تشهد مديريات الحبيلين والملاح وحالمين بردفان بمحافظة لحج تحركات مكثفة لتأمين وحماية المسافرين وسائقي الشاحنات والمركبات على الخط العام الرابط بين العاصمة عدن وصنعاء، تزامناً مع مساع وتحركات مماثله تشهدها مديريات يافع المجاورة لرباعيات ردفان والتي تشهد لقاءات قبلية مكثفة لتدراس مستجدات تأمين الطرقات والقضاء على العناصر المسلحة التي صعدت خلال الفترة القليلة الماضية من أعمال التقطع والقتل والسلب والنهب على خطوط السير العامة والفرعية.
وأدت تلك التحركات الحثيثة إلى انحسار ملحوظ لعمليات التقطع والتي غالباً ما تشهد في مثل هذه الأيام من أيام عيد الأضحى المبارك تزايداً مخيفاً، حيث يتعرض عدد كبير من المسافرين خاصة العائدين من أرض المهجر لقضاء إجازة العيد في ربوع الوطن لعمليات تقطع وسلب ونهب ما بحوزتهم من ممتلكات..
وأكد الناشط السياسي/ محمود سيف مقبل - الذي يرابط وبمعية العميد ركن/ صالح قايد راجح والناشط/ العبوة وعدد من الشباب والناشطين والمواطنين بمحاذاة الخط العام بمنطقة البويبين بمديرية الملاح لتأمين الخط العام منذ ما يقارب "45" يوماً - أكد أن تلك الأعمال والممارسات التي تمارسها تلك العناصر والتي تريد من خلالها النيل من أبناء ردفان وتاريخهم بإعمالها المشبوهة والمستنكرة والتي لا تشرف أبناء ردفان هي من دفعت بالشرفاء والأحرار للقيام بإعمال تطوعية تمثلت بحراسة وتأمين الخطوط الرئيسية والفرعية من بقايا تلك العناصر.
مديريات يافع لا زالت هي الأخرى تعقد اللقاءات في إطارها للخروج بحلول ومعالجات تجاه ما يحدث في المنطقة من تقطع للمارين، خاصة أبناء يافع وإيجاد الحلول في تأمين منطقتهم من تنامي تلك الأعمال والممارسات، حيث تداعى خلال الأيام القليلة الماضية العديد من الشخصيات الاجتماعية والسياسية من مشائخ وأعيان من مختلف مديريات يافع الأربع بمحافظة لحج لعقد سلسلة من اللقاءات والتي كان آخرها اللقاء الذي احتضنته قاعة الشيخ/ عمر العيسائي بكلية التربية بيافع التي ازدحمت بالمشاركين الذين مثلوا مختلف شرائح المجتمع يتقدمهم المناضل العميد/ صالح العيسائي - رئيس مجلس الحراك بيافع - والناشط السياسي/ عوض بن عوض الصلاحي، والشيخ/ عبد القوي النقيب، الشيخ/ فضل محسن بن شيخ - عضو محلي لبعوس - والأخ/ عوض الحميري - رئيس لجنة الخدمات بمحلي مديرية لبعوس -، الإعلامي/ صلاح القعشمي وعدد من المشايخ والأعيان والناشطين السياسيين والمثقفين وأطباء ومعلمين وغيرهم.. والذي كرس للوقوف أمام التداعيات الخطيرة لمظاهر التقطعات والسلب والقتل التي انتشرت في الآونة الأخيرة واستهدفت المسافرين على الطرق التي تربط يافع بردفان ومديريات لحج والضالع وحضرموت وأبين وشبوة وغيرها.
وفي اللقاء جرى مناقشة مثل هذه الظاهرة، والبحث عن إمكانية التصدي لها ومعالجتها، حيث اتفق الجميع على تشكيل لجنة مكونة من عشرين شخصاً بواقع خمسة أشخاص عن كل مديرية من مديريات يافع الأربع، وتكون هذه اللجنة المقابلة للجنة العشرين شخصاً التي جرى تشكيلها في ردفان وأن تكون هذه اللجنة مناصرة بموجب مخرجات لقاء حبيل الريدة برئاسة الشيخ/ توفيق صالح العلوي - شيخ مشايخ قبائل العلوي بردفان - والشيخ/ فضل محسن بن شيخ والشيخ/ علي با رجيلة في أكتوبر الماضي لأبناء ردفان ويافع والضالع لمواجهة عصابات قطع التقطع التي تستهدف المسافرين، كما أقر اللقاء ضرورة التنسيق بين اللجنتين (لجنة ردفان – لجنة يافع) والتشاور بينها.
وكلف اللقاء أعضاء اللجنة التي جرى تشكيلها بوضع دراسة لآلية عمل لتوحيد رؤى وجهود أبناء يافع في هذا الاتجاه لخلق حالة من الأمن والاستقرار في مديريات يافع والمناطق الأخرى بمحافظة لحج، كما جرى اتخاذ عدد من الإجراءات المنظمة لعمل هذه اللجنة بحيث تخرج منها عدد من اللجان كاللجنة الأمنية واللجنة الإعلامية ولجنة الوعظ والإرشاد ولجان أخرى.
وأدان المشاركون في اللقاء أعمال التقطع والقتل والسلب التي تطال المسافرين، كما أدانوا وبشدة جريمة القتل التي طالت أحد أبناء شبوة، واعتبروا ذلك عملاً إجرامياً وخطيراً خارجاً عن الدين الإسلامي الحنيف، والأعراف القبلية وسلوك وأخلاق أبناء يافع وردفان.
من جانبه أكد الشيخ/ فضل محسن بن شيخ بأن اللقاء يأتي بمشاركة واسعة من قبل شرائح المجتمع بيافع والهدف منه مناقشة الظواهر السلبية والوقوف بحزم أمام المشكلة.
وقال في تصريح لـ"أخبار اليوم" - بأن اللقاء يأتي امتداداً للقاءات سابقة عقدت في ردفان جرى التوصل فيها إلى رفض مثل هذه الأعمال الخارجة عن سلوك وقيم وأخلاق أبناء يافع وردفان الذين عبروا عن إدانتهم واستنكارهم لتلك العمال والممارسات الدخيلة على أبناء ردفان ويافع والمسيئة لعاداتهم وتقاليدهم الأصيلة، مشيراً إلى أنه قد جرى خلال اللقاء تشكيل لجنة أمنية تعمل على تأمين الطريق بالتنسيق والتواصل مع اللجان الأخرى في ردفان وغيرها،
بالإضافة إلى لجنة أخرى للإعداد والتحضير لبحث كيفية الحفاظ على الممتلكات الخاصة والعامة وتجنيب المنطقة من أي إختلالات يهدف النظام إلى خلقها في المنطقة في مثل هذه الظروف العصيبة التي تحتم على الجميع الوقوف صفاً واحداً في مواجهتها والحد من تناميها.