ساحة التغيير في العيد، تتملئ بالثورة، وتنتعش بالنضال، فيما يدعون إلى محاكمة القتلة والسفاحين، يضحي صالح في عيد الأضحى، بأشلاء الأطفال في تعز وأرحب، ويراوغ كعادته بقرار مجلس الأمن الأخير، الساحة في عيدها الثاني ترفع شعار الثورة ومطالبها في قائمة مبادئ العيد وكتعبير عن حق لا يضيع.
"الله أكبر ..الله أكبر ..لا إله إلا الله " تكبيرات ساعات الفجر الأولى لعيد الأضحى بدأ مئات الآلاف من أطفال ونساء وشباب وشيوخ، بالحج نحو شارع الستين بصنعاء، وبدلاً من الحدائق والمنتزهات العائلية، كانت ساحة التغيير تمتلئ بمئات الآلاف منذُ ساعات الصباح الأولى وحتى ساعات متأخرة من الليل.
الثوار في الساحات بعيد الصلاة، بدأوا بالذبح على سنة النبي (ص)، ومع سياسات العقاب الجماعي وانعدام الكهرباء، أوضح العديد من الثوار أن لحم الأضحية يوزع بين ثلاث إلى أربع خيام، وتبقى أضحيات الخيام الأخرى إلى اليوم التالي ويتم توزيعه بنفس الطريقة، يظل التلاحم والترابط في الأهداف هو ما يساعد هؤلاء الثوار على الثبات في الساحات، وصورة من صور التراحم الاجتماعي بين الشعب اليمني.
ائتلافات أخرى زارت منازل مجاورة لساحة التغيير، وفي أيديهم "جعالة" العيد، ولحوم أضحية، كتعبير - بحسب هؤلاء - عن الامتنان لتلك المنازل وعلى تضحيتهم وعدم السماح لقناصة صالح بالصعود على أسطح منازلهم لقتل الشباب المعتصمين في الساحات.
من الجهة الأخرى وكرد للجميل قامت المنازل المجاورة لساحة التغيير بصناعة حلوى العيد وتوزيعها على الثوار في الساحة، وكرروا دعوة هؤلاء الثوار إلى الصمود وعدم الخروج من الساحات حتى محاكمة النظام، وإعدام السفاحين القاتلين للشعب، بحسب عبارات أرسلت في أوراق مع تلك الحلوى.
أهالي الشهداء 
الدموع تنهمر من على وجنتي إلهام إبنة الشهيد القدسي يوم كنتاكي 18-9 وعلى قبره تبكي إلهام وأمها وأخواتها على فراق أبيهم الذي اغتالته يد صالح في ذلك اليوم، تمسح عينيها بيدها، وتقول أنا بنت الشهيد لم يمت أبي، وسنواصل الخروج في المسيرات حتى أرى قاتل أبي خلف أقفاص الحديد يحاكم.
وغير إلهام مئات الأطفال يبكون على قبور آبائهم وإخوانهم، يرفعون أكف الضراعة إلى من يجير المضطر إذا دعاه، أن يقتص من علي صالح وأولاده.

بدخول مقبرة الشهداء شمالي ساحة التغيير تحس بالرهبة والخشية، كأنك وصلت بين أحضان الملائكة، وهناك أطفال يروون لآبائهم عيداً أتى وهم غير موجودين، عيد أتى والأب قد اغتالته رصاصات صالح وعائلته لا يبقى هو في الحكم.
مئات الأسر للشهداء كانوا يوم العيد مع موعد لزيارة آبائهم وأقاربهم الذين اغتالتهم يد قناصة صالح في المسيرات السلمية منذُ بدء الثورة السلمية، وقام شباب الثورة بزيارة مع أهالي الشهداء لقراءة الفاتحة على أراوح الشهداء، ومعاهدهم على مواصلة الدرب الذي خرجوا من أجله.
وقامت ائتلافات نسائية بساحة التغيير بزيارة الجرحى والمصابين في المشفى الميداني بساحة التغيير، ووزعت مساعدات عينية لأهالي الجرحى في يوم العيد الأول، وإهداء الذبائح ومستلزمات العيد لأطفال الشهداء والجرحى.
المختطفون في الظلام
يقبع في سجون عائلة صالح الآلاف من شباب الثورة، وأهالي المختطفين يعيشون ألم البعد، وخوف التعذيب الذي يطال أبناءهم، حذيفة - الأخ الأصغر لـ"حسن الثلايا" - المختطف منذ 3يونيو الماضي في سجون الأمن القومي يقول حذيفة " لم تتلقَ أمي اتصالاً من حسن إلا يوم العيد الماضي لمدة دقيقة ونصف، طمأن والدتي على صحته، وقال حسن إنه تعرض للتعذيب لكنهم توقفوا بعد فترة من تعذيبه، وبعدها لم يتصل حسن واختفت أخباره عنا حتى اليوم"، خمسة أشهر وحسن لايزال في المعتقل مع الآلاف الآخرين.
وأشار عبدالرحمن برمان - إلى أن هناك العشرات من المختطفين تم الإفراج عنهم بعدة طرق منهم صامد العبسي الذي اختطف قبل 45 يوماً ووجد ملقياً في جولة عصر يوم العيد وعليه آثار تعذيب واضحة، ومقززة في نفس الوقت.
عصر أيام العيد الأربعة
اكتظت ساحة التغيير أيام العيد الأربعة الأولى بشكل يفوق المتوقع، يقول أحد الآباء خيرت أبنائي بين أن نقضي العيد في القرية، وبين المنتزهات، وساحة التغيير، فأجمع جميع أطفالي وأمهم على أن نقضي العيد في ساحة التغيير.
وتنوعت برامج ساحة التغيير، بحضور نجوم الكوميديا المسرحية خلال أيام العيد المبارك، فمنذُ الخامسة مساءً وحتى الحادية عشرة، برامج تتوزع بين الإنشاد والغناء، والمسرح ونجوم التلفزيون، وخلال الأعوام الماضية تقام هكذا برامج بتكاليف مالية باهظة لا يستطيع أرباب الأسر دفعها للبرامج.