أوسطة مغفرة..إب في رمضان إزدحام الأسواق وطوابير في المحطات

2008-09-15 03:21:50 استطلاع/ عبدالوارث النجري


ما إن يحل علينا شهر رمضان المبارك حتى يكون الازدحام هو أهم مميزات مدينة إب، الازدحام في الأسواق في الشوارع العامة وغيرها وذلك لعدة أسباب منها دخول أبناء الأرياف من المديريات المجاورة إلى مركز المحافظة لشراء حاجاتهم من مواد غذائية وغيرها من متطلبات الشهر الفضيل وكسوة العيد وغيرها، أيضاً عودة المئات، بل الآلاف من أبناء المحافظة المغتربين في الخارج لقضاء شهر رمضان وإجازة العيد وسط أهليهم وذويهم، إلى جانب الأسباب الأخرى مثل التخطيط العشوائي للمدينة، وضيق الشوارع العامة والأسواق التجارية وبالذات المتواجدة على شارعي - العدين، تعز - وأخيراً غياب دور إدارة المرور والمجلس المحلي لعمل خطة ناجحة لتنظيم حركة السير في وسط شوارع المدينة، حيث يلاحظ كثرة عدد الدراجات النارية وسط مدينة إب، كذلك وجود الكثير من الباصات العاملة في شوارع المدينة بصورة مخالفة حيث تحمل لوحات "خصوصي"، وأخيراً وهو الأهم انتشار الحفر في معظم الشوارع الخلفية للشوارع العامة وبشكل غير عادي واتساعها من عام لآخر دون إيجاد أي حلول أو عملية إصلاح من قبل قيادة محلي إب والجهات المعنية، هذا إلى جانب القضايا الأخرى التي تحدث عنها العديد من المواطنين الذين التقتهم الصحيفة، في البداية التقينا بالأخ/ محمد حسن العديني والذي قال: رمضان شهر خير وبركة وخاصة هنا في إب، حيث تجد التراحم والتسامح بين المواطنين والتعاون وما يميز إب في رمضان هو قيام أبناء هذه المدينة بعمل موائد الإفطار والعشاء في كل منزل وفي كل جامع للصائمين القادمين من خارج المدينة والمحافظة وكافة العاملين داخل المدينة "العزوبيين" بحيث تجد كل صاحب بيت يستضيف كل يوم أربعة أو خمسة أشخاص حيث يضطر معظم أصحاب المطاعم والبوفيات لإغلاقها خلال شهر رمضان، وأضاف العديني بالقول: وما يزعجني وكافة أبناء محافظة إب هي الممارسات اللامسؤولة التي يقوم بها العاملون في مؤسسة الكهرباء وخاصة في هذا الشهر الفضيل، فتجد الكهرباء تطفأ أثناء الصباح وبعد الظهر، ثم وقت صلاة المغرب عند الإفطار أو بعد الإفطار إلى جانب انطفائها أثناء السحور وبصورة مستمرة، ورغم المبررات الغير مقنعة من قبل مدير الكهرباء والعاملين فيها، إلا أن كثرة انقطاع التيار بشكل ملحوظ وتزايده في أيام شهر رمضان يتسبب في الكثير من المشاكل للناس ويثير استياء العامة من أبناء المدينة الذين لا حول لهم ولا قوة.

الأخ/ محمد البعداني صاحب باص قال: إب في رمضان مثل بقية مدن الجمهورية، فالغلاء وارتفاع الأسعار والظروف المعيشية الصعبة يعاني منها السواد الأعظم من أبناء الوطن ومن عام لآخر والحياة تسير إلى الأسوء حتى أصبحنا يائسين من أي إصلاح، كان هناك من أبناء المحافظات الجنوبية قبل الوحدة الكثير يشكون من تلك الطوابير التي تقام لاستلام المخصصات الغذائية، وإذا بنا اليوم صارت كل حياتنا طوابير، طابور عند استلام المرتب، وطابور آخر لشراء مادة الغاز، وطابور ثالث لشراء مادة الديزل، فابني يحمل دبة الغاز ويطوبر أمام محل بيع الغاز، وأنا أذهب في الصباح وأمسك طابور أمام محطة البترول، يقال: أن الأزمة في مختلف محافظات الجمهورية منذ بداية شهر رمضان، لكن هناك في سعي لحلها وإيجاد المعالجات لها من قبل المجالس المحلية في معظم المحافظات إلا في محافظة إب، فالمجلس المحلي وقيادة المحافظة لا تعير هموم ومشاكل عامة المواطنين أي اهتمام، ولا تكلف نفسها للسؤال عن ما يجري داخل مركز المحافظة وبقية المديريات، وكم نتمنى أن يكلف المحافظ أو نائبه أنفسهم الذهاب إلى محطة مارح للغاز ليشاهدا بعينيهما تلك الطوابير التي ينظمها الأطفال بالأسطوانات وأصحاب المحلات بسياراتهم بحثاً عن الغاز الموجود في ظل أزمة قد تكون من قبل المعنيين من التجار ومندوبي شركة الغاز وكذلك هو الحال بالنسبة لمادة الديزل والبترول، أما الأخ محمد السياني فيتساءل عن الخطة التي قامت بها قيادة المجلس المحلي بالمحافظة لوضع الحلول والمعالجات لمشكلة الازدحام التي تعاني منها الأسواق والشوارع الرئيسية في مدينة إب، وأضاف بالقول: إن الجهات التي تم تكليفها من قبل المحافظة وهي الأمن والمرور والأشغال لم تأتي بجديد، بل تسببت إدارة مرور المحافظة من خلال قيامها بسد العديد من المنافذ في الشوارع "الحارات" إلى اتساع مشكلة الازدحام لتشمل معظم شوارع المحافظة الرئيسية منها والفرعية وخاصة في شارع تعز، حيث قامت إدارة المرور بسد العديد من الشوارع الفرعية المرتبطة بالشارع العام الأمر الذي يضطر السائق لمواصلة السير إلى وسط المدينة المركزي بهدف الانتقال إلى الشارع المجاور لمنزله وهكذا من يسبب الازدحام في المركزي، يأتي ذلك في الوقت الذي تواطأت فيه إدارة مرور إب ومكتب الأشغال خلال السنوات الماضية مع أصحاب الفنادق والأسواق التجارية التي تم افتتاحها مؤخراً وهي لا تمتلك أي مواقف خاصة بالسيارات الأخ حميد الصهباني جندي قال: ما يلفت الانتباه في رمضان هو انتشار العديد من المعلبات المستوردة في الشوارع والأسواق الشعبية دون قيام الجهات الحكومية المختصة بعمل أي رقابة على تلك المعلبات ومن يقوم بترويجها في الأسواق وغش المواطنين خاصة، وأن تلك المعلبات منها ما هي فاسدة ومنها ما هي مقاربة لانتهاء صلاحيتها، وأضاف بالقول: أن ضعفاء النفوس من المهربين وغيرهم من التجار يستغلون ذلك الوضع المتمثل في غياب الدور الرقابي لدى الجهات المعنية وكذا عدم وعي العامة من أبناء الوطن لترويج وبيع مثل تلك المواد الغذائية والمعلبات.

أما الأخ/ عبدالرقيب الحسني صاحب محل تجاري فقد قال: إن مدينة إب في رمضان رغم ما يمتاز أصحابها به من تراحم وعطف وتعاون فيما بينهم خلال أيام الشهر الكريم، إلا أن هناك الكثير من المنغصات التي يشكو منها سكان المدينة وأصحاب المحلات التجارية تبدأ تلك المنغصات بممارسات القائمين على الكهرباء وتنتهي عند المسؤولين في صندوق النظافة والتحسين والواجبات والضرائب وغيرهم، حيث نجد أن كل جهة من تلك الجهات الحكومية تسعى في رمضان لتجنيد مجموعة أشخاص وفرض الإتاوات والأجر على أصحاب المحلات التجارية وأصحاب البسطات وغيرهم، فتارة باسم يوم النظافة وأخرى رسوم بلدية وثالثة باسم السياحة. . . إلخ وكل يوم يستقبل صاحب المحل العشرات من الجنود المنفذين عليه من قبل تلك الجهات، وبدلاً من أن يطلب الله ويبحث عن رزقه وقوت أطفاله ينشغل بمطالب تلك الجهات وجنودها المنفذين عليه، وتساءل الحسين قائلاً: لا ندري لماذا تجتمع مطالب تلك الجهات إلى شهر رمضان المبارك دون بقية أشهر السنة.

وبعيداً عن الأسواق التجارية وازدحامها كان لازم علينا أخذ نظرة عن العمل الوظيفي داخل المكاتب التنفيذية في محافظة إب وفروعها في المديريات، فبالرغم أن شهر رمضان ليس شهر خمول ونوم بل شهر عمل وعبادة وإخلاص لكننا ما لمسناه في معظم المكاتب التنفيذية بالمحافظة هو غياب أكثر من "50%" من القوى العاملة حيث أخذ ما يقارب نصف الموظفين في تلك المكاتب إجازة رسمية خلال الشهر الكريم، ولم يقتصر ذلك على المكاتب التنفيذية بل وصل الأمر إلى ديوان عام المحافظة الذي يكتظ بالموظفين ومدراء العموم وعشرات الوكلاء والمستشارين، إلا أننا لاحظنا تغيب ما يزيد عن ال "50%" من الكادر العامل في ديوان المحافظة وفي مقدمتهم الوكلاء والوكلاء المساعدين والذين من المفترض أن يكونوا قدوة للآخرين لكن الزائر لديوان محافظة إب في شهر رمضان نادراً ما يلتقي بوكيل أو مساعد وكيل يمشي معاملات الناس البسيطة، أما الهامة فهي إما أن تذهب إلى منزل المحافظ لتظل عدة أيام أو إلى منزل الأخ الأمين العام. <

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد