الملف الأكثر دموية والأشد سخونة

" أخبار اليوم" تفتح ملف الاعتداءات ضد المعتصمين في ساحات الحرية والتغيير "الحلقة الخامسة والعشرون"

2011-12-05 04:35:22 رصد/ عارف العمري


منذ اللحظات الأولى لانطلاق الثورة الشعبية السلمية المطالبة بالتغيير، لجأ النظام الحاكم إلى استخدام القوة المفرطة في قمع الاعتصامات والمسيرات والمشاركين فيها، الأمر الذي اظهر وبما لا يدع مجالاً للشك أن ما يجري في اليمن انتهاك وقمع منهجي، يصنف ضمن الجرائم ضد الإنسانية ، يقتضي من كافة المعنيين بحقوق الإنسان في العالم وفي المقدمة هيئات ومنظمات الأمم المتحدة والمفوضية السامية لحقوق الإنسان، وكل المنظمات الدولية العاملة في مجال حقوق الإنسان التدخل العاجل لإنقاذ حياة المواطنين اليمنيين المطالبين بالتغيير السلمي وإيقاف الانتهاكات المستمرة ضدهم، وإحالة المسئولين عن تلك الانتهاكات إلى العدالة.
حيث اتبعت السلطات اليمنية أساليب ووسائل مختلفة في قمع الاعتصام والمسيرات والمشاركين فيها، منها الضرب بالهراوات والصعق بالكهرباء، والاستخدام المفرط لقنابل الغاز والقنابل المسيلة للدموع التي ثبت انتهاء صلاحياتها منذ فترة طويلة، واحتواء بعضها على مواد سامة وهي غازات بحسب إفادة عدد من الأطباء الذين شاركوا في تقديم المساعدات الطبية للمصابين ومتابعه حالاتهم تؤدي إلى تشنجات للأعصاب مع توقف لحظي للتنفس مصحوب بارتفاع في ضغط الدم وانخفاض عدد ضربات القلب، إضافة إلى اختلال الوعي.


21 يوليو قام مناصرو " صالح " المعتصمين في ميدان التحرير بالاعتداء على المهمشين ونتج عن ذلك قتل ثلاثة أشخاص منهم, وقد ادانت منظمة هود الحادثة مطالبة منظمي الاعتصام أن يسرعوا في تقديم المتهمين الى جهات القضاء, ومن هؤلاء القتلى المواطنة فاطمة الحمامي من سكان حي التحرير اصيبت برصاصة في العين أدت إلى وفاتها على الفور، كما توفي الشاب أكرم الحبابي البالغ من العمر 21 عاماً بينما كان مستعداً لإقامة حفل زفافه.
وفي محافظة تعز سقط شهيد وجرح 3 آخرين، برصاص قوات الحرس الجمهوري بمحافظة تعز، خلال اعتدائها على مسيرة سلمية لشباب الثورة، وقال شهود عيان بأن قوات الحرس الجمهوري المتمركزة في محيط مستشفى الثورة العام بوسط تعز، قامت بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين، ما أدى إلى استشهاد موسى عبد الجبار محمد القدسي (21 عاما)، وسقوط عدد من الجرحى من المتظاهرين الذين كانوا متجهين إلى ساحة الحرية، أحدهم حالته خطرة.
22 يوليو لقي شخصان في مديرية المعلا محافظة عدن مصرعهما جراء قيام جندي من الأمن بإطلاق طلقة رصاص واحدة بحجة تنظيم المواطنين المستفيدين من زكاة رمضان التي تصرف لهم سنوياً من مجموعة هائل سعيد أنعم.
كما استشهدتا الطفلة "نجوى مقبل قائد" ـ 11 عاماً ـ وجارتها/ أسماء محمد أحمد (أم ريان)، فيما أصيب أبنها الطفل "ريان عبدالرحمن سعيد قاسم" – 5 سنوات ـ بجروح بالغة, إثر سقوط "3" قذائف مدفعية على منزلهم الكائن في حارة كمب الروس بحي كلابة بمحافظة تعز.
الشهيدة أسماء محمد أحمد (أم ريان ) هي مالكة المنزل الذي تقيم فيها الطفلة الشهيدة نجوى مقبل قائد والذي تم قصف المنزل عليهما بحى كلابة, ودخلت والدة الضحية نجوى في غيبوبة أخذتها اثر استشهاد فلذة كبدها لدى استهداف منزل العائلة بثلاث قذائف بحي الكمب الروسي بكلابة..
وفيما لم يعرف مصدر القصف، فقد نسبت مصادر قريبة من الحي القصف للقصر الجمهوري الذي يطل بشكل مباشر على حي الكمب في حين رجحت أخرى أن مصدرها الأمن المركزي كون الحي الذي تم استهدافه يقع بالقرب من هذا المعسكر.
وكانت أحزاب المشترك بتعز في هذا السياق قد أدانت بشدة جرائم قوات الحرس والأمن العائلي التي ترتكب في حق أبناء المحافظة.
وفي ذات السياق أستشهد أيضاً بالمحافظة الشاب موسى عبدالجبار الحمادي - 22 عاما ـ أثناء مشاركته بالمسيرة والتي جوبهت بإطلاق الرصاص الحي عليها من قبل الحرس الجمهوري وذلك عند مرورها بالقرب من مستشفى الثورة حيث تتمركز هذه القوات، كما جرح في هذا الاعتداء "6" متظاهرين حالة أحدهما وصفت بالخطيرة.
من جانب آخر وعقب صلاة الجمعة شيعت جموع غفيرة من المواطنين جثامين "3" شهداء من الذين قضوا نحبهم بفعل القصف العشوائي الذي أستهدف المدينة خلال الأيام الماضية, وكان من ضمن هؤلاء الشهداء الطفل أصيل مهيوب المجيدي – 14 – عاماً والذي استشهد الجمعة قبل الماضية في حي المسبح بفعل مشابه للجمعة السابقة بحي كلابة.
23 يوليو قام جنود بنقطة تفتيش تابعة للحرس الجمهوري بفتح النار باتجاه حافة تقل ركاب، مما أدى إلى سقوط ثلاثة جرحى بينهم امرأة وصفت حالة أحدهم بالحرجة في نقطة تفتيش للحرس الجمهوري في منطقة كلابه أمام مستشفى الحياة، المرأة تدعى صباح عبده سالم 35 عاماً وأصيبت بالقدم, الجريح الثاني سلمان عبده احمد علي بحدود 50 عاماً, بينما لم يتسن لنا معرفة الجريح الثالث, وقال شهود عيان " إن أحد جنود النقطة أمر صاحب الحافلة بالتوقف، فحاول صاحب الحافلة اللف بها جانبا وهو يسير بها ببطء جدا للبحث عن مكان لإيقاف الحافلة وبانتظار الجندي اللحاق به وفجأة سمعوا صوت إطلاق الرصاص باتجاه الحافة وشاهدوا الدماء تنزف من بعض ركاب المدينة فقاموا بإسعافهم.
24يوليو جرح 3 مدنيين في حي الروضة بمدينة تعز، برصاص قوات الحرس الجمهوري، وذلك بالتزامن مع تجدد القصف على عدد من أحياء المدينة, وفيما قالت مصادر محلية، بأن الجرحى سقطوا جراء تجدد القصف على حي الروضة أثناء صلاة الفجر، مشيرة إلى أن الجرحى كانوا متوجهين لأداء صلاة الفجر، قال شهود عيان بأن الجرحى هم من أعضاء اللجان الشعبية المكلفة بحراسة الأحياء، وبأنهم سقطوا برصاص الحرس الجمهوري الذي أطلق الرصاص باتجاه حي الروضة وساحة الحرية، حينما رد المسلحون الموالون للثورة عليهم، واضطروهم للانسحاب باتجاه القصر الرئاسي القريب من منطقة كلابة.
25 يوليو أكد المرصد اليمني لحقوق الإنسان أنه حصل على معلومات تؤكد قيام عناصر تابعة للسلطة بالتحريض ضد المعتصمين في ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء، والدعوة لاقتحامه, وقال: إن عدداً من الأفراد يقومون بالتجول داخل الشوارع المحيطة بميدان التغيير على متن سيارات متعددة الأنواع، منادين أهالي تلك الأحياء، ومن يسمونهم بالمتضررين من الاعتصام، بالتجمع في مداخل الساحة واقتحامه وإجبار المعتصمين على مغادرته بالقوة.
وحذر المرصد اليمني لحقوق الإنسان من تداعيات هذه التصرفات وأعمال التحريض، وآثارها على المعتصمين سلمياً، وسلامتهم، معبراً عن خشيته من أن يكون ذلك ناتج عن خطة تم إعدادها لاقتحام الساحة، والاعتداء على المعتصمين.
وإزاء ذلك فإن المرصد يتوجه إلى كافة منظمات حقوق الإنسان، وهيئات المجتمع المدني، وكافة شركاء اليمن في المجتمع الدولي، والأمم المتحدة عبر مبعوثها الخاص إلى اليمن بالتدخل السريع لمنع أي اعتداء يطال المعتصمين وسلامتهم.
ويطالب المرصد بضرورة التحرك العاجل لضمان عدم تعرض الاعتصام بصنعاء لأي اعتداء، محملاً السلطات المحلية وأجهزتها الأمنية المسؤولية الكاملة عن أية ممارسات أو تصرفات تمس حياة المعتصمين أو تتجاوز حقوقهم المكفولة.
26 يوليو قام جنود يتبعون الحرس الجمهوري في ذمار بإطلاق النار على مواطنين في نقطة عسكرية على مدخل المدينة ، مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخر وصفت إصابته بالخطيرة.
يذكر أن الجنود في نقطة تفتيش بمنطقة "سامة" أطلقوا الرصاص على مواطنين من منطقة العساكرة التابعة لمديرية ميفعة عنس، فأردوا أحدهم قتيلاً وأصابوا الآخر، وتم نقله على إثرها إلى المستشفى وهو بحالة حرجة.
وقد أرجع شهود عيان الأسباب إلى حدوث خلاف بين المواطنين وجنود النقطة، الذين تبادلوا الشتائم، وتطورت إلى إطلاق الرصاص من قبل الجنود على المواطنين الذين كان معظمهم مسلحين، غير أنهم لم يردوا على الجنود.
الجدير بالذكر أن المنطقة تشهد توتراً شديداً جراء الحادث الذي وصف من قبل أهالي الضحايا بـ"الإجرامي"
 كما قتل مواطنان في مدينة إب، ظهر اليوم الثلاثاء، برصاص قوات الحرس الجمهوري، فيما أصيب شخصان آخران، بجروح بليغة، أثناء تواجدهم في أحد أسواق المدينة.
وقال شهود عيان بأن مواطنين قتلا وأصيب آخران، أحدهم كان يبيع البصل على عربيته في مفرق ميتم، عندما أطلق أحد أفراد الحرس الجمهوري النار بشكل عشوائي في السوق، نتيجة مشادة كلامية بينه وبين أحد الباصات التي كان يحاول الصعود عليها بالقوة.
وأوضح شهود العيان بأن سائق الباص حاول إقناع الجندي بعدم الصعود إلى الباص نتيجة عدم اعتزامه الذهاب إلى المكان الذي يريده، غير أن الجندي حاول إجبار السائق على السير، وقام بإشهار السلاح في وجهه، قبل أن يتمكن أحد المتواجدين من نزع خزينة سلاحه، فغادر الجندي المكان، وعاد إليه على متن طقم عسكري تابع للحرس الجمهوري.
عقب ذلك قام الجنود بالاعتداء على أصحاب الباصات بالضرب بالهراوات، وأثناء مغادرتهم للمكان أطلقوا النار على المتواجدين في السوق، ما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة آخرين.
ويأتي هذا الاعتداء في الوقت الذي تزايدت فيه اعتداءات الحرس الجمهوري على المواطنين في إب، حيث كان تعرض عدد من المواطنين للاعتداء من قبل أفراد الحرس الجمعة الماضية في نقطة بعدان شرقي المدينة، وقاموا بإطلاق الرصاص على إحدى السيارات والاعتداء بالضرب على عدد من المواطنين واحتجاز شابين.
من جانبهم حمل شاب الثورة في ساحة الحرية بالمحافظة الحرس الجمهوري مسؤولية هذه الاستفزازات التي يمارسها جنود الحرس الجمهوري وطالبوا برفع النقاط العسكرية التابعة للحرس الجمهوري التي تم استحداثها في مداخل المدينة.
وفي محافظة عدن قام الأمن بفتح نيرانه على المواطنين المحتجين على رفع تسعيرة الديزل، مما أدى إلى إصابة ثلاثة مواطنين من سكان منطقة الشيخ إسحاق بمديرية المعلا.
27 يوليو أصيب 6 محتجين في محافظة إب، نتيجة اعتداء عدد من البلاطجة المناصرين للرئيس صالح، على وقفة احتجاجية نفذها المئات من الثوار أمام مبنى المحافظة، احتجاجاً على الجرعة السعرية التي أقرتها الحكومة, وخلال عملية إسعاف المصابين، قامت حراسة مستشفى الثورة الحكومي بالاعتداء على الشباب المتبرعين بالدم للجرحى، والمسعفين، حيث قامت الحراسة بإدخال أحد الشباب المسعفين إلى غرفة الحراسة واعتدوا عليه بالضرب، فيما قام الجنود عقب ذلك بإطلاق الرصاص على المسعفين، دون إصابات.
 وفي صنعاء تعرضت محتجات يمنيات أمام السفارة الأميركية بصنعاء للاعتداء والضرب المبرح من قبل حراسة السفارة, وكانت عدد من النسوة نضمن وقفة احتجاجية صامتة أمام السفارة الأميركية احتجاجا على الموقف الدولي من الثورة اليمنية وكذلك للتنديد بالوصاية الخارجية، حيث اعتدى عدد من أفراد الأمن المركزي ـ المكلفين بحماية السفارة ـ على المحتجات السلميات، مما أدى إلى إصابة عدد منهن بجروح متفاوته, وأكدن المتظاهرات من "ائتلاف شباب الحسم" أن أفراد الأمن المركزي الذين يقومون بحراسة السفارة أقدموا على الاعتداء عليهن..
من جانبها أدانت سفارة واشنطن حادثة الاعتداء على المحتجات وقالت في بيان صادر عنها عقب الحادثة:" تنوه سفارة الولايات المتحدة الأميركية إلى وقوع حادثة أمام مبنى السفارة اليوم "أمس" الأربعاء الموافق 27 يوليو".
وأعربت السفارة في بيانها الذي نشرته في موقعها على شبكة الانترنت ـ عن أسفها حيال العنف الذي استخدم بحق المحتجات من قبل قوات الأمن اليمني.
واختتم البيان بالقول:" إن الولايات المتحدة تجدد موقفها في حق المحتجين السلميين في التظاهر ويجب السماح لهم بالتجمع بدون خوف من العنف المضاد".
28 يوليو سقط ثلاثة جرحى، في مدينة تعز، ظهر الخميس، إثر تجدد الاشتباكات بين قوات الأمن والمسلحين القبليين الموالين للثورة، بعد هدنة هشة استمرت لعدة أيام.
29 يوليو تعرضت مسيرة جماهيرية في محافظة الحديدة لاعتداء غاشم من قبل بقايا نظام صالح,وتعرض المتظاهرون خلال مسيرتهم السلمية للاعتداء من أزقة الحارات والشوارع في حارة اليمن, كما تعرضوا للرشق بالحجارة والألعاب النارية, مما أدى إلى إصابة ما لا يقل عن عشرة أشخاص بجروح طفيفة.
30 يوليو أكدت مصادر محلية بمحافظة تعز أن القصف الذي شهدته واستمر حتى ساعة الفجر الأولى من قبل القوات التابعة للسلطة أسفر عن إصابة الناشط الحقوقي/ ماجد عبدالقوي عبدالله - الذي أصيب أثناء تواجده في الساحة..
من جانب آخر شيعت جموع حاشدة من أبناء تعز موكب الشهيد العقيد الركن/ هلال محمد شمسان الذي - استشهد في كمين نصب له في محافظة أبين أثناء خوضهم معارك ضارية مع مسلحين يشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة - وذلك بعد الصلاة عليه بجامع السعيد بالمحافظة.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد