موظفو طورالباحة.. المعاناة مستمرة حتى بعد التوظيف

2011-12-08 03:58:16 تقرير/ أبوبكر الجبولي


بعد صبر طويل في انتظار الوظيفة حتى دب البأس في نفوس بعض طالبيها بفعل ما يعتري عملية التوظيف من تجاوزات كبيرة تحول في العادة دون حصول طالبي تلك الوظائف على مبتغاهم غير أن البعض يعتقد أن الثورة الشعبية التي تشهدها البلاد قلبت الموازين وأثارت الرعب في نفوس المنفذين يتلاعبون بدرجات الوظيفة منذ سينين ليحصد الشباب العاطلون على العمل من خريجي الجامعات المعاهد وقضوا عشرات السنين في انتظار تلك الوظيفة، أولى ثمار هذه الثورة تمثل بإعلان النظام مطلع بداية الثورة الشعبية عن توظيف عدد كثير من أولئك الشباب الذين كانوا هم شرارة تلك الثورة المنادية بإسقاط نظام التوظيف هذا.
واعتبروا أن إعلان النظام لتوظيفهم هو استحقاق متأخر استخدمه النظام في محاولة بائسة بحسبهم لتدارك الفيض الشبابي العارم في بلدان الربيع العربي بما فيها اليمن..
مرجعين سبب استمرار الثورة رغم إعلان النظام عن توظيف عدد ليس الهين من الشباب بألا أن الثورة قد تجاوزت مرحلة ثورة لأجل الوظيفة أو كسرة خبز إلى مرحلة التطلع لوطن يحفظ للجميع حريتهم وتأمين عيشهم الكريم.
وأشاروا إلى أن هذا الاستحقاق نال أكثر من حجمه في التطبيل عبر إعلام النظام لأشهر في الوقت الذي لم يكن على أرض الواقع سوى نذر يسير من حق كان يجب أن يحصلوا عليه قبل سنوات إلا انه اقتصر يومذاك على 25% من طالبي التوظيف, لم تتوقف المعاناة هنا هنا ولكنه تجاوزه لما هو أبعد إذ رافقت العملية إجراءات روتينية مملة ومرهقة مادياً ومعنوياً, ومع استمرار مسلسل الكذب ما يزال أولئك بلا مرتبات حتى اليوم, ليس هذا ما يلفت الانتباه وإنما هناك معاناة أخرى برزت اليوم وهي عملية التوزيع على مرافق العمل، فرغم صبر هؤلاء الموظفين وتجاوز بعضهم سن التقاعد إلا أن إصرار إدارة تربية لحج تناست هذا وتصر على جرجرتهم إلى مناطق نائية، بعيداً عن مديرياتهم .من طورالباحة رصدت "أخبار اليوم" هذه المعاناة لنضع لمعرفة ملابساتها عن قرب:
أمين محلي طور الباحة: إبذلنا جهوداً لحل إشكالية التوزيع القسري للمعلمين خارج مديرياتهم غير أننا واجهنا رفضاً من مكتب التربية في المحافظة


بذلنا جهدنا
والبداية كانت مع الأخ/ محمد حسن جعللي ـ أمين عام محلي طورالباحة ـ في الحديث عن هذه المشكلة لمعرفة دورهم في المجلس المحلي في معالجة القضية خصوصا وإن غالبية أولئك الموظفين يرفضون مباشرة عملهم في أماكن توزيعهم القسري قائلاً: ( نحن بذلنا قصارى جهدنا في احتواء هذه القضية واستخرجنا عدة توجيهات بإعادة توزيعهم في مديريتهم إلا إننا واجهنا رفضاً قاطعاً من إدارة التربية في المحافظة بحجة وجود نقص في مدارس يافع, لكننا واصلنا جهودنا واستطعنا أن نحصل على موافقة بتوزيع البكالوريوس في المديرية, أما الدبلوم فنسعى إلى أن نحصل على الأقل على جزء كبير منهم والأمر يتعلق بمساعدة المحافظة لنا.
 وعن اتهام بعض الموظفين لقيادة المجلس المحلي بالحصول على موافقة لتوزيع بعض المقربين  لهم بالاتفاق مع المحافظة قال جعللي (نحن لم ننظر من هذا المعيار ولكننا نسعى إلى إيجاد معيار واحد للجميع وهو بحسب المناطق النائية، كون المديرية تعاني من نقص شديد في كوادرها التعليمية (
مطالب الشباب مشروعة
رئيس لجنة الخدمات في محلي الباحة: لا يعقل أن يذهب المعلمين للاغتراب خارج مديريهم بينما مديرتهم بحاجة إليهم.
 من جهته يرى منير عبدا لمجيد ـ رئيس لجنة الخدمات في محلي طورالباحة ـ أنه من الضروري إعطاء الناس حقوقهم في الوظيفة وبكل يسر ويتفق مع رفض الشباب الذهاب إلى خارج مديريتهم، معتبراً ذلك من حقوقهم لأنه لا يعقل أن يذهب أبناء تلك المديريات إلى الاغتراب في الخارج بينما أبناء طورالباحة يعمل بديلاً عنهم.
 وأضاف تعاني مدارس طورالباحة من نقص شديد في المعلمين، لكن للأسف إدارة التربية بلحج لا تلتفت إلى هذا النقص، هذا جانب والجانب الآخر أنهم وافقوا على إعطاء طورالباحة حملة البكالوريوس ونسوا أن من بين حملة الدبلوم أيضاً عدد كبير ممن واصلوا البكالوريوس خلال انتظارهم مختتماً بالقول أشياء كثيرة تؤرقنا وتنذر بفوضى نتمنى أن نتجاوزها.
ياسر الرجاعي رئيس لجنة التخطيط والمالية في المجلس المحلي ـ هو الآخر تحدث عن المشكلة بالقول "منذ شهرين ونحن نتابع إيجاد حلول لهذه المشكلة ونتلقى الوعد تلو الآخر وإلى ألان لم نصل إلى حل وخصوصاً فيما يتعلق بالدبلوم إذ تصر إدارة التربية بالمحافظة على إعطاء المديرية فقط 20 درجة من تلك الدرجات وهذا الأمر رفضناه لأنه لا يحل المشكلة القائمة بل سيزيد من تعقيداتها وستكون له ردة فعل كبيره  وبالتالي لا يمكننا تحمل الأعباء الناجمة عنه وكم تمنينا أن يكون لقيادة المحافظة دور في إيجاد حل لهذه المشكلة لأنها تدرك واقع طورالباحة جيداً.
 ( عنوان فرعي/ رئيس اللجنة الاجتماعية في محلي طور الباحة كم يمنينا أن يكون لقيادة المحافظة دوراً في إيجاد حل لهذه المشكلة.
 أما محمد ثابت النظمة ـ رئيس اللجنة الاجتماعية فاعتبر الأمر بيد المحافظة، مرهون بتوجيه لإدارة التربية بلحج لعمل المعالجة, نقول: نحن إلى الآن أقمنا عدة جلسات مع قيادة تربية لحج، نتحاور لنخرج بمخرج مقنع لهذه القضية والتي نشعر أنها أخذت الجزء الأكبر من عملنا
 وأضاف: نحن لا نحب أن نقف عائقاً أمام الإجراءات الإدارية ولكن نسعى لأن تكون عادلة وتراعى فيها معايير يمكن تنفيذها على أرض الواقع , وكذا يجب أن يراعى وضعنا في طورالباحة من كل جوانبه.
 واختتم رئيس اللجنة الاجتماعية في محلي طور الباحة بالقول: بالرغم إننا جلسنا كثيراً مع كتب التربية في لحج للمنافسة في القضية وأخذت الجزء الأكبر من عملنا إلا إننا لم نصل إلى حل مقنع للقضية وللمتضررين من هذه المشكلة وهم المعلمون الذين تم توظيفهم مؤخراً وتقديم رأي في القضية وهم المعنيون بها أكثر من غيرها، تحدثوا لنا عن رأيهم وأجمعوا على رفض أي إجراءات من شأنها تراكم المعاناة عليهم وتحملهم مالا يطيقون وخصوصاً ممن، قضوا سنوات طويلة في طوابير التوظيف.     
        
              
وفي هذا السياق فقال خالد القحصيص ـ دبلوم إسلامية 1997م ـ نحن انتظرنا خمسة عشر عاماً آملين بالتوظيف في مديريتنا ورغم ما كان يدور في كواليس بيع الوظائف إلا إننا صبرنا وها نحن نتفأجا اليوم بعد ما يسمى التوظيف بإصرار البعض على مواصلة التعنت عبر إجراءات التوزيع في مديريات نائية خارج مديرتنا، غير مدركين أننا لو كنا نريد تلك المديريات سنتوظف فيها منذ زمن عبر سماسرة التوظيف ولكننا رفضنا في انتظار الأفضل وليس الأسوأ، وهو ما نحب أن يدركه أولئك.
خالد القحصيص/ رغم أننا صبرنا عشرات السنين دون توظيفنا إلا أن البعض يصر على مواصلة التفتت عبر إجراءات ما يسمى التوزيع خارج مديرياتنا
تواصل مساعي إيجاد الحلول:
حول هذه التساؤلات وغيرها ولاستجلاء الوضع بشكل عام وبشعور بالمسؤولية تحدث قائلاً الأستاذ فضل محمود ـ مدير التعليم في إدارة التربية والتعليم بالمحافظة والمسؤول عن عملية توزيع الموظفين في الإدارة: ( نحن اتبعنا معياراً واحداً حتى لا يظلم أحد وذلك بعد فترة من الأخذ والرد في الموضوع لحسمه في المديرية بناء على ظروفهم الاستثنائية في طورالباحة إلا أننا اضطررنا في الأخير على حسمه هنا في اللجنة المكلفة بالتوزيع لأن طورالباحة المديرية الوحيدة التي برزت فيها الإشكاليات إلى ألان مع ذلك منحناهم 42 من الإناث بكالوريوس ودبلوم 45من الذكور بكالوريوس  إضافة إلى الحالات المرضية كالإعاقة وغيرها , وبالمقابل وضعنا لهم عدة خيارات للتوزيع كأخذ النسبة من البكالوريوس والدبلوم أو حتى من الموظفين ممن هم محسوبين على قوة المديرية وهم مفرغين من العمل, لعل وضع طورالباحة الاستثنائي وقف عائقاً أمامهم.
 وعن بعض الخيارات المطروحة كحلول لتجاوز أزمة توزيع موظفي طورالباحة من حملة الدبلوم، ومنها الحاصلين على شهادة البكالوريوس بعد الدبلوم وكذا المناطق النائية وظروف المنطقة قال(قطعنا شوطاً كبيراً في عملية التوزيع بل أكملنا كل المديريات الأربع عشر وتبقت طورالباحة ولكننا نواصل البحث عن حلول بخصوص المناطق النائية في المديرية وغيرها من القضايا, ونسعى جاهدين لإيجاد حلول تضمن المساواة بين الجميع وتراعي وضع المنطقة, أما عن البكالوريوس بعد الدبلوم فإنه من اختصاص الخدمة المدنية وليس من اختصاصنا في التربية،مدير مكتب التربية في لحج في التوزيع أتبعنا معاير واحد حتى لا يظلم أحد إلا أن طور الباحة هي المديرية الوحدية التي برزت فيها الإشكالات.
وقفة لابد منها
جرى تسميتهم مجازاً موظفين وليس لهم من الوظيفة سوى الإسم وتحمل مشاق السفر وفي هذا المقام يبرز سؤال من أين سيحصل هؤلاء على مصروفاتهم اليومية ومصروفات أسرهم وهم حتى اللحظة بلا مرتبات ولا تعزيز مالي بينما التربية تطلب منهم مباشرة العمل خارج مديريتهم وكأن الأمر نوعاً من العبث ليس إلا وأمام هكذا مشهد نضع الجميع في الصورة لتحمل مسؤولياتهم حتى لا ينفذ صبر أولئك وحينها سيتجاوز الأمر عبارات التسكين المعتادة .

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد