تقدمت أمس كتيبة من اللواء "119" بضعة كيلومترات على مشارف مدينة الكود بعد اشتباكات مسلحة وصفت بالأعنف في وادي دوفس، تكبد خلالها المسلحون خسائر فادحة في الأرواح والعتاد قبل الانسحاب التكتيكي من قبل الجنود.
وبحسب مصادر مطلعة لـ"أخبار اليوم" فإن الجنود من كتيبة اللواء "119" استبسلوا في وجه العناصر المسلحة وقصفوا مواقعهم بالمدفعية، صاحبه قصف للطيران الحربي الذي شن العديد من الغارات الجوية في دوفس وسور سجن منطقة الكود القديم وبعض المزارع التي يحتمي بها المسلحون في جعار وزنجبار والمسيمير ومناطق أخرى بالمحافظة، كما قصف عن طريق الخطأ "باصاً" قادماً من عدن، ما أسفر عن إصابة بعض الركاب بجروح.
وأكدت المصادر أن كتيبة من اللواء "119" تقدمت من موقعها السابق إلى نقطة "دوفس" التي تبعد كيلومترات عن مدينة الكود والخاصة بالتحصيل لصالح صندوق النظافة بالمحافظة.
وأشارت المصادر إلى أن الاشتباكات أسفرت عن سقوط العشرات من القتلى والجرحى بين صفوف المسلحين، مؤكدة أنه شوهد المسلحون يدفنون قتلاهم في الكثبان الرملية في وادي دوفس، فيما استشهد 4 وأصيب 12 من الجنود وأعطبت دبابتان، أكدت المصادر أن إعطاب الدبابتين من قبل الجنود أنفسهم جراء الانسحاب التكتيكي وتعذر الانسحاب بمعية الدبابتين.
وأوضحت المصادر أن الاشتباكات أدت إلى توقف حركة المواصلات وتنقل المواطنين بين محافظتي أبين وعدن، لافتة إلى اشتباكات كانت قد جرت مساء أمس بين المسلحين واللواء 25 ميكا في مدينة زنجبار ولم تشر المصادر إلى وقوع قتلى أو جرحى بين الجانبين.
من جانبه قال علي دهمس ـ عضو اللجنة المركزية رئيس الدائرة السياسة للحزب الاشتراكي اليمني في محافظة أبين: إن ما يجري في المحافظة من معارك وهمية هدفها تشريد أبناء المحافظة وتدمير منازلهم،مشيراً إلى أن تلك العناصر المسلحة التي تدعي أنها تنظيم قاعدة تتبع صالح ونظامه وأمنه من الحرس الجمهوري والقوات الخاصة.
وأضاف دهمس أن مدينة زنجبار باتت مدينة أشباح وغداً ستلحق بها جعار لتكون خاوية على عروشها، مناشداً جميع النازحين من الشباب العودة إلى مدينتي جعار وزنجبار والقيام بتظاهرة شعبية وتشكيل رأي عام لرفض كل ما يجري في محافظة أبين وتعرية هذه المسرحية الهزلية التي تصر السلطة على استكمال فصولها بقتل المواطنين وتشريد الأطفال والنساء، مطالباً الأسر النازحة رفض أية مساعدات أو معونات من النظام، لأنه قام بتدمير منازل النازحين ولا يملك ذرة من الإنسانية.
وأشاد بالدور البطولي والرجولي لمقاتلي وقيادة اللواء "25 ميكا" الذي رفض كل الضغوطات لتسليم اللواء إلى الجماعات المسلحة، وكذا خطيب جامع جعار الشيخ/ أنور سليم الذي فضح هذه العناصر، وكذا الدكتور/ محمود علي عاطف الذي كشف مخطط العناصر المسلحة والمتعاونين معهم وحمل دهمس السلطات الرسمية والقوات المسلحة وعلى رأسها وزير الدفاع اللواء/ محمد ناصر أحمد كامل المسؤولية عن هذه الحرب وما لحق ويلحق بمواطني محافظة أبين.
إلى ذلك ناشدت نقابة الأطباء في محافظة أبين وهيئة مستشفى الرازي ونقابة المهن الطبية نائب رئيس الجمهورية إنقاذ المستشفى الذي تم توقيف الموازنة التشغيلية عنه.
وقالت النقابة في مناشدتها إن أبين تدمر بنيتها التحتية ويشرد أهلها ويقتلون وتحرق مزارعها وتحاصر من كل الإمكانيات الضرورية الحياة وأهلها أصبحوا نازحين مشردين في مدارس عدن ومعاناتهم كبيرة وتعاني المحافظة من كارثة حقيقية في ظل صمت محلي وإقليمي ودولي، وكذا صمت مخزٍِ من قبل أبناءها.
وأهابت نقابة الأطباء بالسلطة المحلية ممثلة بمحافظ المحافظة وأمين عام المجلس المحلي ورئيس قسم الخدمات في المجلس المحلي بالمحافظة تحمل مسؤوليتهم تجاه المستشفى، لكونه يخدم مواطني أبين والعمل على بإطلاق موازنته التشغيلية وإيصال الإمداد التمويني والأدوية التي تم حجزها في نقطة العلم ومصادرتها في مستشفى الشرطة وكذلك المحروقات الخاصة بالمولد الكهربائي وسيارات الإسعاف، لكونه المرفق الخدمي الوحيد الذي لا يزال مفتوحاً ويقدم الخدمات للمرضى في المحافظة وحتى لا يلحق بالمرافق التي نهبت وانتهى دورها الخدمي.