بالتأكيد أن ما تشهده الحالمة تعز من تنكيل واستباحة للبشر والحجر يأتي في إطار مخطط إجرامي تنفذه أدوات النظام ضد هذه المحافظة الثائرة كعقاب لها ولأبنائها الأحرار، كونها شرارة الثورة الأولى التي أوقدت جذوة الحرية في جميع المحافظات ولأنها تعتبر بمثابة الشريان الرئيسي لقلب الثورة اليمنية، ولأن الوضع في محافظة تعز يخضع للحاكم العسكري، ولم يعد هناك دور للسلطة المحلية تستغل أقسام الشرطة هذا الوضع لتفعل ما تشاء وتنتهك حقوق المواطنين كيفما تشاء.. وهو ما فعله مدير قسم شرطة الجمهوري بتعز الذي قام باستدعاء المواطن/ أكرم الحاج على خلفية قضية خلافية مع أحد الأشخاص، ولأن المواطن أكرم يعمل مدرساً، ويحاول دائماً أن يكون قدوة استجاب لذلك الاستدعاء، رغم علمه المسبق أنه لم تعد هناك دولة كاملة حتى يتم الاستجابة لأدواتها، ليفاجأ بعد حضوره للقسم بقيام مدير القسم بشتمه وسبه بألفاظ جارحة..
فما كان من ابن الحالمة إلا أن يذهب ليقدم شكوى للنيابة التي حولته لأمن المحافظة، ليتم إبلاغ مدير القسم بالتلفون بأن عليه الحضور يوم الأمس لاستماع أقواله إلا أنه لم يفعل – طبعاً لأنه راكن الدنيا فوضى – ومن هنا نتساءل كيف يريد القائمون على الخوف والأمن ممن تبقى من المواطنين بأن يحترموا رجال الأمن رغم أنه لم يعد هناك من يثق بدورهم نتيجة للمجازر التي ترتكب في تعز؟ ونتساءل أيضاً كيف بعد أن قام مدير هذا القسم بسب وشتم مواطن ورفض الاستجابة للقانون يريد أن يتجاوب المواطنون مع استدعاءاته؟!