في العاصمة صنعاء.. انقطاع مستمر للمياه وارتفاع جنوني للفواتير

2011-08-06 16:57:22 أخبار اليوم / بشرى العامري


تذمر عدد كبير من المواطنين من ارتفاع فواتير المياه التي تسلموها خلال اليومين الماضيين والمبالغ بها في ظل انقطاع شبه تام لمشروع المياه العام عن منازل أمانة العاصمة.
وخرجت قبل ايام مسيرة في الحصبة الى امام مشروع مياه الامانة، معبرين عن احتجاجهم لانقطاع المياه عنهم منذ اكثر من شهرين فيما هم الاقرب لهذا المشروع والمؤسسة العامة للمياه .
ويقول المواطن عبد الله العزي ان المواطن يمكن ان يتحمل انقطاع الكهرباء وانعدام البترول والغاز ويوجد بديلا لها، لكن انقطاع الماء مشكلة عويصة لا يستطيع تحملها احد , مشيرا الى ان فاتورة الماء الخاصة بمنزله وصلت الى مبلغ ستة عشر الف ريال عن الشهر الماضي، فيما هو قد اضطر الى شراء وايتين ماء بسبب انقطاعها , مؤكدا انها عادت في الاسبوع الاخير فقط قبل تسليم الفواتير حتى يقال لهم عند أي تذمر او مراجعة ان الخدمة موجودة , منوهاً الى انه لم يعرف اسوأ من مراجعة فواتير المياه حيث لايتم مراجعتها ابدا مهما كانت خاطئة ويصر المسئولون عنها على الدفع مهما كنت مظلوما فيها .
فيما قام عصام الحرازي بارسال اسرته الى الريف قائلا ( بعد ان استحكمت علينا الحلقات من انقطاع للكهرباء والماء وقلة الموارد وتأخر الرواتب قررت ترحيل اسرتي الى القرية توفيرا للمصاريف ولوجود المياه هناك بكثرة من الابار والانهار والله الغني عن مياه الدولة التي تباع اليوم بسعر الذهب).
في الوقت ذاته امتلأت شوارع صنعاء وحواريها بطوابير طويلة لأطفال ونساء ورجال من مختلف الاعمار امام مشاريع عمومية او خيرية او مساجد يملأون منها المياه في علب بلاستيكية مختلفة الأحجام وينقلونها فوق رؤوسهم او على عربيات الى منازلهم ,
وتضطر الحاجة فاطمة العودي الى الوقوف لاكثر من ثلاث ساعات للحصول على دبتين ماء سعة عشرين لتراً من الجامع القريب لحارتها .
ومع هطول الامطار الغزيرة هذه الايام تقوم عابدة المحويتي وعدد من الاسر الاخرى بتجميع مياه الامطار واستخدامها في الاعمال المنزلية المختلفة ,
من جانب اخر ارتفعت اسعار وايتات المياه الخاصة والتي وصلت الى اكثر من 300% من سعرها السابق وذلك بسبب انعدام مادة الديزل التي يعتمد عليها اصحاب تلك الوايتات .
وكان ممثل برنامج الغذاء العالمي في اليمن جيان كارلو كيري قد حذر مؤخراً من نفاذ المياه، خاصة مع تزايد السكان الكبير وتكلف المياه اليمن أموالاً طائلة لاستخراجها بواسطة المضخات من عمق مئات الأمتار بسبب نقص الفيول "البترول الخام" الذي يشغّل هذه المضخات التي تزود العاصمة صنعاء بنحو 60 بالمائة من احتياجاتها من المياه.
مؤكدا ان صنعاء تعد أولى عواصم العالم التي قد تنفد منها المياه بسبب صعوبة استخراجها من باطن الأرض
ويعتبر اليمن من اكثر دول العالم فقراً في الموارد المائية، حيث انخفض نصيب الفرد فيه من المياه سنويا من 130 الى 127 متراً مكعب، وهو يقل عن المستوي المعتمد عالميا بـ 1000 متر مكعب، حسب دراسات يمنية حديثة. حيث يعتمد اليمن على الامطار والمياه الجوفية .وتبلغ كمية الأمطار في اليمن سنوياً ما بين 11- 67 مليار لتر مكعب .
وتوقعت منظمات محلية ودولية ان عام 2025 سيزداد عدد سكان مدينة صنعاء إلى 5 ملايين ونصف المليون نسمة، الأمر الذي سيؤدي إلى زيادة الإقبال على المياه، ما سيدخل العاصمة في مرحلة من النضوب الكامل للمياه.
ويعزو عدد من المراقبين انقطاع المياه هذه في اطار العقاب الجماعي الذي فرضه النظام على المواطنين منذ قامت الاحتجاجات المطالبة برحيله منذ فبراير الماضي , الا ان مسئولا في مؤسسة المياه اكد ان انعدام المواد الاساسية كالمشتقات النفطية تسبب في انعدام باقي المواد كالمياه وغيرها. مشيراً الى ان الوزارة تعمل جاهدة على توفير القدر الكافي من المياه لتخفيف ضيق معيشة المواطنين.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد