فيما بريطانيا ترسل طائرات أباتشي

المخابرات الأميركية تعتزم توسيع نطاق حربها السرية في اليمن وتشغيل طائرات بدون طيار مسلحة

2011-06-15 17:41:55 أخبار اليوم/ ترجمة خاصة


أكد مسؤولون أميركيون اعتزام وكالة المخابرات الأميركية توسيع نطاق عمليات الاستخبارات الأميركية في اليمن للبحث عن عناصر القاعدة بعد أن تعطلت في البلاد جهود مكافحة الإرهاب بسبب الفوضى السياسية.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن مسؤولين أميركيين إنه من المتوقع أن تبدأ وكالة المخابرات المركزية الأميركية تشغيل طائرات بدون طيار مسلحة في أجواء اليمن.
وعلقت بالقول: إن المهام الجديدة للوكالة تعتبر تصعيداً كبيراً في الحرب الأميركية السرية في اليمن، فضلاً عن توسع كبير في حرب وكالة المخابرات المركزية التي تستخدم طائرات بدون طيار مسلحة.
وكانت الوكالة استخدمت طائرات بدون طيار مسلحة أول مرة في أفغانستان قبل نحو عشر سنوات ونفذت المئات من الغارات في باكستان في السنوات الأخيرة.
وقال مسؤولون: إن نتيجة لذلك فإن الوكالة طورت من خبرتها في استخدام مزيد من طائرات بدون طيار للمراقبة وزراعة شبكات من المصادر البشرية على الأرض لتنفيذ هجمات داخل البلاد عندما تكون قدرة الجيش الأميركي محدودة في العمل.
وحسب التقرير الذي نشرته الصحيفة الأميركية، فإن إضافة طائرات بدون طيار مسلحة تابعة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية يكشف عن قلق متزايد داخل قيادة العمليات الخاصة المشتركة حول قلة ما حصلت عليه الحملة التي يديرها الجيش الأميركي بطائرات بدون طيار في اليمن من موارد كافية، إضافة إلى خطورة التهديد الذي تشكله القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
واعتبرت الصحيفة الخطة لنقل هذا النوع من الطائرات، إضافة إلى طائرات بدون طيار غير مسلحة إلى المنطقة يعكس قرار الرئيس أوباما بأن تهديد القاعدة في اليمن قد تنامى بشكل خطير جداً، حيث لم تعد كافية الدوريات التي تقوم بها الطائرات العسكرية الأميركية، منوهة إلى أن قرار نشر طائرات تابعة لوكالة المخابرات المركزية في اليمن يأتي في خضم انهيار التعاون بين قوات العمليات الخاصة الأميركية ووحدات مكافحة الإرهاب اليمنية بسبب الاضطرابات السياسية في اليمن.
وقال المسؤولون الأميركيون: إن وكالة المخابرات المركزية ستعمل جنباً إلى جنب وبالتنسيق الوثيق مع قيادة العمليات الخاصة المشتركة الأميركية التي تشغل منذ أكثر من عام طائرات بدون طيار وطائرات توجيه عن بعد أخرى فوق اليمن.
ولأنها تعمل تحت سلطات قانونية مختلفة بعكس الجيش الأميركي، فإن وكالة المخابرات المركزية تملك مجالاً أكبر لتنفيذ ضربات جوية إذا تبدل المناخ السياسي في اليمن وتناقص أو قُطع التعاون مع القوات الأميركية - حسب المسؤولين الأميركيين.
وقال مسؤول أميركي مطلع على الخطة: "هذه الحملة الموسعة ستستخدم مزيج من المعدات الأميركية، مشيراً إلى أنها لن تكون مثل إحداث تغيير في القيادة بحيث تنتقل من الجيش الأميركي إلى وكالة المخابرات المركزية".
وفيما رفضت المتحدثة باسم الوكالة التعليق حول هذا الأمر.. قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي "تومي فيتور": إن البيت الأبيض لن يعلق أيضاً في هذا الجانب، إلا أن مسؤولاً أميركياً آخر قال: إنه تم توفير أقل من عشرة طائرات بدون طيار تابعة للقيادة المشتركة للقيام بدوريات في اليمن خلال معظم السنة الماضية، وهو أقل بكثير مما تم استخدامه في أفغانستان أو العراق.
وقد طلب المسؤولون عدم الكشف عن هوياتهم نظراً لحساسية العمليات المرتبطة باليمن.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاضطرابات في اليمن ضغطت على البيت الأبيض لاستخدام وسائل أخرى لتحديد أماكن تواجد عناصر القاعدة في شبه الجزيرة العربية الذين يستفيدون من الفوضى لتثبيت وضعهم في البلاد وربما شن هجمات جديدة.
وفي الأشهر الأخيرة قال مسؤولون أميركيون مراراًً: إن القاعدة في اليمن تمثل التهديد الأكثر خطورة على الأهداف أميركية.
وفي جلسة استماع أمام لجنة مجلس الشيوخ يوم الخميس الماضي، أكد مدير وكالة المخابرات المركزية "ليون بانيتا" بأن الوكالة قد وسعت برامجها لمكافحة الإرهاب في اليمن والصومال وشمال إفريقيا.
وقال بانيتا: "لقد طورنا نهجنا في العمليات في كل من هذه المناطق التي ستحوي القاعدة وستلاحقها حتى لا يتوفر لديهم أي مكان يهربون إليه".
من جهتها قالت صحيفة "التلغراف" البريطانية إن بريطانيا تستعد لإرسال طائرات هليكوبتر هجومية من طراز "أباتشي" إلى اليمن كغطاء لعمليات الإجلاء من البلاد المضطرب بشدة والذي يقف على شفا حرب أهلية.
وقالت مصادر في وزارة الدفاع البريطانية: إن الضابط البريطاني، الذي قاد بعثة استطلاعية إلى اليمن ربما يكون قائد سرب كبير من الطائرات المروحية، يجري حالياً التخطيط التنفيذي للقيام بمهمة إنقاذ محتملة للدبلوماسيين وغيرهم من الذين قد تتقطع بهم السبل.
وأشارت الصحيفة إلى أن الطيارين على الأباتشي تلقوا تدريبات في القاعدة الرئيسية في سوفولك وتم تحميل خرائط سرية عن اليمن إلى أجهزتهم المحمولة.
وقال مصدر في سلاح الجو البريطاني إنه في الأسابيع القليلة الماضية "ظهرت خرائط اليمن على نظامنا الخاص بالتخطيط للبعثات، وأنه يمكن إرسال على الأقل اثنتين من مروحيات أباتشي إلى سفن تابعة للأسطول الملكي المتمركزة حالياً قبالة السواحل اليمنية.
وسيتم استخدام الطائرات فقط لإجلاء السفير البريطاني وموظفيه إضافة إلى 30 رجلاً من فريق التدريب العسكري الذين يدربون القوات الخاصة اليمنية.
ومن المتوقع أن ترافق الأباتشي طائرات صغيرة إلى العاصمة صنعاء، وهي إحدى المدن التي شهدت اشتباكات بين القوات الحكومية والميليشيات القبلية.
وعلى صعيد آخر نقلت وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية عن وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس بأن الوضع في اليمن قد هدأ قليلاً بعد أن غادر الرئيس/ صالح إلى السعودية في "5" يونيو لتلقي العلاج من الجراح التي أصيب بها في الهجوم على دار الرئاسة.
وقال غيتس: إنه يشعر بتفاؤل حذر حيال التطورات الجارية في اليمن المضطرب، حيث اندلع قتال مسلح بين الحكومة وقبائل معارضة، مما دفع بالبلاد نحو حرب أهلية.
وأضاف: "لا أعتقد أنكم سترون حرباً كاملة هناك ببقاء صالح في السعودية، قد يتم عمل شيء ما للخروج من هذا الوضع عن طريق إيجاد توافق بين أسرة صالح والقبائل المعارضة والجيش".

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد