في زيارة خاصة لاسرة الثائر الذي اشعل مصفحة الامن المركزي في جولة عصر بالملوتوف لاستعراض مواقفه وادواره

الشهيد د/أشرف المذحجي في يوم استشهاده: اليوم انا الشهيد

2011-12-05 04:43:21 تقرير/وئام الصوفي


العيش في وطن يحترم وجودك كإنسان وتصان فيه كرامتك و تحظى فيه بحياة مشرفة تتوفر فيها كافة حقوقك الإنسانية ،وتتساوى فيه مع الجميع في الحقوق والواجبات كل تلك وأكثر كانت اهداف لثورة الشباب المندلعة في شهر فباير ضد نظام حكم على صالح الذي كان ابرز ملامحه هو ظلم وفساد وقهر وإستبداد طيلة ثلاثة وثلاثون عام
ولنبل الهدف وسموه خرج خرج أشرف طارق المذححي كغيره من الشباب التي تراودهم الاحلام ببناء دولة مدنية ينعم فيها بالحرية والعدالة والامان من خلال ثورة سلاحها الورود رفعت شعار السلم شعارا لها رغم ما لطالها من الاذى  من اعدائها بما يبرر لها اخلاقيا وقانونيا بالرد على تلك الاعتداءات  غير انها رفضت ايا من ذلك حتى وان كان مكفول لها كحق الدفاع عن النفس لتكون فيما بعد مثلا يحتذى به وتاريخ يتناقله الاجيال
اشرف أنظم الى الثورة وآثرها على كل وسائل الراحة والرفاهية ليفترش مع شباب الثورة وقناديل الحرية زمهرير الإسفلت وحرارة الصيف في ساحة التغيير بصنعاء في سبيل هدفه وهدف كل رفاقه الباحثين عن وطن جديد القهر والظلم والاستبداد والخوف ليس وارد في قاموسه  


أخبار اليوم وضمن سلسلة زارتها لاسر الشهداء في تعز زارت عائلة الشهيد أشرف المذحجي وتعرفت من قرب عن سمات الشهيد ومحطة حياته منذ نعومة طفولته فالى التقرير

 
محطات من حياته
الدكتور اشرف طارق سعيد المذحجي من مواليد عام 1987 محافظة تعز عاش بالحالمة تعز عامين من طفولته ثم أنتقلت به عائلته إلى صنعاء درس الإبتدائية و الاعداديه في معهد قتيبه بصنعاء حصل على شهادته الثانوية من مدرسة جمال عبدالناصر الثانوية بصنعاء
ودرس في مدرسة النور إحدى مدارس تحفيظ القرآن في تعز , أثناء أحدى الإجازات الدراسية وفي حلقة جامع القبة الخضراء و جامع بلال  بصنعاء وحفظ من القرآن 15 جزء.
و أراد أشرف ان يواصل تعليمه الجامعي فسافر إلى جامعة حضرموت ليدرس ميكرو بيولوجي و لصعوبة الحياة والغربة وبعده عن أهله عاد إلي صنعاء عام 2006 و درس في جامعة الملكة أروى طب اسنان
وامتلك أشرف مهارات شخصية عديده وشارك في دورات تدريبة منها دورة صيانة وحاسوب , ودورات انجليزي , ومهارات في فنون القيادة و الكسب و الاقناع فضلا عن المهارات رياضية : في كرة القدم , الطائرة , السباحة بالاضافة الى  قدرته الفائقة على خلق العلاقات الإجتماعية بينه وكل من حوله
عرف بخلقة النبيل وقيمه العالية بين الناس داخل البيت وخارجة فهو محبوب من كل الناس بسمة ثغرة الآسرة هي حديث روحه المحبة الرقراقة المليئة بالإبتسامه والصدق والصفاء مع الناس عامه وأصدقائة وأهله خاصة
اشرف الثائر
منذ إنطلاقة أول شرارة الثورة كان أشرف من أوائل الشباب الثائرين الذين خرجوا الى الساحات فكان أكثر تحمسا وكان في مقدمة الصفوف ونصب خيمته في ساحة لم ينصب فيها خيام الفقراء والعاطلون عن العمل فحسب بل شاركوهم في ذلك حتى من هم من متوسطي الدخل ويستطيعون ان يأمنون حياتهم وكذا من هم من الله في فضل الطامحين بالحرية الرافضين بالظلم والاستبداد فلا قيمة لاموالهم اذا لم تتوفر لهم تلك المفردات الاساسية فجتمع الجميع باختلاف مستوياتهم وتوجهاتهم يجمعهم هدف واحد "حرية – عدالة – مساواه "
مواقف وبطولات
ولاشرف في بداية الثورة ونشوء ساحتها في صنعاء ذكريات وبصمات واضحة ومع بداية بسط الخيام الطبية بساحة التغيير بصنعاء أسس اشرف الخيمة الطبية الثانية بعد إن كان في الأولى , لإسعاف أخوانه الثوار الجرحى ومساعدتهم

ومن يبحث في فصول حياة الشهيد اشرف يجدها حياة مليئة بالمواقف البطولية خلال ايام الثورة الشبابية حتى استشهادة ففي احدى الاعتداءات على الساحة من قبل بلاطجة النظام كان أشرف من الشباب الذين دافعوا بكل ما يملكون من قوة وجهد على الساحة هو وأخوته الاربعة الذين دافعوا وببسالة تكاد تكون مقطوعة النظير ليسقط هو واخوته الاربعة جرحى في ذلك اليوم الاسود في منزل اشرف وهذا احدى المواقف البطولية التي تناقلته الصحف ووسائل الاعلام المختلفة

 وفي ذلك اليوم الذي خروج فيه الشباب إلى كنتاكي ليلا لتصعيد الاحتجاجات واعتداء جنود الامن المركزي على تلك المسيرة هب اشرف الى المكان الذي اعدت فيه قوات الامن المركزي على الشباب المتظاهرين ليقوم بدوره الانساني في اسعاف المصابين بالاضافة الى دوره الحقوقي في متابعة ما إذا كان هناك مخطوفين وفور وصوله حاول ان يسعف احد المصابين الذي تحول بينه وبين المصاب رصاصات النظام الطائشة الا ان ذلك لم يكن مبرر مقنع لدى اشرف فحاول سحب احد المصابين وهي الوسيلة الوحيدة ليتمكن من اسعافة غير ان احد الجنود ادرك مغامرات اشرف البطولية وحال بينه وبين هدفه النبيل في اسعاف احد المصابين الذي كان ينزف بشكل كبير و  أعتدى عليه ذلك الجندي وضربه ضربا مبرحا نتج عنه اصابة في في فمه وأنفه فسالت دماؤه على وجنتيه تلك الليلة,
وفي احدى الاعتداءات التي قام بها جنود الامن المركزي على المحتجين السلميين في جولة عصر وهن كثر تلك الاعتداءات في ذلك المكان كان للشهيد اشرف مواقف بطولية استطاعت عدسات كاميرا القنوات الفضائية والصحفيين المتواجدين تسجيلها فكان اشرف حينها في مقدمة الصفوف رغم زخات الرصاص التي اطلقاها جنود الامن المركزي وبالطجة على رؤوس المحتجين ليتساقطوا تساقط اوراق الخريف وكان اشرف يحاول ايقاف تلك المصفحة التي كانت ترشهم بالماء لتحول دون مواصلة المسيرة سيرها فهب هبة الاسد والقى عبوة الملوتوف على تلك المصفحة فأشعلها غير آبه بالرصاص التي وجهت اليه قاصدة اياه لولا ان ساعته لم تحن  لتلتقط الكاميرات ذلك الموقف البطولي حديث ذلك اليوم
وفي جمعة الكرامة التي كانت مفترق طريق في الثورة اليمنية كان الشهيد اشرف موجودا وبقوه في فصول احداثها تنوع بين الثائر المقدام والطبيب صاحب الرسالة النبيلة فكان يسعفى الجرحى ويصرخ باغلى صوته حتى بح صوته قائلا ( هذه بلطجة..بلطجة .. بلطجة ) .

حرص أشرف على مشاركة إخوانه الثوار في ساحة صنعاء في كل المسيرات وكان موقعه فيها في مقدمة صفوف تلك الثورة التي التقى فيها الشاب والكهل على صعيدا واحد
طفولة اشرف


والد الشهيد الدكتور اشرف طارق سعيد المذحجي يتحدث عن طفولة أشرف ويستعيد شؤيط حياة ابنه المغوار قائلا ولد اشرف يوم الاثنين 15 /4 / 1987 وعاش السنتين الاولى من حياته في تعز ثم انتقلنا الى صنعاء وعاش بقية حياته فيها
وتابع والد الشهيد قوله :اتسمت طفولته بالحيوية والنشاط حيث كان بشوشا ونشطا ومميزا بشقاوة الاطفال اللطيفة المحببة وترتسم وحهة بالابتسامة الدائمة ،وكان ذكيا لديه قدرة فائقة في كسب كل شخص يتعرف عليه ويثير الانتباه له وكان متفوق في دراستة ودائما كان يحصل على المستوى الاول ، أشرف كان محبوب لدى الجميع من ابويه واخوانه واهله جميعا وزملائه ومدرسيه .

* أشرف شبابا
أما عن اشرف الشاب فيتحدث والد الشهيد أشرف عن مرحلة أشرف الشبابيه قائلا بعد سن البلوغ كان أشرف كأي طفل يتحول من الطفوله الى الرجوله تصاحب هذه المرحلة الكثير من الطرائف والمصاعب التي يعاني منها الاباء
ويستعيد الوالد الذي حل الحزن في قلبه مكان ابنه صاحب المواقف يستعيد اهم تلك الطرائف والمواقف التي تأتي في مرحلة البلوغ او بالاصح " المراهقة " فيقول في البداية بدأ يتحول من اللطافة التي أعتدنا عليها منه الى العصبية وعدم الرضى من كل شيئ والنفور منا .
غير انه يعود ليؤكد ان هذه الفترة لم تستمر كثير قائلا في هذه الفترة  التي اعلن فيها اشرف تمرد ه على روتين الحياة التي نعيشها بدأ يناقش عن ضرورة التغيير في حياتنا التي نعيشها ولماذا نحن هكذا متخلفين عن بقية العالم وحتى عن الدول القريبة منا وكان كثيرا ما يثير الكثير من الأسئلة التي كان يبحث عن اجابة مقنعة لها وكنت  أحاول أن أجيب عليه بقدر الامكان لتهدئته ، موضحا أنه عانى كثير نتيجة تمرد نجله اشرف عن الحياة التي نعيشها وعدم قناعته بها لما فيها من فساد شامل للحياة من تعليم وإقتصاد وسياسة ... الخ

ويضيف والد الشهيد " أشرف لم يستقر في دراسته الجامعية الى أن أستقر في تخصص طب الاسنان في جامعة الملكة اروى والتي حتى فيها عانى فيها الكثير أيضا الا أن وجد ضالته في الثورة الشاببية واندفع بقوة ليكون أوائل الشباب الملتحقين بها أملا منه  ببناء يمن جديد والدولة المدنية الحديثة التي كان يحلم بها دوما ولعله يجد اجابات لتلك الاسئلة التي عادة ماكان يثيرها 

عن علاقته بولده الشهيد يقول والد اشرف كانت علاقته بي علاقة صداقة قوية جدا أي لم تكن علاقة روتينية بين إبن وابوه وبمثل علاقاتي مع بقية إخوته ، ومن طرائفة أنه عندما كان يريد فلوس أو أي شيئ أخر أقدمه له يقول لي باني سوف أعتبرك مثل أبي وبعد أن يحصل على ما يريد يقول أحمد الله انك أبي .
لحظات ماقبل الشهادة
 وفي لحظات وقد تغيرت ملامح والد الشهيد وهو يستعرض شريط ذكريات أشرف قال قبل إستشهاده : كان دائما يردد بانه سوف يستشهد وكنا نقول له عادك فيك كثير من العيوب ليس لانه كذلك ولكن بمشاعر الابوة ، وكان يصر بانه قد تغير وأصلح كثير من حياته .
قصة استشهادة
وبعد ان أخذ الوالد فاصل افرغ فيه بعض ما كان في مقلتيه من انهار الدموع استأنف والد اشرف حديثه عن الايام الاخيرة لابنه الشهيد اشرف  قائلا كان اشرف دائما يقول بانه سوف يبني لنا جميعا فلل وسيجعلها من أجمل الفلل والفله الخاصة بوالدته ستكون متوسطة للفلل الخاصة بنا جمعيا أنا وهو وأخوانه وأخواته وسيكون بنائها مميزا ، وكنا نقول له هذه أحلام إنشاء الله تتحقق ولكن في البداية لابد من الجد والاجتهاد وإستكمال الدراسة والعمل وكان يقول سوف أثبت لكم وإعرفوها من هذا الرأس ولم نكن نلقى لذلك بال إلى عندما إستشهد حيث تم قنصة بالرأس وهو يقوم باقدس عمل عندما كان يسعف ويحاول إنقاذ زملائه الثوار في جولة النصر يوم 18 / 9 / 2011 ليلقى ربه في اليوم التالي لليوم الذي اصيب فيه يوم الاربعاء 21 / 9 / 2011 متأثرا بجراحة .
يعود ليذكر بعض مواقف حياة نجله البطل الشهيد اشرف خلال ايام الثورة فيقول كان دائما قبل الخروج في المسيرات مع فريقة الاسعافي الذي أنشأه هو ورفقائه عندما كانوا يقولوا بأنهم سيستشهدوا  وكل واحد منهم يقول اليوم أنا سوف أستشهد ،وكان أشرف عادة ما يرد يرد عليهم قائلا ما فيش أحد يغالط ربه ربنا هو من يصطفي الشهداء ،
خطاب اشرف الاخير لرفاق دربة
عن يوم استشهاد فلذة كبده وقرة عينة يتحدث طارق وقد تغيرت كل ملامحه صوته وجهه عيونه حتى يديه يقول طارق في يوم 18 / 9 / 2011 كان اشرف حريص اشد الحرص على زملائه وقبل المسيرة جمع فريقه الاسعافي مع إخوانه الذي كانوا إخوانه إيضا ضمن الفريق الاسعافي الميداني الذي أسسة ودربه هو شخصيا وقال لهم اليوم ستكون يوم مشهود وسوف ننجز شئ للثورة وسوف نصل الى جولة كنتاكي سابقا النصر حاليا الذي استشهد وأختطف وجرح فيه كثير من زملائنا الثوار ولم نستطيع عمل أي شئ لهم وكانت هذه حسرة في قلبه لأن كثير من الثوار الاحرار تم قتلهم وسحب جثامينهم وإختطاف الكثير في هذه الجوله وفي ذلك اليوم كانت تبدو على ملامح وجه علامات الفرح لأنهم سوف يصلون الى جولة كنتاكي وقال لزملائه اليوم يومي والابتسامه تملاء وجه .
والد الشهيد يروي لنا قصة إستشهاد الدكتور أشرف قائلا يوم 18-9-2011 كان مع أخوته الأربعة صباحا في ساحة التغيير بصنعاء وعندما رجع الى البيت وقت الغداء أخبر والدته بان هذا اليوم هو يوم حاسم واوصاها بالدعاء له , وقام بتشجيع أخوته لمساعدته في خدمات الاسعاف للمتظاهرين أثناء المسيرة السلمية و قاموا بإلتقاط بعض الصور في بداية المسيرة سويا وله صور ايضا التقطتها عدسات كميرات قناة الجزيرة وقناة سهيل و قناة يمن شباب هو يهتف , صور وهو يهتف
و يتابع :أثناء سيرهم مع المسيرة الحاشدة وصلوا الى القاع وحينها بدأت الحكاية ففي بداية قاع العلفي بدأ إعتداء الامن المركزي والحرس والبلاطجة على المتظاهرين ورشهم بمياة المجاري ومسيلات الدموع والرصاص لتتطور الى ضرب الشباب بمضادات الطيران وقناصة
وأشرف كان حينها منشغلا في إسعاف المصابين وحيث كان من ضمن المصابين شقيقة الاكبر أكرم وكان قد قام بإسعافه مع المصابين الاخرين.
و في كنتاكي ( جولة النصر ) أستمر في عمله الإنساني في إسعاف المصابين من الثوار منذ ان تم الاعتداء على المسيرة حتى المغرب قبل ان يصاب أشرف بالرصاص في هذه المسيرة بإصابة بسيطة حيث اخترقت رصاصة بنطلونه وسببت له خدوش بسيطة   و أصابت الرصاصة الغادرة الثائر الذي كان بجوار أشرف ليقوم أشرف بإسعافه ومن ثم العودة الى الجولة ,
وينقل والد الشهيد عن ابنه اشرف قوله حسب ما نقله له صديق اشرف قائلا كان أشرف يخبر زميله ( صخر ) وهم في طريقهم للعوده الى الجولة بعد ان اسعف المصاب الذي كان بجواره بان الشهداء يختارهم الله وان للشهادة إختيار ,
ويضيف : وبعدها أتصل بزمليه ( ربيع الزريقي ) وطلب منه أن ياتي اليه وخاطبه أني سوف أودعك لعلها آخر مرة تراني فيها ، لما رأى كثافة ضرب الرصاص و إزدياد الشهداء و ضخامة أعداد الجرحى و كأنت حينها هي الدقائق الاخيرة من حياته والشهادة تنتظره في جولة النصر وكان بطلا مغوار يصول ويجول كا الأسد في برثانته وهو يقوم باسعاف احد المصابين قبل أن تخترق رصاصة إحدى قناصة النظام جسدة الطاهر في رأسه دخلت من الجهه اليسري وخرجت من الجهة اليمنى نتج عنها تهشم شديد في الجمجمه نقل بعدها مباشرة الي مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا ثم إلى مستشفى آخر , إذ عملت له عملية للدماغ ( وكانت الحاله تعتبر موت سريري لخروج جزء من الدماغ) و بقى في العناية المركزة إلي يوم الاربعاء 21 . 9 .2011 الساعة الثامنة مساء أشرف إنتقل إلى جوار ربه مطلقا بسمة الخلود في عرسة الاول والاخير إلى الجنة توقفت مسيرة أشرف الحافلة بالإنجاز وتوقف قلبا سكنه
الحب والحنان لكل من حوله

يستأنف والد الشهيد الحديث وقد اعياه الحديث وبدت عيناه محمره من حيث انتهى قبل ان يدخل في نحيب مرير وشهقات تكاد تنزع روحه من بين انفاسه وأنا له ذلك يقول  وبعد ذلك نقل الي البيت وجاء الاهل لرؤيته لتوديعه الوداع الاخير ومودعين صاحب الوجه الوضئ المستنير والمبتسم وعندما أنتهاء الاهل من زيارته تم نقله إلى مستشفى جامعة العلوم و أودعناه ثلاجة المستشفى الى حين الصلاة عليه
صدمه
أضاف والد الشهيد انه كان هناك مفاجاة عندما تم و ضع أشرف في ثلاجة المستشفى إذ أحس أحد زملائه الاطباء في جسده عرق ينبض فأستدعى الاطباء و نقلت الحالة الى الطوارئ و لكن سرعان ما أتضح بأنه قد فارق الحياة فعلا و لم تكن تلك إلا أحاسيس وظنونا من قبل زميله الطبيب لأنه كاد لم يصدق إستشهاد صديقة الحبيب أشرف و مفارقته للحياه
*طقوس الساعات الأخيرة
والد الشهيد ووالدته وأشقاؤه وجميع أهله ومحبيه فقدو ا أشرف الذي كان ربان السفينة في خضم الحياة فقد كان الشهيد أشرف المذحجي ينتمي إلى كل الناس وكل اليمن وليس فقط إلى محافظة تعز العز والشموخ هناك ولد وفي قلبه كان يلد كل يوم شمسا وصباحا جديدين خرج أشرف من أجل التغيير وكانت تبكيه مناظر البؤساء والفقراء الذي يشاهدهم كل يوم
ولكل شهيد رقمه الشخصي ومراسيمه الخاصة في المغادرة وطريقته الفذه في طقوس الساعات الاخيرة وفي يوم الجمعة 23 / 9 / 2011م تم تشييع جثمان الشهيد الطاهر أشرف ومع زملائة الشهداء الاخرين في موكب جنائزي مهيب عقب الصلاة عليهم في شارع الستين بصنعاء كان للشهيد في كل المشاهد صولة وجولة منذ سقوط أول شهيد من شهداء ساحة التغيير بصنعاء وحتى توارى الأشرف ذاهبا إلى جوار ربه والخلود وقد أبلى بلا حسنا
أشرف إبن الجنه وأنا أحتسبه عند الله شهيد

ياسبحان الله الذي يعرف أشرف يستشعر بأن هذه الشاب لن يعيش طويلا وأنه للجنة وليس لدنياء وذلك لحسن أخلاقه وبره لوالديه وإيثارها للآخرين بهذه الكلمات افتتحت أم الشهيد أشرف  حديثها عن فلذة كبدها وقد تمازجت عينها بالدموع ونبرات صوتها بالاحزان فقالت أشرف منذ طفولته ذكي جدا وبري ونشيط ومرح كان داخل البيت شعلة ومالي البيت عليا أشرف إبن الجنة و أنا أحتسبه عند الله شهيد
وتتابع وعندما أندلعت الثورة خرج مشاركا أخوانه الثوار وعمل من ضمن الطاقم الطبي في المستشفى الميداني يسعف الجرحى ويخرج كل المسيرات وبينما كانت مستغرقة في حديثها كانت عيناها كادت تتقاطر منها الدموع تقول أشرف كان عنده طموح كبير ليغير وضع بلاده إلى الافضل كان دئما يقول الشباب مظلومين حبه لوطنه جعل أشرف أن يضحي بروحه لوطنه
تختم أم الشهيد وبحرقة قلبها وبدموع تخنقها " أسال من الله العلي القدير أن ينتقم لنا من علي صالح وبلاطجته وكل أعوانه ويريهم يوم في أولادهم وحسبي الله ونعم الوكيل


* كان لي كاليد اليمنى وأنا وإخوانه الثوار سنواصل ما بدأ به

 أشرف الإنسان والاخ والصديق والرفيق والحنون والطبيب والقائد والإجتماعي والخدوم أنجز في حياته سيرة ذاتيه أختصرت كل الدروب على أكثر من صعيد متربعا على عرش القلوب بحسن أخلاقه حقق أشرف سيرة لاتتسع لها المجلدات ولاتفي بحقها الكلمات فهنيئا له الشهادة والخلود عند ربه في جنات النعيم هذا ماقاله عنه أكرم الاخ الكبير للشهيد الدكتور أشرف

وقال اكرم : أفتقدت أخي الشهيد الدكتور اشرف طارق المذحجي أشرف الإنسان أشرف الاخ أشرف الصديق أشرف الرفيق أشرف الحنون أشرف الطبيب أشرف القائد أشرف الاجتماعي أشرف الخدوم أشرف لا أستطيع أن أفي له بهذه الكلمات القليلة وما أستطيع قوله له الا هنيئا لك يا اخي الشهادة والخلود عند ربك في جنات النعيم وأتمنى أن الحقا بك إذا أراد الله أو النصر
المؤكد .
وأضاف أكرم عندما كسرت يميني أستشهد أخي الغالي وفعلا كان لي كاليد اليمنى وأنا وإخوانه الثوار سنواصل ما بدأ به أشرف في هذه الثورة ولن نتخلى عن ثورتنا ولا أهدافها ولن ننسى دمه ودم كل الشهداء وسنواصل المسيرة حتى نبني اليمن الجديد ونحاكم كل القتله والفاسدين
وبلحظات محزنه وأكرم كادت عيناه تذرفان الدموع ويستعرض ذكرياته الاخيره مع أشرف في اللحظات الاخير قال أكرم يوم المجزرة يوم الاحد الموافق 18-9-2011م تغدينا في البيت نحن والشهيد وكان شديد الحماس ويقول لنا اليوم يوم مهم يوم نصر للثورة اليوم ضروري نمشي من جولة كنتاكي ونكسر شوكة النظام فقد قتل الكثير من الشباب فيها وضروري نمشي منها وبعدها قال لامي وأبي إدعي لنا خرجنا بعد ذلك من البيت متجهين الى الساحة بسيارتنا أنا وأشرف وأيمن وأسلم لنذهب الى المسيرة ونحن في الطريق كان يقول لنا حافظوا على انفسكم لا أريد أن يقتل أحد ولا أن يصاب أحد
ويتابع اكرم وبعدها وصلنا الى الساحة وقام أشرف كالعادة بتجهيز الفريق الاسعافي لإنه كان المسؤول عن الفريق الطبي الإسعافي الميداني في المسيرات وبعدها توجهنا الى بداية شارع الزراعة قبل بدأ المسيرة كنت أشعر بقلق شديد لأول مرة أشعر به من بداية الثورة فطلبت من المصور أن يصورنا جميعا قبل المسيرة وبعدها تحركة المسيرة السلمية إلى إن وصلنا الى جولة القاع فتوقفنا لوجود المصفحات والمدرعات وأفراد من الامن المركزي وبلاطجة القاع أمامنا فبداؤ برشنا بمياة المجاري والغازات والرصاص الحي فقاومنا إلى أن تقدمنا فنقسمت المسيرة بسبب الضرب الكثيف والقنص والضرب بمضاد الطيران وسقطوا شهداء وإصابات كثيرة أنا تقدمت الى جوار مبنى الكهرباء الذي كان يتواجد به القناصة فدخلت لاطفئ الحريق الذي أشعلوه البلاطجة داخل المحولات الكهربائية التي داخل المبنى ليلصقوه بناء نحن شباب الثورة فوجدت أحد افراد الامن المركزي يركب القرن فوق البندق ليضرب علينا النار فامسكت به فجاء إلي أحد زملائه من الامن المركزي وضرب بمؤخرة الالي يدي حتى كسرت فاأخرجني الشباب إلى جوار سور الجامعة القديمة فرأني أخي الدكتور الشهيد أشرف وكان يقول للشباب إتركوه أنا بوصله انا دكتور أنا أخوه فرفض الشباب فاخذني منهم بالقوة خوفا علي و أسعفني بموتور الى المستشفى الميداني وأتصل بابن عمي الدكتور خلدون وأطمأن علي وذهب لينقذ إخوانه الثوار وبعدها نقلوني الى المستشفى الاستشاري اليمني وجاء أبي الى المستشفى وبعد دخولي المستشفى بساعة أتصلوا لأبي وقالوله أن أشرف أصيب برصاص في راسه وابي لم يقل لي إنه أصيب براس فقال لي برصاص فقلت له روح شوفه هو حقه رصاص أما أنا كسر لاتقلق عليا
وفي لحظات موجعه وأكرم ينهار من البكاء وبصوت محزن يواصل الحديث قال بعد يومين عرفت بالحادثة كاملة وذهبت لأزور أخي في العناية المركزة يوم الاربعاء الموافق 21-9-2011م العصر ورجعت إلى البيت ووصلني خبر إستشهاده الساعة الثامنة في تلك الليلة رحمة الله عليه .
أشرف خرج معي و أيمن وإبراهيم وأسلم إحنا الإخوه الاربعه من بداية الثورة أنا توجهت الى العمل التوعوي في الساحة وهو توجه للعمل الطبي كان يعمل في الساحة منذ بداية الثورة في الخيمة الطبية الاولى وبعدها جهز الخيمة الطبية الثانية وكان المسؤول عليها واسماها خمية الشهيد السريحي لان مكانها المكان الذي أستشهد في الشهيد عوض السريحي وكان يخدم الثوار ليل نهار بصفته طبيب وكانت علاقته مع الطاقم الطبي كاإخوة وزملاء فقد كان محبوب لكل من يعرفه او يتعامل معه فهو مبتسم دائما يتعامل مع كل الثوار كانهم إخوانه وكان يحب أمه وأبيه حب فوق مانتصور
وعن مشاركة اشرف  في المسيرات يقول اكرم اشرف شارك في كل المسيرات فقد كان مقدام في بداية المسيرات لايمكن أن يترك جريح الا وقام بانقاذه فقد أنقذ الكثير من الشباب من الاختطافات والموت وأيضا كان رئيس الاتحاد العام لشباب الثورة اليمنية حيث كان القائد والموجه لاخوانه بحيث يكون لهم دور فاعل في الساحة وكان أخر عمل خيري له في الساحة هو افطار الصائم طيلة شهر رمضان كل يوم 100 صائم وفي أخر أسبوع وصل العدد إلى أكثر من 500 صائم




*عاش لهدفه السامي ولم يتردد أن يقدم نفسه وروحه الطاهرة من أجل وطنه
الاخ عادل سفيان المذحجي خال الشهيد يتحدث عن الطبيب الشهيد اشرف بالقول أشرف كان الطبيب المداوي والمسعف والثائر الحر ضد الظلم والفساد لتحرير هذا الوطن الغالي ليسود العدل والحرية والكرامة فنال الشهادة وأهله ومحبيه نالوا الشرف والفخر بإستشهاده
ويتابع الشهيد الدكتور أشرف من إسمه الشرف فقد شرفه الله في الآخرة وشرفنا به في الدنيا أشرف ذو الإبتسامة الرائعة والروح المرحة

مشيرا الى ان الشهيد لم يكتفي بهذا الأجر العظيم فكان دائما في عون إخوانه وأصدقائه وتمثل ذلك جليا في ساحة التغيير فكان الطبيب المداوي والمسعف والثائر الحر ضد الظلم والفساد لتحرير هذا الوطن الغالي ليسود العدل والحرية
وعن اسباب اقدام اشرف على التضحية بنفسه يقول خال الشهيد لأنه عاش لهذا الهدف السامي لذا فلا غرابة ان يقدم نفسه الوكية رخيصة في سبيل ما يتمنى ان يتحقق او يموت دونه فلم يتردد عن أن يقدم نفسه وروحه الطاهرة ليحيا من حوله حياة طيبه في الدنيا ويكون وسام شرف لأهله وينال هو ما وعده الله العيش أعلى مقام حيا يرزق فهنئيا لك يا شهيدنا ونحن على الدرب سائرون إما النصر أو الشهادة .


*عد إلينا يا أشرف فكل ساحات الحرية والتغيير تنتظرك أن تطل عليها

أعلن الشهيد أشرف عن جمالية قضيتة التي ناضل من أجلها وأرتقى بها إلى عليين وذهب الأشرف شهيدا إلى جنة الخلود ودماء الشهيد هي من ترسم صورة الوطن وكان محبوب لكل أصدقائه ومحبيه هذا ماحدثنا عنه الاخ /عبدالمجيد الامير أحد أصدقاء الشهيد قائلا : لم أكن أعلم بأن يكون لقائي بالشهيد الدكتور المقدام البطل الإنساني الذي يحمل كل سمات الإنسانية أشرف المذحجي يوم عيد الفطر المبارك في ساحة الحرية بتعز المنكوبة أنه سيكون أخر لقاء بيننا ولو كنت أدري لبقيت معه طيلة أيام العيد ولم كنت أعلم أنه سيذهب لجوار رب العالمين وسيلحق بالشهداء منمن سبقوه ولضحكت معه كثيرا

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد