العشرة الزوجية تحمي الصحة..

2011-06-21 14:42:05 أخبار اليوم / متابعات


الجديد في ما طرحته دراسة الباحثين من جامعتَي شيكاغو وأوهايو الأميركيتين لم يكن فقط تأكيد أن استمرار العشرة الزوجية عامل يرفع من المستوى الصحي للزوجين، ورأى أيضا أن الانفصال وانتهاء تلك العشرة إما بالطلاق وإما بوفاة الشريك سبب في تدهور الحالة الصحية للمتزوجين، ولكن اللافت للنظر في دراستهم المنشورة في العدد الحالي من المجلة الأميركية للصحة والسلوك الاجتماعي ، هو أن الآثار الصحية السلبية البعيدة المدى، للطلاق أو لوفاة شريك الحياة، تظل قائمة وتحصل حتى لو ارتبط الشخص بعلاقة زوجية أخرى بعد تلك التي انتهت.

ومن المعروف لدى الأوساط الطبية أن الزواج عامل يرفع من المستوى الصحي للإنسان، وبخاصة في صحة القلب، وأن العزاب أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب، وأن المرء حينما يُبتلى بوفاة شريك الحياة، ويعاني بالتالي من حالة الترمل، ترتفع لديه احتمالات الإصابة بالأمراض المزمنة، وبخاصة أمراض القلب والأمراض التي تؤدي لها..

ولم يتضح للباحثين ما إذا كان لمجرد فقدان عيش الحياة الزوجية تأثير مباشر على الصحة، أو أن هناك عوامل أخرى ذات تأثير صحي سلبي تنشط في تلك المرحلة التي تلي زوال الارتباط، بيد أن الدكتورة ليندا ويت، الباحثة المشاركة في الدراسة ومديرة مركز الشيخوخة بجامعة شيكاغو، قالت إن «فقدان الزواج» أي انتهاء العشرة الزوجية، يبدو أنه مؤثر قوي متلف للصحة، كما يبدو أنه يؤثر على الرجال وعلى النساء سواء بسواء في الجانب البدني والنفسي لصحتهم.

وأشارت الباحثة إلى أن الباحثين سبق لهم أن حاولوا تكوين صورة واقعية عن تأثيرات الزواج على الصحة، ولاحظوا أنه إيجابي في هذا الجانب، خصوصا لدى الرجال. وأوضحت أن نتائج الدراسات السابقة أظهرت أن الرجال المتزوجين لديهم فرصة أكبر للبقاء بُعيد العمليات الجراحية، ويعيشون عمرا أطول، بالمقارنة مع الرجال العزاب..

ولذا، فإن السؤال الذي يظهر بشكل تلقائي إزاء هذه النتائج هو: وماذا عن صحة الذين لا يستمرون في علاقة الارتباط الزوجي؟ وما المتوقع أن يحصل لصحتهم؟

دراسة جديدة
وكانت الدراسة الحديثة متجهة نحو معرفة جوانب من أجوبة هذه الأسئلة، وشمل الباحثون في دراستهم شريحة مكونة من نحو 9 آلاف شخص أميركي من الجنسين، ممن تراوحت أعمارهم بين 50 و60 سنة، عند بدء الدراسة في عام 1992. وكان 75 في المائة منهم متزوجين عند بدء الدراسة..

وخلال فترة المتابعة الطويلة، استمر نحو 55 في المائة في الزواج، ومن بين من حصل لديهم طلاق أو ترمل، عاد إلى الزواج نحو 20 في المائة منهم..

وبالمحصلة، لاحظ الباحثون أن الأشخاص الذين «فقدوا الزواج»، عبر الطلاق أو وفاة الشريك، كانوا أعلى إصابة بالأمراض والحالات الصحية المزمنة، وذلك بالمقارنة مع أولئك الذين استمروا في العيش مع شريك الحياة، وتحديدا أمراض شرايين القلب أو السكري أو السرطان..

وقالت الباحثة إن الأشخاص الذين لم يعودوا إلى الزواج كانوا أسوأ صحيا من الذين عادوا وتزوجوا بعد الترمل أو الطلاق. لذا فإن الزواج ساعدهم، ولكنه، أي الزواج، لم يُلغِ تماما التأثيرات الصحية السيئة للطلاق أو الترمل، بل خفف منها.
كما لاحظت دراسة سابقة للدكتور مارك هيورارد، من جامعة تكساس، أن المرأة المتوسطة في العمر، إذا ما تعرضت للطلاق، فإنها عرضة بشكل أكبر للإصابة بأمراض شرايين القلب، حتى لو أنها تزوجت بعد طلاقها الأول، وتعليله لذلك هو أن الضغط النفسي يثير عمليات حيوية مرضيّة بالجسم، ما ينهك صحة شرايين القلب، ويستمر ذلك التأثير العضوي حتى بعد زوال التوتر النفسي الظاهري.

ويؤكد الباحثون إن هذه النتائج تستحق الاهتمام من الأطباء وأصدقاء وأقارب هؤلاء الذين عانوا الطلاق أو الترمل، وعلى وجه الخصوص، وهم يحتاجون إلى ترابط اجتماعي أفضل لتخفيف التوتر والضغط النفسي عنهم.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد