قهر أهلها الحرمان: گبث .. غابت عنها أعين الدولة فهل ستصبح حطاط الثانية؟ ..سياحة المياه الگبريتية الصحية گفيلة باهتمام محافظ أبين بها

2008-09-17 03:21:58 استطلاع/نزيه عبدالله


كبث تلك المنطقة الهائمة بين جبال سهول وادي بناء، يشعر الزائدر لها مدى الإهمال الواضح من السلطة المحلية في محافظة أبين.

وكبث التي تشتهر بالمياه المعدنية الكبريتية الصحية الحارة مثلها مثل حمامات دمت السياحية بمحافظة الضالع، حيث تتوافد بعض الأسر لها أسبوعياً لقضاء يوماً جميلاً للاستحمام في "برك" الحامي بكبث لتميزها في علاج عدد من الأمراض الجلدية، ولكن الزائرين سرعان ما يغادرون المكان لانعدام الخدمات في المنطقة.

وتعاني منطقة كبث كغيرها من مدى وقرى محافظة أبين من انعدام الخدمات الأساسية "الكهرباء والطرقات والوحدات الصحية والتعليم"

"أخبار اليوم" انتقلت إلى منطقة كبث لإجراء استطلاع عن كثب لمعرفة حقيقة أوضاع المنطقة وخرجت بالحصيلة التالية:

الطريق إلى كبث!

صعب جداً على الرغم من الخط الإسفلتي الخاص بمشروع باتيس رصد الذي لم يكتمل منذ قرابة "15" سنة المشروع يصلك إلى المنطقة من مدينة باتيس مروراً بمنطقة الكبيرة، ومزارع خاصة بالموز ومصنعي للأسمنت على الجهة الشرقية من منطقة كبث.

ويعاني الكثير من سكان كبث كثيراً في الوصول إلى منطقتهم خاصة في شهر رمضان المبارك للانعدام الكامل للمواصلات، ويلجأ ساكنو المنطقة إلى السير أو استغلال الدراجات النارية "الموتور" بمبلغ من "200- 300" ريال للشخص الواحدة بمسافة لا تجاوز "2" كيلو، ولا يخلو ذلك الطريق من الأحجار والمطبات وهبوط الأرض نتيجة لسير قاطرة النقل الخاصة بمصنع الاسمنت في باتيس عليها.

المعاناة عنوان

عندما تطأ قدماك منطقة كبث تشعر بالمعاناة الحقيقية لسكان المنطقة، فمنازلهم بعضها في منحدرات الجبل وأخرى في السهل مدرسة التعليم الأساسي في الحبيل وأعمدة النور مرمية على الأرض مهملة منذ قرابة "15" سنة، أطفال ونساء يشمرن عن سواعدهم يومياً عقب صلاة الفجر لرعي الأغنام وسط حرارة الشمس الحارة حتى صلاة العصر ليقوموا نساء المنطقة بعدها بإعداد وجبات الإفطار الرمضانية، وأخريات يذهبن لجلب المياه من الآبار عند انقطاع المشروع الخاص بإيصال المياه إلى منازلهم.

إصرار فريد

قساوة الأرض والمعاناة المؤلمة لسكان منطقة كبث جعلت بعض الأسر وهي قلة لا تعدى عددها أصابع اليد الواحدة أن تصر على تعليم بناتهم حتى الثانوية العامة للدراسة في ثانوية باتيس، حيث واصلت تلك الفتيات الدراسة وإنهاء الثانوية العامة بعد خروجهن يومياً الساعة التاسعة صباحاً مشياً على الأقدام لتخطي الجبال للوصول إلى الثانوية الساعة الحادية عشر ظهراً لإكمال الدراسة.

وهذا الإصرار قلما تجده في مدن بعض المحافظات التي تحظى بالخدمات الأساسية مثل الكهرباء والصحة والتعليم وغيرها من الخدمات.

غياب السلطة

وخلال استطلاعنا هذا التقينا الأخ فضل محمد طاهر شيخ قبيلة الصروح، وسألناه عن معاناة المنطقة.

وقال: كبث هي أرض زراعية ريفية بكر تعاني من انعدام العديد من الخدمات غابت عنها اللمسات الخدمية للحكومية فيها عدا تنفيذ مشروع طريق باتيس رصد المؤقت الذي لم يستكمل حتى اللحظة.

واستطرد قائلاً: أنه لا توجد هناك خدمات في المنطقة، بل قام بعض المواطنين بإصلاح شبكة المياه "مصفره" من خلال حفر بئر وإيصاله لأهالي المنطقة، وأحياناً تكون هناك شحة في المياه خاصة أيام الجفاف يتم توزيع المياه على المواطنين كل ثلاثة أيام، وبالنسبة للمدرسة نفذ من قبل المشروع الألماني فقط، والدولة لم تصل إلى كبث، حتى الأعمدة الكهربا\ئية ما زالت في الأرض ومجدت ها من أجل الدعايا الانتخابية فقط، فإذا لم يتم إدخال الكهرباء إلى المنطقة فإننا سنعلن مقاطعتنا للانتخابات القادمة.

> يقال: بأن العناصر المطلوبة أمنياً قد لجأت إلى منطقتكم ماذا تعلق؟

> > وقال: "إن تلك العناصر ليست متواجدة في كبث أساساً، وإنما اتجهت إلى منطقة وادي منهه، وكانت في السابق تتمركز في منطقة حطاط نبعد عن كبث حوالي "20" كيلو وحالياً في وادي فنهه فبعد عن كبث حوالي "15" كيلو.

كونك شيخ قبيلة الصروح هل تدخلت بشأن الوساطة بين السلطة وتلك العناصر؟

نعم تدخلت والتقيت بالأخ/ أحمد عبدالنبي وأخبرت بشأن السيارة المختطفة، وأخبرنا أحمد عبدالنبي أنه يحمل ملف متابعات بشأن تحميله نقطة باتيس بشأن الضرائب وتم استبداله بآخر، وحملنا ذلك الملف إلى مدير أمن المحافظة بشأن معالجة الإشكالية ولم نستطع استكمال المتابعة من قبلنا لعدم وجود التربات الكاملة والقيادة في المحافظة لم تعالج المشكلة؟

> وماذا تعرف عن أحمد عبدالنبي؟

> > أجاب بتحفظ: لقد التقيت به ثلاث مرات فقط واعرف عنه أنه شخص عسكري طيار طائرة عمودية ويريد من الدولة رد الاعتبار له وربما رفض الدولة إعطائه نقطة باتيس زادت من الأمور تفاقماً.

يحذون الأمل

الأخ عبدالله صالح الثابتي، عضو المجلس المحلي في مديرية خنفر من ساكني منطقة كبث في رده على سؤال متى ستدخل الكهرباء إلى منطقة كبث؟

قال: إنه يحذونا الأمل في قيادة السلطة المحلية بالمحافظة ممثلة بالمهندس أحمد الميسري محافظ المحافظ أن يضع منطقة كبث نصب عينه والاهتمام بها بشكل كبير، والإسراع في إدخال الكهرباء إلى المنطقة خاصة وأن أعمدة النور قد عفى عليها الزمن منذ عام 90م على الأرض ولم يتم رفعها أو البدء في المشروع.

وواصل حديثه بالقول: "إن الكهرباء أصبحت قريبة جداً من منطقتنا فهي متواجدة في منطقة تبعد عن كبث بضع كيلو مترات فقط، ولذا يجب الاهتمام في المنطقة كونها منطقة سياحية ويتواجد فيها حمام المياه المعدنية الكبريتية الحارة والصحية، ولا تتواجد للحمامات أخرى إلا في كبث فهي ينتظرها مستقبل واعد، إذا كان هناك اهتمام حقيقي للسياحة في المحافظة ستدر على خزينة أبين ملايين الريالات.

ولنا كلمة!!

إننا نهمس في أذن المحافظ الشاب المهندس/ أحمد الميسري بوضع جل اهتمامه بالمشاريع الخدمية في المحافظة ذات المساحة الواسعة ومترامية الأطراف، وخاصة منطقة كبث التي ينتظرها مستقبل واعد في الجانب السياحي قلما نجدها في منطقة أو في محافظة غيرها، فهي تتمتع بتلك الأوصاف، ونأمل ذلك حتى لا تصبح يوماً مرتعاً للإرهاب مثل شقيقتها السابقة "حطاط".

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد