ضمن سلسة زيارات "أخبار اليوم" لأسر الشهداء في تعز..

هاني حسن الشيباني الشهيد الذي اخترقت ذخيرة مضاد طيران جسده وهشمت رأسه

2011-11-15 04:50:40 رصد/ وئام الصوفي


في حي الكوثر بجوار ساحة الحرية بتعز يعيش هاني الشيباني وعائلته في منزلهم القريب من ساحة الحرية بتعز مما جعله وأفراد أسرته مشاركين في الثورة منذ انطلاقتها..
تحدث والده واصفاً إبنه هاني بالقول: الصبر عنوانه والصدق طريقه والأمانة والإخلاص رأس ماله، كان هاني باراً بوالديه مكرساً وقته وعمله في خدمتهم.
"أخبار اليوم" وضمن سلسل زيارتها الخاصة بأسر الشهداء بتعز قامت بزيارة عائلة الشهيد هاني بعد يوم من استشهاده وتعرفت منهم على لحظة سقوط هاني شهيداً فإلى التقرير..
عناوين
أم الشهيد سمعت الأطفال يصرخون هاني.. هاني فهرعت فإذا به مرمي على الأرض ورأسه قد تهشم إلى أشلاء.
وفاء - أخت الشهيد -: هاني ترك في قلب أمه فراغ الفجيعة وفي المنزل قلوباً حزينة.
فهمي - شقيق الشهيد -: هاني كان إنساناً متواضعاً ينحني لطفل، أمين في شغله.
عائدة - أخت الشهيد -: أغرقت اليمن في مستنقع من بلاويك ونكبت تعز وقتلت أهلها في أشهر حرم
خالة الشهيد: أحمل المحافظ المسؤولية وكان المفروض أن يحافظ علينا وليس يقدمنا لقوة صالح تذبحنا

قصة استشهاده
في يوم الجمعة شنت القوات الموالية للنظام قصفاً عنيفاً وبشكل هستيري على عدد من أحياء مدينة تعز بما في ذلك حي الكوثر الكائن بجوار ساحة الحرية والذي يقع فيه منزل الشيباني الذي استهدف بقذائف النظام.
تقول أم الشهيد هاني - البالغ من العمر"٢٤" عاماً - إن هاني في صباح الجمعة صحا من نومه على أصوات القذائف والمدفعية التي تطال ساحة الحرية طالباً منها إعداد الفطور.
وتضيف: فدخلت المطبخ لأعد الطعام فبينما أنا كذلك سقطت أول قذيفة على المنزل قام بعدها هاني ليتحسس موقع انفجار تلك القذيفة بعد أن تأكد أنها في المنزل من خلال دوي الانفجار وتحديداً في غرفتي.
وعقب الانفجار دخلت رصاصات من نافذة الغرفة متجهة صوب هاني الذي يقف في الصالة خلف باب خشبي واخترقت تلك الرصاصات جسده ودفعت به الى الأرض وسقط قتيلاً.
كانت هنا الفاجعة الأليمة أنا في المطبخ وأبناء أخو هاني بجواره يصرخون هاني، فتوقعت حينها أن هاني الصغير قد أصيب فهرعت من المطبخ وإذا بهاني الكبير مرمي على الأرض ورأسه قد تهشم إلى أشلاء، دماغه بجانب وفمه في مكان آخر والأرض مضرجة بالدماء.
واستعرضت أمه بعضاً من شريط ذكريات إبنها واصفة ما حدث في الجمعة الدامية بقلب الأم المكلومة وقد خنقتها العبرات ولا تستطيع أن تتحدث عن ألم فراقها لهاني وتبكيها روعة الذكريات مختتمة حديثها بالقول الحمد لله على كل حال.
رحل الشهيد/ هاني الشيباني مهدياً عائلته ووطنه قلباً عامراً بالحب والأمل والحرية وأربعه وعشرين هي سنوات عمره ليشكل قنديلاً يضاف إلى قناديل الثورة التي تنير درب الحرية.
جندت نفسها لخدمة الثورة منذ انطلاقتها وأعطت الساحة كل حبها
أخت الشهيد - وفاء الشيباني - وهي إحدى الثائرات الناشطات في ساحة الحرية بتعز والتي جندت نفسها في خدمة ثورة الشباب السلمية منذ انطلاقتها وأعطت الساحة كل حبها وشاركت في كل المسيرات التي تخرج منها واشتعلت بحماسها أكثر وخرجت، حيث تنسمت الثائرة وفاء عبير الحرية وأشواقها وأحلامها المشروعة.
قالت - وهي تصف مشهد والدتها لحظة سقوط أخيها هاني -: سقطت أمي مغشياً عليها من هول الحدث، أما هي في اللحظة ذاتها فتقول بأنها جثت على جسد أخيها المتناثر والغارق بدمائه لتحتضنه وتجمع أشلاءه في وسط إناء.
وعن لحظة ما قبل الفاجعة وحينها تقول وفاء في تلك اليوم الدامي لم يتناول هاني وجبة الفطور التي كانت أمي تعدها وهو ينتظرها، لأن رصاص النظام التي تؤكد الدلائل أنها أطلقت من مضادات للطيران سبقت أمي إليه لترديه قتيلاً مخلفة فراغ الفجيعة في قلب أمه، وقلوباً حزينة في منزل والديه
وفي موقف ارتفعت له القبعات إجلالاً وإكباراً عكس قوة امرأة ثائرة استطاعت أن تشعر مناصري النظام وقواته أنهم جبناء حد الخنوع وأضعف من امرأة سطرت بدم أخيها الشهيد عبارة إرحل يا سفاح.
وفي لحظة فاجعة من فواجع مجزرة تعز تمالكت كل قواها وبدأت بعزيمة يحسدها أشداء الرجال وهي تزغرد بجوار جسد أخيها هاني وفي مشهد مروع من مشاهد النظام المرعبة.
تقول وفاء: حاولنا ننام لأن الضرب كان قوياً من الساعة الثانية بعد منتصف الليل إلى الصباح حتى الساعة التاسعة والنصف صباحاً بدأ القصف يشتد على منزلنا وسمعت أمي سقوط أول قذيفة فطلعت لسطح المنزل فرأيت القذيفة فوق منزل عمتي قمت بعدها بإنزال الأطفال وأخبيهم.
وأضافت: خرج هاني طالباً من والدتي إعداد الفطور قبل أن تسقط قديفة في غرفة والدتي ليقوم هاني يخبر أمي بأن القذيفة في الغرفة ووقف في الصالة وإذا برصاصة خارقة تصيبه فسقط على الأرض وأنا كنت في الغرفة الأخرى فسمعت الأطفال يصرخون: هاني.. تحركت بعدها نحوه لأجده ملقياً على الأرض وقد تهشم رأسه ودماغه كاملاً في الأرض.
وعن تلك اللحظة التي رأت أخاها غارقاً بدمه ملقياً في الأرض وأشلاؤه متناثرة حوله تقول وفاء: "الحمد لله مثل ما جاب البلاء جاب القوة، لما رأيته جثيت على جسده الممزق لأحتضنه وأقوم بجمع أشلائه المخ والأعصاب وأشلاء رأسه لوسط إناء وقد تفتت العظام وسقط فمه وأسنانه وسقط وجهه كاملاً، لم يتبقَ من رأسه إلا قشرة، مشيرة إلى أن الله أعطاها القوة لتسطر بدم أخيها هاني عبارة إرحل، داعية الله قائلة: أسأل من الله أن يفجع من أفجعنا بهاني ويكسر ظهر من كسرنا في هاني.
وعندما سألناها عن ما هي رسالتها للنظام أجابت وفاء بأن هذا النظام لا يستحق أن توجه له رسالة لأنه - بحسبها - ليس نظاماً بل هو حيوان وحشي.
غير أنها وجهت رسالتها لمن قالت إنهم يسمون أنفسهم بالإعلام المحايد الذي قالت إنه يختلق قصة المحايدة للهروب من الحقيقة وتمنت من قناة "الجزيرة" أن تظهر الصورة كما هي ومن باقي القنوات أن تظهر الصورة كما ظهرت للأطفال في البيت.
وفي لحظات محزنة والدموع تنهمر من عيني وفاء تحدثت عن الفراغ الذي تركه هاني فقالت: ترك هاني فراغاً كبيراً بيننا لا يملؤه إلا الله سبحانه وتعالى وما يملأ الفراغ في قلب أمي وإخواني وقلبي إلا الله سبحانه وتعالى.
كما وجهت رسالة أخرى إلى الفئة الصامتة، خاطبتهم بالقول: نحن مسلمون ومنتهجون نهج القرآن والسنة النبوية، فالرسول عليه الصلاة والسلام قال "اللهم أرني الحق حقاً وارزقني إتباعه" ولم يقل أنا رأيي ولم يقل النصر سيأتي هكذا من تلقاء نفسه ولكن قال "أرني الحق حقاً وارزقني إتباعه" مبينة أن الناس هم الذين يبحثون عن الحقيقة فمن يريد أن يبحث عن الحق ينزل.
واختتمت رسالتها للفئة الصامتة بالقول: أخاف عليكم من وجع هذه العصابة الوحشية قرارها أن توجع الشعب وتعاقبه كاملاً ستوجعكم لن تترك بيتاً إلا وهناك من تطرح فيه ألماً ووجعاً.. احسموها.. احسموها بالقرار الصح وانظروا للحق بعين الحق.
صالح مصيره سيكون مصير القذافي وأسوأ من ذلك
 إبنة أخت الشهيد بعث برسالة للنظام قائلة " أريد أن أقول لهذا النظام السفاح وما يفعله من أفعال بحق هذا الشعب إنما يدل على فشله وغبائه وتفاهته، غير مدرك أن مصيره سيكون مصير القذافي وأسوأ من ذلك.
وتابعت مخاطبة الرئيس صالح إن الله سبحانه وتعالى قد أنزل عليك عقابه وأنت في الدنيا فكيف تجرم هذا الإجرام وتتلذذ بهذه المناظر وتنكر وتضلل وأنت تعلم أنك مجرم وسفاح وتريد أن تحكم شعبنا.
وفي نهاية لقائنا هكذا كان الشهيد هاني رحيله لم يزد عائلته الا قوة وثباتاً وعزيمة وإصراراً وكل قطرة دم نزفت من هذا الشهيد فقد روت ثرى وطنه بكل معاني الحرية العزة والكرامة.
إرحل عنا فنحن لا نريدك ولا يشرفنا أن يحكمنا قاتل
ومن جانبه قال شقيق الشهيد فهمي حسن الشيباني كان الشهيد هاني رحمه الله إنسان متواضع حتى ينحني لطفل.
وكان أيضاً أميناً في شغله، كان يدير جميع الأعمال كان مدير مصنع الشيباني وإذا غاب يوم عن عمله يتوقف المصنع لأنه كان إنسان عملي، صاحب كفاءة وكان قريباً نريد أن نزوجه ليكمل نصف دينه ولكن الله أراد أن يصطفيه بجواره شهيد.
وكان علاقته مع الناس رائعة جداً وكما قال شقيق الشهيد كان هاني يحضر الساحة يوم الجمعة فقط بسبب انشغاله في عمله أما نحن فكلنا ثائرون في الساحات.
وأضاف أقول لنظام صالح الفاسد: كفى ضرباً وكفى سفك دماء إرحل عنا نحن لانريدك ولايشرفنا أن يحكمنا وأحد سفاح وقاتل، موضحاً بأن النظام بات لايفرق بين كبير أو صغير وغايته أن يبيد الشعب ويحرقه.
وأضاف: أحمل المسؤولية محافظ المحافظة الذي كان المفروض يحافظ علينا وليس يقدمنا لقوة صالح تذبحنا.
خالة الشهيد، أشارت إلى أن أقل الحقوق للمواطن أن يأكل لقمته في منزله وهو آمن ولكن هذا النظام قتل الشعب وهم في منزالهم.
واستطردت: هاني ليس في الساحة وليس حاملاً بندقية أو فوق دبابة ولا يؤذي الناس وكان أقل الحقوق أن نكون داخل منازلنا آمنين، يكفي أننا طول أعمارنا في أزمات كهرباء بلا ماء والفساد موجود والظلم موجود.
وحملت محافظ المحافظة المسؤولية فكان المفروض بحسبها ان يحافظ عليهم لا ان يقدمهم لقوات النظام لذبحهم.
وعن أحداث يوم الجمعة قالت: في يوم الجمعة كنا في حالات من الرعب، أطفال يصرخون ونساء تبكي، الكل كان مذعوراً من جريمة صالح في قتل هاني لقد كانت جريمة بشعة بمعنى الكلمة.
وأوضحت إن إذاعة تعز اليوم تزيف وتكذب وتقول هذا الشهيد لا يقتله الحرس العائلي وإنما قتله الثوار ووفاء ليست أخته بس أنا أقول لهم عبر "أخبار اليوم" إخجلو من أنفسكم، تعالوا شوفوا وثقوا أنتم كذابون، لا أحد يصدقكم حتى الطفل أصبح يضحك عليكم.
مختتمة بالقول: أقول لعلي صالح الشعب اليمني غلط يوم أنتخبك وبالفعل أنت طلعت لكرسي الحكم بتزوير وليس بإرادة الشعب.

 الثورة ناجحة:
أخت الشهيد الأستاذة/ عائدة الشيباني أكدت أن الثورة ستنجح على هذا النظام الفاسد عما قريب وأنهم وطيلة تسعه أشهر وهم تحت القصف.
وخاطبت الرئيس صالح: "نقول لعلي صالح الثوار الذين في الساحات لا يريدون رحيلكم فقط بل أيضاً كل الذين في البيوت لعدم وجود العدل والفساد والظلم، أغرقت اليمن في مستنقع من بلاويك ونكبت تعز وقتلت أهلها في أشهر حرم انتهكت جميع الحرمات وعليك أن ترحل.
واختتمت: هاني حسن الشيباني وعائلته وجميع اليمنيين تقول لك: يا صالح إرحل وعلى المؤتمرين الشرفاء أن يلحقوا بركب الثورة لأجل أن يشهد لهم الوطن بذلك ولا يكونوا عبيداً لعلي صالح لأنهم سيكونوا من ضحاياه.
قيران والإعلام الرسمي:
وفي الختام هكذا هي الحالمة تعز نظام صالح وبقيادة قيران يريد الانتقام منها بشكل جنوني دون تفريق بين صغير أو كبير رجل أو امرأة محاولاً تأجيج الإعلام وتزييف الحقيقة وفي لقاء له مع إحدى وسائل الإعلام وهو ينكر جريمة قصف بيت هاني ويلصق التهمه بالثوار بقتل الشاب هاني و "أخبار اليوم" زارت بيت الشهيد لتبطل دعاوي قيران تلك، ناقلة بلسان أفراد العائلة هذه الجريمة البشعة للإعلام الرسمي أقول أذكركم بإعلاميي تونس بعدما مضى بن علي وتركهم في خزي وندامة لما اقترفوه من أكاذيب وتضليل ضد شعبهم وتركهم يواجهون الخزي والعار والندم، وأدعوهم أن يعوا الدرس الذي لقاه إخوانهم في الإعلام الرسمي في نظام مبارك الذين تجاهلوا الملايين من أبناء شعبهم الذين هتفوا في الساحات والميادين للحرية والكرامة والمئات الذين قتلوا في الشوارع وفي السجون والآلاف الذين انتهكت حرماتهم وأعراضهم وتجاهلوا كل ذلك ورهنوا أنفسهم لنظام مبارك الذي في النهاية تركهم ومضى ولم يجدوا حينها إلا أن طأطؤوا رؤوسهم لشعبهم ووطنهم وهم أذلاء صاغرين
وليس بعيداً عن زملائنا في الإعلام الرسمي الدرس الأبلغ والأكثر عبرة لمن له قلب وكرامة من زملائهم في الأنظمة السابقة وها أنتم تعبدون نظام صالح وتزيفون الحقائق وهو زائل لا محالة وكيف سيكون موقفك غداً عند سقوط حكم العائلة المستبد وكيف سيكون الحال بكم وأنتم تواجهون الشعب وجهاً لوجه وهم قد لقوا منكم الكذب إلى حد التقزز وفي التضليل إلى حد الاستغباء.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد