استشهد الشاب/ عبدالله مفتاح الحامدى (عيون) 16 عاما، متأثراً بجراحة عصر أمس السبت بحضرموت بمستشفى ابن سيناء بمنطقة "فوة" الذي أصيب بمدينة المكلا صباح أمس السبت بطلق ناري في الرأس أسعف على إثره إلى مستشفى حضرموت وأدخل العناية المركزة..
وفي هذا السياق قالت مصادر متطابقة إن إصابة الشاب خطيرة وهو في حالة موت سريري قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، وقد أصيب الشاب الحامدى عند مسجد الشهداء بديس المكلا أثناء مشاركته في الفعالية الاحتجاجية التي قمعتها قوات الأمن، حيث أطلقت النار بصورة عشوائية على المواطنين بغية فتح الطرقات التي أغلقت في مدينة المكلا منذ الصباح الباكر، تلبية لدعوة العصيان التي أطلقه مجلس الحراك السلمي والحركة الشبابية في حضرموت للضغط على نظام صالح للإفراج عن القيادي في الحراك حسن أحمد باعوم ـ المعتقل منذ تسعة أشهر دون وجه حق ودون مسوغ قانوني.
وشهدت مدينة المكلا أمس السبت عصاياً مدنياً شاملاً ناجحاً بنسبة كبيرة جداً بدأ من السادسة صباحاً حتى الواحدة ظهرًا، شلت فيه الحركة تماماً، وسط إطلاق نار مكثف سمع في كافة أحياء ومناطق المكلا..
 وقال شباب متواجدون بمستشفى حضرموت إن قوات الأمن المركزي كانت تلاحقهم وتطلق الرصاص عليهم أثناء إسعاف الجرحى والمصابين إلى المستشفيات وقامت تلك القوات بإطلاق قنبلة مسيلة للدموع إلى داخل المستشفى مما سبب في حالات اختناق متعددة..
 وقد شهد حي "الديس" أيضاً إطلاق نار كثيف وسمع أصوات انفجارات من قبل قوات الأمن التي هاجمت الشباب المعتصمين أمام نقاط الطرق المقطوعة بالحجارة والإطارات المشتعلة.
وأغلقت كافة الشوارع بمدينة المكلا كما أغلقت المحال التجارية والمطاعم والمرافق الحكومية والمدارس والجامعات وتوقفت جميع وسائل المواصلات وشلت الحياة بصورة عامة.
وأصيب أثناء تنفيذ العصيان المدني بمدينة المكلا أمس عدد من المواطنين والشباب وتم اعتقال آخرين..
كما شهدت مدن الشحر وغيل باوزير وشحير والديس الشرقية وسيئون والقطن مسيرات شعبية وطلابية وإضراباً شاملاً تنديدا باستمرار اعتقال القيادي حسن باعوم..
وعلى صعيد متصل صعد الشباب من احتجاجاتهم، حيث شهدت مدينة المكلا مساء أمس مظاهرات غاضبة تطالب بالقصاص من القتلة، متهمين مدير أمن حضرموت ومدير أمن المكلا بإطلاق النار وقتل الشاب الحامدي وإصابة آخرين.


من جانبه حيا فادي حسن باعوم ـ رئيس الحركة الشبابية والطلابية أبناء حضرموت بكافة شرائحهم الاجتماعية على التفاعل الايجابي لإنجاح العصيان المدني الذي شهدته العديد من مدن المحافظة صباح أمس السبت تنديداً باستمرار الاعتقال التعسفي للأب القيادي/ حسن أحمد باعوم ـ رئيس المجلس الأعلى للحراك السلمي الجنوبي ـ مقدراً الدور النضالي لنشطاء الحراك في التعامل الحضاري والمدني لإنجاح الفعالية.
وعبّر فادي باعوم عن أسفه للجرحى الذين سقطوا برصاص قوات الأمن في مدينة المكلا.. مؤكداً أنهم سيلاقون كل رعاية مديناً استخدام العنف وإطلاق النار على المواطنين المسالمين.
وأشار فادي إلى أن هذه هي الرسالة الأولى للإفراج الفوري عن القيادي في الحراك/ حسن أحمد باعوم وكافة المعتقلين من أبناء المحافظات الجنوبية وستلحقها رسائل تصعيدية أخرى في الأيام القريبة القادمة.. داعياً أبناء الجنوب كافة إلى المساندة والتعاضد وتصعيد الفعاليات في المحافظات الجنوبية بما يشكل ضغطا حقيقيا وفاعلا على السلطة التي تعامل قادة الجنوب بالاستخفاف والازدراء.
واعتقل المناضل/ حسن أحمد باعوم وابنه فواز في فبراير الماضي عندما كان بمستشفى النقيب بعدن واقتيد إلى السجن الحربي بصنعاء ومنعت عنه الزيارة واللقاء بأفراد أسرته, وشوهد قبل ثلاثة أشهر بمستشفى الشرطة في وضع صحي متدهور قبل إعادته إلى السجن.