لم تحظ المبادرة الخليجية منذ الإعلان عنها ـ وتوقيعها في 23 نوفمبر الماضي من جميع الأطراف السياسية سلطة ومعارضة ـ بقبول لدى شباب الساحات المرابطين منذ فبراير مطلع العام الجاري، لكنها وجدت طريقها للبيع، فالشباب رغم رفضهم لها إلا أنهم يتوقون لمعرفة بنودها وآليتها التنفيذية، كان لـ"أخبار اليوم" حول كل ذلك هذا الاستطلاع، فإلى الحصيلة:

بعد التوقيع على المبادرة الخليجية أعلن الشباب رفضهم لها، مؤكدين صمودهم في الساحات الثورية حتى تلبى مطالبهم التي خرجوا من اجلها وقدموا العديد من التضحيات تجاه الآلة القمعية لنظام صالح وعائلته المستمرة بالقمع حتى بعد التوقيع.
يقول احمد فريد احد الناشطين والمرابطين بساحة التغيير بصنعاء: نحن خرجنا إلى هنا للمطالبة بالعديد من الأهداف وهي رحيل السفاح عن الحكم ومن ثم محاكمته، ولن نقبل بأي حل سياسي لهذه الثورة كالمبادرة الخليجية التي تخدم صالح وتخدم اللقاء المشترك، بل وتخدم أطرافاً خارجية..اما نحن فصامدون هنا واللقاء المشترك لا يمثل إلا نفسه.
سلعة رائجة
ورغم الرفض العام للمبادرة لا يخفي الشباب في الساحات ولعهم بمعرفة ما يدور حول المبادرة وما تم تنفيذه منها، الأمر الذي فتح افقاً جديداً لدى العديد من الأطفال والشباب لتحويل المبادرة إلى سلعة تجارية تباع في الساحات.
فهذا نوح مهدي احمد يبلغ من العمر 15 عاماً لم يغفل عن المبادرة الخليجية التي ولدت فيه الحس التجاري، فيقوم ببيع نسخ من المبادرة الخليجية بساحة التغيير بصنعاء.
يقول نوح انه يبيع أكثر من 30 نسخة يومياً من المبادرة الخليجية بسعر 100 ريال للنسخة الواحدة وانه سعيد بذلك.
ويضيف: قمت ببيع المبادرة بسبب أن الجميع هنا يريد معرفة ما تحويه المبادرة من بنود ومعرفة آليتها التنفيذية، ففكرت أن أوفر لهم ما يريدون، وبدأت في "جمعة الاستقلال" بالبيع ومازلت مستمراً بذلك مشيرا إلى أن النسخ التي يتم بيعها تحتوي على آلية تنفيذ المبادرة والاتفاق مع وجود توقيعات الأطراف الموقعة على المبادرة.. ويؤكد نوح انه يعمل كل ذلك بنفسه من تصوير النسخ وتجميعها وتدبسها ثم بيعها في الساحة للشباب.
عمد نوح إلى تلبية الشجن والفضول لدى الشباب للاطلاع على المبادرة. فالثائر احمد عصام احد الناشطين المرابطين بساحة التغيير بصنعاء احد الشباب الذين قاموا بشراء نسخة المبادرة رغم رفضه الكامل لها يقول: "نحن نقوم بشراء نسخ المبادرة لمعرفة ما بها من محتوى مع العلم بها مسبقاً وتبين ما طغت به المبادرة على مطالب الشباب، وهذه النسخة بينت لنا أن الشباب اُستغلوا من أطراف معينة وأنها جاءت مناقضة ومضادة لجميع أهدافنا، بل مع كل قراءة لها نزداد إصراراً وثباتاً لتحقيق أهدافنا. يضيف عصام معلقاً: "مع أنها باعتنا إلا أننا نشتريها ".
الرابح الوحيد
يعتقد الشباب أن الرابح الوحيد من المبادرة الخليجية هو صالح الذي خرج من السلطة خروجاً مشرفاً ومحافظاً على حزبه وبقي كقوة سياسية وعسكرية موجودة في البلد يستطيع من خلالها استئناف ممارسة العمل السياسي وخطاباته الأخيرة دليل على ذلك ".فيما وضعت المعارضة نفسها عند التوقيع على المبادرة بصدام مع الجماهير الثورية الغاضبة التي رفضت تلك المبادرة وفقدت الكثير من شعبيتها ومصداقيتها بينهم. وهو ما نراه من مسيرات يومية تندد بحكومة الوفاق ورفض المبادرة وتطالب بمحاكمة صالح ورمز نظامه.
ومثلما استفادت السلطة والمعارضة من المبادرة بإقصاء الشباب يستفيد نوح ورفاقه من المبادرة أيضاً ببيعها في الساحات لتساعدهم على العيش.