قال الدكتور فضل الربيعي ـ الناشط والباحث الأكاديمي ورئيس مركز مدار للدراسات ـ إنما يجري حالياً في محافظة أبين هو بداية لحرب قد يطول أمدها، حيث يظهر عدم حسم الصراع مع جماعة  التي تطلق على نفسها أنصار الشريعة أو القاعدة، موضحاً أن تباطؤ القوات المسلحة والأمن في حسمها للحرب وهي القادرة على حسم هذه المعركة وتراجع القوات المسلحة وانسحابها من مواقعها إلى الخلف وتزايد قوات ما يسمى بالقاعدة أفراداً وعتاداً ، كل ذلك يفسر أن الأمر ليس حرباً بين القاعدة والنظام كما يتم تصويره ، فهذه المعركة تثير عدداً من الاستفسارات التي لا تجد إجابة لها إلا عند السلطة.
وأضاف في تصريح لـ"أخبار اليوم" أن العالم  يعرف أن القاعدة في اليمن هي حصيلة قوى عديدة ، وبالإضافة إلى عناصر القاعدة الأساسية التي بناها أسامة بن لادن توجد هناك القاعدة التي تبنتها أطراف استخباراتية يمنية وخارجية، ومنذ فترة جرى تصدير عناصر القاعدة إلى بعض المحافظات وعلى وجه التحديد المحافظات الجنوبية.
وتابع: إن النظام قد روج بأن القاعدة سوف تسيطر على عدد من المحافظات إذا ما رحل النظام ، يبدو أن ذلك قد منح القاعدة ثقة كبيرة في توسيع نشاطهم والسير نحو تحقيق مآربهم ولا يمانع النظام من التحالف مع القاعدة في حالة انهزامه ورحيله عن الحكم.
واستطرد: يمكن القول أن هناك نمطين من القاعدة: الأولى هم العقائديون ومنهم العرب وهم القلة ، والثاني هم الذين كان النظام على تواصل معهم وهم صنيعته لتمرير أهدافه في استغلالهم كورقة تخويف للخارج أو للداخل ضد القوى الليبرالية واليسارية أو القوى الجنوبية في السلطة والذين ينتمون إلى تلك المحافظات.
وأردف قائلاً: اجتمعت عدد من الأطراف تحت مسمى القاعدة، إلاً أن كل طرف يحمل أجندة خاصة به، حيث اختلطت الأوراق وقد تم دخول العناصر المسلحة إلى أبين بعد انسحاب قوات الأمن وقيادة المحافظة إلى عدن ، وتم إخلاء المواقع الحكومية والأمنية دون أي مقاومة تذكر، ويقوم النظام حالياً بتوزيع الأسلحة على القبائل للاستعانة بها في حربه على القاعدة وهو مؤشر خطير يراد منه دفع البلد إلى نشر الفوضى والدخول في أتون حرب أهلية مدمرة سوف يدفع ثمنها الشعب اليمني.