يعرف أنه لو استخدم القوة فلن تأتي له بنتائج لصالحه وانضمامي وتأييدي لمطالب الشباب السلمية خلق توازناً وهو يعرف أننا معنا ولدينا قوة الشعب والمجتمع الدولي، وهو دائماً يهدد بالحرب متجاهلاً أن هذه النزعة الشيطانية في نفسه لن تجد لها استجابة في أوساط أبناء القوات المسلحة والأمن البواسل وكافة أبناء الشعب اليمني.


س/ برأيكم سعادة اللواء ما هي السيناريوهات المتوقعة.؟


ج/  -   إذا أراد الخروج المشرف نحن نباركه.
-   إذا أراد الضمانات نقدمها ونباركها.
-   ثم إننا في قيادة أنصار الثورة الشبابية الشعبية السلمية نريد أن نخرج البلاد من هذه الأزمة بسلام و بحكمة، والإيمان يمان والحكمة يمانية، كما قال الرسول (صلى الله عليه وسلم)، فإذا أراد الخروج بشكل مشرف سيحسب له، لكن إن أراد مخرجاً آخر فله إرادته، لكن نحن حتى اللحظة لا زلنا نراهن على الحكمة اليمانية وجهود الأشقاء والأصدقاء، ونراهن قبل كل ذلك على شعبنا اليمني العظيم ووعيه ووطنيته ووطنية وإخلاص أبناء القوات المسلحة والأمن الذين هم من نسيج هذا المجتمع وهم يعرفون مهامهم الحقيقية المتمثلة في حماية أمن واستقرار أبناء الشعب والوطن وأنهم مؤسسة وطنية لحماية الوطن والحفاظ علي سيادته وليس لحماية شخص وتحقيق نزعاته ونزواته.


س/ إذاً على ماذا يراهن الرئيس؟.


ج/ حقيقة لم يبق له مصلحة لكن حوله مجموعة لديها مصالح هي التي تغرر به وكونه ليس صاحب قرار ينجر ورائها والعقلاء من حوله والمحبين له وللوطن من المستشارين نصحوه في المبادرات كلها أن يوقع عليها ويخرج اليمن من المحنة وهذه الأزمة، ونحن نشكرهم على مواقفهم هذه ونشكر العقلاء في المؤتمر الشعبي الذين نصحوه بنفس النصيحة لكنه للأسف لم يستمع لنصائحهم، واليمن الآن تواجه مخاطر البلاطجة والمنتفعين فقط حول الرئيس، إضافة إلى مخاطر اقتصادية جمة نتيجة سحبه للرصيد الاحتياطي للدولة وعبثه به، هو في الأصل يراهن على المال ولجهله يراهن أن الشعب لا يزال جاهلاً وسينجر وراء مغامراته وحماقاته وهذا غير صحيح، شعبنا اليمني اليوم أضحى يعي كل ما يدور حوله خاصة ما يتعلق بمصيره ومصير وطنه رغم الأمية التعليمية الموجودة، أما الأمية السياسية فليس لدينا أمية في هذا الجانب، ورغم ما يحاول شحن البعض به وتعبئته الخاطئة وتسليحهم وصرف المبالغ الطائلة لهم، إلا أنهم يستمعون ويستلمون منه ويأتون إلينا مباركين الثورة الشبابية السلمية ومؤيدين وداعمين لموقفنا وللثورة الشبابية الشعبية السلمية.


س/ ماذا عن المعتدين على الشباب في جمعة الكرامة – هل صحيح أنهم موجودون لديكم؟.


ج/ نحن سلمناهم للنائب العام وبدأ النائب العام في إجراءاته القانونية ولما شعروا أنه قد توصل لنتائج تدينهم أقال الرئيس النائب العام الدكتور/ عبدالله العلفي وعين مكانه نائباً عاماً آخر الدكتور/ علي الأعوش، ظناً منه أن يستطيع أن يطمس الحقائق ويمرر عبره ما يريد، ونحن نعرف الدكتور/ الأعوش حق المعرفة وهو رجل قانوني محل ثقة الكثير ممن يعرفه ولا يمكن أن يقبل بتلطيخ سمعته عبر الإضرار بأبناء شعبه واعتساف الحقائق وتزويرها.


س/ هل لكم سعادة اللواء اتصال بشباب الثورة؟.


ج/ لدينا اتصالات بالشباب وكافة الشرائح الاجتماعية، والشباب متحمس ويطالبون بالرحيل الفوري وهم على حق.


س/ ماذا عن القاعدة وخطرها في اليمن؟


ج/ في الواقع القاعدة موجودة ولكن ليس بالشكل المبالغ فيه الذي يطرحه النظام، فطرح النظام فيه مزايدة؛ لأن موضوع القاعدة فيه عائد مادي كبير يستفيد منه النظام، وأصبحت بمثابة مزرعة مال بالنسبة للرئيس، القاعدة الآن تعمل من داخل الأمن القومي ولقاءاتهم مستمرة بقيادة الحرس الخاص للرئيس ويتلقى أعضاؤها تعليماتهم منهم، والأشقاء والأصدقاء الأمريكان والأوروبيون أصبحوا الآن يعرفون ذلك وبالتالي فموضوع القاعدة لديه كالبقرة الحلوب، وهي عملية مفبركة أكثر مما يشاع ويطرح من قبل الرئيس ونظامه، ووضع غير هذا بدون وجود الرئيس ونظامه سيتم حسم أمر الإرهاب في اليمن إن شاء الله.


س/ في حالة تنحي الرئيس هل سعادة اللواء لديه رؤية بأنه البديل؟


ج/ هذه الرؤية ليست موجودة على الإطلاق، بعد خروجه مباشرة إن شاء الله سأعتزل العمل وأتقاعد وأستريح من عناء الخدمة لمدة "55" عاماً حتى اللحظة، وليس لي أي مطامع، ثم إنني لا أضمر شراً لأحد حتى للرئيس، ولا أضمر إلا كل الخير لكل الناس، وأنا أعرف أن المستشارين المخلصين له وللوطن يعرفون حقيقة هذا الأمر ويشيرون عليه ليل نهار أن مصلحته ومصلحة الوطن بيده وتكمن في تنحيه وإخراج البلاد من الأزمة لكنه أصبح لا يستمع لهم، ويهمني هنا أن أنوه مرة أخرى أن على الإخوة الأعزاء في الخليج والأصدقاء الأمريكيين والأوروبيين التمسك بالمبادرة الخليجية دون زيادة أو نقصان، خدمة لإخوانهم وأصدقائهم في اليمن وللمنطقة والعالم.
س/ ماذا عن علاقتكم مع إخوانكم قادة دول الخليج؟.
ج/ العلاقة مع الإخوة في الخليج حميمية جداً، بل وشخصية على المستوى الرسمي والشخصي وهي متأصلة بالنسبة لنا على الثقة، ويجب أن تؤصل على الثقة والمصالح المشتركة وأن لا تكون مرتبطة بأشخاص، بل بالشعوب ومصالحها.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد