الحوثيون بحجة.. تحركات للتحالف الجديد وتحذيرات من دويلة شيعية بين المملكة واليمن

2011-11-14 03:11:38 إعداد/ عبدالواسع راجح


لم تكن البداية سوى لعبة سياسية انقلبت في منتصف الطريق إلى عقيدة فكرية يقاتل من أجلها مناصروها.. تلك خلاصة لحكاية "الحوثي" ابتداءً من "مران" صعدة وانتهاءً "بعاهم" حجة.
التوسع والامتداد الحوثي في محافظة حجة ليس وليد اللحظة من العام الجاري وإنما بدأ منذ ما قبل خمسة أعوام تقريباً عندما استولت مليشيات على جبل شعلل بمديرية وشحة التي تعد أول مديريات حجة، سيطروا عليها إذ يطل "شعلل" على أجزاء المديرية ويسيطر عليها، في الوقت الذي ينعدم فيه التواجد الفعلي للدولة، إذ لا مركز مديرية أو إدارة أمن أو حتى غرفة تؤكد وجود الدولة بالمديرية التي يتم إدارة شؤونها عن بُعد، فمدار إدارتها خارج نطاق تغطيتها.
و تلت محاولات عدة للحوثيين في مديريات "الحفناج – كحلان الشرف – الشاهل – المحابشة"
لكن تلك المطامع زادت أكثر بمديرية كحلان الشرف التي شهدت مواجهات مسلحة بين أنصار الحوثي مع القبائل وجنود أمن، بسبب محاولاتهم الاستيلاء على مركز المديرية، والتي انتهت نهاية أكتوبر الماضي بمقتل أكثر من عشرة أشخاص وجرح آخرين من الطرفين، وأسر رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام بالمديرية لدى الحوثيون حتى اللحظة التي كتب فيها التقرير، لتتوقف المواجهات عند هذا الحد في هذه المديرية التي يتخذ الحوثيين من عزلة "أفصر" مركزاً لهم.
مديرية "مستبأ" التهامية القريبة من الحدود السعودية التي تعتبر خالصة بنسبة 90% للحزب الحاكم ولا يكاد يذكر أنصار المعارضة، ومع اندلاع الثورة الشعبية السلمية وبعد مرور أكثر من "6" أشهر عليها دخلت هذه المديرية ضمن المناورات السياسية بين الرئيس صالح وحلفائه الحوثيين من جهة ومحاولاتهم تفجير الوضع في أكثر من منطقة، حيث كانت "مستبأ" المنطقة المناسبة لتكرار سيناريو محافظة أبين التي سُلمت للقاعدة، فقد تم تنفيذ السيناريو بصورة دقيقة، ومحكمة في دخول عدد من الأطقم المحملة بالرشاشات – جديدة طبعاً – مع منتصف سبتمبر الماضي إلى مركز المديرية والذي تم خروج الأفراد الأمنيين منه دون أي مواجهات ليدخل من يسمون بأنصار الحوثي إلى مجمع المديرية الحكومي ليستمروا فيه حوالي عشرة أيام تقريباً وتأتي بعد ذلك وساطة قبلية رسمية من مركز المديرية ليتم التوصل بعد ذلك إلى حل وسط – كما هو في الظاهر – بأن يخرج الحوثيون من المجمع الحكومي إلى منطقة أكثر توسعاً وأهمية في المديرية ليظلوا مسيطرين على المديرية بصورة أوسع.
* عاهم النقطة الأخيرة:
وفي مواصلة لسلسلة التوسع الحوثي بمحافظة حجة لم يكتفِ أنصار الحوثي بذلك بل امتد طمعهم إلى الاستيلاء على المنطقة التجارية في المنطقة الشمالية المتمثلة في "سوق ومنطقة "عاهم" التابعة لمديرية "كشر" والمجاورة لمديرية "مستبأ"، والتي شهدت مواجهات مسلحة منذ أول أيام عيد الأضحى المبارك، امتدت لخمسة أيام إثر اعتداء قامت به عناصر الحوثي في بداية الأمر على مركز "دار القرآن الكريم في المنطقة" في محاولة لدخوله والاستيلاء عليه، باءت تلك المحاولات بالفشل، حيث احتشدت القبائل من أرجاء "كشر" لمساندة أبناء "عاهم" في صدهم للحوثيين وألحقوا بهم خسائر فادحة، جعلت الحوثيين يعلنون ويطالبون بالهدنة وإيقاف الحرب بينهم.
وقد خلفت تلك المواجهات "37" قتيلاً من أنصار الحوثي و"6" آخرين من قبائل المنطقة إلى جانب عشرات الجرحى وخسائر مادية في الأطقم والرشاشات التي كانت مع الحوثيين.
* اجتماع تشاوري قبلي:
تلك الأحداث في منطقة "عاهم" بمديرية "كشر" لم تكن بالسهلة أو اليسيرة على أبناء المديرية، حيث تداعى المشائخ من أطرافها لتدارس القضية وكيفية صد هذه الجماعة من السيطرة على المديرية ومنطقة "عاهم" التي تضم سوقاً تجارياً كبيراً ومركزاً أمنياً مهماً وكان من أبرز ما تم الاتفاق عليه في هذا الاجتماع التالي:
•   تكاتف كافة المشائخ والقبائل ضد هذه المجاميع المسلحة والوقوف ضدها يداً واحدة.
•   توجيه رسالة لقيادة المحافظة لدعم هذه الجهود وإيقاف المد الحوثي، خاصة وأن التحركات الأمنية إزاءها لا زالت متوقفة.
•   العمل على حماية المنشآت العامة من أي محاولات لاقتحامها من قبل الحوثيين.
لتكتمل الخارطة
ومن الملاحظ بأن أعمال توسع الحوثيين في المنطقة الشمالية من محافظة حجة وكأنهم يحاولون إكمال الخارطة الجغرافية المسيطرين عليها، حيث يتمركزون حالياً في جبال "وشحة" وسهول "مستبأ" المجاورة لبعضها ليحاولوا ضم "كشر" و"عاهم" إليهما، كما أن أجزاء كبيرة من مديرية بكيل المراعي المجاورة لوشحه من الجهة الشمالية الشرقية تحت سيطرة الحوثيين وهي الأخرى أيضاً غاب فيها تمثيل الدولة فلا مركز أمني وإدارة للمديرية.
* دويلة شيعية بين المملكة واليمن:
وفي نظرة أخرى في الاتجاه الغربي من هذه الخارطة الجغرافية وصولاً إلى ساحل البحر الأحمر بمديرية ميدي فإن الوضع في تلك المناطق "حرض – ميدي" يكاد يكون تحت السيطرة الحوثية، حيث تعتبر الأراضي الواقعة بين حرض وميدي ملكاً لعناصر حوثية من أبناء محافظة صعدة وذلك بنسبة 80% في ظل ضعف كبير للتواجد الأمني للدولة في تلك المناطق الأمر الذي يسهل مهمة سيطرتهم "أي الحوثيين" على تلك المناطق وصولاً إلى البحر الأحمر، وهو ما يستدعي ضرورة العمل على إيقاف هذا المد الخطير على اليمن والجارة الشقيقة السعودية، كما أن هذه المعطيات قد تؤكد ما ذهب إليه بعض المحللين بأن هناك توجهاً لإقامة دولة أو دويلة شيعية بين المملكة واليمن، خاصة وأن التوجه القائم يبحث عن منفذ بحري ويسعى حالياً للوصول إليه.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد