علق محمد مقبل الحميري ـ عضو المجلس الوطني لقوى الثورة السلمية ـ على اتهام القيادي في الحزب الحاكم/ عبدالحفيظ النهاري للمعارضة بالتهرب من تطبيق المبادرة الخليجية، بأن من أطلق عليهم بقايا المؤتمر مسيرون في تصريحاتهم، ومواقفهم أصبحت مرهونة بيد فرد، إذ يرددون ما يمليه عليهم سيدهم الرئيس.
وقال الحميري بأنهم إذا قال لهم الرئيس سيبقى حاكماً للأبد سيقولون لا يوجد حكيم مثله.
وكان عبدالحفظ النهاري ـ القيادي في المؤتمر الشعبي العام ونائب رئيس الدائرة الإعلامية في الحزب الحاكم ـ قال للشرق اللندنية إنه على الرغم من استعداد الطرف الحكومي للقيام بخطوات مهمة لانجاز الاتفاقات السياسية، فإن المعارضة لا تزال تتهرب من الجلوس على الطاولة لاستكمال الحوار.
وفي هذا السياق قال الحميري ـ في تصريحه ـ لـ"أخبار اليوم" بأن مثل هذه التصريحات تأتي منهم وفقاً لتوجيهات من الرئيس، مشبهاً من يخرجون بمثل هذه التصريحات بأنهم كحيوان الصيد يشتم ما يريد سيده فيذهب ليأتيه بالصيد دون أي يمس منه شيئاً.
واعتبر الحميري بأن الهدف من تصريح النهاري هو التضليل على الرأي العام خارجياً، فقط كونهم مكشوفون في الداخل، مستدركاً بأن الخارج ليس مغفلاً حتى يصدقهم، مستغرباً من ترديدهم التوقيع على المبادرة وذلك بعد صدور القرار الأممي، وقال: لو كانوا موافقين فليوقع الرئيس بدون ضمانات كون القرار الأممي ومنظمات حقوق الإنسان ترفض الضمانات.
وأضاف بأن على الرئيس صالح أن يوقع المبادرة ويرمي الكرة في مرمى غيره، حيث لازالت الكرة في مرمى الحاكم وجيمع المسؤولين على الدماء التي سفكت في البلاد أمام الله والقانون، منوهاً بأن المراوغة والتلاعب بالألفاظ من أن المقتول قتل نفسه، لا يبرئهم من مسؤولية الجرائم والمجازر التي حدثت.
وقال الحميري: إنه يرثي لحال من وصفهم بالبقية المتبقية من الحزب الحاكم، مشيراً إلى أن بقايا المؤتمر لم يحترموا كياناتهم ولم يغاروا لأشخاصهم، كونهم قد وقعوا في الأصل على المبادرة، وقال بأنه كان الأحرى بهم أن لا يوقعوا على المبادرة إذا كان لهم رأي، غير أنهم لا رأي لهم وهم ليسوا في العبر ولا في النفير، بل يتصرف بهم فرد كيفما يشاء يميناً ويساراً، شمالاً وجنوباً ـ حد قوله.
واستغرب الحميري من أن يتصرف فرد في قيادات بالمؤتمر تحظى الكثير منها باحترام والبعض منها قامات كبيرة، داعياً إياهم أن يثأروا لكرامتهم، حيث كان يفترض أن يقولوا للرئيس صالح إنه لم يعد بوسعه سوى أن يوقع، حيث قد تم التوقيع من قبل المؤتمر، إذ أن الرئيس ترشح في انتخابات 2006م والحزب الذي فاز باسمه هو ا لذي وقع على المبادرة، لافتاً إلى أن قيادات الحاكم وقعت على المبادرة لأنه قال لهم ذلك وحين, قال لهم اعترضوا نفذوا ما يريد.
واعتبر عضو المجلس الوطني، ما تقوم به قيادات المؤتمر الشعبي من تصرف إنما هي تنفيذ لرغبة وإرادة فرد وأنهم أثبتوا بذلك أنهم ليسوا حزباً ولا كياناً وبالتالي ينبغي أن نعذرهم عما يخرجون به من تصريحات إذ لا إرادة لهم ـ حسب تعبيره.
ولفت إلى أن المبادرة الخليجية متوقفة على توقيع الرئيس صالح، رغم أن الشباب وأولياء الدماء التي سفكت دماؤهم لهم ملاحظات عليها والكثير منهم يرفضها، مشيراً إلى ما شهدته تعز أمس من قصف مباشر بالأسلحة الثقيلة بحمامة السلام التي هي الدبابات والمدافع وبغصن الزيتون الذي هو الصواريخ التي تطلق من قوات الحرس.
وأبدى الحميري تهكماً من تصريحات قيادات المؤتمر التي تبدو وكأنهم في جزر واق الواق، مستشهداً بالقول: عقول كالجبال لكن أضلها باريها، حيث أصبحت تلك القيادات تسبح بحمد شخص ولا يعيرون اهتماماً لكرامتهم وللدماء التي تسفك والأعراض التي تنتهك.