قالت مصادر محلية بمنطقة بني حيدان ـ محافظة حجة ـ بأن اثني عشر شخصاً قد توفوا خلال الخمسة الأيام الماضية جراء مرض غريب انتشر بين المواطنين والذي أصبح كالشبح بينهم، فيما لازالت الإصابة به في تزايد في ظل غياب كامل للجهات الطبية المعنية، التي رغم إبلاغها من قبل الأهالي إلا أنها لم تلق لحياة المواطنين أي حسبان أو تتجاوب مع تلك البلاغات.
وأضافت المصادر بأن أعراض المرض تتمثل في إصابة الطفل أو الرجل أو المرأة بحمى شديدة، بسرعة كبيرة تتسبب بإصابته بفقر دم ثم إسهال دم، فما يلبث أن تفارقه روحه.
منطقة بني حيدان التابعة لمديرية المحابشة ـ تعد من أكثر المناطق معاناة في مختلف الخدمات وفي مقدمتها الوضع الطبي، حيث لا يستطيع المواطن الحصول على إبرة أو إسعافات أولية إلا على مسافة لا تقل عن خمسة إلى خمسة عشر كيلو متراً ومع ذلك لم يجد الأهالي بعد قطعهم هذه المسافات سوى الإفلاس لدى ما يسمى بمستوصفات خاصة أو عيادات طبية – لا تختلف عن البقالات في بيع العقاقير الطبية فقط.
 فقد أكد المواطنون في اتصال مع "أخبار اليوم" بأن عدداً ممن توفوا جراء المرض فارقتهم أرواحهم وهم في طريقهم إلى تلك المحال الطبية، والبقية لم يجدوا لهم ما يدفع عنهم أو يخفف من آلامهم بل عند سؤالهم للقائمين على تلك المنشآت عن ما الذي يمكن فعله للمرضى فيكون الجواب لا نستطيع فعل شيئ.
تطورات المرض وإفلاس الوضع الطبي في المنطقة وما حولها دفع بالأهالي منذ أمس للذهاب إلى المستشفى السعودي بمركز المحافظة الذي وصلت إليه أول حالة بعد وفاة أكثر من عشرة أشخاص، عسى أن يجدوا من ينقذهم من هذا الوباء.
الشقيقان (معاذ ورسام عبدالخالق مزود) لم يتركهما المرض يكملا العقد الأول من عمرهما إذ فارقت روحهما الحياة في ساعة واحدة، ليخلف الحسرة والأسى في قلبي أبويهما، لم يكتف المرض بذلك في إطار الأسرة بل واصل مشواره ليخطف ابن عمهما الأصغر يدعى "عزالدين"، لتستمر حكاية الموت تلاحق الناس عبر مرض مجهول لدى القرويين الذين ينتظرون تحركاً سريعاً للجهات المعنية لوضع حد لهذا الطاغوت الذي يكاد يحصد أبناء المنطقة.
الأهالي وفي ختام حديثهم معنا وجهوا نداء استغاثة لمحافظ حجة فريد مجور في أن يتحمل مسؤوليته تجاه ما يواجهونه من موجة مرضية تزداد آلامها وحصدها لأرواحهم واحداً بعد الآخر.