الإرياني يصل الرياض بعد اتصال العاهل السعودي للقائم بأعمال الرئيس..

واشنطن والرياض.. الوضع الصحي للرئيس لن يعيق الانتقال الفوري والسلمي في اليمن

2011-06-20 18:16:59 أخبار اليوم/ خاص

  

أكدت مصادر دبلوماسية خاصة لـ"أخبار اليوم" إن الدكتور/ عبدالكريم الإرياني ـ مستشار رئيس الجمهورية ـ سيصل الرياض يومنا هذا الاثنين بعد أن تعثر وصوله المفترض يوم أمس العاصمة الرياض وذلك ـ حسب المصادر الدبلوماسية ـ لمناقشة آليات انتقال السلطة وتنفيذ المبادرة الخليجية خلال الأيام القادمة لمدة لا تتجاوز عشرة أيام كحد أقصى.
وتأتي زيارة الدكتور الإرياني للرياض ـ بحسب مصادر "أخبار اليوم" بناءً على طلب السلطات السعودية بصورة خاصة والخليج بصورة عامة وذلك لمناقشة تحريك الجهود السياسية وعجلة انتقال السلطة.. وأكدت ذات المصادر أن الإرياني له مناقشة رئيس الجمهورية الذي يرقد في إحدى مستشفيات الرياض للعلاج بعد أصابته في حادثة تفجير جامع النهدين الذي مازال في تفاصيل حدوثه غموض غير طبيعي.
 وأضافت مصادر "أخبار اليوم" أن الإرياني سيضع الرئيس في صورة الخطوات التي يزمع تنفيذها وفق آليات المبادرة الخليجية، كما أن إطلاع الدكتور الإرياني على الوضع الصحي بصورة مباشرة تمكنه من وضع الرئيس في صورة ما يجب اتخاذه من خطوات وفق الوضع والحالة الصحية التي مازالت التقارير الطبية المسربة إلى الإعلام الخليجي بصورة خاصة تؤكد أنها مازالت في حالة صعبة في الوقت الذي يتحدث فيه الإعلام اليمني الرسمي عن تحسن مستمر لصحة الرئيس.
كما أن زيارة الإرياني للرياض تأتي بعد أربعة وعشرين ساعة من أول اتصال تلفوني تم بين الملك/ عبدالله بن عبدالعزيز ـ خادم الحرمين الشريفين ـ وبين القائم بأعمال الرئيس الفريق/ عبدربه منصور هادي ـ التي تحدثت عنه قناة الجزيرة ولم يتحدث عنه الإعلام الرسمي اليمني والسعودي، ويرى سياسيون بأن التحريك الفاعل للوضع السياسي في إطار إيجاد حلحلة للأزمة يهدف بصورة مباشرة إلى الخروج بالوضع في اليمن من حالة الركود السياسي ومن ثم تحقيق معطيات سياسة تنقل الوضع بصورة عاجلة من حالته الخطرة المهددة بالانفجار إلى حالة آمنه، متقدمة ـ تمنع أي مغامرات عسكرية لفرض معطيات واقع خارج إطار المبادرة الخليجية وآليات انتقال السلطة.. وهو ما وجده مراقبون حالة منسجمة مع التحركات الدبلوماسية للسفير الأميركي في صنعاء بصورة غير مسبوقة سارع البعض إلى انتقادها.
                                                                          الملك /عبدالله ابن عبدالعزيز
وأعتبر المراقبون أن السفير الأميركي ـ وفق مصادر مؤكدة ـ قد عمل على نقل رسائل سياسية مؤثرة لعدد من الأطراف الفاعلة في الساحة السياسية والعسكرية أهمها ـ حسب مصادر دبلوماسية من جهة وما كشفته صحف أميركية من جهة ثانية ـ إيصال رسالة إلى أطراف وصفتها بالمغامرة ورفض واشنطن والمجتمع الدولي أي مغامرات عسكرية مع أي طرف باليمن.
وقالت المصادر الدبلوماسية: إن السفير الأميركي أبلغ تلك الأطراف التي ـ وصفت بالمغامرة ـ بأن أي استخدام للقوة العسكرية والعنف سيضعها أمام مواجهة حقيقية مع المجتمع الدولي.. وهو ما أكدته مجلة "فورن بولسي" الأميركية في تقرير للصحفية "سارة فليبس" ـ المختصة بالشؤون اليمنية ـ والتي قالت بأن المجتمع الدولي قد أوصل رسالة إلى النظام اليمني بأن أي مغامرة لاستخدام العنف مع خصومه وكذا القوة العسكرية سيضعه أمام مواجهة وتحدٍ للمجتمع الدولي.
وتأتي هذه الأنباء والمعلومات متوافقة مع معلومات صحفية تتحدث عن فريق مراقبة عسكري أميركي لوقف إطلاق النار في منطقة الحصبة والتي شهدت مواجهات عنيفة بين قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي من جهة وأتباع الشيخ صادق الأحمر من جهة أخرى والذي كان منزله قد تعرض لقصف شديد سقط خلاله المئات من الجرحى والقتلى في صفوف الطرفين.
ويرى مراقبون في التحرك الدبلوماسي الأميركي من جهة والتحرك الدبلوماسي السعودي من جهة لإخراج اليمن من أزمته الراهنة يأتي وفق رؤية توافقية بين الرياض وواشنطن يدعمها الاتحاد الأوروبي ودول الخليج وتقضي هذه الرؤية إلى البدء الفوري في عملية انتقال السلطة وفق المبادرة الخليجية على أن يتسلم مقاليدها في الوقت الراهن الفريق/ عبدربه منصور هادي والذي بات اليوم وفق تأكيدات متعددة يمثل حالة توافقيه مرضية لجميع الأطراف في الداخل، كما أن شخصيته مقبولة وتحظى بدعم وتأييد ملحوظ من الخارج وفي مقدمتهم واشنطن والدول الخليجية.
وأشار السياسيون أن عملية انتقال السلطة التي يدفع الخارج بالبدء فيها ترفض أي ارتباط لها بالوضع الصحي للرئيس سواء كانت في تحسن أم ظل يراوح في حالته الصعبة.
                                                                            د/عبدالكريم الارياني
وهو ما اعتبره سياسيون تفسيراً للتصريحات المتتالية لمسؤولين أميركيين وأوروبيين ـ يدعون من خلالها إلى أهمية إحداث تقدم فوري لنقل السلطة وفق آليات مبادرة الخليج بصورة فورية وقبل عودة الرئيس من جهة.. ومن جهة ثانية ذهب دبلوماسي يمني ـ طلب عدم ذكر اسمه ـ إلى اعتبار التصريحات التي بثتها الوكالة الفرنسية لمصدر سعودي مسؤول ـ بأن الرئيس لن يعود إلى اليمن وسيغادر إلى إحدى الدول الأوروبية ـ وهو ما سارع إلى نفيه مصدر رئاسي في صنعاء في حين ظلت الرياض صامته ليظهر ذلك النفي امتعاض صنعاء من هذه التصريحات ـ لا يمكن إلا أن يقرأ على أنه رسالة واضحة
                                                                                                
وفق توافق دولي يعمل على عدم عودة الرئيس والذي يراه مراقبون إن حدث سيمثل حدثاً يدفع بالبلاد نحو التفجر مالم تسبقه خطوات متقدمة لعملية انتقال السلطة.. أهما تولي الفريق/ عبدربه منصور هادي ـ مهام رئيس الجمهورية بصورة كاملة وتشكيل حكومة انتقالية والبدء الفوري للتحضير للانتخابات الرئاسة القادمة ـ التي من المقرر أن تتم بعد شهرين من تولي الفريق/ عبدربه زمام مسؤولية الرئاسة.
إلى ذلك وفي نفس السياق توقعت مصادر دبلوماسية أن تكون زيارة الدكتور/ عبدالكريم الإرياني للرياض والمتوقع أن يصلها اليوم.. هامة ومحورية ـ حيث سيجري خلالها مباحثات هامة حول السبل للخروج باليمن من أزمته الراهنة ـ حسب تعبير تلك المصادر التي توقعت أن نتائج هذا الاجتماع هي نقاط مفصلية على ضوءها يمكن التفاؤل بانفراج الأزمة وهي النتائج التي يتوقعها الكثير من السياسيين وقادة الأحزاب في اليمن ـ اتصلت بهم "أخبار اليوم"ـ رافضين مناقشة جدلية أن تكون نتائج زيارة الدكتور الإرياني سلبية ـ باعتبار حدوث ذلك يدفع باليمن نحو المزيد من التمترس والعنف.
مؤكدين في اتصالات "أخبار اليوم" لهم: أنهم يثقون بأن الدكتور/ عبدالكريم الإرياني أكثر منهم حرصاً وأكثرهم شعوراً بالمسؤولية، ومن ذلك المنطلق فإنهم يثقون أن الدكتور الإرياني يدرك مدى أهمية مغادرته الرياض وهو حامل على كتفيه الانفراج السياسي للأزمة الطاحنة التي باتت تدفع باليمن نحو أتون عنف يسعى الكل لتجنبه.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد