أعلن سياسيون يمنيون تعز محافظة منكوبة في ظل ما تشهده المحافظة من أعمال عنف ومجازر دموية وقصف عنيف يستهدف الحجر والبشر وانقطاع تام للخدمات الأساسية..

* فتات الناس يقتاتون بدماء الأحرار:
في هذا السياق قال النائب/ محمد مقبل الحميري – عضو المجلس الوطني لقوى الثورة السلمية – إن تعز محافظة منكوبة جراء الحقد والغل الذي تصبه بقايا النظام على تعز، مشيراً إلى بقية متبقية من أبناء تعز وصفهم بالفتات، يقتاتون بدماء أهلهم، ويبدون كمن لا إحساس له، فيما وصف رئيس المجلس الأهلي الدكتور/ عبدالله الذيفاني، تعز بأنها محافظة منكوبة ومستباحة من قبل بقايا النظام.

•   طموح الشباب وجنون النظام:
وأضاف الحميري في تصريح لـ"أخبار اليوم" بأن تعز برجالها ونسائها والأطفال وكل من فيها أعلن عليها النظام الحرب الشاملة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، مشيراً إلى أن السلاح الثقيل الموجه ضد تعز والذي لا يستخدم إلا في الحروب بين دول، يستخدم على مدينة أهلها عزل من السلاح، فأهلها ينشدون التغيير السلمي وكل طموحهم العيش في ظل مواطنة متساوية في بلد يسوده الأمن والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، لافتاً إلى أن ذلك وراء جنون النظام الذي تعود على أن يأمر الناس فيطيعوه وإذا تكلم سمعوه.
وأشار الحميري إلى أن تعز صبرت كثيراً وحين قامت الثورة الشبابية السلمية المباركة كانت انطلاقتها من تعز فانخرط أهلها جميعاً في الثورة ينشدون التغيير بصدور عارية وشعارهم السلمية، منوهاً إلى أن النظام لا يفرق في عدوانه بين رجل وامرأة أو طفل وشيخ، واستدل بعجز النظام على الحشد في تعز كون كل أبنائها أحراراً عدا قلة قليلة قال الحميري فيهم ما قاله أحد الشعراء: "من يهن يسهل الهوان عليه.. ما لحرج بميت إيلام"، وخاطبهم بأن من لا يكون لأهله لن يكون للآخرين وأنهم بمواقفهم المتواطئة يجعلون النظام لا يحترم بل يقضي بهم غرضه ليكونوا أول من يدفع الثمن..

•   توحد الانتفاضة:
وشدد على بقية المحافظات أن تتعاضد مع تعز المنكوبة، وأن يكون أبناء اليمن كالجسد الواحد إذا اشتكت محافظة من إرهاب النظام تداعت لها سائر المحافظات بالمسيرات، مشيراً إلى أن غضب الشعب لا يمكن أن يخمده أي سلاح وأنه إذا ما ثار الشعب فليس أمام الظالم إلا اللجوء إلى أنبوب المجاري، مؤكداً أن إرادة الشعب لا تقهر، كونها من إرادة الله، مناشداً جميع المحافظات أن يلبوا نداء أبناء تعز، محيياً صمود كل أبناء الوطن، لكنه نبه من أن يأخذهم النظام كل محافظة على حده فتقول كل منها "أكلت يوم أكل الثور الأبيض"، مشدداً على توحد الانتفاضة حتى تؤتي ثمارها التي بدأت تنبع وقربت على النجاح، إذ يجب ألا تعطي عصابة النظام نفساً تستعيد فيها أنفاسها، وقال إن مناصرة تعز هي مناصرة كل أبناء اليمن، كون تعز تحمل همّ وطن وليس همّ تعز فقط.

•   تعز.. عبث العسكر ومرارة الخدمات والأمن:
من جانبه تحدث الدكتور/ عبدالله الذيفاني – رئيس المجلس الأهلي بتعز للصحيفة قائلاً: إن محافظة تعز منكوبة ومستباحة، كونها تعاني الأمرين، مرارة الخدمات ومرارة الأمن، مشيراً إلى تعز تفتقد إلى الخدمات الأساسية نتيجة العقاب الجماعي الذي تفرضه بقايا النظام، كما أن تعز تدار بعقلية عسكرية والحال الذي يديرها أمنياً بحتاً وما تشهده المحافظة آلام يومية وجراحات كل يوم تتجدد ونزيف دماء لا يتوقف، ولا ندري إلى أين تريد بقايا النظام الوصول بمحافظة تعز في ظل عقلية النظام العسكرية.

* محافظة القلم.. حاضنة الثورة لن تركع:
وعزا الذيفاني استهداف النظام لتعز وإرهابها إلى خصوصيتها، كونها محافظة العقل للجمهورية – حسب تعبيره – وكذا محافظة القلم، المحافظة التي سطرت عبر تاريخها صفحات ناصعة في الفكر والأدب والسياسي الناضج، ولأن تعز بجانب محافظة عدن هي الحاضنة لحركات المعارضة سواء قبل الثورة أو بعدها، معتبراً تعز منبع من منابع الحرية من هذا البلد ورجالها معروفين عبر مراحل العمل النضالي.


* تعز في كل ساحة:
وقال: إن تعز اليوم تجدها في كل ساحة وفي كل فعل سياسي منظم أو غير منظم، لافتاً إلى أن النظام يعتقد بأنه من استهداف تعز يستهدف العقل ليكون الجسد لا قيمة لها.
وأرجع أيضاً إرهاب النظام لتعز إلى الوهم الذي تعيشه السلطة بأن العاصمة وتعز إذا بقتا في اليد ستبقى اليمن بأيديهم وفي حال سقطت تعز ستسقط بقية المحافظات.

* سلطة عاجزة حتى على محيط دار الرئاسة:
وقال الذيفاني - في ذات السياق - بأن ما تعتقده السلطة لا يعد مبرراً لسلطة عاجزة عن الهيمنة حتى على محيط دار الرئاسة..

وفسر المواجهات في تعز دليل على أن السلطة تخاف تعز، إذ لا تواجه أبناءها بل تقصفها من قباب عالية ومناطق مرتفعة وتستهدف فيها كل شيء عن بعد ولا تستطيع مواجهة أبناءها وجهاً لوجه، كون تعز تمثل هاجساً للسلطة التي أصبحت ممارستها اللا اخلاقية عار عليها..
وقال إن مدينة تعز تعيش أنيناً وتوجعاً بشكل مستمر، لكنه أنين الثورة وتوجعها، مضيفاً بأن تعز ستكون المعلم البارز لليمن الجديد بعد انتصار الثورة.
إلى ذلك أجمعت عدد من الشخصيات في قوى الثورة السلمية والمعارضة اليمنية على أن محافظة تعز محافظة منكوبة، داعية بقية المحافظات إلى مزيد من التصعيد تضامنا مع هذه المحافظة التي يمارس فيها النظام كل أنواع الإرهاب والعنف.