مثّل تشكيل لجنة السلم الاجتماعي بمحافظة حجة منذ تأسيسها في يوليو الماضي نقلة نوعية في مجال إلتفاف فئات المجتمع للحفاظ على أمنهم واستقرارهم.
ومن منطلق الإحساس بالمسؤولية المجتمعية التي جعلت كبار الوجهاء والمشائخ بالمحافظة يتداعون إلى تشكيل اللجنة التي لمساتها الايجابية يشعر بها كل منصف في أرض الواقع، حيث أن اللجنة التي تضم في كيانها خمسة عشر عضواً من الوجهاء مثلوا مختلف مناطق المحافظة وأطيافها السياسية، لا يوجد من بينهم رئيس لها وإنما الكل أعضاء، ذلك حتى لا يُفشل مهامها الجسيمة الخلاف على رئاستها.. وقد عالجت العديد من القضايا وأوقفت عدداً من المحاولات لإقلاق سكينة المحافظة المسالمة...
(أخبار اليوم) سلطت الضوء على أعمال اللجنة وأبرز القضايا التي تعاملت معها من خلال أبرز شخصياتها وأحد الوجهاء الذين لهم نشاط واسع في حل القضايا الجسيمة بالمحافظة وهو الشيخ /عبدالله بن حسين وهبان، الذي تحدث معنا بكل وضوح وشفافية عن الوضع العام في محافظة حجة والدور الذي قامت به اللجنة خصوصاً... فإلى تفاصيل الحوار :

• أولاً لماذا لجنة السلم؟ وما الذي جمعكم مع كل الأطياف السياسية بما فيها المؤتمر؟
-        بداية أود التوضيح بأن تشكيل اللجنة لم يتم إلا بعد فترة من الاجتماعات التي سبقتها لأكثر من مائة شخصية من الوجهاء والعقال والقيادات من مختلف الأطياف السياسية للخروج برؤية واضحة حول الآلية التي يمكن أن نجنب بها محافظتنا أي أعمال عنف أو مشادات بين الأطراف المختلفة، وأن يكون الحوار والوسائل السلمية وسيلة الجميع في التعبير عن رأيهم، وكانت خلاصة اجتماعات المشائخ المتكررة، تشكيل "لجنة السلم الاجتماعي" تضم "15" شخصية من بينها عضو السلطة المحلية بالمحافظة الشيخ/ محمد الزعكري، ونجتمع بين الحين والآخر مع محافظ المحافظة المهندس فريد مجور، الذي نراه متفهماً، بل ومتعاوناً مع هذه المبادرة المجتمعية، كوننا نعد رافداً للأجهزة الرسمية في استتباب وترسيخ معاني الأخوة والأمن والاستقرار بين الناس، وهذا المبدأ – هو الأساس الذي جمع كل الأطراف سواء في السلطة أو المعارضة، وبرأيي حتى الآن نجحت اللجنة في تنفيذ مهامها المناطة بها من خلال منع عدد من محاولات اصتدام بين المتظاهرين المعتصمين في حورة ومن يخالفهم في هذه الإعتصامات..

* هل يعني هذا أنكم ترفضون ما يجري من حرب في عدد من مناطق الجمهورية؟
ـ  بالطبع.. لا يرضينا سفك الدماء اليمنية المسلمة أصلاً، ونستنكر ما يجري من قتل في عدد من المناطق كأرحب ونهم وصنعاء وتعز وغيرها، سواء ضحايا مدنيين أو عسكريين كما أدعو العقلاء في السلطة أو المعارضة لاحتواء الموقف وتجنيب اليمن أي محاولات في الزج بهم لحرب أهلية أو ما إلى ذلك.

* مؤخراً وبالتحديد نهاية الأسبوع الماضي خرجت لجنة السلم في اجتماعها مع المحافظ مجور بوثيقة شرف،ما مضمونها؟ وكيف تم التوافق عليها؟ وما هي الضمانات لتنفيذها على أرض الواقع؟
ـ في الحقيقة الأخ المحافظ ومعه قيادة المحافظة بشكل عام يبدون تفاهماً كبيراً لأعمال اللجنة بل ويتعاونون معها والوثيقة التي تتحدث عنها جاءت كنتيجة للجهود السابقة التي قامت بها لجنة السلم في سبيل وضع حد لأي محاولات من شأنها إدخال المحافظة في أي أعمال عنف، وقد تضمنت إلزام كافة الأطراف السياسية والاجتماعية بالامتناع عن أي مظاهر مسلحة أو حمل السلاح في مركز المحافظة وعلى مختلف الأطياف السياسية، مساندة جهود الأجهزة الأمنية في ترسيخ دعائم الاستقرار والأمن للمواطنين، كما تدعو الوثيقة -التي تعد الأولى من حيث المعاهدات المجتمعية الرائدة – إلى اتخاذ موقف حازم من أي شخص أو جهة تقوم بأي فعل من شأنه الاخلال بأمن الناس أو حياتهم، وتم الاتفاق على الوثيقة بين مختلف الأطراف كون مضمونها لا يرفضه أي عاقل أو صاحب منهج خيّر وصلاح للناس ومن هذا المنطلق صدرت، أما بالنسبة للضمانات فأنا أعتقد بأن الوجوه التي وافقت عليها والشخصيات المشاركة فيها هي أكبر ضمانات تنفيذها على أرض الواقع دون أي مجاملة أو محاباة، كل ذلك من أجل الصالح العام، وفي مقدمة تلك الضمانات وجود الأخ المهندس فريد مجور ـ محافظ المحافظة ـ في مقدمة القائمين على الوثيقة..

* إذا كيف تصف الواقع المعيشي والاجتماعي في محافظة حجة في ضوء ما ذكرت سابقاً؟
ـ نحن والحمد لله في هذه المحافظة، التي من أبرز سمات أبنائها أنهم مسالمون، يحبون الأمن ويرفضون أي أعمال فوضى أو عنف، وهذا ساهم في استقرارها بصورة كبيرة، صحيح أن هناك معتصمين للمعارضين وشباب الثورة، لكننا نفتخر بسلميتهم ولم نجد منهم حتى اليوم ما يوحي بجنوحهم إلى أي أعمال تخريبية وقد كفل لهم القانون هذه الأعمال ما لم يخرجوا عن إطارها، هذا جانب ومن جانب آخر الأجهزة الأمنية وقيادة المحافظة تقوم بدورها في الحفاظ على أمن واستقرار المدينة بصورة جيدة ونحن إلى جانبهم، ولذا فقد شكل هذا كله صورة جميلة نعيش في هذه المحافظة بصورة طبيعية، ولم يتغير سوى تأثر المواطنين فيها بأزمة الخدمات العامة كالكهرباء والمشتقات النفطية وغيرها والتي نتمنى أن تنتهي في أقرب وقت ممكن.

* كلمة أخيرة تود قولها في ختام هذا اللقاء؟
ـ أشكركم على هذه اللفتة لما يجري في محافظة حجة، خاصة تميزها بالجانب السلمي عن كثير من المحافظات، الأمر الآخر، نسأل من الله أن يعجل بانهاء الوضع القائم في اليمن إلى ما هو أفضل بما يخدم استقراره وأمنه، وأدعو الأخ الرئيس بأن يلبي طلب الشعب الذي خرج بالملايين، والذي نعرف عنه ـ من خلال ما قاله ويردده أكثر من مرة ـ بأنه ملّ السلطة وسئمها، وأقول له بأن الوضع لم يعد يستحمل أكثر مما هو عليه في اليمن، متمنياً بأن يلبي هذه الدعوة وأن يقرأها من خلال صفحات "أخبار اليوم"، كما أدعو الشباب بألا يبتعدوا عن شعار السلمية في ثورتهم لأن الممتلكات العامة ملك للشعب ولا نريد مزيداً من الخراب والدمار، وشكراً..