صعدة.. استتباب أمني وأوضاع مستقرة وقلوب يوحدها إسقاط النظام

2011-06-02 10:01:57 نايف علي


لبست صعدة حلتها الجديدة وخلعت عنها بقايا النظام، بعد ما كانت محافظة تنازعتها أطياف متداخلة من المطامع والمخاوف طيلة السنوات الماضية، تبدو صعدة اليوم، وبعد ما يقارب الشهرين عن إعلانها إسقاط النظام كأول محافظة أعلنت الخلاص من نظام علي صالح ـ أكثر أمناً واستقراراً من مثيلاتها.
إلا أن هذا الإعلان يبدو كرصاصة رحمة تحول ـ لدى عدد من بسطاء صعدة ومزارعيها الذين التقيناهم ـ إلى كابوس وهاجس حرب سابعة، اندلاع شراراتها مرهون باستعادة نظام صالح توازنه وإن كان ذلك لم يعد وارداً في ظل التصدع الجاري في بنية النظام.
"أخبار اليوم" تقصت ميدانياً طبيعة المشهد اليومي القائم في صعدة والذي لا يخلو من مفارقات فرضتها تعقيدات التركيبة الاجتماعية والقبلية.
ـ أول ثمار الثورة ـ
في الـ24 من شهر مارس المنصرم أعلن عن ترشح فارس مناع محافظاً مؤقتاً لمحافظة صعدة حتى قيام انتخابات المحافظين كأول ثمار الثورة الشبابية بترشيح من أعضاء السلطة المحلية بحسب أحد أعضاء السلطة المحلية، واتهمت حينها مصادر في السلطة جماعة الحوثي بإثارة الفوضى واقتحام المنشآت الحكومية، فيما اعتبر قيادي في اللقاء المشترك ذلك حقاً لأبناء صعدة في اختيار محافظاً من أبنائها.
فيما اعتبر الكاتب والمحلل السياسي د/عادل شجاع عملية انتخاب فارس مناع محافظاً لصعدة بأنها ترسم جزء من ملامح مستقبل النظام السياسي لدى قادة التغيير في شمال الوطن، وبعيداً عن ما رافق تلك العملية من مأخذ ضمنية في منظورها الديمقراطي، إلا أنها خطوة أولى جريئة في الاتجاه نحو التغيير وإسقاط النظام.
ـ صعدة بعد التغييرـ
على الرغم من التركة الثقيلة التي خلفتها الحروب الستة ـ طيلة السنوات الماضية ـ إلا أن طبيعة الحياة اليومية في صعدة بعد إعلانها الانضمام للثورة الشبابية بكل مكوناتها وأطيافها السياسية بما فيها قيادات الحزب الحاكم بفرع صعدة، طبيعية ومستقرة، إذ تشهد الأسواق والشوارع العامة في مدينة صعدة ازدحاماً لم تكن معتادةً عليه في السابق وبذلك حققت صعدة انتعاشاً اقتصادياً ونمواً مطرداً وتزايداً متواصلاً في عملية البيع والشراء.. وهو ما قاله ماجد أبوعياف مالك لأحد المحال التجارية لزيوت والبطاريات والإطارات بشارع باب السلام.. والسبب ـ حسب قوله، المشاكل التي كانت بين بعض القبائل الموالية للسلطة والمعارضة لها من جهة وبين جماعة الحوثي والسلطة من جهة ثانية والذي جعل مركز المحافظة محصوراً على الموالين للسلطة والمناصرين لها ومن لا علاقة له بالأطراف المتصارعة.
كما شهدت الحركة الفندقية انتعاشاً نوعاً ما، وأعادت المطاعم والمحال التجارية فتح أبوابها التي كانت قد أغلقت كنتاج طبيعي للأحداث التي شهدتها صعدة في الفترات الماضية.
ـ إنضابط وظيفي ـ
مظاهر الانضباط الوظيفي في القطاع العام تسير بشكل طبيعي، يؤدي الموظفون مهامهم الوظيفية بسلاسة مع وجود إشكاليات في بعض المكاتب كمسلمة طبيعية لعدم استيعابها لما حدث.
مدير عام مكتب الخدمة المدنية بصعدة الأخ/ محمد عدلان الذي إلتقيناه ليرسم لنا صور الانضباط الوظيفي في المحافظة، قال إن نسبة الانضباط في شهر أبريل المنصرم تحسنت، حيث وصل إلى 80% ويعود ذلك حسب قوله إلى عملية صرف المرتبات يداً بيد من خلال لجان ميدانية نزلت إلى مختلف المكاتب التنفيذية والوحدات الأحادية في المحافظة، مشيراً إلى أنه تم توريد مرتبات الموظفين الذين لم يتواجدوا في مقرات أعمالهم إلى حساب أمانات، مؤكداً أنه بمجرد حضور الموظف والتزامه بالدوام يتم صرف مرتبه.. وحول عملية التوظيف للمرشحين لهذا العام 2011م قال عدلان بأنهم تلقوا كشوفات من وزارة الخدمة المدنية بعدد 542 موظفاً من مختلف التخصصات تمثل 25% من المتقدمين لطلب التوظيف في المحافظة ومن المتوقع استكمال إجراءات التوظيف في نهاية مايو وبداية شهر يونيو الجاري.
وبالتزامن مع الإعداد والتحضير لامتحانات المرحلتين التاسع أساسي والثالث الثانوي.. أكمل طلاب النقل في المرحلتين الأساسية والثانوية امتحاناتهم في الأيام الماضية والتي جرت في مختلف مدارس صعدة بحسب تصريح مصدر بمكتب التربية والتعليم بالمحافظة.
وبالرغم من عدم معرفة المسؤولين في إدارة الاختبارات والامتحانات بأعداد الطلاب الذين دخلوا امتحانات النقل إلا أن التساؤل يدور حول إمكانية نجاح امتحانات بأعداد طلاب التاسع أساسي والثالث الثانوي في ظل عدم استكمال جمع استمارات وبطائق أرقام الجلوس إلى مكتب التربية بالمحافظة في المدارس والمراكز التعليمية ـ بحسب ما قاله أحد المختصين في إدارة الاختبارات بالمحافظة، لا سيما وأن الامتحانات على الأبواب والمقررة في الـ25 من يونيو الجاري وفق ما أعلنته وزارة التربية والتعليم.
ـ المشهد الأمني ـ
يمكن قرأت مظاهر المشهد الأمني القائم في صعدة وفق سيناريوهات معقدة.. مع أن المشهد الأمني في الشهرين الماضين يشير طابع الهدوء الحذر أفرزتها حالات الاحتراب المتعاقبة في السنوات الماضية، إلا أن انضمام اللواء علي محسن قائد المنطقة الشمالية الغربية التي تقع صعدة في إطارها، لثروة الشباب وتعهده بحمايتها خفف من ذلك الاحتقان، بل مثل عنصراً هاماً وقوياً والانسجام بين الوحدات العسكرية وأبناء صعدة.. والذي كان أهم ما حققته الثورة الشبابية وأحد أهدافها والتي طوت بحلولها سنوات الاحتراب والخوف ومدت جسور المحبة وروح التعايش والأمل في نفوس سئمت التوق إلى حياة آمنة وملت موسم فك الارتباط مع البندقية.
فالتعايش المريح بين الوحدات العسكرية وأبناء صعدة، أفضى إلى ضبط الأوضاع الأمنية وتحقيق الاستقرار في ريف صعدة والحضر، وتوحد الجميع في ساحات صعدة تحت شعار "الشعب يريد إسقاط النظام"
كل يوميَّ "الجمعة ـ والاثنين" كفعالية يحرص الجميع من مدنيين وعسكريين على حضورها.

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد