في ندوة نظمها مركز مدار للدراسات..

تعارض الرؤى والأفكار في القضية الجنوبية بعدن

2011-05-24 16:02:38 أخبار اليوم / علي الصبيحي


أقيمت صباح أمس بقاعة الأرجوانية بعدن ندوة بعنوان "القضية الجنوبية الأبعاد وآفاق الحل" نظمها مركز دراسات الرأي العام والبحوث الاجتماعية "مدار".
بحضور الإخوة/ حسين عرب ـ وزير الداخلية السابق "عضو مجلس الشورى" ومصطفى العيدروس، والأخ قاسم عسكر وعدد من القيادات الشخصية والسياسية والناشطين الحقوقيين والأكاديميين والإعلاميين والباحثين.
وفي أطروحة للدكتور/ فضل علي عبدالله لفت فيها إلى أن اليمن شمالاً وجنوباً تواجه المشاكل معزياً ذلك إلى غياب الدولة بمعناها الحقيقي.
وقال د/ فضل: الحل لمشاكلنا في اليمن هو أن نتحد وننزل إلى الساحات مع شباب التغيير لنسقط النظام أولاً، ثم بعد ذلك نتفق نحن وإخواننا في الشمال لندعم شباب الثورة بدون تعصب أو تحيز وبدون حصر الحلول في زوايا ضيقة.

من جانبه قال الجفري: إن القضية الجنوبية قضية مركبة من عدة زوايا وما جرى من حراك فيها بدأ بقضايا حقوقية مطلبية وتحول إلى حراك سياسي واحتقان حاد.
مضيفاً: حاول النظام تهميش المحافظات الجنوبية بعد حرب 94م عندما تجاهل الموروث الثقافي وترك الثارات القبلية كوسيلة لأخذ الحق، بالإضافة إلى عملية الخصخصة التي كانت مسمى لنهب المؤسسات الاقتصادية لصالح عصابة من المتنفذين المختفين تحت ما يعرف برجال الأعمال وتعمد النظام تسريح الآلاف من موظفي القطاع العام والذي يعتمد فيه أبناء المحافظات الجنوبية على رواتبهم فقط في معيشتهم دون أن يقدم بدائل تحفظ لهم كرامتهم وبالمقابل قام بمنح الأراضي في الجنوب لكبار المتنفذين.
وأردف الجفري: مارس النظام سياسة التمييز والتمايز في معاملة أبناء الوطن، ما أفقد أهم ركن من الديمقراطية وهو تحقيق التوازن بين فئات المجتمع ما جعل الديمقراطية وكأنها تسلط الأغلبية العديدة.
وفي ختام مداخلته أوضح الجفري أن الذي فاقم القضية الجنوبية هو إنعدام وغياب التعامل الجاد من قبل النظام لمعالجة مطالب الشعب.

منوهاً إلى أن الأنظمة التي حاولت أن تصهر كل مكونات الوحدة في بوتقة واحدة دون أن تأخذ في اعتبارها التنوع والتعددية تفشل فشلاً ذريعاً، كما حصل في الاتحاد السوفيتي سابقاً وعلى عكسها تماماً الوحدات القائمة على أساس الدولة المركبة حققت نجاحاً كالإمارات وماليزيا وإيطاليا والهند وألمانيا والولايات المتحدة.
من جهته تناول د/ حسين العاقل في ورقته عدداً من الحقائق لمجريات الأحداث السياسية والاقتصادية المتعلقة بالتنافس بين الشركات الأجنبية لاحتكار منابع النفط في شبه الجزيرة العربية باعتباره مصدراً للطاقة، مستعرضاً اهتمام بريطانيا بالربع الخالي الذي يحتوي على بحيرات نفطية، مشيرا إلى أن ذلك التآمر من بريطانيا مع بقية الدول العالمية والإقليمية أوصل اليمن إلى تحقيق وحدة اندماجية بدون ضمانات.
وأضاف العاقل: النظام الحاكم لم تكن لديه مصداقية في الوحدة، حيث أنها لم تكن هدفاً نبيلاً ومشروعاًُ وطنياً بالنسبة له.
حيث أنه نفذ مخططه بعد 94م وتم العبث بمساحة المحافظات الجنوبية البالغة "338.000" كيلو متر مربع وقام بتقسيمها إلى "92" قطاع نفطي وذلك بقرار رئاسي لأفراد عائلة الحاكم والمقربين والموالين له وبلغت تلك القرارات حتى عام 2002م إلى 48 قراراً جمهورياً، حيث تمكن المتنفذون بمكرمة الرئيس من استجلاب أكثر من "46" شركة نفطية معظمها كانت شركات وهمية بمسميات مزيفة لشركات عالمية، كما استنسخت أكثر من "80" شركة خدماتية محلية جميعها تتبع متنفذين من كبار الفاسدين وناهبي الثروات في السلطة.
وفي ختام أطروحته قال العاقل: النظام أرتكب جرائم وفضائح مخجلة في عملية نهب الغاز الطبيعي وفق اتفاقيات مجحفة لا يمكن لأي إنسان مهما بلغت خيانته وتجرده من وطنيته أن يقبل بمثل تلك الاتفاقيات التي وقعها النظام الحاكم وسماسرة الفساد اليمني مع شركات توتال الفرنسية وكوجاز وسي سي كي الكوريتين من خلال استثمار 33 ترليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي لمدة "30" عاماً بسعر ثابت لا يتغير بواقع "3.2" دولار لكل مليون وحدة حرارية، بينما سعرها العالمي يتراوح ما بين "12 ـ 15" دولار لكل مليون وحدة حرارية.
من جانبه أوضح السفير السابق قاسم عسكر أن الحراك الجنوبي السلمي كان ناتجاً عن شعور أبناء الجنوب بالحرمان والتهميش المتعمد من النظام سياسياً وجغرافياً واقتصادياً بعد أن كانوا الشريك الرئيسي في الوحدة.
وقال عسكر: بدأت القضية الجنوبية بعد أن تم مصادرة حق الجنوبيين وتحويل هويتهم بعد حرب صيف "94" وطمس معالم الدولة التي قدمت للوحدة كل ما تملك.
من جانبه أشاد علي الأحمدي الناطق الرسمي لحركة النهوض الشبابية، إلى العلاقة بين الحراك السلمي والقضية الجنوبية.
وقال الأحمدي: إن للقضية الجنوبية بعدين، بعد ما بعد عام 90م وبعد آخر ما قبل عام 90م والأول يتعلق بشراكة وقعت ما بين طرفين وتم الانقلاب عليها، فأصبحت القضية الجنوبية في نظر الجنوبيين جرحاً غائراً وهي كانت ضمن مشاكل قديمة منذ الاستقلال، حيث أن جنوبي اليمن مر بمشاكل حصلت فيها صراعات وسفكت فيها دماء وهذه حقائق تاريخية حتى وأن كان أتى بعد ذلك ما يعرف بالتسامح والتصالح.
معتبراً أن الأمر يحتاج إلى نوع من التأمل في جميع رواسب الماضي التي طالت شريحة كبيرة ممن تضرروا ما قبل أحداث 94م وما بعدها.
وأضاف الأحمدي: علينا تصحيح الأخطاء السابقة دون أن ينفرد الحراك أو غيره بالقضية الجنوبية، فالحراك الجنوبي قسمين حراك هبة شعبية نابع من معاناة الناس وهذا هو الحامل للقضية الجنوبية، بينما هناك جزء آخر من الحراك هو حراك قيادة وتنظيم وهذا حقاً مشروعاً سواء للمعارضة في الخارج أو حراك الداخل، لأنه لم يكن هناك من يتكلم عن القضية بشكل جيد عدى بعض المفكرين، حتى أتى الحراك في 2006م وحرك المياه الراكدة.
ونحن كشباب في عدن نتقبل كل الآراء ونحترم كل التكوينات، لكننا نأخذ على الحراك القيادي بعض المآخذ منها أنه لم يخرج من شكله القديم ولم نر وجوهاً شابة جديدة، بالإضافة إلى أن في الحراك القيادي خطاب شحن في محاولة للتنكر من الأصول اليمنية دون وضع رؤية سلسة واستقطاب كفاءات شبابية من أبناء الجنوب.
كما تقدمت د. هدى العطاس بمداخلة لها أوضحت فيها أن كل الضحايا مشمولين بالتعاطف مع ثورة الشباب وأن سقوط النظام هو جزء من الحل للقضية الجنوبية.
وقالت العطاس: هناك حاملان للقضية الجنوبية حامل سياسي والذي يجب أن يكون مدى للحامل الميداني الذي يتبناه الشاب في الساحات والذي هو ورقة ضغط بمعنى أن الحامل السياسي يضع الرؤية، لكن لا يجب أن يكون متجاوزاً للحامل الميداني.
من جهتها قالت أسماء الحمزة: إن مشروع الانفصال هو مشروع استعماري يريد أن يجزأ اليمن، فمشكلتنا أن النظام سرق الثروة وهناك من يريد أن يسرق منا الهوية وهذا غريب أن يوجد بيننا اليوم من يقول إن الجنوب ليس من اليمن وهذا ما نرفضه.
وتابعت الحمزة ثورة الشباب هي الثورة التي أظهرت بالفعل القضية الجنوبية وأظهرت أن المعاناة واحدة شمالاً وجنوباً من قبل نظام مستبد ولا خلاص من هذا الحكم الطاغي إلا بالوحدة الحقيقية التي تعطي كل اليمنيين حقوقهم، مشيرة إلى ضرورة الوقوف بجدية مع ثورة الشباب.
إلى ذلك دعا حسين بن عرب في أطروحته إلى نبذ جميع المصطلحات السيئة والترفع عن النظرة الضيقة واستبدالها بشعور الشراكة والانتماء للوطن، مؤكداً أن القضية الجنوبية قضية أكبر من الجميع وأنها سوف تحصل على حقها إذا ما اتحد الجميع وقبل بالآخر.
وفي ختام الندوة دعا د/ فضل الربيعي –رئيس مركز مدار للدراسات، المنظم للدورة- دعا الجميع إلى مواصلة بقية المحاور المتبقية اليوم الثلاثاء، منوهاً إلى أن المركز حرص على استدعاء كافة التكوينات والتيارات السياسية، حرصاً منه على خلق حوار جاد، يتم فيه طرح كافة الرؤى المتعلقة بالقضية الجنوبية دون إقصاء أو مصادرة أي رأي بغض النظر عن تباين وجهات النظر.
 

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد