"الجيل الثاني" لقاعدة اليمن.. من السمرات الليلية إلى العمليات الإرهابية في وضح النهار

2008-08-31 03:49:28 تقرير/إبراهيم مجاهد


شهدت اليمن خلال الأربعة الأشهر الأخيرة تقريباً من العام الجاري تصعيداً نوعياً من قبل الخلايا والعناصر الجهادية الإرهابية - المرتبطة بتنظيم "القاعدة" من خلال تنفيذ عمليات إرهابية استهدف معظمها مقرات ومراكز أمنية وشركات أجنبية ومواقع نفطية، وتأتي هذه العمليات كواحدة من الوسائل التي تلجأ إليها هذه الخلايا رداً على عمليات نفذتها الأجهزة الأمنية اليمنية أسفرت إما عن مقتل قيادات لتلك الخلايا أو إلقاء القبض على عدد من عناصرها.

التصعيد الأخير لعناصر الخلايا الإرهابية وعبر تنفيذ عمليات إرهابية عدة كشفت بحسب ما يراه مراقبون ومتخصصون عن وجود تيار أو فصيل جهادي جديد أطلق عليه "الجيل الثاني" لخلايا تنظيم القاعدة في اليمن، وكشفت أيضاً أن هذا الجيل لا توجد لديه الخبرة التكتيكية اللازمة وتنعدم الإستراتيجية تماماً لدى عناصر وقيادات هذا التيار وذلك يتضح من خلال فشل بعض العمليات التي نفذتها عناصر الجيل الثاني للقاعدة في تحقيق الأهداف المرجوة وسرعة اكتشاف الأجهزة الأمنية العناصر التي تقف وراء العمليات الإرهابية واعتقال عدد منهم.

* حقيقة وجود "الجيل الثاني" للقاعدة في اليمن..

من خلال متابعة بعض التقارير الصحفية العربية والأجنبية التي تحدثت عن هذا التنظيم وتحديداً الجيل الثاني" يمكن للمتابع الجزم بأنه موجود، وقد ذهبت بعض تلك التقارير إلىلى التهويل من امكانيات هذا الجيل وإعطائه حجماً أكبر من حجمه الطبيعي - بحسب ما أكده مقربون من ذلك التيار - ويذهب أحد المقربين إلى القول: نستطيع القول أن "الجيل الثاني" للخلايا الجهادية في اليمن موجود، ولكن ما يجب الوقوف عليه عند الحديث عن هذا الفصيل أو الجيل أمور عدة منها.. أنه أيرى هذا الشخص الذي فضل عدم ذكر أسمه أن الوازع الديني والعقائدي ليس متجذراً لدى معظم عناصر "الجيل الثاني" ولا مغروساً في فكر هؤلاء بالصورة التي تجعل التيار تخريبياً أكثر منه جهادياً، كما أن صغر سن معظم عناصره وانعدام الخبرة القتالية والنضوج الذهني والحنكة تجعل هذا الفصيل أكثر عرضة للاختراق - وهو الأمر الحاصل - ويضيف هذا الشخص أن هذه النقاط وغيرها كانعدام التنسيق والتهور والطيش وقضاء معظم عناصر "الجيال الثاني" جل وقتهم في مضغ شجرة القات و"السمر" حتى وقت متأخر بعد منتصف كل يوم والتدريب القتالي البسيط والمحدود جداً نقاط ضعف تقلل من خطورة هذا التيار خاصة إذا ما وضعنا في الاعتبار نقطة الاختراق، حيث تشير المعلومات إلى أن هذا التيار مخترق من قبل الأجهزة الأمنية ومن جهات أخرى ويعمل وفق تكتيكات وخطط آنية بعيداً عن أي خطط إستراتيجية، وتأكد للمتابع عن قرب بأن عناصر هذا التنظيم تعمل لصالح جهات داخلية وخارجية بعيداً عن تنظيم القاعدة وتستغل هذه الجهات تلك العمليات الإرهابية في تمرير مصالحها بطريقة أو بأخرى بحسب ما يراه المراقبون الذين لم يستبعدوا أيضاً بأن تكون هناك أطراف حكومية في الداخل اليمني تغذي هذا التيار وتعمل على إظهار هذا الفصيل بأنه أكثر خطورة من بين الخلايا والتيارات الجهادية الموجودة في اليمن.

وتضيف المعلومات بأن عدم الاتصال والارتباط المباشر لعناصر هذا الفصيل مع أي من القيادات في تنظيم القاعدة داخل أو خارج اليمن تعزز من عشوائية "الجيل الثاني" لقاعدة اليمن وتزيد التأكيد من تبعيته لجهات أخرى غير القاعدة تحركه متى ما شاءت وتوقف أو تحد من نشاطه متى ما شاءت، وتأتي هذه المعلومات في الوقت الذي يتساءل فيه البعض عن المصلحة أو الأسباب التي تدفع أطراف حكومية وراء تحريك هذا الفصيل الإرهابي ويرد على هذا التساؤل عدد من المحللين السياسيين بالتأكيد على أن تحريك الملف أو الأجندة الأمنية في اليمن وإظهار الحكومة اليمنية بأنها تصب كل جهودها وتركيزها على هذه الأجندة قد يشفع لها عند المانحين وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأميركية ويجعل أمر تهرب وتنصل الحكومة من الإصلاحات السياسية والاقتصادية مقبول لدى المانحين أولاً ولدى الحكومة نفسها ثانياً وهو ما يعود بالضرر - مباشرة على الوطن والمواطن اليمني قبل كل شيء - بحسب ما يراه المحللون السياسيون - الذين يعتبرون أجندة الإصلاحات التي تطالب بها المعارضة - واليمن بأمس الحاج إليها في هذا التوقيت - غير قادرة على مواجهة الأجندة الأمنية خاصة وأن الاهتمام بالأجندة الأمنية مع الابتعاد عن أجندة الإصلاحات السياسية أو الاقتصادية يحضى بتأييد أميركي مما يجعل مطالب المعارضة بالإصلاحات لا تبرح مكانها وتظل في خانة الآمال لدى عامة الشعب وأضغاث أحلام لدى جهات في السلطة والحكومة اليمنية.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد