الراهدة تستقبل رمضان بأزمة الغاز وارتفاع الأسعار

2008-09-07 03:43:07 إستطلاع/ ماجد البدوي


في كل عام من شهر رمضان يستقبل الناس رمضان ويستبشرون خيراً في استقبال الشهر الكريم وفي الراهدة مثل بقية مدن اليمن يقوم الناس بالاستعداد لرمضان، حيث ترى الشوارع والأزقة مزحومة بالناس وهم يقتاتون ويشترون متطلبات هذا الشهر الفضيل وإقبال شديد على السلع الغذائية ولكن جشع وطمع التجار بات هو سيد الموقف، فقد لوحظ ارتفاع كبير للأسعار في العديد من السلع الغذائية وأيضاً الاحتكار لمادة الغاز مع الغياب المستمر لجهاز الرقابة والمحاسبة الأمر الذي حول رمضان من شهر الخير والعبادة عند هؤلاء التجار إلى فرصة ينتهزونها في زيادة أرباحهم لأن الصائم يستسلم لأي سعر مفروض عليه.

كيف يستقبل رمضان في الراهدة وضواحيها!

أم إياد تستقبل رمضان في التهليل والتباشير بهذا الشهر الكريم الذي هو بمثابة نعمة أنعمها الله على المسلمين، وأيضاً نستقبله في عمل الخير ونستمع إلى الأناشيد الدينية والقرآن الكريم والأناشيد الترحيبية برمضان وأيضاً الناس يجتمعون لذكر الله من خلال عمل الموالد والسمر الديني طيلة أيام الشهر الكريم حيث تجد الناس وخلال بداية الشهر متعطشين ومشتغلين لرمضان والفرحة تغمرهم بحلول هذا الشهر.

أما من ناحية الاستعداد لهذا الشهر الكريم فنحن عادة مثلنا مثل باقي مدن وضواحي اليمن نقوم بشراء المواد الغذائية وإقبال شديد على التمور والخضار وغيرها من حوائج هذا الشهر الكريم والذي أريد أن أقوله أن رمضان في الراهدة هو نفسه في أي مدينة من مدن اليمن يتشابه في العبادة والأعمال الخيرية وفي الطبخات المنزلية لأنه عندنا يتميز بنكهة الحلوى وطعم الشفوت ولذة مشبك صالح.

فعندما تسمع صوت الجماعة وهم يصلون التراويح فإنك سوف تدرك حلاوة هذا الشهر الكريم صبغته الدينية التي تهتز لها النفوس فرحاً واستبشاراً بعظمة هذا الشهر الفضيل.

إعصار الأسعار يضرب الراهدة

عاد ومع بداية شهر رمضان وخلال الإقبال الشديد من جانب المواطنين على شراء المواد الغذائية والتبضع لرمضان إعصار الأسعار يحتاج كل فقير وغني ومقتدر وغير مقتدر مستغلة يد الإعصار بذلك لهفة وفرحة الصائمين مستعينة بجشع وطمع التجار المحتكرين دون مراعاة لحرمة هذا الشهر الفضيل والذي فيه الحنية بعشرة أمثالها مخلفة وراءها العديد من الأسر المحرومة والغير مقتدرة على الشراء.

فقد أفادنا في هذا الجانب الحاج/ عبدالله علي فقال: أن الأسعار بمثابة إعصار تتعرض له العديد من المدن ومنها الراهدة وخاصة في رمضان من كل عام، حيث تلاحظ ارتفاع لكافة المواد الغذائية والتمور وغيرها خلال يوم واحد في بداية رمضان وذلك بسبب الإقبال الشديد من الناس مما يدفع المواطن إلى أن يستسلم لهذه الأسعار والشراء دون أي تردد، فقد حول التجار رمضان من موسم للعبادة وبذل الخير إلى موسم للكسب والربح مختلقين العديد من الأزمات بسبب الاحتكار للعديد من المواد الغذائية وغيرها.

ارتفاع الأسعار بات مألوفاً في رمضان

أزمة خانقة في مادة الغاز، وأيضاً ارتفاع جنوني للأسعار يتم استهلاك رمضان بها كل عام في الكثير من مدن اليمن، ولكن في الراهدة قد رسمت لوحة مزحومة من المواطنين في كل أزقة هذه المدينة الصغيرة والتي سكانها وسكان القرى المجاورة لها قد استسلموا لجشع التجار وهيمنة الاحتكار، فمن يملك يشتري ومن لم يجد يواصل الصيام الأمر الذي جعلهم يشترون ما يريدونه دون تردد ما دام لا يوجد من يقوم بحمايتهم من طمع وجشع بعض التجار من الذين يتخذون رمضان موسماً للحيل والاختلاس وأيضاً موسماً للربح دون مراعاة الجانب الإنساني والديني والخيري لهذا الشهر الفضيل والذي أنزل فيه القرآن هدى ورحمة، وفي هذا الجانب أفادنا أحمد محمد القباطي، فقد قال: للأسف فإن ارتفاع الأسعار وعدم وجود الغاز يشكل أزمة خانقة للعديد من المواطنين كل عام في رمضان، فالمواطن يستسلم ويجبر على شراء المواد الغذائية ومتطلبات رمضان ويتم استغلالهم وفرض أسعار جنونية حتى أصبح مالوفاً لدى العديد من الناس منهم من يستعد قبل رمضان بشهر مما يدفع بالتجار إلى احتكار المواد حتى بداية رمضان مع غياب أدنى بادرة للقيام برقابة على المخالفين وأيضاً عدم وجود لواصق على المحلات التجارية بقائمة الأسعار.

الغاز بالوساطة والمعرفة تلعب دور

أن احتكار الغاز قد بات هو الآخر مألوفاً في رمضان دون وضع حد لهذه الظاهرة حيث يقومون تجار الوكالات ومحطات تعبئة الغاز بخلق أزمة حقيقية بسبب احتكار مادة الغاز من أجل رفع قيمة الأسطوانة إلى "1200" ريال للأسطوانة الواحدة، فقد كانت لنا وقفة في هذا الجانب مع أحد من يتاجرون بالغاز وهو واقف في المحطة منذ أكثر من أسبوع الأخ عيسى عبدالله، فقد أشار إلى أن أصحاب محطات التعبئة يقومون بعرقلة الناس بهدف احتكار الغاز وبيعه بأسعار مرتفعة وعبوات ناقصة، فقد يطوبر أحدنا أسبوعاً أو أكثر دون جدوى سوء قيامهم بوعودنا بوعود زائفة وكذبة والمعرفة والواسطة تلعب دور، فمن تكون له علاقة قوية وجيبه عمران فإنه يتخارج ويتم تعبئة الغاز له أما الذي لا توجد لديه كل ما ذكرنا فإنه سيبقى في الطابور، أما التجار الذين يوجد معهم غاز من السابق أو من أصحاب المعرفة فإنهم يحتكرون الغاز ويتم بيعه بسعر مرتفع وهو الآخر بالوساطة والمعرفة.

إحياء ليالي رمضان بالموائد والسمر

رمضان في نواحي محافظة تعز يتسم بعمل الموالد الدينية يتم في هذه الموالد ترديد موشحات دينية وقصائد روحانية يرددها الحاضرون وأينما تقام أسمار أو ما يسمى السمر الديني يتم من خلالها طرح عدة مواضيع دينية والمناقشة حولها أيضاً ذكر الله فيها من خلال المحاضرات التي يتم القاؤها على الحاضرين ومواعظ دينية وتوضيح فوائد رمضان وتذكيرهم بالصبر وعمل الخير وتأدية الزكاة، فالمولد والسمر يؤديان نفس الغرض وهو التذكير بالله وإحياء ليالي رمضان بهما.

وفي هذا الجانب فقد قال لنا عبدالعزيز الصبري: يختلف العمل الديني في رمضان من منطقة لأخرى، هناك مناطق تقوم بعمل مولد على طول شهر رمضان وذلك بإقامة المولد أما في ديوان الشيخ أو العاقل وغيرها من أماكن التجمع للناس ويتم فيها ذكر الله وإلقاء وترديد القصائد الدينية من جهة الحاضرين ومنهم من يكتفون بهذه المولد في بداية رمضان ثم في ليلة 27 من نهايته ومناطق أخرى تقوم بعمل السمر الليلي يتم تجمع الناس إلى مكان واحد ويتم فيها تبادل الأسئلة الدينية والمناقشة حولها أو إلقاء محاضرات يتم تذكير الناس ووعظهم بفضل هذا الشهر الكريم.

آراء مختلفة حول رمضان

هناك آراء مختلفة عن الشهر الكريم في مواضع مختلفة، فقد كانت لنا وقفة كريمة مع العديد من مواطني مديرية خدير وكانت لنا البداية مع الحاج قائد عبده السامعي قال لنا: في البداية شهر كريم وكل عام وأنتم بخير، الكثير منا يعتبر رمضان شهر راحة وأخذ إجازة لكي يرمي هموم ومتاعب السنة وراء ظهره لكي يأكل في الليل ويخزن وبعد ذلك ينام ثم تتكرر العملية، ولكن في الحقيقة شهر رمضان شهر عمل والأعمال الصالحة، فكثير من الناس يصوم بدون صلاة، ويكثر من الأعمال السيئة، فهذا فهم خاطئ، والذي نريد أن نوصله أن رمضان شهر القرآن والعمل الصالح.

أما محمد عبدالله علي فقد أشار إلى أن رمضان هو شهر نفس شهور السنة إلا أنه يختلف عنهم بالصيام في نهاره وأيضاًِ يكون فيه جانب إنساني تجاه الفقراء والمساكين فقط، أما الجانب الخيري والديني يمكن عملها في أي وقت وفي أي شهر.

وهناك من يرى بأن رمضان هو بمثابة فلتر السنة، حيث قال لنا القاضي العزي: نحن في رمضان وجميع المسلمين نهتدي ونلتزم بهذه الشعيرة المقدسة والفضيلة الحسنة وهو شهر رمضان، فرمضان هو فلتر السنة يتم فيها تصفية الذنوب والقلوب من الأحقاد والخطايا، فمن عمل حسنة فإنها بعشرة أمثالها ونحن نعيش هذه الأيام بداية أيام الرحمة سوف نصل إن شاء الله إلى أيام المغفرة والعتق من النار.

هناك من يرى رمضان بأنه شهر التراويح وشهر القرآن والعمل الديني والخيري والاعتكاف والعبادات إلى جانب هذا يجب أن نخالق الناس بخلقاً حسن لكي لا يتم جرح الصيام، فكثير من الناس تسمع منهم ألفاظاً بذيئة ويقول لك: اللهم أني صائم دون وضع حساب لألفاظه وشهر كريم وكل عام وأنتم بخير.

 

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد