اجتماع الملتقى الوطني لأبناء الجنوب بعدن يؤكد على معالجة القضية الجنوبية تحت سقف الوحدة

2011-11-20 04:03:09 أخبار اليوم/ علي الصبيحي


عقد يوم أمس الأول بعدن الاجتماع التأسيسي للملتقى الوطني لأبناء الجنوب بمشاركة كوكبة كبيرة من الشخصيات الوطنية والاجتماعية والإبداعية من مختلف التيارات والمكونات السياسية تحت شعار "من أجل اصطفاف شامل وحل وطني للقضية الجنوبية تحت سقف الوحدة اليمنية وإنهاء معاناة شعب الجنوب في المحافظات الجنوبية والشرقية بعيداً عن المفاهيم الحزبية والسياسية الضيقة".
وفي الاجتماع التأسيسي للملتقى الوطني الذي بدأ بآي من الذكر الحكمي تلاها د/ علوي عبدالله طاهر قدمت أ/ قبلة الحوثري مقترح رئاسة الملتقى الوطني لأبناء المحافظات الجنوبية، أشارت فيها إلى أن الملتقى الوطني يسعى من خلال رؤيته إلى تحقيق اصطفاف وطني واسع للنظر بعمق في القضية الجنوبية بأبعادها المختلفة وتأمين شروط النجاح لها باعتبارها قضية جوهرية وحاسمة في الوحدة اليمنية بشكل خاص وفي القضية الوطنية بشكل عام، منوهة إلى أن الملتقى يتبنى عدالة القضية الجنوبية ويحرص على الدقة والموضوعية والوضوح والشفافية العالية من خلال المشاركة الجماعية واحترام وتقبل الرأي الآخر وعدم إقصاء الآخر مهما يكن رأيه، موضحة أن كل الملاحظات والمداخلات ستؤخذ بعين الاعتبار وستكرس لها حلقات للنقاش من أجل التوصل إلى حل وطني شامل يضمن استرجاع كافة حقوق الجنوب.
وفي كلمة افتتاح الملتقى التي ألقاها د/ محمد علي مارم عن اللجنة التحضيرية أكد فيها على ضرورة الخروج من التمترس الحزبي السياسي الضيق، والالتقاء حول قضية هامة تخص الأرض والإنسان في المحافظات الجنوبية والشرقية، وذلك للاقتراب من معاناة المواطنين والمساهمة في حل المعضلة الكبرى التي عاشها الجميع، مشيراً إلى أن عدن طالما احتضنت بهجة وهموم أبناء المحافظات الجنوبية أجمع باختلاف مشاربهم السياسية، حيث تقاسموا معاً الهموم والأفراح وأنه حان الوقت لصناعة مستقبل زاخر يقوم على العدالة والمواطنة المتساوية لكل مواطني الجمهورية اليمنية مع التأكيد على جوهر أحقية القضية الجنوبية في المساواة في توزيع الثروة والسلطة، موضحاً أن فكرة الملتقى الوطني لأبناء الجنوب ورؤيته هي ثمرة جهود طويلة وبحث معمق ومشاورات مع عدد كبير من الشخصيات الجنوبية في الداخل والخارج والعديد من التيارات والتوجهات السياسية والتي أجمعت على عدالة القضية الجنوبية مع التمسك المبدأي الثابت بالوحدة اليمنية والحفاظ عليها، منوهاً إلى أن الملتقى الوطني لن يحتكر الحلول ولن يدعي الأحقية، باعتبار أن القضية الجنوبية تخص كل أبناء الجنوب دون استثناء والكل معني بالبحث والاجتهاد ودون التقليل من أي جهد أو تخوين رأي.
من جانبه استعرض د/ حسين علي عبدالله ورقة مشروع وثيقة تأسيس الملتقى الوطني لأبناء المحافظات الجنوبية، موضحاً فيها أن القضية الجنوبية هي المحور الرئيس الذي يحتم على أبناء الوطن كافة وأبناء الجنوب الوقوف أمام كل التحديات والعمل على أن تبقى القضية الجنوبية في مقدمة القضايا وإيجاد معالجات حقيقية لكل ما تعرض له الجنوب من نهب للأرض والثروة ومعاناة الجنوبيين من إقصاء وتهميش بعد الوحدة بعد أن كانت حلمهم وهدفهم، متطرقاً إلى جوانب القصور في الاتجاهات المختلفة المتداولة في الساحة فيما يخص التشخيص والتبني للقضية الجنوبية مع احترام خياراتها، معرجاً على تلك المشاريع والخيارات والحلول المطروحة لحل القضية الجنوبية، مشيراً إلى عدد من المعطيات المترابطة والتي تشكل حقيقة كلية لا مناص من الاعتراف بها والتعامل معها بإيجابية كمنظومة كلية في معالجة قضية الجنوب وحلها حلاً عادلاً وسلمياً، مؤكداً أن أي معالجة لها خارج الفضاء اليمني ستكون معالجة منقوصة وغير واقعية، ومشدداص على ضرورة أن تنطلق المعالجة من واقع معطى يتحدد في ظل العلاقة بين الوحدة كهدف سعى إليه كل اليمنيين بصورة طوعية بشراكة الشمال والجنوب، وبين واقع الجنوب والجنوبيين في الوحدة المنجزة ومسارها كوضع قائم، لتبقى نقطة الانطلاق في المعالجة دون أن يتبنى أي مكون سياسي أو اجتماعي الوصاية خارج الوفاق الجنوبي، مع الأخذ في الحسبان العامل الإقليمي والدولي للمساهمة في تهيئة الخيار المناسب.
وفي ختام الوثيقة نوه د/ حسين عبدالله إلى أن رؤية الملتقى الوطني لأبناء الجنوب اعتبار القضية الجنوبية قضية سياسية اقتصادية اجتماعية يمنية بامتياز، يتطلب حلها اصطفاف جميع المكونات الوطنية في الساحة، لافتاً إلى أن أعضاء الملتقى ومناصريه يسعون عملياً لإيجاد الحل العادل الذي يلبي طموحات أبناء الجنوب تحت سقف الوحدة بمشاركة كل الأطراف من خلال إعادة النظر في نظام الوحدة الحالي وصياغة عقد وطني "دستور جديد" يؤمن التمثيل العادل لأبناء الجنوب ويكفل الشراكة الفاعلة في السلطة والثروة وتحقيق المطالب المشروعة في الإدارة الذاتية وإيجاد التشريعات القانونية والإجرائية لمعالجة كافة الاختلالات والمظالم السابقة ورد الاعتبار لأبناء المحافظات الجنوبية ومكوناتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية لما لحق بها من أضرار، مؤكداً بأن الملتقى الوطني لا يحتكر الحل، وأن باب الاجتهاد مفتوح ومشروع لكل القوى الوطنية الفاعلة في الساحة الجنوبية.
من ناحيته أشاد د/ حسن السلامي برؤية الملتقى الوطني، معتبراً إياها خطوة ذات منحى إيجابي، بذلت فيها جهود طيبة من قبل الباحثين والشخصيات الوطنية والتي جعلت من القضية محوراً رئيسياً فيها، مقدراً وجهات النظر، لافتاً إلى أنه يجب النظر والبحث بعمق في ما الذي تم خلال "21" سنة الماضية من عمر الوحدة وهل الجميع راضٍ عنه أم لا؟، منوهاً إلى أن الداخل هو الأهم وإن كان القرار دولياً، لكن الأساس هو الداخل بغض النظر عن الاختلافات البسيطة والتي قال بأنها سنة الحياة، بشرط أن تُحل القضايا بأسلوب ديمقراطي حضاري بدون استخدام العنف، مشدداً على ضرورة تنبه الأجهزة الأمنية ورفع درجة اليقظة جراء ما يحدث في عدن من اختلالات واغتيالات يومية تطال القيادات والكوادر الجنوبية وكان آخرها اغتيال مسؤول الأمن السياسي لمديريتي المعلا والتواهي وكذا اغتيال مدير صندوق النظافة بمحافظة لحج.
وفي مداخلة الشخصية الوطنية أبو بكر محمد شفيق، أورد فيها عدة ملاحظات تتعلق بالقضية الجنوبية، مشيراً إلى أن معاناة الجنوبيين ولدتها مآس ونكبات، ما يجعل قضية الجنوب قضية وجود وصراع مع نظام وليس مع الشعب اليمني، على اعتبار أن الكل عانى من ذلك النظام، راجياً من الملتقى الوطني لأبناء الجنوب أن يكون رديفاً وليس بديلاً.
من ناحيتهما أشارتا الناشطتان في الحراك الجنوبي "زهراء صالح ونهلة طرموح" إلى أن العدو الوحيد والمغتصب لأراضي الجنوب هو نظام الحكم في الشمال وقيادته التي نهبت أرض الجنوب ومقدراته بعد حرب 94م وعملت على تعطيل المؤسسات الاقتصادية والتي كان أبرزها ميناء عدن، بالإضافة إلى تعطيل التعليم ومؤسساته عن طريق سياسة التجهيل وعزل الجنوبيين عن ثرواتهم، ومعاناة الجنوب وأهله لا يمكن وضع الحلول لها إلا بالنظر للقضية الجنوبية بمعزل عن سقف الوحدة التي هي مصدر شقاء وتعاسة الجنوبيين - حسب قولهما.
بدوره أشار الشيخ/ سيف العزيبي – الشخصية الوطنية – في مداخلة له إلى أن الجنوب هُضم كثيراً منذ 24 سنة وزادت في معاناته (4) سنوات انتقالية وما بعدها من عمر الوحدة، منوهاً إلى ضرورة النظر إلى الفوارق لمعرفة ما الذي تحقق للجنوب منذ الاستقلال في (67)، مؤكداً على أن الشعب اليمني لحمة واحدة ولن يكون إلا شعباً واحداً وهو وحده من سيختار ويقرر النظام الذي يريد، وأنه يستحيل لأي طرف أو مكون امتلاك السلطة ومصير وقرار الشعب.
وخلال الاجتماع التأسيسي تم تقديم العديد من الأطروحات لعدد من الناشطين السياسيين والناشطات ومن الشخصيات فيها، توسطتها كلمة الشباب ألقتها الأخت/ نجلاء محمد، عبرت فيها عن آمال وطموحات الجيل الجديد، كما تم في ختام الاجتماع التأسيسي للملتقى الوطني لأبناء الجنوب الاتفاق بالإجماع على تولي د/ محمد علي مارم رئاسة اللجنة التحضيرية للملتقى، بينما يتولى رئاسة اللجنة الاستشارية للملتقى د/ حسن السلامي، على أن تحدد لقاءات قادمة لاستكمال مناقشة المقترحات المطروحة.


الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد