أجهش المسلحون في محافظة أبين أمس بالبكاء جراء مقتل العشرات من أنصارهم بينهم عراقي ويمنيون مقيمون في السعودية.
وقال شهود عيان لـ"أخبار اليوم": إن الوحدات العسكرية المرابطة في جبهتي زنجبار والكود قد قصفت بالمدفعية وصواريخ الكاتيوشا يومي أمس وأمس الأول على عدة مواقع يتمركز فيها المسلحون في وسط مدينة زنجبار وعمودية وباجدار.
وأكدوا أن ذلك القصف قد أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من المسلحين، بينهم عراقي الجنسية ويدعى (م.س العراقي) وشخصان هما (م.ع.ح) و(س.س.ص) من محافظة شبوة، مقيمان في السعودية وآخر يحمل جنسية أجنبية لم يعرف اسمه، مشيرين إلى أن القتلى الأربعة قتلوا في مدينة زنجبار، كانوا على سيارة وطالتهم صواريخ الكاتيوشا، وقد تم دفنهم في مقبرة مصنع (7) أكتوبر بمدينة الحصن.
وأضاف شهود عيان بأنه شوهد عدد من المسلحين يجهشون بالبكاء عصر أمس أمام مسجد الحمزة بجعار أثناء قيامهم بإنزال عدد من الجثث لأنصارهم بغية الصلاة عليهم، موضحين أن القتلى قد تعرضوا للقصف ظهر أمس في مدينة زنجبار.
وأكد شهود عيان أن القصف المدفعي وإطلاق صواريخ الكاتيوشا قد تواصل مساء أمس على عدة مواقع يتمركز فيها المسلحون من قبل اللواء (119) المرابط في مدينة الكود وأسفر عن مقتل أيضاً اثنين من المسلحين هما (ع المرزوقي من محافظة شبوة وآخر أفريقي الجنسية يدعى عبدالسلام عبدالحميد).
إلى ذلك وزع قبليون يطلقون على أنفسهم "المقاومة الشعبية ومجتمع مدني "أشبال سالمين" أمس منشوراً، حذروا فيه المسلحين الخروج من محافظة أبين ما لم فإنهم سيتحملون مسؤولية ما سيجري لهم.
وجاء في المنشور: "إننا قبائل ومجتمع مدني "أشبال سالمين" نحذر العناصر التي قدمت من خارج محافظة أبين، العودة إلى المناطق التي قدمتم منها ما لم فإنكم لم تسلموا من نيران بنادقنا والذي فرض علينا ذلك من أجل مقاومة الباطل".
وطالب القبليون في منشورهم إخوانهم من أبناء محافظة أبين بعدم مرافقة المسلحين على سياراتهم حتى لا يتعرضوا للأذى وعدم مناصرة تلك العناصر الذين يطلقون على أنفسهم "أنصار الشريعة" والذين تسببوا في قهر المواطنين وأجبروهم على الخروج من منازلهم التي دمرت جراء القذائف التي طالتهم..
وعلى صعيد متصل وما لحق بأبين من دمار جراء الحرب فقد تكبدت المؤسسة العامة للكهرباء بالمحافظة خسائر كبيرة في معداتها وأجهزتها بلغت التكلفة الإجمالية لتلك الخسائر نحو "10" ملايين و"500" ألف دولار.
وأفادت المصادر أن مؤسسة الكهرباء قد شكلت فريقاً هندسياً بالنزول الميداني إلى مدينة زنجبار والقرى المجاورة لها مثل "عمودية - الخاملة - المسيمير - الكود"، مشيرة إلى أن الفريق الهندسي قد رفع تقريره عن حجم الدمار الذي لحق بالشبكة الكهربائية.
وأوضحت أن المهندسين قد أكدوا - في تقريرهم - عن نهب "220" محولاً كهربائياً ومحطات تحويلية بالإضافة إلى الأسلاك الكهربائية ومولدات خليجي "20" الذي يعد من أهم المنجزات التي شهدتها المحافظة.
وأكدت المصادر أن المهندسين طالبوا في تقريرهم بأن يتم إعادة تأهيل الشبكة الكهربائية بشكل كامل بعد أن تم نهبها وتدميرها بشكل متعمد.
وقالت المصادر: إنه ونتيجة للوضع الذي تعيشه المؤسسة من انعدام الإيرادات فإن مؤسسة عدن تقوم بدعم كهرباء أبين لتغطية العجز الذي تعيشه المؤسسة.
وكانت مؤسسة كهرباء أبين قد تعرضت خلال السنوات الثلاث الماضية إلى أعمال تخريبية طالت الأسلاك الكهربائية في مديريتي خنفر وجعار والسطو على مبالغ مالية من قبل مسلحين ونهب سيارات خاصة بالمؤسسة نتيجة للانفلات الأمني الذي تعيشه المحافظة حتى اليوم.