بعد يوم شبه هادئ مشوب بالحذر وقبل منتصف ليلة أمس هزت عدة انفجارات قوية مدنية تعز حتى ساعة كتابة الخبر منتصف الليلة الفائتة وتحديداً في الجهة الشمالية من المحافظة المحاذية لشارع الستين.
وكانت عدة اجتماعات قد عقدها محافظ المحافظة مع بعض القادة العسكريين والأمنيين وبعض وجهاء تعز من أجل تفعيل بنود وثيقة التهدئة التي أتفق عليها ممثلو السلطة المحلية وشخصيات تعز وكان أهم بنودها عودة الأمن للمدينة وسحب القوات العسكرية من الأماكن التي تم استحداثها بالمحافظة.
من جانب آخر واصل نزلاء السجن المركزي بمحافظة تعز يوم أمس ولليوم الثاني على التوالي احتجاجاتهم وحيث اضرب بعضهم عن الطعام لإصرار النيابة بتعز تنفيذ حكم الإعدام بحق "5" من زملائهم بالرغم من تنازل أولياء دم المجني عليهم وقبول الدية.
وعبر السجناء عن تضامنهم المطلق مع زملائهم، مؤكدين في وثيقة استغاثة – حصلت "أخبار اليوم" على نسخة منها – أن الخمسة المحكوم عليهم بالإعدام في واقعة واحدة تم التنازل عن القصاص إلى الدية البديلة من أحد ورثة المجني عليهما وتم تسليم أصل هذا التنازل – حصلت "أخبار اليوم" على نسخة منه أيضا – لوكيل نيابة السجون وحرر استلاماً بذلك على صورة طبق أصل لهذا التنازل.
وأفاد السجناء وعند إطلاع القائم بإعمال رئيس النيابة بتعز لأصل ذلك التنازل انفعل وأقسم بتنفيذ حكم الإعدام بحق المحكوم عليهم، محرراً بذلك مذكرة إلى مدير أمن المحافظة يلزمه بالقيام بعزل المتنازل عنهم وإنزال عقوبة القصاص بحقهم.
وطالب السجناء مجلس القضاء الأعلى بتشكيل لجنة قضائية عاجلة لتقصي الحقائق وتحميل المنتهكين للقانون المسؤولية الكاملة عما يحدث في سجن تعز, مناشدين بذات الوقت ومعهم الخمسة المحكوم عليهم النائب العام وجميع المنظمات الحقوقية المحلية والإقليمية وأصحاب الضمير الحي ووسائل الإعلام بمختلف أنواعها بالوقوف إلى جانبهم وإيقاف التعسفات والانتهاكات التي تطلهم.
وقال شهود عيان إن عشرات السجناء أصيبوا بحالة إغماء نتيجة إضرابهم عن الطعام تضامناً مع زملائهم، كما أقسم "9" منهم بإحراق أنفسهم في حال أقدمت السلطة على تنفيذ أي حماقات أو اقتحام للسجن.
وكشف مصدر حقوقي لـ"أخبار اليوم " عن تجمع عدد من نزلاء السجن ومؤيدي الحزب الحاكم وعددهم – "40" – شخصا للتخطيط مع بعض الجهات للهرب بعد اقتحام السجن, كما حذر المركز القانوني لمناصرة الثورة، السلطات المحلية والأمنية من اتخاذ المحكوم عليهم كمبرر لاقتحام الإصلاحية وإخراج مزيد من البلاطجة.
إلى ذلك وضمن سلسلة المسيرات اليومية فقد جابت مسيرة جماهيرية يوم أمس عدة شوارع بمدينة تعز هتفوا من خلالها ببقاء اليمن ووحدته, مناشدين بذات الوقت المجتمع الدولي بإنقاذ تعز مما يمارس ضدها من مسلسل العقوبات الجماعية بدءاً من أزمة النفط وارتفاع الأسعار وليس أخيراً بما يمارس من قصف عنيف على المحافظة وخاصة من بعد منتصف الليل.
من جانب آخر شهدت مدنية الراهدة بمديرية خدير صباح أمس مسيرة احتجاجية للأهالي تنديدا بارتفاع فواتير المياه التي بلغت إلى الضعف.
وفي سياق آخر نفذ موظفو هيئة البريد بتعز صباح أمس اعتصاماً مفتوح أمام المكتب لمطالبة قيادة هيئة الوزارة بعدة إصلاحات أهمها طبيعة العمل وتثبيت المتقاعدين وتدني الأجر اليومي والرعاية الصحية الشاملة، منوهين وفي حالة عدم تحقيق مطالبهم سيلجأون إلى تنفيذ الإضراب الشامل.
//////////////