على خلفية مغادرة القيادات الأمنية للمحافظة بصورة أثارت الشك والريبة..

قيادات محلية وإعلامية تقلل من مخاوف تكرار سيناريوا ابين في الضالع .. وتؤكد بأن المحافظة عصية ولن تنزلق في مخططات التخريب والفوضى.

2011-09-05 15:13:00 أخبار اليوم/ نصر المسعدي


شهدت محافظة الضالع خلال الأيام القليلة الماضية غياباً شبه تام للقيادات الأمنية بالمحافظة، الذين غادروا إلى مناطقهم، بصورة أثارت مخاوف الكثيرين من أبناء المحافظة، الذين عبروا عن خشيتهم من نية بقايا نظام صالح العائلي تكرار سيناريو محافظة أبين في بعض المحافظات الجنوبية ومنها الضالع، في إطار سعيها الحثيث لإنجاح مخططها التخريبي المتمثل في تدمير الجنوب وتمزيقه.
ولعل ما عزز من تلك المخاوف هو تطابق ذلك وسعي بقايا النظام الحثيث تسليم المحافظات الجنوبية للجماعات المسلحة، في محاولة لإدخالها في دوامة العنف والفوضى والانفلات الأمني لإثبات صحة مزاعمها التي عادة ما تروج لها لإخافة الناس في الداخل والخارج من نشوب حرب أهلية وتعزيز مخاوف الخارج من تنامي خطر القاعدة وأبناء الشعب من الانفصال.


وبقدر ما أثار الخبر الذي أوردته صحيفة "أخبار اليوم" يوم أمس الأحد - على صدر صفحتها الأولى - مخاوف الكثيرين وأحدث ردود فعل تباينت في فهم طبيعة، إلا أنها اتفقت جميعها في فشل مثل تلك السيناريوهات وعدم جدوى تكرارها في محافظة كالضالع لطبيعة التكوين الديموغرافي وتماسك أبنائها، ناهيك عن مستوى الوعي الذي وصل إليه أبناء الضالع ومعرفتهم بأهداف ومرامي بقايا النظام العائلي ومخططاته.
وقللت جهات سياسية في المحافظة من أهمية الأمر واعتبرته محض مصادفة، خاصة وإنه قد تأكد لها من بعض مصادرها في المحافظة والتواصل مع بعض الشخصيات المقربة من تلك القيادات أن مسألة الغياب والمغادرة يأتي في إطار مهام وأجندات اجتماعية صرفة، لا علاقة لها إطلاقاً بما يتحدث عنه البعض.
وأوضحت تلك المصادر أن غياب مدير الأمن العميد "علي حمود البخيتي" ومغادرته للمحافظة يأتي ضمن إطار إجازة العيد وزيارته لأسرته وأقربائه في محافظة تعز، خاصة وأنه لم يغادر المحافظة منذ عدة أشهر، فيما تأتي مغادرة قائد الأمن المركزي للمحافظة العقيد "سعيد الريمي" وتواجده حالياً في العاصمة صنعاء يندرج هو الآخر في الإطار الاجتماعي ويتمثل باستعداده لزفاف نجليه الخميس المقبل.
رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية بمحلي الضالع "علي العود" هو الآخر استبعد حدوث مثل هذا الأمر في الضالع، مؤكداً في الوقت ذاته عن اعتقاده الكبير بأن ذلك أمر مستبعد وغير مقبول على الواقع، مشيراً إلى أن الضالع عصية على الاستهداف وبعيدة كل البعد عن مثل هذا السيناريو.
وفيما أشار العود إلى إنه قد لا يستبعد أن يلجأ بقايا النظام إلى تسليح بعض العناصر المأجورة والمرتزقة في المحافظة بهدف التحرك لإشاعة الفوضى وزعزعة الاستقرار، خاصة أنه ليس بجديد على هذا النظام عمل أي شيء ومسائل من هذا القبيل غير مستبعدة من سلطة ظلت تعمل بطريقة غير صحيحة واستمرأت إدارة البلاد بالأزمات؛ غير أنه استبعد تماماً تكرار ما جرى في أبين، مشيراً إلى أن أبناء الضالع قد تنبهوا ومنذ وقت مبكر لمثل هذه المخططات.
وقال علي العود: إن هذه السلطة سبق وأن حاولت تشويه صورة أبناء المحافظة وتصويرهم كقطاع طرق ولكن الناس في المحافظة صبروا وتحملوا وهاهي اليوم تعيش عنفوان الثورة لاقتلاع النظام العائلي المتخلف وبناء الدولة المدنية الحديثة.
وطمأن عضو إدارية محلي الضالع - المتخوفين - بأن الضالع خالية من تلك الشوائب وهي أكبر من مخططات ومؤامرات بقايا النظام العائلي ولا يمكن لها أن تقبل بتكرار سيناريو أبين، مشيراً إلى أن أي جهة أو فرد تسول له نفسه محاولة المساس بأمن واستقرار المحافظة أو الإساءة إلى تاريخها فهو واهم وسيجني عاقبة فعلته.
من جهته قلل الصحفي والكاتب "محمد علي محسن" من حجم المخاوف التي تحدثت عن تكرار بقايا نظام صالح لسيناريو أبين في محافظة الضالع عبر انسحاب الأجهزة الأمنية وتسليم المحافظة للجماعات المسلحة وذلك من وجهة نظره لاختلاف البيئة، مشيراً إلى أن بيئة الضالع تختلف كلياً عن بيئة أبين ولا وجود إطلاقاً لتنظيم القاعدة أو أي جماعة متطرفة في الضالع.
وفي تصريح لـ"أخبار اليوم" أوضح الزميل محسن بقوله: والأمر الآخر فإنه وإذا ما كان هناك مخطط من هذا القبيل يقدم عليه بقايا النظام فإن تلك المخططات ستتكسر على صخرة الوعي الذي يمتاز به أبناء المحافظة، الذين قال إنهم سيفشلون أي محاولة ترمي لإدخال محافظتهم في دوامة العنف والفوضى.
وفيما يتعلق بمسألة غياب القيادة الأمنية ومغادرة للمحافظة قال محسن: إن هذا الغياب يأتي متزامناً مع إجازة عيد الفطر المبارك وهي مناسبة اجتماعية عادة ما يضطر معها الكثير من القيادات الأمنية والمسؤولين لمغادرة المحافظة لزيارة عائلاتهم وقضاء إجازة العيد في مناطقهم بين أقاربهم.
وقال: إن من الطبيعي أن يغادر بعض المسؤولين المحافظة خلال إجازة العيد والناس في المحافظة متعودون على غياب المسؤولين ولا مشكلة في ذلك، مشيراً إلى أن المحافظة تشهد هدوءاً تاماً خلال الأعياد ومن النادر أن تكون هناك مشاكل في العيد في الضالع.
واستبعد الصحفي محسن مسألة تسليم المحافظة للعناصر المسلحة في الحراك الجنوبي أو ما تطلق عليها بحركة حتم الانفصالية التي تؤمن بالخيار المسلح لتحرير الجنوب، مشيراً إلى أن ذلك أمر مستبعد وأن الكفاح المسلح في الضالع مرفوض إطلاقاً ولا يجد له أرضية يستند عليها.
ونقل مصدر صحفي عن قيادي في الحراك الجنوبي قوله: إن تلك الفكرة بعيدة جداً عن تفكير الحراك، خاصة وأنهم يعتبرون الضالع والحبيلين بأيديهم إذ يتواجدون في كل قرية ومديرية وإذا ما جال في حسابهم الخيار العسكري والسيطرة على المحافظات فستكون عدن هي أهم المدن التي يمكن التركيز عليها وليس الضالع أو الحبيلين باعتبارهما مدينتان لا تشكلان أي أهمية إستراتيجية لحسم أي خيار حد قوله.
وقال آخرون: إن الانفلات الأمني في الضالع أمر مألوف اعتاد عليه الناس وإن الأمر سيان ولا فرق بين وجود تلك الأجهزة من عدمها، خاصة وأنها لا تقدم ولا تأخر من الأمر شيء إلا إذا كان الأمر يتعلق بقمع حريات المواطنين.
جدير بالذكر أن محافظة الضالع شهدت ومنذ فترة مبكرة حالة من الفوضى والانفلات الأمني ظلت مثار شك وريبة من الكثيرين في الداخل والخارج وإن لم تسلم منها قيادات الأجهزة الأمنية بالمحافظة التي تعرضت لاستهداف أمنية كان آخرها حادثة مقتل نجل مدير البحث الجنائي "علي البخيتي" في شهر رمضان الفائت.
وتتهم قيادات المعارضة بالمحافظة نظام صالح ومنذ وقت مبكر بتغذية مظاهر الفوضى والعنف في المحافظة بصورة منظمة لأجندات مختلفة من بينها تصفية حساباتها مع هذه المحافظة الأبية وأبنائها الأوفياء لمواقفهم الوطنية سواء منها في السابق أو تلك التي كان آخرها انحياز المحافظة إلى صف مرشح المعارضة المرحوم فيصل بن شملان في العام 2006م  

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد