حتى ساعة كتابة الخبر من مساء أمس وبمساندة من الحرس الجمهوري المتمرتس بمحيط مستشفى الثورة أقدمت مجموعات مسلحة بلباس مدني على إطلاق النار وبكثافة على ساحة الحرية بتعز وذلك من عدة أماكن محيطة بالساحة والمباني المرتفعة التي تطل عليها، ومن جانبهم رد القبائل الذين تعهدوا بحماية الساحة على هذا الاعتداء مما أعاق تقدم هذه القوات تجاه المكان.
وحسب مصادر محلية تحدثت للصحيفة قبيل منتصف ليل أمس فإن قوات من الحرس الجمهوري والأمن المركزي وفرقة من القوات الخاصة عاودت محاولتها اقتحام ساحة الحرية من جديد؛ مشيرة إلى سقوط عدد غير معلوم من الضحايا وأن مسلحين بزي مدني تجمعوا في منطقة الحوبان تأهباً لما يبدو تفجير الوضع أكثر في مدينة تعز.
وأشار شهود عيان إلى أن المواجهات في تعز بين الحرس الجمهوري ومسلحين قبليين مواليين للثورة جاءت بعد إطلاق قذائف دبابات نحو ساحة الحرية.
إلى ذلك أهابت أحزاب اللقاء المشترك بمحافظة تعز بالسلطة المحلية بالمحافظة لتحديد موقف واضح من رجل يشغل إدارة الأمن وهو منزوع منه صفة الضبط القضائية.
 واستغربت أحزاب اللقاء المشترك في بلاغ صادر عنها مما ينشر ضدها في بعض الوسائل الإعلامية وبصفة يومية من تصريحات منسوبة لمصدر مسؤول في السلطة المحلية بالمحافظة تتهم فيه أحزاب المشترك بتهم جزافية وباطلة وأنها سبب في الإختلالات الأمنية.
وعبر المشترك عن أسفه لمثل هذه التصريحات والتي وصفها بالبائسة والكاذبة، مؤكداً للجميع أن الدبابات والمدرعات التي تحتل مستشفى الثورة وتتموضع في مواقع أخرى داخل المدينة وتقصف الأحياء السكنية، لا تتبع المشترك، مطالبا بذات الوقت برفع كل هذه الآليات العسكرية والمظاهر المسلحة.
وأضاف البلاغ : وهو أمر سبق للمشترك أن بارك جهود بعض رجال الأعمال والحقوقيين والبرلمانيين والأكاديميين في اتفاقهم مع السلطة على رفع الحرس الجمهوري وتلك المظاهر المسلحة.
وكما العادة شهدت محافظة تعز يوم أمس مسيرة جماهيرية حاشدة انطلقت من ساحة الحرية مروراً بعدة شوارع بالمحافظة، طالب من خلالها المتظاهرون بسرعة تشكيل مجلس انتقالي لإدارة وضع البلد وإخراجه من الوضع الذي تعيش فيه، مؤكدين على مطلبهم بإقالة مدير أمن تعز العميد / عبد الله قيران وكل المسؤولين عن محرقة ساحة الحرية وتقديمهم للمحاكمة.
على صعيد متصل أقدمت عدد من نساء تعز على تشييع جنازة رمزية " للشرعية الدستورية " حيث تقدم موكب التشيع عدد من النساء وسط موكب جنائزي مر بعدة شوارع بالمحافظة قبل أن توارى الثرى.
من جانب آخر أقدم مجهولون يوم أمس على إطلاق النار على عاقل سوق بير باشا في حي المسبح مما أدى إلى مفارقته الحياة.
 وحسب شهود عيان فإن الرجل من أشد الموالين للحزب الحاكم وشارك في عدة أعمال عنف طالت المعتصمين ولم يتسن " لأخبار اليوم " التأكد من مصداقية هذه المعلومات.
وفي سياق مشابه عثر ظهر أمس على سيارة أمام مركز السعيد التجاري في شارع26 سبتمبر عليها أثار دماء يرجح أنها لجرحى أو قتلى وما تزال التحقيقات جارية.
يذكر أن استياء واسعاً يسود أو ساط المواطنين والأوساط الشعبية بتعز من تعنت السلطات الأمنية في تنفيذ الاتفاق الذي وقع بين السلطة المحلية ومجموعة من الوجهات الاجتماعية والشخصيات الوطنية والأكاديمية وأحزاب اللقاء المشترك والتي نصت أهم بنودها بنودها على سحب وحدات الحرس الجمهوري من وسط المدينة ومداخلها وسحب المسلحين القبليين من الشوارع وبسط الأمن سيطرته مع اللجان الشعبية إلا أن تعنت السلطات الأمنية ومماطلة السلطة المحلية حال دون ذلك، كما أكدت بذلك مصادر قريبة من أصحاب الشأن.