جابت عدة مسيرات حاشدة صباح أمس شوارع مدنية تعز للمطالب ذاتها التي ينادي بها المتظاهرون من خلال سلسلة المسيرات التي تشهدها المحافظة بشكل يومي وتحديداً منذ اقتحام ساحة الحرية وتشكيل لجان شعبية لحماية هذه المسيرات . 
وفي صعيد متجدد شوهدت يوم أمس عدة أطقم أمنية منتشرة في بعض شوارع المدينة وخاصة بالقرب من مبنى المحافظة دون أن يتم اعتراضها من قبائل تعز، الأمر الذي عزاه البعض إلى البدأ في تنفيذ بنود الاتفاق الذي عقد بين السلطة المحلية ونخبة تعز والذي تم نقضه في الأيام الأولى من توقعيه، حيث لا تزال قوات الحرس الجمهوري متمرتسة في مكانها المجاور لمستشفى الثورة، كما أن بعض النقاط لا تزال تمنع المواطنين من دخول المدنية للمشاركة بالمظاهرات السلمية التي دعا إليها الشباب وتشهدها المحافظة بشكل يومي .
إلى ذلك صدر عن المركز القانوني لمناصرة الثورة بتعز بيان ناشد كافة المنظمات الإنسانية للخروج عن صمتها والتحرك العاجل لتفادي حصول كارثة في هذه المدينة حسب ما تؤكده الأوضاع الراهنة.
وقال البيان: في ظل الوضع الإنساني الذي تعيشه محافظة تعز تابع المركز القانوني بقلق بالغ التطورات والأحداث التي تمر بها المحافظة واستمرار الاعتداءات التي تطال الشخصيات التي أعلنت مناصرتها وحمايتها للثورة للشبابية بعد اقتحام ساحة الحرية , وكذلك ما أسفرت عنه الاعتداءات على منازل المواطنين والأحياء السكنية والتي تجاوزت الأماكن المعلومة ليصل القصف إلى عمق المحافظة كما في شارع جمال حينما سقطت قذيفة على منزل مكون من "6" طوابق وتقطنه "15" أسرة بعد منتصف الليل , الأمر الذي أثار الخوف والهلع لدى قاطني هذا المنزل .
وتتطرق البيان إلى استمرار القصف على المحافظة وما نتج عنه من نزوح لمئات الأسر بحسب إحصائيات أولية وخاصة من قاطني الأحياء المجاورة لساحة الحرية وحي الثورة وحي الكوثر، معبراً وعبر عن قلق المركز البالغ من تصاعد عملية النزوح الجماعية نتيجة تصاعد أعمال القصف ، ناهيك عما تشهده المدينة من تشلل شبه تام للحركة والموصلات بسبب انعدام مادة الديزل والبنزين وما أعقبه من ارتفاع في أجرة الموصلات , فيما تعطل عن العمل ما يقارب "70%" من أبناء المدينة، علاوة عما تخلفه الانطفاءات المتكررة للكهرباء وارتفاع المواد الغذائية وانعدام الخدمات الصحية في معظم المرافق الصحية الخاصة، إضافة إلى مستشفى الثورة العام الذي تحول إلى ثكنة عسكرية بفعل انتشار قوى الحراس الجمهوري بداخله وتمركزها حوله .
البيان الذي أكد أن كل هذه الجرائم تعد جرائم ضد الإنسانية يمارسها بقايا النظام ضد أبناء هذه المحافظة , تابع البيان : وإزاء ذلك فإننا نحذر من حصول كارثة إنسانية اجتماعية اقتصادية يخطط لها النظام كعقوبات جماعية يفرضها على المواطنين بتهمة مساندتهم للثورة , في الوقت الذي تتسم فيه المنظمات الإنسانية والدولية تجاه هذا الأمر الغموض وصمت مشين، بالرغم من تزايد المعاناة في المدينة يوماً بعد آخر ولاسيما في المرافق الخاصة بالمحافظة، حيث بدأت هذه المرافق بإيقاف خدماتها بسبب انطفاء الكهرباء المتواصل وهذه الأسباب كلها سوف تخلق كارثة إنسانية .
وحمل المركز بقايا النظام المسئولية الكاملة عما قد يترتب على هذه الأوضاع من أمراض , مطالباً بذات الوقت الجهات المسئولة بالمحافظة بالتخاطب مع الحرس الجمهوري وسرعة إخلاء مستشفى الثورة العام وإعادته لوضعه السابق في خدمة المرضى من أبناء تعز .
وعلى ذات الصعيد بدأ شباب الثورة بحملة تنظيف لساحة الحرية وتسويتها وترتيبها بعد إحراقها من قبل قوات الأمن والسلطة المحلية بتاريخ29/5/2011 والذي راح ضحيته مئات القتلى والجرحى وخسائر مادية باهظة , كما لوحظ أمس تحليق للطيران الحربي والطائرات المروحية على علو منخفض في سماء المدينة.