الأخطار تطل بقرونها والساسة مارقون عن معاناة شعب يحتضر..

الوافي يطالب الأمم المتحدة بإعلان كارثة إنسانية في اليمن والخطيب يحذر من عدم تدارك الوضع.. والعسلي: ساستنا قايضوا بتطلعات شعب والوطن يهدده الدمار

2011-07-05 17:42:36 أخبار اليوم/ عبدالحافظ الصمدي


اليمن على مشارف الخطر، توقف المصانع عن الإنتاج، ومغادرة المستثمرين وتسريح العمال والارتفاع الجنوني للأسعار وانهيار العملة الوطنية وانعدام تام للمشتقات النفطية.. الكارثة بدأت تطل بقرونها والسياسيون في مختلف القوى مارقون عن قضايا المواطن الملحة.
تحذيرات من كارثة غذائية وشيكة.. خبراء اقتصاديون يمنيون وعرب في حديث لهم مع "أخبار اليوم" حذروا من انعكاسات تردي الوضع الاقتصادي في اليمن حتى لا تداهم البلاد كارثة لا يمكن تفاديها.
الوطن يشهد ثورة.. والثورات تأتي رحمة للشعوب، فيما المواطن اليمني ينشدها غاية لم يدركها، حولتها المصلحة السياسية ـ كما يبدو لمراقبين ـ إلى سراب بعد سنين من المعاناة وشهور من النضال، واستغلال تطلعات الشعب والمتاجرة بأحلام الناس وتضحياتهم، مفهوم خاطئ.. فالبلاد تهددها مجاعة وحروب، انتشار للأوبئة والأمراض، قضايا ملحة يجب التنبه لها وتقديمها على أخرى سياسية، فصراعات الساحة تلك نزاعات عهدناها منذ سنين دون جدوى.
وفي هذا السياق أكد الخبير الاقتصادي اللبناني الدكتور/ زهير الخطيب أن من يدفع ثمن تردي الوضع في اليمن هو الشعب اليمني وخاصة الشرائح المستضعفة والفقيرة التي كانت تعاني قسوة الوضع قبل بدء الأحداث التي تمر بها البلاد حالياً.
وأوضح الخطيب –لدى تحدثه للصحيفة- أن البلد بمجمله يعاني من تفاقم الأمور في أزمة لايبدو أنها ستنتهي بوقت قصير، كما يراها الاقتصادي اللبناني، مستدركاً أن الشرائح الشعبية ولاسيما الفقيرة منها وهي كتل غالبية الشعب ستدفع ثمن هذا التدهور، مشيراً إلى أن الشباب على وجه الخصوص سيتكلفون فاتورة الوضع الذي تمر به اليمن وذلك بتسريح العمال وتوقف المصانع والأشغال في السياحة والمنشآت، فذلك نتيجة متوقعة في مثل ظروف التي تمر بها اليمن.
وشدد الدكتور/ الخطيب قائلاً: على السياسيين اليمنيين في الحاكم والمعارضة أن يستشعروا المسؤولية لتدارك الأمر حتى لا يصل الوضع في البلاد إلى حد الكارثة التي لا يمكن إصلاحها بعد ذلك ـ حد قوله الخبير الاقتصادي اللبناني.
وأشار الخطيب إلى أن تفاقم الأمور الاقتصادية والاجتماعية ستؤدي حتماً إلى مزيد من التشنج وإلى بروز احتقانات طبقية بين فئات الشعب والمناطق وبين المدن والأرياف، معتبراً ذلك سيزيد الأمور تعقيداً.
مضيفاً بأن انعكاسات تردي الوضع في اليمن سيؤدي إلى نزوح وهجرة لليمنيين للخارج بشكل أكبر وخاصة من الشباب، الأمر الذي سيعطي الأزمة التي تمر بها البلاد أبعاداً إقليمية خطيرة.
ولفت الدكتور الخطيب إلى أن ما يهم الآن في وضع اليمن عدم تطور الأمور إلى ما يشبه التحارب الأهلي، إذ أن الثورة فرصة للتطوير والإصلاح وللنهوض بالبلد وهذا ما يجب على جميع القوى التوجه إليه، بحيث يتم تجنب الوصول إلى حد التحارب الداخلي والذي سيؤدي إلى تدمير كل ما بناه الشعب اليمني خلال عشرات السنين وهي الكارثة بعينها التي لا يمكن بعد وقوعها لا سمح الله إصلاح ما يمكن تهديمه ـ حسب تعبيره.
وأفاد الخبير الاقتصادي اللبناني بأنه من الطبيعي أن تتضافر جهود القيادات بغض النظر عن انتماءاتها لتفكر في مصير البلاد ومستقبل أجيالها وبالتالي لا تسمح بتطور الأمور وعلى الأقل في عدم التعرض للمنشآت وممتلكات الشعب اليمني وذخيرة المستقبل واحتياطه الذي يجب الاهتمام به والتنبه لهذا الموضوع، مشيراً إلى أن هذا لا يعني التراجع عن الموقف والإصرار على المواقف المبدئية على أن تبقى ضمن أطر المعارضة والثورة السلمية التي تحمي المنشآت ويجب أن تعود بالفائدة مستقبلاً في المناطق اليمنية التي كانت ربما لم تأخذ نصيبها في الفترات السابقة.
وعلى ذات المنوال خاطب البروفيسور/ سيف العسلي ـ خبير اقتصادي يمني ـ السياسيين بأن يتقوا الله في هذا الشعب وعلى الدولة والنظام الشعور بأنه لابد من إصلاحات وتغيير، كون الأوضاع كانت سيئة وتزداد سوءاً وبالتالي فالمكابرة على أنه ليس بالإمكان إرجاع ما كان، ليس صحيحاً، لأن أخطاءً كبيرة ارتكبت في الماضي يجب أن يتم الحوار حولها وليس حول الانتخابات والدستور وشكل النظام رئاسي أو برلماني أو على المشاركة السياسية، فهذه الأمور برأي العسلي يجب مناقشتها على المدى الطويل، كون اليمن يعاني اليوم من اختلال في الأمن ومن فشل الحكومة ويعاني من تشوه اقتصادي رهيب ينبغي أن يعطى الأولية.
وأكد الخبير الاقتصادي اليمني أن على اللقاء المشترك الاعتراف بارتكاب خطأ في محاولة ارتكاب ثورة قبل أوانها، بمحاولته استغلال هذه الثورة لدغدغة عواطف الناس وبناء الأحلام الوردية وإخراج الناس إلى الشارع على أمل التغيير، غير أنه ما يحدث في الواقع أن المعارضة من تكتل المشترك تسعى لغرض المشاركة السياسية فحسب، في حين تغفل القضايا الأساسية التي تهم الوطن سواءً في أثناء الثورة أو بدونها والتي يجب التحاور حولها وكيفية تحقيق الأمن للناس.
وأوضح العسلي في حديثة للصحيفة بأن الناس يعيشون حالة رعب وهم يشاهدون مليشيات وانتشاراً للجند وجيوشاً تتقاتل.
وأشار العسلي إلى أن مؤسسات الدولة عمل أحزاب اللقاء المشترك وحزب المؤتمر الشعبي على تخريبها عن طريق التقاسم، كما أن السياسة أصبحت غير قادرة أن تعمل شيئاً وكأنها كانت تعتمد فقط على الأخ الرئيس وعندما غاب انتهى الأمر، معتبراً ذلك أمراً مهماً وقضية طويلة المدى يجب أن تعالج بعدالة وبمصلحة وطنية.
ولفت العسلي إلى الاقتصاد اليمني على النطاق الحكومي والمشاريع المتعثرة، والدعم الذي يذهب إلى غير محله وإلى انتشار الفقر ومواطن لا نصير له.. حيث أن المواطن أصبح لا يجد من يرحمه لا من العالم الخارجي ولا من القوى الداخلية.
وقال البروفيسور/ سيف العسلي: إرحموا هذا المواطن، فإن كان هناك ثورة، فالثورة لا تتم إلا من أجل رحمة المواطن ونفعه.. ليس من أجل إيصال المشترك إلى السلطة، كون هذا ظلماً وازدراءً ومتاجرة بأحلام الناس ودماءهم وأموالهم، معتبراً ذلك مفهوماً خاطئاً.
وأضاف إن اليمن يشهد أزمة أهم من أي شيء آخر، يجب الوقوف على كيفية أن نضمن للمواطن الحياة، ناهيك عن الحياة الكريمة أو الحرة ـ حد قوله، مؤكداً أن اليمن مهددة بمجاعة وانتشار الأوبئة والأمراض ومهددة بقتال ـ يجب الإصغاء لهذا الأمر ـ وأن يكون هناك برنامج قبل أن تكون هناك حكومة وحدة وطنية يتم الاتفاق على ماهية مهام هذه الحكومة، إذ لا يعني ذلك سياسياً أن المشترك يأتي بمن يريد والمؤتمر بمن يريد وبالتالي يتصارعون في الحكومة كصراعهم في السابق -حسب تعبيره- إذ لا توجد خطة ولا رؤية ولا اتفاق على المعالجة وبالتالي كيف يتم محاسبتهم ـ كما يعتقد العسلي.
ويرى الخبير الاقتصادي العسلي أننا في اليمن خرجنا عن المعروف وأردنا أن نقلد الخارج وعلينا أن نعود إلى رشدنا الآن وأن نتعظ مما مضى وأن يتم التركيز أولاً وأخيراً على هذا المواطن المسكين الذي لا حول له ولا قوة .
من جانبه أكد المحلل الاقتصادي اليمني "علي الوافي" أن تردي الأوضاع هددت حياة معظم المواطنين، إذ لم يعد بإمكانهم تحمل أسابيع من استمرار هذا الوضع الذي قد يدخل البلاد في فوضى عارمة لا تسمح بوجود حظوظ سياسية لإخراج الثورة من حالة الاحتجاز، سيما إذا ما استمر العامل الدولي في المساعدة على احتجاز الثورة ومحاولة إخراجها من خلال سيناريو يناسب مصالحه ورؤيته.
وأشار الوافي إلى أن الوضع الاقتصادي قد أخذ أبعاداً سيئة جداً ولولا أن الشعب اليمني قد اعتاد المعاناة لما كان بمقدوره تحمل الوضع الذي تشهده البلاد في الوقت الراهن.
وأكد الوافي أن البلاد لم تعد قادرة على تحمل الوضع الراهن لأكثر من أسابيع بقدر أن ذلك سيؤدي لانتقالها إلى وضعية أسوأ بكثير.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد