قال محافظ لحج أن قيادة المحافظة لم تكن تتوقع الهجوم الذي تعرضت له فجر الأربعاء من قبل مسلحين قدموا من أبين وأنهم فوجؤوا بذلك الهجوم.
وأكد محافظ لحج في تصريح لـ"أخبار اليوم" مساء الأربعاء بأن رجال الأمن تمكنوا من إفشال مخطط كان يهدف المسلحون من خلاله السيطرة على عدد من المنشآت الحكومية في لحج، مضيفاً بأن الوضع في المحافظة حالياً هادئاً ومستقراً، وإن كانت المحافظة ليست خالية من عناصر المسلحين بعد صد الهجوم ـ حد قوله.
وأشار إلى أن قوات الأمن تصدت لتلك العناصر المسلحة وتمكنت من إفشال خططهم التي كانت تهدف للإستيلاء على المرافق المالية للدولة، موضحاً أن العملية التي نفذها المسلحون استهدفت إدارة الأمن العام وإدارة النجدة بالمحافظة وإدارة أمن مديرية الحوطة في عاصمة المحافظة وحول الأنباء التي أفادت أن دور رجال الأمن اقتصر على اشتباكات بسيطة غادر بعدها مدير الأمن بأطقمه، وأوضح المحافظ المجيدي أن لا علم لديه بذلك وأن مدير الأمن العميد/ جميل عقلان كان قد تم استدعاؤه من قبل وزير الداخلية واستبداله من منصبه في المحافظة بشخص آخر، لافتاً إلى أن ذلك كان مصادفة وأنهم في محافظة لحج لا يعرفون حتى ساعة كتابة الخبر ما إذا كان مدير ا لأمن السابق أخذ أية أشياء، مشيراً إلى أن وزارة الداخلية عادة ما تشكل لجنة استلام وتسليم عند تعيين شخص بدل آخر وأن مدير الأمن الحالي استلم منصبه صباح الأربعاء.
وقال أحمد عبدالله المجيدي أنه عمم على مدير الأمن الحالي العقيد/ سليمان القيسي أن يكون متواجداً في قيادة المحافظة، طالما أنه قد كلف بمهام المدير السابق، وذلك حتى لا يحصل أي فراغ، حتى وإن كان لم يتسلم مكان مدير الأمن السابق الذي غادر المحافظة.
واستبعد محافظ لحج أن يكون هناك نوايا سيئة لاستهداف المحافظة، مشدداً على ضرورة تصحيح الوضع الأمني الذي شهد شيئاً من الإفلات خلال المرحلة الماضية..
وأكد أنهم في قيادة المحافظة ما كانوا يتوقعون أية استهداف لعاصمة المحافظة وذلك لعدة أسباب، مضيفاً أنه إذا كان ما حدث وراءه القاعدة، فليتعظوا بقوله تعالى : ((ولا تزر وازرة وزر أخرى)).. وأضاف: نحن الآن نستقبل آلاف النازحين من محافظة أبين حيث وصل إلى لحج ما يزيد عن تسعة آلاف نازح، ناهيك عما وصل إلى عدن من نازحين لا يقل عددهم عن أحد عشر ألف نازح.
ونوه إلى أنهم يعملون على إيواء النازحين ويبذلون جهوداً في سبيل أن يعيش النازحين مكرمين في بلده وأنه رغم عدم توقعهم بما حدث إلا أن المقاومة دافعت عن منشآت الدولة سواء كانت إدارتي الأمن والنجدة أو البنك المركزي، مؤكداً بأن الخسارة البشرية هي سقوط 4 شهداء تقريباً ومجموعة من الجرحى بحدود 4 أشخاص.
ولفت إلى أن التصدي للمسلحين ومقاومتهم ألحقت في صفوف المسلحين إصابات لم يعرف ما إذا كان هناك قتلى كون المهاجمون انسحبوا بعد أن وجدوا مقاومة ولم يحققوا ما كانوا يخططون له وهو الاستيلاء على البنك المركزي وإدارة الأمن، مشيراً إلى وجود آثار الدماء في الأماكن التي كان فيها المسلحون قبل انسحابهم.
وفي الوقت الذي قال فيه المحافظ أنهم لا يملكون إحصائية دقيقة لحجم الخسائر البشرية في صفوف المسلحين، أشار إلى أن عددهم لا يقل عن مائتين شخص تقريباً سواء كانوا من الذين قدموا من محافظة أبين على أطقهم أو من أنصارهم في بعض قرى عاصمة محافظة لحج، مضيفاً بأنه لم يتم القبض على أحد من المسلحين.
وأضاف المجيدي ـ محافظ لحج ـ أن المحافظة ليست خالية من المسلحين بعد استهدافها بهجوم مسلح، موضحاً بأن المحافظة تعرضت للهجوم عند الساعة الثالثة من فجر الأربعاء إلا أنه شوهد صباح وظهر الأربعاء تحركات في بعض القرى التي عبروا وانطلقوا منها حيث لازالت هناك جماعات مسلحة ـ حسب قوله..
وفي ختام تصريحه للصحيفة عبر المجيدي عن شكره وعظيم امتنانه لكل من وصل من المواطنين صباح الأربعاء من مختلف المديريات وخاصة الصبيحة وردفان ويافع، معلنين استماتتهم ودفاعهم على عاصمة محافظتهم، مؤكدين أن أسرهم لن تتشرد كما حصل في أبين، كما عبر عن ارتياحه لمواقف أبناء مديريات المحافظة.
وتمنى أن يجنب الله الوطن شر الفتنة التي أصبحت باينة ـ حسب تعبيره ـ وأن يكون العقل هو السائد في حل أزمة البلاد، داعياً إلى إبعاد اليمن عن مسار المخططات التي ترسم له منذ زمن طويل..