في لودر يغيب مصباح نيوتن ويحضر الفانوس بقوة، فالكهرباء منذ خمسة أشهر نسي أبناء لودر أن كان لديهم كهرباء أم لا، فأسلاك الكهرباء متدلية على أعمدة خشبية فقط.
انقطاع الطريق بين عدن وأبين أدى إلى شلل عام في الحركة، الأسعار ارتفعت بشكل مجنون، محلات الصرافة ومحلات الاتصالات شبه مغلقة.
مع انعدام المشتقات النفطية أصبح الماء أهم ما يعانيه أبناء لودر، فمالكو الوايتات "البوز" بدأوا يغالون في أسعار المياه، فبدلاً من أن كان سعر الوايت الواحد "البوزة" 2500 أرتفع بسرعة خيالية إلى أضعاف مضاعفة وبلغ" 7000" ريال حتى وصل إلى "10000" ريال تحت مبرر الأزمة الخانقة، على الرغم من وجود بعض المشاريع التي كانت في السابق تغذي المنطقة إلا أنها أصبحت اليوم أثراً بعد عين وأطلال مشاريع لا يرجى منها فائدة.
العديد من الأسر في لودر البالغ عدد سكانها 11658 نسمة اضطرت إلى شرب الماء من الآبار المالحة التي لا تصلح للشرب وتستخدم فقط لسقي الأغنام لعدم قدرتها على دفع قيمة الوايت الماء.
صحياً مستشفى لودر الذي لم يتوقف يوماً تضرر كثيراً جراء هذه الأزمة وبات مجرد شبه مستشفى رغم كل الجهود التي حاول القائمون عليه ليعمل بالصورة الصحيحة، إلا أنها كانت مجرد محاولات لم تؤتِ ثمارها ولم تحقق الغرض المطلوب منها، فقد توقف فيها المستشفى عن العمل كلياً لعدم توفر الأشياء المطلوبة لعمله كمادة الديزل كمشغل رئيسي للمولد الخاص بالمستشفى والذي بتوقفه توقف عمل المختبر والأشعة,وكذلك ندرة الأدوية وشحة وجودها وغياب الكادر الطبي المتخصص في الحالات المرضية الهامة، كالطبيب العام والجراح وبعض الاختصاصيين والفنيين.
غياب عمل المستشفى أدى إلى تفشي أمراض كثيرة في لودر، كالحصبة التي لا تزال تحصد أرواح الأطفال الذين تجاوز عددهم العشرات.
من جهة أخرى لمجابهة الانفلات الأمني بمديرية لودر جعل أبناء المديرية يعملون على تشكيل ملتقى شباب لودر ليقوموا على جعل لودر آمنة نوعاً ما.