الدكتور المحجري: دور الأكاديميين في الثورة متميز والصحفيون أكثر الفئات التصاقاً بالمجتمع

2011-11-22 04:00:39 حاوره / عبدالباسط الشاجع


أوضح الدكتور/ محمد عبدالله المحجري - الأمين العام للمنتدى الأكاديمي في ساحة التغيير بصنعاء، بأن للأكاديميين أدواراً مختلفة قاموا بها أثناء حضورهم في الثورة الشعبية السلمية وتواجدهم في ساحات التغيير والحرية، وتمثل ذلك في توعية الشباب والمعتصمين عن سلمية الثورة، والمخاطر التي تحدق بالثورة، وكذلك النظرة المستقبلية في الاقتصاد والسياسة والعمل الاجتماعي والثقافي والرؤية التعليمية للأكاديميين ومن وجهة نظر شباب الثورة.
وأضاف المحجري في حوار له مع "أخبار اليوم" أن المنتدى الأكاديمي في ساحة التغيير بصنعاء استطاع أن يعمق التلاقح الفكري بين الفئتين اللتين كانتا تتباعدان على مستوى الصرح التعليمي في الجامعة، أو في مراكز البحث، مشيراً إلى أن هناك بعد بين الأكاديميين وشرائح المجتمع.

* باعتبار أن المنتديات شكلت حراكاً ثقافياً وفكرياً داخل الساحة، وأوصلت رؤى متنوعة للثوار لم تكن متاحة من قبل.. فهل بالإمكان أن تعطينا نبذة عن المنتدى الأكاديمي وما الغرض من تأسيسه؟.
- المنتدى الأكاديمي يمتلك رؤية واسعة تتلخص في أربع كلمات "عالم من الوعي المنفتح"، وتتمثل رسالة المنتدى بتقديم التوعية الأكاديمية لشباب وفتيات اليمن من خلال الحوار البناء وتقديم وجهات النظر والتوعية المنفتحة وتقديم الدراسات والاستشارات، وهذا يعني أن المنتدى ليس محصوراً فقط على الفترة الزمنية التي أنشئ فيها والتي أسهمت في تكوينه وهي فترة الثورة والتوعية، ولكن الرسالة والرؤية تدلان على العمل في المستقبل بإذن الله تعالى.
ومن القيم التي يعمل المنتدى على تعميقها في صفوف الثوار، الانفتاح والتعايش وقبول الآخر والشفافية والمصداقية والتطوير المستمر، وأيضاً أنشأ المنتدى في تاريخ 25 – 2 - 2011م وتم تجهيز المكان بداية شهر 3 وانطلق أول نشاط في تاريخ 5 – 3 للندوات والفعاليات.
وللمنتدى مؤسسون هم: د. احمد قطران، د. حمود الظفيري، د. محمد المحجري، د.عبدالله أبو الغيث. وهناك هيئات ولجان في المنتدى هي: لجنة الدراسات والبحوث ويرأسها د.مصطفى الاصبحي، ولجنة البرامج ويرأسها د.توفيق السنباني، ولجنة العلاقات والتوعية ويرأسها د.محمد عبدالله نعمان، ولجنة الإعلام والتوثيق ويرأسها د. عبدالعزيز العديني.

* ما الذي قدمه المنتدى للثوار في الساحة؟.
- تمثل أبرز نشاط استطاع أن يقدمه المنتدى هو النشاط التوعوي في لجنة البرامج وقدم أكثر من 180 ندوة، وجلسة حوارية ومحاضرة في المنتدى طوال الأشهر ابتداءً من شهر 3 وحتى شهر 8، وقدمنا الكثير من البرامج التوعوية كان هدفها بدرجة رئيسية هو توعية شباب الثورة في سلمية الثورة، والمخاطر التي تحدق بالثورة، بالنظرة المستقبلية في الاقتصاد والسياسة والعمل الاجتماعي والثقافي والرؤية التعليمية للأكاديميين ومن وجهة نظر الثوار، ومن أجمل ما استطاع أن يقدمه المنتدى هو التلاقح الفكري بين الفئتين التي كانتا تتباعدان على مستوى الصرح التعليمي في الجامعة في مراكز البحث وهناك بعد بين الأكاديميين وشرائح المجتمع.
وقد استطاع المنتدى أن يوجد صلة حميمية مباشرة بين الشباب والأكاديميين، وكان الأكاديميون يلتقون مباشرة مع الشباب ويضع المحاضرة أمام الزمن المتاح للمحاضرة أو الندوة بحدود الساعة أو اقل أحيانا ويفتح باب النقاش لساعة أو ساعة ونصف يطرح فيها المواطنون والشباب مباشرة على الإخوة الأكاديميين يحاججوهم ويخالفوهم وجهات النظر أحيانا، ويستفسرونهم أحيانا أخرى ويحدث التلاقح الفكري مابين هاتين الفئتين التين كانت بينهما تباعد على مراكز البحث العلمي والجامعات في قاعات الدرس.

* كيف تقيم مدى تفاعل الأكاديميين مع فعاليات المنتدى، وتقديمهم الأفكار والرؤى للشباب المعتصمين في الساحة، وأيضا حضورهم في الثورة بشكل عام؟
- أولا يؤسفني أن أقول لك أن هناك تخاذلاً كبيراً من قبل بعض الإخوة الأكاديميين في الجامعات المختلفة، ولقد اثبت الصحفيون والإعلاميون والكثير من النخبويين أنهم أكثر تفاعلاً وأكثر التصاقاً بالشعب والمجتمع أكثر من فئة الأكاديميين، وهذه وجهة نظري قد يختلف معي الأكاديميون فيها.

* قلت أن هناك تخاذلاً من قبل بعض الأكاديميين عن أداء دورهم، وتقاعسهم بتنفيذ مهمتهم بالشكل الغير مطلوب، بتقديرك كم نسبة الأكاديميين الفاعلين والنشطين في عمق الثورة؟.

- الأكاديميون في جامعة صنعاء والجامعات الحكومية المختلفة وكذلك الجامعات الخاصة في نطاق جغرافية صنعاء فقط قد يربون على ألفي أكاديمي في مراكز البحث وفي التربية وفي الجامعات، لكن المتفاعلين بشكل كبير مع الثورة أقول لك إنهم قد يصلون من 25% إلى 30% ويؤسفني أن أقول هذا الحقيقة.

* من وجهة نظرك ما هي أسباب خمول هذه النسبة الكبيرة من الأكاديميين؟.

- ربما العقل الجمعي الذي حكم هذه الفئة سابقاً يبدو سبباً رئيسياً، هذه الفئة اعتادت أن تكون منزوية وبعيدة عن المجتمع ولم تلاصق هموم المجتمع، فبحثها العلمي بعيد عن واقع المجتمع، والكارزما والهالة التي أحيط بها عضو هيئة التدريس أكسبته شيئاً وأفقدته شيئاً آخر، فأكسبته هيبته ومركزه الاجتماعي ولكنه خسر القرب الحميمي مع المجتمع والتفاعل الحميمي مع الناس، ويرجع ذلك إلى عضو هيئة التدريس نفسه والى نمط التفاعل ودعنا نقول نمط الإدارة والطريقة التي يصنع بها عضو هيئة التدريس، فهو لم يصنع ليكون باحثاً مجتمعياً بدرجة أولى بقدر ما يصنع ليكون مدرساً على كرسيه في قاعة الدارسة، فهنا حدث الانفصال بينه وبين المجتمع.
لكن الفئات الأخرى التصقت بالمجتمع المحامين والصحفيين والإعلاميين مثلاً، ولعل هذا يكون بعد أعضاء هيئة التدريس عن الواقع المجتمعي، ولا أقول الجميع، فهناك أعضاء من هيئة التدريس من يتفاعلون مع قضايا المجتمع بشكل رائع ومتميز، ولكن هذه النسبة لا تزيد عن 25% أو 30%.

