إلى شباب هذا الوطن

2011-07-05 14:34:16 ألطاف الأهدل


والآن بعد أن كفكفت قافلتنا دموعها وأصبحت حرية الرأي دخاناً، وحق الاختلاف سراباً والوطن خيمة! الآن بعد أن اتشحت الحالمة بلون الحزن وتعطرت بنكهة البارود وتلطخت أعطافها بقذارة السياسية.. تلك السياسة التي أثقلت ميزانها بالجور والبهتان وأطعمتنا ثمرة الحرمان، ماذا بعد أيها الشباب؟!.
 ها قد أصبحت تلك الثورة مسلحة وهذا ما كنا نخشاه وتحدثنا عنه معكم ومع سواكم ممن لقنكم أبجدية الموت وحرمكم النطق بالشهادة، وعلمكم النزول إلى الميدان ولم يمنحكم آلية الدفاع عن النفس، ها قد انقسمت الأحزاب والطوائف والقبائل وأصبح الأخ يقف في وجه أخيه والرجل يتربص بجاره والكل غارق في لعب دور البطولة على مسرح الوطن.
أيها الشباب في وجه من تقفون؟!من تقتلون ومن تأمرون؟! إخوانكم في الدين والعقيدة، أصدقاء طفولتكم، رفقا صباكم، أبناء عمومتكم، أصحاب قضية الموت والحياة الذين لا يرجون إلا ما ترجون أنتم؟! من تقتلون؟! شباباً مثلكم في عمر الزهور وسن البراعم اليانعة وشموخ الرياحين السامقة.
 أنتم من كلا الفريقين أبناؤنا الذين ذابت بسواعد العمل وتحملون هم الأوطان على أكتاف الأمل، شاخت نواصينا ونحن نقف في محراب الابتهالات يكبر الصغير فيكم ويعود الغائب منكم ويشفى المريض ولو سقيناه ما تبقى من أعمارنا بلسماً شافيا.. توقفوا عن إراقة دماء بعضكم البعض فما من أحدٍ يستفيد من تلك الدماء.. الكبار يبقون كباراً والحاشية تبقى دون العرش والضعفاء تبقيهم إرادة الله أقوياء به وليس بسواه.
 أنتم من كلا الفريقين كفتا ميزان يحكمها العدل، بكم جميعاً يستمر قلب اليمن بالنبض ورئتاه بالتنفس فلا تمزقوا شريان الوطن بمشرط الانقسام والتحزب والتخريب، لا تقتلوه فيكفيه ما فيه من جراح وآلام، هو في انتظار أن تحموه بسياج وعيكم وتعقلكم وإدراككم لمعنى الأمان والطمأنينة لكم وللآخرين من الأمهات والأطفال والشيوخ الذين يرون فيكم خلاصة الأمل ورمز القوة وأيقونة الفهم والوعي وقمة النبل ويقظة الضمير.
لا تخذلوا هؤلاء الذين منحوكم ثقتهم وأردفوا عليها بابتهالات الغسق قائمين في محراب الخوف، لا يرجون سوى أن تكونوا هنا لتشهدوا إشراق شمس اليمن الموحد من جديد.
 أيتها الأمهات، يا من سكن حجوركن أطفال، بلون الماء وبراءة السماء لا تلقين بأبنائكن إلى التهلكة وأنتن تعلمن أن القضية وطن وأن الأوطان كالأمهات لا تتكرر في حياة الإنسان مرتين أبداً.
علمنهم أن كلاً الفريقين أبناء اليمن وأن الوطن ملك لهذا وذاك، وأن المواطنة الحقة تكمن في البناء لا الهدم وأن الدستور كفل حرية الجميع، لكنها الحرية كمبدأ ديمقراطي مشروط بعدم التصدي لحرية الآخرين، ولا ضير في التعبير عن رأي هؤلاء أو هؤلاء، لكن من العيب والنقص والإثم أيضاً أن يقف الواحد في وجه الآخر بالسلاح ظلماً وعدواناً، وكأن الساحة قد انقسمت إلى كفار ومسلمين بينما يشهد كلنا الوحدانية ويدين كلنا الإسلام الأكرم عند الله بالتقوى لا بالانتماء إلى حزبٍ بعينه أو تنظيم بمفرده.
 ذكرن أبناء كن أن الحياة كلها إلى فناء وأن الجميع سيعيش وحيداً فريداً في قبره حيث لا أسلحة تحميه ولا أحزاباً ولا تنظيمات ولا حصانات تشد من أزره وتخفف مصابهُ بالموت.


المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد