كأي فتاة يمنية، تنتمي لأسرة فقيرة، في ظل وضع اقتصادي خانق، تزوجت حسناء علي يحيى حسين، بأستاذ مصري يدعى أبي أيوب المصري في العام 1998م.. لم تفكر الأسرة حينها بمصلحة البنت وكيف ستزوج برجل غريب لا يعرفون عنه شيئاً سوى أنه أستاذ مصري، كل ما فكرت به هو ثمن هذه البيعة..!
حسناء التي ولدت عام 1979م، لم تكن تعرف أن زواجها من هذا المصري، سيلقي بها في دهاليز السجون العراقية، وستلاقي حكماً بالسجن المؤبد..! لم تكن حسناء وأسرتها فقط هم من خدعهم الرجل، فقد استطاع بخبرته أن يخدع بلداً بأكمله، بكل أجهزته المخابراتية والأمنية.
 فالمصري- زوج حسناء- أوضحت التقارير أنه دخل اليمن بجواز مصري مزور باسم " يوسف حداد لبيب"، ومارس التعليم في إحدى القرى خارج العاصمة صنعاء، لكنه اتضح بعد ذلك أن اسمه الحقيقي هو عبد المنعم عز الدين علي البدوي..!
وبعد سنوات من العيش في اليمن، قرر الرجل السفر، ولحقت به بعد ذلك حسناء إلى عمان، ومن ثم لحقت به إلى العراق العام 2002م، ليستقرا في منطقة الكرادة لمدة تزيد على سبعة أشهر، وفي العامرية ستة أشهر، ثم انتقلا بعد ذلك إلى منطقة بغداد الجديدة، قبل سقوط نظام صدام حسين بعام واحد.
واصل الرجل خداعه، ولم تعلم حسناء بالأمر إلا متأخراً " لم أعرف أن زوجي هو أبو أيوب المصري إلا بعد قتل الزرقاوي العام 2006م.." هكذا تتحدث حسناء.
بعد سقوط نظام صدام ودخول القوات الأميركية العراق، قامت القوات بمداهمة منزل المصري في العام 2010م، وقتله، معلنة نهاية قصة زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، وبداية قصة حسناء اليمنية، التي احتجزت منذ ذلك الوقت بتهمة التستر على زوجها.
منذ أن احتجزت حسناء بتلك التهمة، والموقف الرسمي لبلادنا هزيل ومخزٍ، وحدها منظمة هود من تابعت موضوعها، وبجهود فردية، استطاعت أن تعيد أولادها " الثلاثة، «محمد6 سنوات» و» مريم 4 سنوات» و»فاطمة سنتين» إلى أسرتها في اليمن.
الأيام الماضية وبعد احتجازها في السجون العراقية كل هذه المدة، وعدم عرضها على محكمة علنية، وتعرضها للتعذيب، حكمت محكمة عراقية بالسجن المؤبد على حسناء، في جلسة لم يعلن عنها ولم يحضرها أحد، لأنها لم تكن علنية..!
قضية حسناء، تبدو وكأنها انتقام مما اقترفه زوجها، وكأنه ظلم مضاعف.. ما الذي اقترفته امرأة لا حول لها ولا قوة لتعامل بهذا الشكل، وبالتالي إصدار حكم قاسي بحقها..؟؟!
أين دور منظمات حقوق الإنسان الدولية، وأين دور منظماتنا المحلية التي نظل نسمع لها جعجعة ولا نرى لها طحينا.. هل من الضروري أن تدفع حسناء حتى يتم الدفاع عنها، وانتزاع حقها..؟؟
حسناء.. ضحية هذا المجتمع الفقير، الذي وصل به الأمر إلى التفريط بفلذات كبده من أجل " شوية ملاليم".!
حسناء.. ضحية هذا النظام الذي افقدنا آدميتنا، وقيمتنا بين الشعوب.. هذا النظام الذي لم يجعلنا فخورين بأننا " يمنيون" وأفسح المجال للزواج السياحي وزواج المتعة وبتسهيلات " من فوق"...! ولو أن حسناء لم تكن يمنية، لما تم الاستخفاف بقضيتها بهذا الشكل والحكم عليها بالمؤبد..!
يجب على منظمات المجتمع المدني والمنظمات الإنسانية الدولية وكل رجال حقوق الإنسان، الالتفات إلى قضية هذه المرأة المظلومة بشيء من الإنصاف.. يجب على الصحف اليمنية عدم الاكتفاء بنشر خبر حكم " التأبيدة" على حسناء، والبدء بحملة إعلامية عنوانها العريض" حسناء اليمن.".!
Alkamali1985@gmail.com