أخبار اليوم في زيارات خاصة لأسر الشهداء(الحلقة الأولى)

الشهيد قائد اليوسفي ..مشوار من الكفاح والنضال بساحة الحرية بتعز

2011-09-20 04:07:56 تقرير/وئام الصوفي-تحرير "أخبار اليوم"


عاش الشهيد قائد اليوسفي مشوار عمره سنوات كفاح وجهاد ,رافضاً للظلم والقهر والاستبداد منذ أول انطلاقة للثورة..مدركاً من خلالها الفرق بين المواطن المنفي والمنفي للوطن.
كان أحد المناضلين في ساحة الحرية بتعز يقول كلمة حق عند سلطان جائر وظل درعاً بيد إخوانه الثوار كلما داهمتهم أدرع النظام الغادرة الماكرة.. وبعد حياة حافلة بالعطاء وبعشرات المواقف الشجاعة النادرة في ساحة الرباط والمصابرة شاءت أقدار السماء أن يكون قائد اليوسفي واحداً من مئات الشهداء الذين قدمتهم الحالمة تعز .
أخبار اليوم قامت بزيارة خاصة لعائلة الشهيد قائد اليوسفي وخرجت بالتقرير التالي:


¤قصة استشهاد قائد اليوسفي
في يوم الأحد الدامي الموافق 10/7/2011 اشتد القصف العشوائي على حي الروضة في تعز الذي يسكن فيه الشهيد ,والذي كان ساعتها في ساحة الحرية.. وحينما بدأ القصف على الحي خاف على زوجته وأولاده من أن تطالهم قذائف النظام وبلاطجته ,إلا أن الأقدار أصرت على أن ينتقل إلى جوار ربه شهيداً بإحدى القذائف التي سقطت أمام منزله ووقعت إحداها على صدره ..لتصعد روح قائد الطاهرة إلى بارئها منضمة إلى قافلة شهداء الثورة .
الشهيد قائد اليوسفي رحل عن عمر لا يتجاوز السابعة والثلاثين عاماً ,مخلفاً وراءه طفلته أفنان وولده السمح وزوجة صابرة جمع بينهما إشتياق الفراق لم يحول بينه وبينها سوى تلك القذيفة الغادرة التي سقطت على صدره أمام منزله وهو عائد إلى زوجته وأطفاله وكله قلق ليحميهم من قذائف النظام ،إلا أن روحه أبت إلا أن تصعد إلى عنان الخلود لتسبح في نعيم الله الأبدي.
¤أصعب شيء في الحياة مفارقة شخص آثر الموت على أن تبقى حياً
فلذة كبده وقرة عينه أفنان في صباح استشهاد والدها صالت وجالت في شوارع تعز مرددة الشعارات التي طالما كان يردده أبوها حتى وصلت ساحة الحرية شامخة أبية اعتزازاً بشهادة أبيها الذي ملأت ابتسامته حياة عائلته .
ابنة الشهيد أفنان قالت والدموع تنهمر على خديها إن أصعب شيء في الحياة أن تفارق شخصاً تمنى لك الحياة
والخير أكثر من نفسه.
تحكي أفنان عن حياتهم مع والدها الشهيد هي وأمها وأخيها السمح بأنها حياة رائعة وسعيدة واصفة أبيها الشهيد بأنه كان بشوشاً خفيف دم مزوحاً ودائماً يجلس معهم ويستذكرون سوياً بعض الدروس وكان يحرص على أن يوصلها للمدرسة وحلقات التحفيظ وكانت تصرفاته أكثر من رائعة ؛حيث كان الأب الحنون والصديق الوفي بالنسبة لها.

¤المخلوع يريدنا أن نعيش في جهل
وأصبحت أفنان التي عمرها لا يتجاوز السادسة عشر بطلة ثائرة مبدعة وشاعرة محبة لوطنها فخورة باستشهاد والدها الذي قالت إنها ستسير على دربه حتى تحرير هذا الوطن وإزالة ما تشاهده من ظلم وإستبداد وقهر وفساد جعل الأطفال والفقراء يأكلون من براميل القمامة وأشياء أخرى يقشعر لها البدن ويتحرك لها الضمير وتحقق أمنيتها التي عاهدت والدها على تحقيقها وهي أن تكون طبيبة تخدم أبناء مجتمعها..وقالت أفنان إنها سمعت أن المخلوع علي صالح ثالث أغنى رجل في العالم مليونير .. متسائلة:كيف مليونير ودولتنا فقيرة واليمن مدمرة؟.
المبدعة أفنان قالت أيضاً إن المخلوع علي صالح قتل المواهب واخترع القاعدة وفجر ستة حروب في صعدة ويريدنا أن نعيش في جهل ’لكن الشعب الآن خرج وانتفض في ثورة عشان إزاحة هذا النظام الذي كبت على أنفاسهم 33 عاماً وإن شاء الله اليمن بعد الثورة ستكون من العجائب السبع واليمن ستكون الثامنة ويمكن نرجعها الأولى.

¤برع من غير مطرود

النظام هو من قتل المواهب ودفن الإبداعات.. هذا ما قالته أفنان التي وقفت متحدية النظام وسطرت إبداعات عديدة في الشعر والإنشاد والمسرح ومن أبياتها الشعرية هذه القصيدة بعنوان "الشباب والمستقبل المشرق"
بأيدينا نصنع فجر المستقبل المشرق
بأيدينا نصنع قوة كالبارق
نعلوا بهمة عالية المقام
إذا رأيتها كأنها بناء شاهق
فبأيادي الشباب القوي العظيم سنبني الصرح الكبير الشاهق
وسنطرد كل محتال لئيم
لنرد كل حقوقنا رغم الرهائق
لأننا شعب نؤمن بعظمته الكبرى
سيصنع مجداً عالي الشواهق
فيا أيها الحاكم اللئيم الظالم نحن لانخاف من المآزق
ولا منك ولا من أتباعك لأننا لانخاف سوى من الله الخالق
فأعلم أن خروجك سيجعل اليمن أفضل بلداً في المغارب والمشارق
سنحقق ذلك بأيدينا بأيدي الشباب الصامدين
فهو والله يعلم كل الحقائق
وأنكم مجرد مفسدين في الأرض
لاتعرفون سوى النهب والسرائق
فتفضل ياعلي برع من غير مطرود
فاليمن لاتتقبل كل تصرف غير لائق
فيا أيها الشباب الصامد الثائر
بأيديكم سنصنع مستقبلنا المشرق
¤أبتي لو تعرف مقدار شوقي إليك
أفنان كل يوم تستطر شوقها إلى أبيها على مذكرتها وقد كتبت هذه السطور هدية إلى روح والدها الشهيد قائلة:أبتي لو تعرف مقدار شوقي إليك ..إن ألم الشوق حقن كبير ..أبتي الله يحبك فأخذك إلى عنده وجزاك من الخير الوفير.. استشهادك من أجل هذا الوطن وسام شرف على جبيني ينير وعقاب القتلة لا ولن يذهب ياأبتي ما حييت ..لا لن نخون دمك ودماء الشهداء جميعاً .
يا أبتي إن إخوتي في الساحات صامدون رغم الحر والبرد العسير ..يا أبتي سوف ننتصر على الظالمين فالعزيمة والإصرار في دم كل ثائر تسري ,لأننا شعب قوي وشعب أصيل وشعب يدافع عن حقوقه ولا يرضى أن يكون شعباً أسير.

وتحية إجلال وإكبار لكل شهيد جعل طريق الثورة منير
رسائل لقيران والنظام والثوار الأحرار
هذا وقد وجهت أفنان عدة رسائل عبر "أخبار اليوم" الأولى إلى قيران القاتل الظالم الفاسد حيث خاطبته قائل: ياقيران أنت مدير تخريب لا مدير أمن ,كيف سمحت لك نفسك بإحراق الساحة وقتل الأبرياء..لا لست مدير أمن ..لا تستحق هذا اللقب ..اعلم أننا سنحاكمك على دماء كل الشهداء وسأحاكمك على دم أبي رغم أنفك ورغم أنف كل الظالمين..سأحاكمك في كل المحاكم الدولية وسترى ذلك.
ورسالتها الثانية إلى نجل علي صالح حيث خاطبته: يا أحمد لن تتسلم السلطة حتى لوقتلت أكثر من مليون شهيد ..نحن لا نرضى أن يكون رئيسنا قاتلاً وظالماً سارقاً و يكفي أن أباك أمياً.
ورسالتها الثالثة إلى الثوار حيث خاطبتهم :إننا نقبل الأرض التي تحت أقدامكم ,لأنكم شرفاء وأحرار وأرجو منكم الصمود أكثر أحيكم من على منبر صحيفة "أخبار اليوم" وأقول لكم إن دماء الشهداء أمانة في رقابكم حتى تلقوا ربكم لأنهم ضحوا من أجلكم ومن أجل أبنائكم جيل المستقبل القادم حتى تعيشوا سعداء على أرض هذا الوطن وتنعموا بخيراته.
وفي الأخير عبرت عن شكرها وتقديرها لصحيفة "أخبار اليوم" وكل العاملين عليها على زيارتها لنا لتنقل صوت الحق والواقع المعاش ولوقوفها إلى جانب الثوار وهناك الكثير من يشكرها وبإذن الله ستكرم بساحة الحرية وسيكون لها وسام شرف ,متمنية لها مزيداً من الاستمرار والتقدم والازدهار في كشف الحقائق .

¤إرحل أنت حرمتني أبي
أما السمح ابن الشهيد قائد اليوسفي الذي لا يتجاوز عمره التاسعة فدائماً يتذكر أباه كل يوم ويخبر من حوله مدى إشتياقه إليه ،أحياناً يخاطب والدته متمنياً قيام القيامة لأجل أن يلاقي أباه ويعانقه بشوق ولازال متعطشاً لحنانه وأحياناً يفكر كيف أن يحقق أمنية والده الشهيد ويرسم للمستقبل أشياء جميلة ويكون مهندساً ناجحاً وبطلاً غيوراً على وطنه وأمته .
يقول الفل السمح :كان أبي يحبنا كثير, يجيب لي اللي أريده ,كان يلعب معي كرة القدم ,كان يعلمني كيف أدافع عن نفسي ,دخلني العب الكرتيه وحصلت على المركز الثاني وكرموني بميدالية ذهبية ,لما شافنا بالحفل كان فرحان كثير ويفتخر بي أمام أصحابه وكان يتمنى أن أكون مهندس أسلحة عشان أحارب اليهود في فلسطين.
وبلحظة غضب مختنقاً بالبكاء وغزارة الدموع قال السمح :أقول لعلي صالح إرحل أنت حرمتني من أبي خليتني يتيم ,سأحاكمك وسأعدمك أنت وأبناءك الفاسدين وقيران والعوبلي وكل من كان مع الظالم علي عبدالله صالح.

¤ أبارك لنفسي ولأولادي إستشهاد قائد
زوج كريم وأب حنون وابن بار محباً لأهله ودينه ووطنه ,مدرسة في الأخلاق والتعامل الجميع ينهل منها..هذا ما تحدثت به زوجة الشهيد مضيفة:أعزي عبر صحيفة "أخبار اليوم"من ربوا الأستاذ القائد رحمة الله عليه ,أعزيهم تعزية حارة وأقول لهم (جبر الله كسركم وتقبل شهيدكم وجزاكم الله خير الجزاء على ما أبدعتم في إعداد هذا القائد),كما أعزي أصدقائه وأهله .
وتابعت :أما أنا وأبنائي فلن نعزي أنفسنا ,لأننا فخورون باستشهاده ,بل أنا فخورة أني زوجة الشهيد قائد الذي منذ عرفته وهو مدرسة في الحياة ,فقد ربى فينا حب الشهادة.
أسد الثورة هذا اللقب الذي أطلقته عليه زوجته التي قالت إنه يستحق أكثر من لقب, لأنه مدرسة في كل شيء ؛في أخلاقة وجهاده وتضحياته وحبه للآخرين ومدرسة في حياته الأسرية والزوجية وتربيته لأبنائه وفي تعامله مع جيرانه والأطفال ومع كل من يلقاه حوله.. متواضعاً لايعجبه الظهور شحيح بالحديث عن نفسه ,يعيش حياة البسطاء, ينحني للطفل والعجوز ,يعطي الطفل أهميته وكان كريماً جداً رغم أن راتبه غير مجزي فراتبه ثلاثون ألف لكنه عيشنا كأمراء وكان مرحاً مع كل الناس حتى لو كان مهموماً تراه مبتسماً دائماً حتى وهو ميت ..لا يتقمص الأعذار بل كان مضحياً إذا طلب منه شيء أو عمل محدد كان ينتفض له بكل جاهزية بالمال بالنفس والوقت ..لم أجده يوماً ينام عن عمله أو شيء كلف به ,بل كان في مقدمة الصفوف أيام الثورة رحمه الله لم يتناول معنا وجبة الغداء إلا يوم واحد وهو على عجلة.
بدأ الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى وعمره 15سنة وكانت أنشطته الدعوية متعددة, فقد ربى ناساً كثيرين على الدعوة أسال الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناته..عاش إلى آخر لحظة في حياته مجاهداً ومثابراً ختم أيامه في الجهاد بمواجهة ومصارعة الظالمين الفاسدين القتلة المجرمين الذين تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء وبدم القائد رحمه الله ,أستشهد وهو يؤدي فريضة الواجب الوطني دفاعاً عن المظلومين مع إخوانه بساحة الحرية مطالباً بحقوقهم وكله أمل أن نعيش غداً مشرقاً في ظل يمن جديد ومستقبل أفضل وحتى آخر لحظة من حياته وهو يحمل هم الناس.
همة الوضع الثوري كانت عنده عالية في أيام الثورة وكان لاينام إلا ساعات قليلة ,لدرجة أني كنت أشفق علية من التعب الذي يلاقيه .. كان محباً لكل الناس كان عاشقا للعمل الاجتماعي والخيري ولم أعاهده في شهر رمضان أو عيد الأضحى أو سالف الأيام إلا إنساناً مناصراً لحق المظلوم والفقير ..عرفته الجمعيات الخيرية وكل شبر في تعز يشهد له بأنه كان إنسان يبحث عن حق الفقير والمسكين والأرملة واليتيم ,كان قبل رمضان يبداً بعمل خطة كم في رمضان بيزور أسر من هذه الفئات ..كان رحمه الله من أول يوم في رمضان يتنقل من جمعية إلى جمعية وإلى رجال الأعمال وأصحاب الخير لكي يوفر المواد العينية أو المال للفقراء والمحتاجين ..وهذا العام كثير من الفقراء الذين لم يعرفوا بنبأ استشهاده اتصلوا ومنهم إحدى النساء الأرامل اتصلت بتلفونه الذي لايزال مع أحد أصدقائه وتسأل عليه وقالت له أين قائد اليوسفي هذا العام لم يتعهدنا بما يعطيه لنا ,فاخبرها باستشهاده فصرخت بكل صوتها وأغلقت التلفون ولم نعرفها وياليت كنت أعرف منزلها حتى أتعهدها إكمالاً لمشواره.. وأيضاً واحدة أخرى اتصلت تسأل عن قائد فأبلغها باستشهاده فصرخت وبكت وقالت كنت أريد أن ارجع له إسطوانة الغاز التي أعطاني إياها أيام الأزمة لأطبخ بها لأولادي..ونحن في هذه الحياة سنقتفي أثره ونكمل مشواره فهو شهيد حي عند ربه يرزق.
وعن حياة الشهيد اليوسفي العائلية استطردت زوجته قائلة:كان قائد مدرسة من أول يوم التقيت فيه كرفيق الدرب ,عايشته زوجاً مثالياً لن يجبر كسري ولن يعوضني عن الشهيد القائد لا أبي ولا أمي ولا إخواني ولا المجتمع بأسره ,كان يذكرني بموعد الدواء وإذا مرضت يسهر الليالي وإذا عطشت كان يقوم بنفسه يجيب الماء.
وأضافت: حلمت به أكثر من مره أنه حي وليس ميتاً , فهو حي في قلوبنا ,حي بالمدارس التي تركها لنا ,في كل شيء ,فهو مدرسة هذه المدارس وحياته مازالت محفورة في عقولنا وقلوبنا أنا وأبنائي وأصدقاءه ومن رباه ومن عايشه ..طبعاً أنا لا أقدر أن أوفيه حقه في هذه المقتطفات أو في سطور عبر "أخبار اليوم" ولو كتبت سنة لا أستطيع أن أكمل حديثي عن قائد الذي عندما أتكلم عنه أحس أن لساني وقلمي عاجزين تماماً عن الوفاء ولو بشيء بسيط عن حياة الشهيد القائد رحمه الله الذي لو ضعت الدنيا في كفة وقائد في كفه لرجحت كفة قائد.
قبل استشهاده بأربعة أيام قال لي أنا أحبك حباً كثيراً وكررها ثلاث مرات وقال لي إن شاء الله سوف تكوني كما كنتي زوجتي بالدنيا ستكونين زوجتي بالآخرة وسأطلب من الله إذا خيرني بنعيم الجنة سأقول له أريد زوجتي أم السمح كما كانت زوجتي في الدنيا أن تكون زوجتي بالآخرة.
كان عطوفاً مرحاً وحنوناً على أبنائه ,لا أجده يوماً عابساً أو غاضبً إلا إذا أراد أن يربيهم على شيء ,فقد كان نعم الزوج والأب والأخ لم يقصر معنا بشيء.. كان محباً لأفنان ومشجعاً لها ,كان دائماً يقول لي أنا فخور بابنتي أفنان خصوصاً عندما بدأت نشاطاتها في ساحة الحرية وتفجرت طاقتها وإبداعاتها لتدافع عن حريتها وحرية غيرها من المهضومين .
أما السمح فقد كان أبوه يؤمل فيه كما أمل بأخته أفنان ,فمنذ يوم ميلاده الذي لم الشهيد نفسه فرحاً بقدومه وسارع إلى أخذ مذكرته الخاصة وكتب فيها تلك العبارة التي لازالت إلى الآن موجودة ومحفورة في عقولنا كتب" ولد إلينا مولود مهندس عالم مجاهد مضحي اسمه السمح قائد اليوسفي ,جعله الله قرة عين لوالديه ورجلاً غيوراً على دينه وأمته و وطنه ومقدساته الإسلامية".
تضيف زوجته :ومن ناحية معاملته مع أسرته كان أكبر إخوانه وكان باراً لهم ويوفر لهم كل مايحتاجونه للمنزل وكان يرسل لأبيه العلاج شهرياً لأنه مصاب بالقلب وعندما أستشهد كانت أمه تقول أخذ مني الله الزهرة خيرة أبنائي..
¤لم يستشهد على كرسي الرئاسة أو مكتب الوزارة
وفي لحظات من الألم وقسوة الفراق تتساقط من زوجة الشهيد الدموع وتواصل حديثها مختنقة بالعبرات:
أستشهد وهو مجاهد إلى آخر لحظة وكأنه أحتضن الأرض الطيبة التي ولد فيها وترعرع بين كنفيها وأكل من خيراتها ,أستشهد في الأرض التي تمنى أن لا تكون هذه الأرض مسقية بدماء الأبرياء بل مزروعة بالورود والزهور, مزروعة بالخير ولكنه أستشهد ولسان حاله يقول كما قال الزبيري (بحثت عن هبة أحبوك ياوطني فلم أجد إلا دمي الغالي ).
رحمه الله أستشهد ليس على كرسي الرئاسة ولامكتب الوزارة وليس على كنبة من الكنبات ولا على فراش ضخم , بل أستشهد على مكان مليء بالتراب والرمال سقته دمائه الزكية التي ضحى بها فداء لهذا الوطن وأحسبه بإذن الله عنده شهيداً.

¤الأرض ملك للشعب وليس لعلي صالح
النظام قتل قائد اليوسفي ولكن اليوسفي لم يمت ,فقد ترك بصمته في كل بيت وفي كل موقف ,مات ولكن أعماله مازالت خالدة
هذا وقد وجهت زوجة الشهيد عدة رسائل خاطبت في أولاها قيران قائلة: ياقيران سنلاحقك في المحاكم الدولية عاجلاً أم أجلاً ولن يهدأ لنا بال إلا وأنت في السجن وسنحاكمك محاكمة عادلة ولن نرضى أن نلوث أيدينا بدمائك ولا نريد أن نقتل شخصاً مثلك ياقيران, أتمنى من الله سبحانه تعالي قبل ماتلاحق وتحاكم وتعدم وتشنق أن يحرق قلبك بأحد فلذات أكبادك وأحب الأبناء إليك ,رغم أني لا أريد هذا الشيء لكن حتى تجرب كم يتمت من أطفال وكم أرملت من نساء وكم أثكلت من أمهات وأحزنت الزوجات ,أسال الله كما أيتمت أطفالنا جميعاً -ليس أطفالي فقط بل أطفال تعز وعدن- أسال الله بإذنه وانتقامه أن ينتقم لنا منك وحسبنا الله ونعم الوكيل فيك.
وأما الثانية لبقايا النظام وأزلامه حيث قالت:أنا أعتبر أحمد علي صالح من بقايا النظام من المخلوعين كما خلع أبيه علي عبدالله صالح وشرعيتهم قد سقطت بخروج الشعب اليمني الى الشارع.
وفي الثالثة خاطبت الحرس الجمهوري قائلة: أنتم أبناؤنا تحملتم هذه المسؤولية لحراسة أمن هذا الوطن وحماية منجزاته والدفاع عن المواطن وليس حماية شخص ,أسال الله سبحانه وتعالى أن يهديكم وتنضموا إلى ثورتنا.
الرابعة خاطبت فيها المخلوع علي صالح قائلة: يا علي صالح أنت لست صالحاً ,بل علي خائن وحاش لله أن تكون علياً أوصالحاً وسيكون مصيرك كما كان مصير مبارك وزين العابدين والقذافي وغيرهم , وأبناؤك مثل أبناء مبارك والقذافي ولن ينفعك أحد من عقاب الله سبحانه وتعالى وإن قدرت تهرب من عدالة الأرض فلن تهرب من عدالة السماء.
- وفي الخامسة خاطبت المملكة العربية السعودية بالقول:نحن جيران والرسول صلى الله عليه وسلم وصى بسابع جار وأمن السعودية من أمن اليمن واستقرارها مربوط باستقرار اليمن ,أنتِ الآن واقفة مع فرد اسمه على عبدالله صالح ,لكن مصلحتك مع شعب اسمه شعب اليمن ..أسال الله لك أن تختمي خاتمة تاريخك الأسود بتاريخ مشرق يشهد به لك اليمنيون ولن ينفعك علي صالح فالثورة ثورة شعب والأرض ملك للشعب وليس لعلي صالح.
- وخاطبت في السادسة الثوار قائلة: ياثوار اليمن أسال الله سبحانه وتعالى أن ينصركم ويثبت أقدامكم ويحقن دمائكم وأقول لكم مزيداً من التصعيد الثوري والنصر قادم والمجد لكم والبقاء لليمن والخلود للشهداء ..قلوبنا معكم ودماء الشهداء ودم القائد أمانة في أعناقكم ,أثبتوا وصابروا ورابطوا حتى يتحقق النصر على أيديكم ولا تخافوا على دمائنا وأقول لكم أيها الثوار إن الكرامة والحرية لاتسترد إلا بدماء وتضحيات ولن تنالوا الحرية والكرامة إلا إذا ارتوت الأرض الطيبة رمالها وصحاريها بدمائكم ..قلوبنا معكم ,نقبل الأرض التي تحت أقدامكم ,نشدوا على أياديكم والنصر لنا والمجد لكم ولليمن والخلود للشهداء .
¤وفي رسالتها الأخيرة ناشدت زوجة الشهيد منظمات حقوق الإنسان ومجلس الأمن الدولي و جامعة الدول العربية أن تنظر إلى شعب اليمن نظرة عادلة وتخليص الشعب من أسرة حكمته ثلاثاً وثلاثين سنة نهبت خلاله ثرواته وخيراته وأوصلت اليمن إلى مزبلة التاريخ.
نعم هكذا كان الحال ولما لا إنها أسرة الجهاد والنضال في عرس اليوسفي الأخير الذي لم يبق من تاريخه إلا الذكرى وأولاده واللقب ..وفي ختام زيارتنا قدمت "أخبار اليوم" هدايا رمزية لأولاد الشهيد وأخذت معهم صورة تذكارية للذكرى .

¤ تابعونا
القلم يعجز عن الكتابة والسمع لايمل من عائلة الشهيد وهي تروي قصة شهيد اغتالته يد الغدر الآثمة ولكن لكل بداية نهاية ,,في بداية زيارتنا تراحيب حارة وفي الختام وداع.
أعزائي القراء لا نقول لكم وداعاً ولكن نقول لكم بإذن الله لنا زيارات أخرى وفي نفس الصفحة مع عائلة شهيد آخر فكونوا معنا .

عنوان

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد