استقبل عدد كبير من موظفي القطاع العام شهر رمضان وسط استياء عارم نتيجة تأخر استلامهم راتب شهر يوليو الماضي، مما زاد من معاناتهم التي تستمر منذ أكثر من أربعة أشهر .
وذكر التربوي جاسم عمر أن موظفي قطاع التربية والتعليم من اكبر القطاعات الحكومية التي لم يتسلم منتسبوها حتى اليوم مرتباتهم ,إلى جانب قطاعات عديدة أخرى حيث يتم تأخيرها منذ أربعة أشهر وفي شهر يونيو الماضي استلم التربويون رواتبهم في منتصف الشهر الماضي بعد أن تراكمت عليهم الديون , مؤكدا أن مرتباتهم لا تنجو من الخصومات والجزاءات منذ اندلاع الثورة حتى أصبح المعلم أكثر الموظفين مواجهة لعقاب النظام الذي فرضه على الشعب الذي اختار التغيير والحرية ليطال هذا العقاب جميع أبناء الشعب مؤيدين ومعارضين، مطالبين بالتغيير ورافضين له .
عادل زيد موظف حكومي أكد أيضاً انه لم يستلم راتبه حتى اليوم وانه اضطر اليوم لبيع جزء من ذهب زوجته لشراء احتياجات رمضان الضرورية، منوهاً إلى أن بيته أصبح خاوياً تماماً من أي شيء يمكن أن يؤكل مما جعله يقدم على بيع ذهب زوجته وأشار إلى انه إذا استمر الحال على ما هو عليه فأن ما لدى زوجته من ذهب لن يطعمه وأولاده حتى نهاية العام الجاري .
هذا فيما خسر عدد كبير من موظفي القطاع الخاص أعمالهم نتيجة الانفلات الأمني واختفاء المشتقات النفطية وانقطاع الكهرباء الذي سبب في توقف الكثير من القطاعات الإنتاجية والخدمية، مما أدى إلى ارتفاع حاد في نسبة البطالة
حيث أغلق أكثر من خمسمائة مصنع أبوابه حتى الآن وبلغت نسبة البطالة في قطاع السياحة إلى 200% , مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في اليمن وارتفاع رقعة الفقر .
وقد ازدحمت شوارع الأمانة بعدد كبير من المتسولين بشكل كبير وظهرت فئات يمنية جديدة تتسول في الشارع إلى جانب فئة الاخدام التي كان من المعتاد مشاهدتها وبأعداد كبيرة معظمها من الأطفال والنساء.
إلى ذلك تشهد أسواق المواد الغذائية في اليمن ركوداً نتيجة قلة الإقبال عليها بسبب الأزمة الاقتصادية الحالية، خصوصاً مع انقطاع الكهرباء والخوف من فساد بعض هذه المواد أو عدم تخزينها بشكل سليم .
كما ارتفعت أسعار أغلب المواد الغذائية الأساسية وخاصة المرتبطة بالشهر الكريم , والذي بلغ ارتفاع بعضها إلى أكثر من 50%، فمثلاً وصلت سعر البيضة الواحدة إلى ثلاثين ريالاً وزاد سعر اللحوم إلى 30% .
ويؤكد التاجر محمد انعم انه لم يجن هذا العام نصف أرباح العام الماضي في ذات الموسم، مشيراً إلى أن المواطنين يقومون بشراء كميات قليلة ومعينة فقط من احتياجاتهم ويبتعدون عن اقتناء السلع التي تحتاج للتبريد او غير الأساسية مما أدى إلى ركود يراه انعم قد يصل إلى أكثر من 70% في الأسواق
وزاد انقطاع الكهرباء الذي عاود منذ أول ليلة لرمضان بعد رحيل مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر بيوم واحد فقط من سخط المواطنين، إلى جانب عدم استقرار تواجد مادة البترول التي أكد الجانب الحكومي توفرها منذ أيام .
وناشد المواطنون الجهات المختصة النظر في حال المواطن اليمني الذي أصبح منكوباً بقدوم رمضان والابتعاد عن سياسة العقاب الجماعي في هذا الشهر الفضيل ومراجعة حساباتهم أمام الله وتجاه هذا الشعب الذي لا يستحق هذا العقاب خصوصاً بعد أن صبر لأكثر من ثلاثين عاماً على الفقر والجوع والجهل , فمتى سيأتي الوقت الذي سينعمون به برغد العيش أسوة على الأقل بأقرانهم في الدول المجاورة والتي لا تمتلك بعضها نصف المقومات التي يمتلكها بلد كاليمن؟!