نظم شباب الثورة اليمنية في صنعاء وإب يوم أمس الاثنين مسيرات حاشدة ضمت مئات الآلاف من الشباب المطالبين بالإسراع في تشكيل المجلس الانتقالي وضرورة الحسم الثوري ومحاكمة صانعي الأزمات.
وفي تلك المسيرات أكد شباب الثورة رفضهم التام للتدخلات الخارجية الرامية إلى إجهاض الثورة أو تحويل مسارها، كما أعلنوا تضامنهم الكامل مع نازحي المناطق المستهدفة من قبل قوات الحرس الجمهورية، منددين بما ترتكبه من جرائم بحق المواطنين العزل في كل من "تعز وأبين وأرحب ونهم"، حيث يعيش السكان أوضاعاً مأساوية ونزوحاً جماعياً.
وفي البيان الصادر عن شباب الثورة وجه الشباب نداء استغاثة إلى الأمم المتحدة، راجين أن تقوم بواجبها تجاه اليمن وضرورة إنقاذ اليمنيين الذين يتعرضون للإبادة الجماعية من قبل قوات بقايا النظام –حسب البيان- كما وجهوا نداءً آخراً إلى الأمين العام للأمم المتحدة، يتضمن اتهاماً لبقايا النظام بمحاصرة المدن والقرى الآهلة بالسكان المدنيين، وقصفها بالمدفعية والصواريخ والطيران والدبابات، الأمر الذي أدى إلى استشهاد وجرح المئات، إضافة إلى ا لنزوح الجماعي للسكان، مشيرين في ذلك إلى ما خلفته عملية القصف من كوارث إنسانية كبيرة من شأنها أن تقود البلد إلى انهيار تام وشامل لجوانب الحياة.
وفي البيان ذاته طالب الشباب أمين عام الأمم المتحدة بفرض عقوبات صارمة على النظام وتجميد الأموال والممتلكات التي اغتصبوها من ثروات الشعب، مؤكدين على ضرورة إصدار قائمة عقوبات لمرتكبي الجرائم بحق الشعب وإحالة ملفاتهم وقضاياهم إلى محكمة الجنايات الدولية وفقاً للمواثيق والقوانين الدولية.
إلى ذلك وفي سياق متصل واستجابة لدعوة شباب الثورة شهدت مدينة إب صباح يوم أمس مسيرة جماهيرية حاشدة، شارك فيها شباب الثورة بالمحافظة ومئات الآلاف من أبناء إب الذين توافدوا منذ الصباح الباكر إلى ساحة خليج الحريةـ حيث الاعتصام المفتوح للشباب.
وقد انطلقت المسيرة من ساحة الاعتصام باتجاه شارع تعز وجولة الصوفي وشارع المحافظة وشارع العدين، حيث رددت فيها الشعارات والهتافات المطالبة بسرعة تشكيل مجلس انتقالي ورحيل بقايا النظام، وكذا رفض أي وصاية خارجية على اليمن.
وقال المشاركون في تلك المسيرة: إن الشعب اليمني الذي ظل خلال السنوات الماضية يصارع الجوع والأزمات المختلفة في عهد هذا النظام قد خلع اليوم ثوب الخوف ولن يتراجع عن قراراته وأهداف ثورته التي خرج إلى الشوارع في مختلف محافظات الجمهورية بهدف تحقيقها، مضيفين إن الملايين اليمنية التي ثارت ضد النظام الإمامي البائد والاستعمار البريطاني المستبد قبل أكثر من نصف قرن لهي اليوم أكثر إرادة وتصميماً على إنجاح ثورتها المدنية السلمية التي أذهلت العالم وسقط في سبيل تحقيقها مئات الشهداء وآلاف الجرحى.
وتابعوا: نحن نرحب بأي وساطة خارجية تقف إلى صف الشعب اليمني وتسعى إلى تحقيق مطالبه وإنجاح ثورته ونرفض أي تدخل في الشأن اليمني يسعى إلى إنقاذ رموز النظام من خلال تسوية تهدف إلى إجهاض الثورة، القضاء على أحلام وتطلعات الملايين من الجماهير اليمنية، نحن نثمن عالياً كافة الجهود المبذولة لإنقاذ اليمن من الأزمات الاقتصادية وسياسة العبث والفساد التي انتهجها النظام وتسعى لحق دماء اليمنيين، لكننا في نفس الوقت نرفض رفضاً قاطعاً أي وصاية تسعى لمصادرة حريات وإرادة الشعب اليمني.
وحيا شباب الثورة في محافظة إب كافة أبناء الوطن في مختلف محافظات الجمهورية على صدق الوفاء لهذا الوطن وتحملهم المزيد من الأزمات المختلفة التي يصنعها النظام بكل صبر وشجاعة ووعي، حباً ووفاءً لهذا الوطن، ورفضاً للانجرار إلى مربع العنف والفوضى، واضعين مصلحة الوطن فوق كل المصالح، مشيرين إلى أن أي ثورة لابد لها من تضحيات وهذه التي يقدمها شعبنا اليوم لا تقل شأناً عن تلك التضحيات الجسام التي قدمها شهداء الثورة وشبابها خلال الأربعة الأشهر الماضية.
