في لقاء تضامني مع الصحف المُصادرة والمواقع الإخبارية المحجوبة..

رئيس مؤسسة الشموع يستعرض الانتهاكات التي تعرضت لها "أخبار اليوم" ويؤكد الصمود أمام الإغراءات

2011-07-17 16:35:45 أخبار اليوم/ بشرى العامري

أعلن رئيس مركز الحقوق والحريات الصحفيات الأخ/ محمد صادق العديني عن حدوث "465" انتهاكاً طال صحفيين وصحفاً ومواقع الكترونية يمنية تمت خلال عشرين أسبوعاً منذ بداية الاحتجاجات المناهضة للنظام، حيث شملت تلك الانتهاكات مصادرة الصحف وإحراقها واستهدافاً متنوعاً للحقوق والحريات الصحفية وحق النشر والتعديل في اليمن, بواقع ثلاث إلى أربع انتهاكات يومياً و"23" انتهاكاً أسبوعياً و"93" انتهاكاً شهرياً، بما فيها التهديدات التي يتلقاها الصحفيون.
وأشار العديني في لقاء الحملة التضامنية ضد إحراق الصحف ومصادرتها وحجب المواقع الإخبارية الالكترونية الذي عقده يوم أمس السبت تحالف "صحفيون وناشطون من أجل التغيير والحرية" برعاية كل من نقابة الصحفيين اليمنيين والاتحاد الدولي للصحفيين, إلى أن التحريضات ضد الصحفيين وتخوينهم وتهديدهم مثلت المرتبة الأولى، يليها الاعتداءات والعنف البدني، ثم مصادرة الصحف وحرقها، والرابعة الملاحقات وحجز الحريات، يليها مصادرة الحقوق والفصل التعسفي للصحفيين والعاملين، خاصة الذين انضموا في وقت مبكر إلى الثورة، وسادساً القرصنة الالكترونية وتدمير المواقع، وسابعاً تخريب واستهداف مقرات ومكاتب وسائل الإعلام.
منوها إلى أن هناك صحيفة واحدة تعرضت لعملية المصادرة ومنع التوزيع وإحراق النسخ المخصصة للمحافظات أكثر من ثلاثين مرة, كما تضمنت استهداف الموزعين التابعين لها.
وفي تصنيف للمحافظات التي شهدت انتهاكاً أكثر تربعت صنعاء للسنة العاشرة على التوالي في المرتبة الأولى، يليها محافظة إب التي فيها خمسة مراسلين فقط، تعرض الواحد منهم مابين عشر إلى خمسة عشر انتهاكاً متنوعاً مابين ضرب واحتجاز وتهديد وغير ذلك، تليها عدن وفي الرابعة الحديدة وتعز، ثم البيضاء وعمران وحضرموت. 
وحدد العديني الجهات التي كانت تقف وراء معظم تلك الانتهاكات والتي تورطت بشكل مباشر فيها والذين اسماهم ( بالأعداء الخطيرين للعمل الصحفي والحريات الصحفية في اليمن ) وتم الإعلان عنهم في قائمة سوداء أعدها المركز.
وقال: ( نحن الآن في طور التفاهم مع عدد من المحاميين لتشكيل ما يشبه مجموعة قانونيين يرفعون دعوى قضائية تتخاطب مباشرة مع مقرر حرية الرأي والتعبير في الأمم المتحدة ). 
وأضاف: (من يجد من الزملاء الصحفيين أنه من الممكن أن يتقدم بدعوى قضائية، فنحن مستعدون لتوفير محامين قانونيين يدرس ملفه بالكامل ويضم قضيته إلى هذا الملف الذي سنتقدم فيه ويكون مدعماً بالوثائق والصور الفوتوغرافية التي جمعناها لعدد من الصحفيين والمضروبين). 
كما أعلن العديني عن قائمة سوداء أعدها المركز لأكثر الأشخاص الذين حرضوا ضد الصحفيين وقاموا بتلك الانتهاكات وكان على رأس تلك القائمة علي عبدالله صالح -رئيس الجمهورية- يليه قيادة الحرس الجمهوري وهي أكثر الجهات تورطاً في مصادرة الصحف وإحراقها، ثم قيادة الأمن المركزي وجهازا الأمن القومي والسياسي, ووزارتا الداخلية والإعلام ودائرة التوجيه المعنوي. 
ومن الشخصيات القيادية في المؤتمر التي قامت بالانتهاكات ذكرت القائمة السوداء كل من حافظ فاخر معياد وعارف الزوكا -القياديان المعروفان في حزب المؤتمر الشعبي العام- وأحمد الصوفي -السكرتير الإعلامي لرئيس الجمهورية.
وأخيراً القنوات الفضائية اليمنية ( اليمن - سبأ - عدن ) وصحف الحزب الحاكم والأحزاب الموالية.
وأشارت القائمة إلى أن هناك جهات تورطت بانتهاك حقوق الصحفيين وحرية تداول المعلومات، كما تورطت بحالة عنف بدني ضد صحفيين وصحفيات وأن تلك الجهات محسوبة على الثورة وهي كل من اللجنة الأمنية بساحة التغيير , وقوات تابعة للفرقة الأولى مدرع , ومسلحون يتبعون الشيخ/ صادق الأحمر.
واقترح العديني على الصحف التي لازالت تصدر إلى كشف هذه القائمة والتشهير بها في صحفهم أينما كانوا ومهما كانت علاقاتهم به, ونشر تقارير الرصد بأكثر من لغة. 
فيما اقترح بشأن الصحف المستقلة التي توقفت عن الصدور أن تقوم النقابة بالتواصل مع الاتحاد الدولي للصحفيين المتعاطف جداً مع الصحفيين اليمنيين للتواصل مع المراكز الدولية لدعم استمرارية الصحف المستقلة أساساً والتي يمكن أن تساعد مادياً في تسهيل العمل لهذه الصحف ولو بالحد الأدنى. 
وفي اللقاء تحدث رئيس مؤسسة الشموع الأستاذ/ سيف الحاضري عن الانتهاكات التي طالت صحيفة "أخبار اليوم" والتي كان آخرها صباح الأمس، مؤكداً أن ما يحصل اليوم ليس مسألة انتهاك حرية وإنما هو انتهاك لحق الشعب بأكمله, وأن من يمارس القتل وانتهاك العرض ونهب المال لن يضيره حرق صحيفة أو باص أو إغلاق صحيفة، بل تصبح من الكماليات عنده.
وطالب الحاضري بآليات فعلية للدفاع عن حقوق مجتمع في الحقوق والحريات، مشيراً إلى أن "عبدالله قيران" وما يمارسه اليوم في تعز من انتهاكات في حق المواطنين من قتل ونهب ومن ثم حرق باص مؤسسة "الشموع" وحرق الكمية الخاصة بتعز وتعريض الموزع لعملية القتل من قبل رجال أمن النجدة كانت بأوامر مباشرة منه.
وقال الحاضري: نحن اليوم لسنا في مواجهة بين كلمة وسلطة تريد أن تمنع الكلمة، نحن الآن في مواجهة بين حرية العيش والحياة كانسان وبين سلطة تريد أن تنزع حقك في العيش من الوجود.
وأضاف: يجب علينا أن ندرك بأنه يجب علينا كحملة أقلام أن ندافع عن حياتنا وحياة هذا المجتمع وأن نبحث عن آليات للدفاع عن حقوق هذا المجتمع وعن حقنا في التعبير عن الرأي.
وكشف الحاضري أن "قيران" اتصل به تلفونياً قبل ثلاثة أيام بعد أن قام بإحراق كمية من صحيفة "أخبار اليوم" واتصل به وعرض عليه أن يتوقف عن التوزيع في تعز وهو مستعد أن يعوضه عن الخسارة. 
وتابع: كانت إجابتي له بأني لست مستعد أن أستلم فلساً واحداً، سأدخل الصحيفة محافظة تعز وإن منعتني من طريق سأدخلها تهريباً وإذا منعتني من طرق تهريب سأدخلها حتى من البحر عن طريق المخاء.
وأردف: بعد إحراق الصحيفة اليوم سندخلها وإن شاء الله بعد ساعة أو ساعتين ستكون في تعز وستوزع هناك.
مخاطباً الذين ينتهكون حقوق الصحفيين وحملة الأقلام قائلاً: إن من ينزع هذا القلم سيجبر الكل بأن يحمل غير هذا القلم ومن يريد أن يمسح وجودنا من العيش، فستكون تبعاته كبيرة.
ودعا الحاضري كل من له صلة في هذا الجانب أن يعرف الجميع أنهم لو أغلقوا باب الكلمة، فإنهم سيفتحون باب النار, مضيفاً أن انتهاك العرض والمال لن يجعلنا نقف مكتوفي اليدين والمساس بالحياة لهذه الدرجة، فهناك خيارات أخرى إذا لم نستطع أن نوقفها بالأسلوب المدني.
صحيفة الشاهد التي بدأت بالإصدار مع بداية الثورة بشكل منتظم في أحد عشر عدداً, لم تتحمل مصادرة ثلاثة أعداد وتعثرت عن الإصدار، ثم توقفت بشكل تام، يقول رئيس تحريرها عبدالعزيز المجيدي معلقاً على ذلك ( خلال الشهر الماضي فكرنا نحن طاقم الصحيفة أن نتهرب إلى السعودية للبحث عن فرصة عمل, لكننا علمنا من مصادر أن الإخوة في السعودية يقومون بحملات مكثفة لمطاردة اليمنيين العاملين هناك والذين دخلوا بطرق غير رسمية). 
وأشار المجيدي إلى أن الصحيفة تعرضت لأكثر من مرة للمصادرة في نقطة قحازة في نقيل يسلح وحاول تهريب كمية ونجح في ذلك لفترة , ثم لم يعد يستطيع تحمل تكاليفها الباهظة. 
وأضاف ( البلد يعيش في حالة ثورة نفسها طويل , تقيل في الدائري وتصلي في الستين وتصدر بيانات، فيما نحن في مواجهة نظام يرى بأن من حقه أن يبقى حتى على جثث الناس ).
وأشار إلى تحويل القوات العسكرية مستشفى الثورة بتعز إلى ثكنة عسكرية وتقوم بقصف المنازل والمدينة بشكل عشوائي , منوهاً إلى أن هناك أحزاباً سياسية تتلاعب بمصير البلد بطريقة أو بأخرى وهي من قادت البلد إلى هذا الوضع المأساوي، فلم نعد ندري هل نحن في وضع ثورة أو في وضع مفاوضات وأزمات .
ودعا المجيدي الصحافة لأن تكون جادة وصريحة في تحميل الجهات المنتهكة مسؤولية انتهاكها.
صحيفة الناس أيضاً تعرضت للمصادرة ثلاث مرات في منطقة قحازة واضطررنا لتهريبها في كراتين موز، ولكنهم أيضاً اكتشفوا العملية وطبعناها في عدن وصادرتها النجدة بعد خروجها من المطبعة وذلك انعكس على الصحيفة وعلى إيراداتها وصرنا على وشك التوقف وعجزنا عن دفع رواتب الموظفين هذا الشهر وذلك لأول مرة يحدث منذ عام 2005م. 
وأشار إلى إنكار هذه الجهات للمصادرة ولا يوجد لديك أي دليل على هذه الانتهاكات ضدهم. 
ودعا إلى رفع دعوى قضائية ضد الحرس الجمهوري وأحمد علي عبدالله صالح ووزارة الداخلية، لأن اللقاءات الرسمية معهم ووعودهم لم تعد تجدي، مشيراً إلى أننا أمام كارثة إعلامية مع الصحف والصحفيين. 
مروان دماج أشار إلى طلب النقابة اللقاء مع نائب رئيس الجمهورية بشكل رسمي، ولكن إلى الآن لم يتم تحديد اللقاء.. وقال ( كنا نتوقع أن يعتبر النائب وضع الصحافة ضمن الأولويات التي يجب عليه معالجتها , مر الآن أسبوعان على طلب موعداً للقاء، لكن لم نبلغ حتى الآن بتحديد الموعد ).
وأضاف دماج ( إن أحمد علي ويحي صالح والقائمين على الاعتداءات، هم غير مكترثين بشيء غير أنفسهم ونحن نعلم من هم خصومنا تماماً وإذا أردنا أن ندافع عن الصحافة، فعلى هؤلاء أن يتحملوا بشكل شخصي هذه المسؤولية، لأنهم هم الواقفون وراء هذه السياسة ولن نألوا جهداً في أن نلاحقهم في كل الحالات وسنعتبرهم أعداءً للصحافة وسنلاحقهم على المستوى المحلي والعربي والدولي وسنشكل ضغطاً عليهم ليكونوا مسؤولين وأن يساءلوا عن ما يقومون به ).
منصور الجرادي -عضو التحالف- دعا الصحف التي تعرضت للانتهاكات إلى رفع دعاوى شخصية وحشد المنظمات الحقوقية المحلية لمناصرة الصحفيين والصحف واستهداف النشر الخارجي، إذا لم يكن هناك تأثير للإعلام المحلي، مشيراً إلى أن هناك انتهاكات حقيقية للمواقع الالكترونية التي تشكل جزءً من الصحافة المحلية والتي تتعرض للحجب اليومي والانتهاك حتى لا توصل ما يحدث للخارج، لأنها الموصل الحقيقي للعالم. 
هذا ودعا الصحفيون الحضور في الحملة إلى ضرورة التصعيد وتنفيذ اعتصام يوم غد الاثنين أمام منزل النائب، مطالبين النقابة بخطوات عملية حقيقية ورفع قضايا داخلية وخارجية وملاحقة المتهمين والمتورطين بهذه الانتهاكات , مشددين على ضرورة إعلان النقابة لقائمة سوداء للمتورطين بهذه الاعتداءات والانتهاكات والإعلان عنها بالاسم والجهة في الوسائل الإعلامية من باب التشهير , وطالبوا بتجميد عضوية النقابة لكل إعلامي أو صحفي يحرض ويسيء للصحف والصحفيين أو يشوه صورتهم.
هذا وقد صدر بيان من التحالف والنقابة ومركز الحريات الصحفية، وجهت فيه رسالة إلى الاتحاد الدولي والمنظمات الأخرى.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد