أي حجاب هذا؟

2011-05-24 15:07:56 محمد الحيمدي


لقد تفشت في مجتمعنا الإسلامي ظاهرة خطيرة طالت حجاب المرأة، حيث أصبحنا نشاهد حجاباً متبرجاً تشمئز منه النفوس المؤمنة، نساء محجبات لكنهن عاريات.
أي حجاب هذا الذي ترتديه المرأة اليوم؟ وجه مزين بمختلف الألوان، لباس شفاف وضيق يظهر مفاتنها، روائح عطرة فواحة تثير المارة رجالاً ونساءً، أي حجاب هذا وديننا ينهانا عن الخروج في هذه الصورة، عن أبي موسى رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" كل عين زانية والمرأة إذا استعطرت، فمرت بالمجلس كذا وكذا، يعني زانية" رواه أبو داوود والترمذي.
لقد كثر عدد اللاتي يحاولن التشبه بالصالحات، وهن بلباسهن أبعد ما يكن عن دين الله ومبادئه، بل هن من أشد الخلق انتهاكاً لحرماته.
ظهر الفساد على ظاهرها من جديد، فبعد أن نجح "المجددون" أو من يسمون أنفسهم هكذا، في إخراجها إلى الشارع سافرة شبه عارية، عادوا من حيث بدأوا واتخذوها كسلاح للقضاء على ما تبقى من ذرة إيمان في قلبها، وذلك بنشر "الحجاب العصري"، إنه أخطر سلاح يعتمده أعداء الإسلام، سلاح يثير الفتنة ويهدف إلى تدمير الأخلاق والمبادئ الإسلامية.
لِمَ هذا الضياع الذي تعيشه المرأة المسلمة، في عصرنا هذا، والإسلام كرمها ورفعها إلى أبعد مما يطمح خيالها، حيث نعمت في ظله بوثوق الإيمان، لها ما لها من الحقوق، وعليها من الواجبات ما يلائم تكوينها، قال تعالى: "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف" البقرة: 228، وأولاها غاية الأهمية والعناية باعتبارها صانعة المجتمع.
لقد عاشت في كنفه عزاً لا مثيل له، غير أن هذا العز لم يدم طويلاً، فسرعان ما تعرضت للمهانة في الجاهلية المعاصرة تحت ستار التحرير والعصرنة، لقد نصب لها "المجددون" الشباك، واحتالوا عليها بشتى الحيل، ولم تفكر بالمقاومة، وأنا لا أعمم فهناك نساء كثر قاومن وما يزلن، بل ألقت بزمامها على التيار، فقذف بها حيث أوحال مستنقعات الدناءة.
ليتها تستفيق من سباتها، لتلاحظ تصورات دعاة التحرر التي تجعل الفساد ازدهاراً، والعفة انحطاطاً، ومخططاتهم ترمي كلها إلى إبعادها عن وظيفتها وتدمر أخلاقياتها، وتكتشف أن وضعها في النظام الإسلامي ليس فيه خلل وإنما أُخلَّ به، فقد التمسها المتشدقون بالدين عذراً لنقص عقلها ودينها، فغضوا الطرف عن هفواتها وأخطائها، وساعدوها بصمتها على الضلال، وكانوا بذلك آثمين في حقها وحق مجتمعنا المسلم.
إن انحراف المرأة المسلمة ولنكن أكثر دقة وصوباً بعض النساء المسلمات، عن دورهن الرائع والجليل، السامي في بناء المجتمع الإسلامي، أدى إلى انهيار المبادئ والأخلاق، وتمزق الأسر، وضياع الأطفال بين الرذيلة والفضيلة حتى أصبحنا نعيش حاضراً وجيعاً، استشرت فيه المفاسد،.
فليس من العدل أن ندع هؤلاء العابثين يتلاعبون بأفكارنا ومبادئنا الإسلامية السمحة، وليس من الحكمة أن ندع الضعف يغلب القوة والرذيلة تهزم الفضيلة، وليس من الإسلام أن نفتح أبواب بيوتنا لفكر عقيم، يدمر أنوثة المرأة، ويعدم طفولتها.
علينا أن نعيد لها ثقتها بنفسها، فهي ليست بالخلق الضعيف النفس -كما يعتقد المغرضون- لأن من احتمل ما احتملته من ظلمات التاريخ، وعسف الأب، وجلف الزوج، ونظرة المجتمع المحتقرة، إلى وقر الحمل، وألم المخاض، وسهد الأمومة –راضياً مطمئناً- لا يكون ضعيفاً.
علينا أن نتمسك بالعروة الوثقى، فبين أيدينا معين لا ينضب، وأن نطبق الشريعة الإسلامية في وضع المرأة لأنها الأم والبنت والزوجة والأخت والمستقبل كله.
علينا أن نذكرها بالمرأة المسلمة العابدة، العالمة المربية الصالحة، الحصن المنيع، علها تهجر تلك الأفكار الشيطانية والتصرفات "الشاذة" التي تحط من مكانتها وقيمتها الرفيعة التي منحها إياه الإسلام.
علينا أن نتذكر في يقين قول الرسول صلى الله عليه وسلم :"استوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج ما في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء" رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
ALHAIMDI@Gmail.com

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد