أكد سفير الاتحاد الأوروبي في اليمن/ ميكيلي تشرفونه دورسو، أن على الرئيس اليمني أن يستجيب لمطالب الشعب في التغيير وأن الوقت قد حان لكي يستمع لشعبه، موضحاً أن وقت الوعود قد ولى، وأن اليمن لا يتحمل المزيد من التأخير واستمرار الانسداد السياسي..
وقال دورسو – الذي كان يتحدث صباح أمس للصحفيين-: إن الاتحاد الأوروبي يدعم بشكل كامل تطلعات الشعب اليمني ويدرك أن الشعب اليمني يعيش أوقاتاً صعبة جداً وهناك الآن حاجة ملحة للتغيير، إذ أن "24" مليون لا يمكنهم الانتظار أكثر، الغالبية الصامتة من الشعب اليمني في القرى والوديان والمراكز الحضارية لليمن جميعهم يريدون التغيير الذي يفتح المجال الديمقراطي أمامهم، مشيراً إلى أنهم في الاتحاد يدعمون الحل السياسي والإجماع الوطني الشامل بين مختلف الفئات السياسية اليمنية، حيث من المهم جداً أن تجد كافة الفئات السياسية مكاناً لها في يمن الغد.
وأفاد أن الرئيس صالح وضع مقترحات هامة الأسبوع الماضي وهذه المقترحات تلبي كثيراً من مطالب المعارضة، والآن يجب متابعة هذه الاتجاهات، وهناك حاجة ملحة الآن لاستكمال وتنفيذ المبادرة الخليجية، منوهاً إلى المحادثة السابقة بين كل من نائب الرئيس والدكتور/ الإرياني من جهة وباسندوة والدكتور/ ياسين سعيد والآنسي من جهة ثانية، تمحورت المحادثات حول وضع آلية تنفيذ للمبادرة الخليجية وكانوا على وشك التوصل إلى اتفاق نهائي ولم يتبق في تلك الآلية سوى قضية واحدة تتعلق بكيفية نقل الرئيس كامل صلاحياته لنائبه وكيفية تأدية الحكومة الجديدة لليمين الدستورية هل أمام الرئيس أمام نائب الرئيس وتم الاتفاق على هذه النقطة، مشدداً في الوقت ذاته على ضرورة توقيع المبادرة الخليجية، كونها تمثل حلاً وسطاً لجميع الأطراف – حد وصفه- مؤكداً أن على مختلف الأطراف الالتزام به ولا يحق لها أن تختار ما تحب في القرار، بل يجب تطبيق القرار كاملاً، حيث أن قرار مجلس الأمن أرسل رسائل واضحة لجميع الأطراف. 
وحول المخاوف من التراجع عن تنفيذ ما سيتم التوصل إليه، خاصة وأن الرئيس صالح سبق وأن قد أكد أنه سيوقع المبادرة أكثر من مرة، ولكنه لم يفعل.. قال السفير دورسو: نحن الآن في طور عملية جديدة، لدينا الآن قرار مجلس الأمن الذي يدعو الرئيس صالح للتوقيع على المبادرة الخليجية فوراً، و لدينا أيضاً التقارير الدورية التي ترفع إلى مجلس الأمن، وهذه التقارير سوف تشمل تحميل المسؤولية كل من لا ينفذ هذا القرار من الجانبين، مضيفاً: أود التأكيد على مدى أهمية قرار مجلس الأمن الدولي بالنسبة لليمن، فهو أول قرار للمجلس بخصوص اليمن منذ 1994م وتم الاتفاق عليه بالإجماع على الرغم من أن القرار المتعلق بسوريا لم يتم الموافقة عليه، وعلى النقيض من القرار المتعلق بليبيا، فإن المجتمع الدولي بأكمله منخرط في هذا القرار.
وأكد أنهم سيحملون المسؤولية من سيعيق العملية السياسية ويشجعون مواصلة عملية حلحلة الانسداد السياسي، مشيراً إلى أن هذه أحد الرسائل التي يود تمريرها في المؤتمر الصحفي، مستدركاً بالقول: يجب ألا نفكر بالسياسة والحوار، ولكن علينا أيضاً أن نفكر بالشعب اليمني، وأي شخص يحمل شيئاً للشعب اليمني من المودة يجب عليه أن يمضي باتجاه الحل السياسي.
وعن إغفال المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي وعدم التفاتهم لما تصفه السلطة بالشرعية الدستورية ومؤيديها، أكد السيد/ ميكيلي أن هذه الأشياء لا تؤخذ بالحسبان، فهناك حقائق على أرض الواقع يشهدها الجميع، حيث أن المنطقة بأكملها تغيرت وأن اليمن تغير، فاليمن لم يعد على ما هو عليه قبل نحو عام، فمطالب التغيير من الشعب اليمني تتصاعد في الشمال والجنوب والشرق والغرب، ويجب على القيادة اليمنية أن تستجيب لهذه المطالب، موضحاً بأن اليمن تعاني من مشاكل قبل اندلاع الثورة مثل شحة المياه، التطرف، الفقر، وتحديات أخرى مثل ما يتعلق ببناء الدولة الديمقراطية والحكم الرشيد، وهذه المشاكل تسارعت وطفت على السطح على مدى الأشهر الماضية، لذا حان وقت التغيير الآن..
وحول بعض الأحداث التي حدثت في العاصمة صنعاء وتحديداً مطار صنعاء.. قال سفير بعثة الاتحاد الأوروبي في اليمن: "إن مطار صنعاء خط أحمر لا يحق لأحد أن يتجاوزه, وإن اليمن يجب أن تظل مفتوحة على العالم ومطار صنعاء هو بوابة العالم لليمن، معبراً عن قلقه من تصاعد أعمال العنف بعد صدور قرار مجلس الأمن، مؤكداً أن المجتمع الدولي ليس أعمى عما يحدث في اليمن، نحن نراقب الوضع عن كثب، وسنحمل المسؤولية كل من يحاول إفشال الحل السياسي".
وعن الوضع الإنساني وتدهور الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المسؤول الأوروبي: "جميعنا نقر بالصعوبات البالغة التي يواجهها اليمنيون في حياتهم، ما يقلقني صراحة هو أن المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومختلف اللاعبين السياسيين في اليمن يؤكدون على تدهور الوضع الإنساني دون اتخاذ أي إجراءات أو خطوات جادة في هذا السياق، نريد أن نرى جميع الأطراف السياسية المهتمة بإيجاد حل سياسي للوضع الإنساني".
وعبر سفير الاتحاد الأوروبي عن أمله بأن يكون العيد مناسبة للإعلان لليمن وللعالم بأن اليمن يمضي نحو مرحلة جديدة.