* كيف وجدتم إقبال شباب الثورة على فعاليات وأنشطة المنتدى؟.
- استكمالاً لما سبق أقول ان هذه الفئة المتفاعلة من أعضاء هيئة التدريس أدت دوراً متميزاً في الساحة، فهذه الفئة أدت دورا جيداً في توعية الشباب والالتحام بهم والجلوس معهم، فإنتاج عضو هيئة التدريس الذي كان على كرسيه فقط بعيداً عن طلبته في الجامعة هو الآن يجلس على الأرض مع طلبته في الساحة والخيام، وهناك أعضاء هيئة التدريس كانوا ينامون في الساحة مع طلبتهم في أحدث التحام حقيقي مباشر وممتاز.
واستطاع عضو هيئة التدريس مع الثورة أن يدخل إلى عمق الشباب ويوجههم، وهذا كان بلا شك له أثر كبير في إيجاد وحدة داخل الفئات المختلفة والأفكار المتفاوتة داخل الساحة في رأب الصدع أحياناً والمشاكل التي كانت تحدث، واعتقد أن هذا جانباً إيجابياً في الأكاديميين بشكل عام.

* من خلال الفعاليات التي أقامها المنتدى، هل تم التركيز على فئة معينة داخل الساحة، أم أن كل الفئات كانت حاضرة في عين المنتدى؟.
- لقد كان بالنسبة لنا في المنتدى منفتحين على كل الطوائف والفئات العمرية والمشارب الفكرية والمستويات الثقافية، فالمنتدى مفتوح ومن حق أي شخص يدخل ويجلس ويستمع ومن حقه أن يرفع يده ويقول رأيه بالموافقة أو المخالفة، وكنا نرحب بالآراء المختلفة، وأحياناً كانت هناك آراء مناهضة حتى للثورة، لم يكن هناك إرجاء لتلك الآراء، فقد كنا منفتحين على الجميع، لأننا نستشرف مجتمع ديمقراطياً مختلفاً في أفكاره، وكانت هناك إدارة ضابطة في المنتدى لإدارة الحوار حتى لا يحدث تنافر وأيضاً في الوقت نفسه يتيح إبراز وجهات النظر المختلفة ما دامت في إطار النقاش الثوري، ومن ثم كان المنتدى منفتحاً على مختلف الآراء والشرائح، ويحضره كبار السن ومثقفون وغير مثقفين ونساء وشباب وطلاب ومشائخ وحتى القرويين والقبليين الذين جاؤوا إلى الساحة من دون أسلحتهم وقد وجدنا منهم وعياً مجتمعياً كبيراً.

* رسالة أخيرة تود إيصالها للأكاديميين الذين ما زالوا في صف النظام ولم يكن لهم شرف الانضمام للثورة؟.
- أولاً نحن نتمنى لهذه الثورة أن تؤتي أكلها وتنتصر قريباً، وأنا أقول للناس والثوار اصبروا وصابروا فإن الفرج قريب بإذن الله تعالى، وأنا أعتقد أن طول فترة الثورة فيه الخير لتؤتي أكلها والتخلص من الثورة المضادة.
رسالتي للأكاديميين الذين ابتعدوا عن الثورة ونأوا بأنفسهم عن أن يقولوا كلمة الحق، أن يقولوا كلمة الحق، وأن العلم الذي حملتموه هو عليكم أمانة، فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: أول من تسعر بهم النار ثلاثة وأولهم: العالم وهو في خطر كبير إذا كان موقفه متذبذباً، وقد شرف نفسه من وقف مع الثورة، وأنكس نفسه من لم يقل كلمة حق، ولم يقف مع شعبه في المواطن التي احتاجه فيها، ولكم الشكر.         

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد