قبل يوم واحد من عيد الأضحى المبارك الذي يتقرب فيه المسلمون إلى الله بنحر أضاحيهم وفي يوم عرفة التي حرم الله فيها قتل الأنفس لا تزال مدينة تعز – جنوب العاصمة اليمنية صنعاء – تقدم المزيد من الشهداء والجرحى كقرابين لأجل وطن حر وحياة كريمة.
مساء أمس الأول قدم الحرس العائلي لنظام صالح نحراً سميناً وهو الشاب/ موان محمد بن محمد السميعي "25" عاماً من أبناء مديرية ماوية وهو في سيارته الأجرة عند نقطة تفتيش تابعة للحرس الجمهوري في منطقة "شعب الدبا" - أمام صالة عدن في جولة القصر - عندما أقدمت هذه القوات بتفتيش سيارته الأجرة والإذن له بالمرور وعند ابتعاده من النقطة بضعة أمتار أطلقوا عليه وابلاً من الرصاص فأردوه قتيلاً بحسب شهود العيان ومصادر مقربة منه.
كما قامت القوات المتمركزة في المجمع القضائي في جبل جرة صباح أمس بإطلاق الرصاص عشوائياً على أحياء وادي القاضي فأصابت أحد المارة وهو من المختلين عقلياً بجروح خطرة نقل على إثرها إلى المستشفى.
على ذات الصعيد تعرضت أحياء وقرى شارع الستين والخمسين الواقعة على أطراف المدينة من الجهة الشمالية لقصف عنيف بالأسلحة الثقيلة طيلة الليلة الماضية وحتى وقت متقدم من صباح اليوم أسفر عن سقوط العديد من الجرحى وأضرار مادية جسيمة في المنازل والمحاصيل الزراعية للمزارعين بحسب الكثير من المصادر المحلية هناك لتصبح أجواء مدينة تعز مشحونة بالتوتر وملبدة بغيوم الرصاص والقذائف المدفعية يوم في وسط المدينة ويوم على أطرافها الأخرى.
بدورهم نفذ شباب الثورة في مدينة تعز وهم بملابس الإحرام حملة نظافة واسعة في بعض شوارع وأحياء المدينة التي تتراكم فيها النفايات ومخلفات القمامة منذ عدة أيام بسبب إضراب عمال النظافة الذين لم يحصلوا على مرتباتهم منذ ثلاثة أشهر كما قال أحد عمال النظافة وبهذا يبرز شباب الثورة الوجه الحضاري والمشرق لثورتهم السلمية ويثبتون للعالم قدرتهم على قيادة اليمن وتطهيرها من كل ما يلوث سمعتها ويخدش كبريائها ويخرجونها إلى بر الأمان.
إلى ذلك من المقرر أن تشهد محافظة تعز - صباح غد - العاشر من ذي الحجة مسيرة مليونية عقب صلاة عيد الأضحى المبارك في ساحة الحرية يؤكد - من خلالها - جموع المصلين على سلمية الثورة، مجددين مطلبهم برحيل النظام ومحاكمته على جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبها بحق الشعب اليمني.