د. الربيعي : شبح مخاطر الانفلات الأمني يحوم حول عدن

2011-08-02 17:11:07 أخبار اليوم/ خاص


قدم د/ فضل الربيعي - أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة عدن، ورئيس مركز مدار للدراسات الاجتماعية - ورقة بحثية بعنوان "مفهوم الأمن الإنساني قراءة في النواحي الثقافية والسياسية والحضارية
في ضوء احترام حقوق الإنسان" في ندوة أمن عدن ضرورة وطنية ومصلحة إقليمية ودولية.
جاء فيها أن مسألة الأمن في حياة المجتمعات تعد من أهم القضايا الإنسانية ، والركيزة التي تقوم عليها الحياة البشرية وبفقدان الأمن تفقد الحياة البشرية معناها بصفة عامة، فالأمان والاطمئنان صفتان متلازمتان في الحياة الإنسانية، فإذا توفر الأمان حل الاطمئنان والعكس إذا اختل الأمن انتفى الشعور بالاطمئنان، لذا فهما صفتان راعية للحياة الإنسانية، فإذا فقد الأمن عم المجتمع القلق والفوضى والدمار الاجتماعي و سيطر الخوف في أوساط المجتمع ويبعث بالنوازع المدمرة للعلاقات الإنسانية، كما يترتب عليه تعطيل الأعمال وسوء الظن والتجسس والتوجس وغيرها من المظاهرة التي تشكل خطراً على حياة الإنسان .
مشيراً إلى أن معطيات المشهد السياسي الإقليمي والدولي اليوم تؤكد أن الاستقرار السياسي في الدول الحديثة ، لا يمكن تحقيقه بالقمع والغطرسة وتجاهل حقوق الناس وتطلعاتهم المشروعة. وان ماجرى ويجرب في وطننا العربي بدءً بالصومال ومروراً بالعراق وأخيراً مايجري في تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن من تدهور في النواحي الأمنية هو نتاج طبيعي لتلك الأنظمة الاستبدادية العربية التي عملت على تغييب قيم العدالة والديمقراطية والحرية،في المؤسسات الاجتماعية والسياسية وأفرقتها من مضامينها الفعلية .
وتابع: إن الاستقرار الحقيقي يتطلب خطوات سياسية حقيقية تعمق من خيار الثقة المتبادلة بين السلطة والمجتمع، وتشرك جميع الشرائح والفئات في عملية البناء والتنمية الشاملة، ووجود الثقة والرضا المتبادل بين السلطة والمجتمع يعد من الضرورات الداعمة للاستقرار والحفاظ على الأمن.
 مضيفاً بأن شبح مخاطر الانفلات الأمني تحوم حول عدن، وباتت تلك الأوضاع محيرة ، إذ يبدو قد اختلطت فيها الأوراق وتقاطعت فيها المصالح، لذا فالخطر الذي يحوم بأمن عدن لا يستهدف عدن وحدها بل إن أمواج البحر ستحمل شرارات ذلك الخطر معها إلى ابعد مدا تصله.
منتقدا الصمت الدولي والإقليمي لما يجري في أبين القريبة من عدن من حرب غامضة لا تعرف طبيعتها وأدت إلى نزوح جماعي لا كثر من سبعين ألف نسمة من ديارهم، بوصفها أكبر كارثة إنسانية حلت على سكان مدينتي زنجبار وجعار والقرى التابعة لها لم يعرف لها مثيل منذ أن سكن الإنسان هذه المنطقة، وقد بات الوضع يشكل خطراً قد يمتد تجاه مدينة عدن إذا لم يحسم سريعاً.
 لافتاً إلى أن تحويل عدن ومحيطها الجغرافي إلى مناطق صراع وتصفية حسابات محلية بينة أطراف داخلية وخارجية – كما يبدوا- لا يخدم في الأساس هذه القوى، بل ربما يعرض مصالحها للخطر خارج الإطار الجغرافي، مؤكداً أن المنطق الحقيقي والعمل الذي يمكن أن يسود هو الحفاظ على أمن عدن بوصفه أمن إقليمياً ودولياً تشترك فيه عدن مع المجتمع الدولي، فحماية أمن عدن لا يمكن فصله عن أمن المنطقة والعالم أجمع.
                                                          

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد