في ظل الأحداث المؤسفة التي شهدتها وتشهدها محافظة أبين وتحديداً مديرية خنفر وجعار، – أهم وأبرز مديريات م/ أبين – برزت وتبرز بشكل ماثل ومؤلم مشكلة النازحين وصور المعاناة المعتددة التي حملوها ويحملونها إنسانياً ومعيشياً واجتماعياً وصحياً.. إلخ.
وفي خضم الجهود الطيبة والفاعلة والمتفاعلة مع بروز دور وجهد المنظمة الدولية للهجرة – وهي منظمة عالمية إنسانية – خلال الأشِهر الماضية في مناطق وقرى مديرية يافع/ سرار واستكمالاً لما تم تناوله بشأن ما تم تقديمه.. ارتأينا هنا أن نسلط الضوء حول بعض الجوانب الأخرى المقدمة من قبل المنظمة لنازحي أبين المتواجدين في قرى ومناطق مديرية يافع/ سرار منذ أشهر، إضافة إلى تسليط الضوء على البرامج القادمة للفريق الطبي التابع للمنظمة في الفترة القادمة في ظل الاحتياج الملح والمعاناة التي يعيشها النازحون ومضيفوهم..
منظمة الهجرة وإسهامات متعددة
هي منظمة عالمية إنسانية، تعمل على محاربة الاتجار بالبشر وكذا مساعدة المهاجرين واللاجئين والنازحين وتعريفهم بحقوقهم ومساعدتهم في العودة إلى بلدانهم.. كما تتدخل بشكل طارئ في حالات النزوح بسبب الحروب أو الكوارث وتعمل هذه المنظمة في اليمن منذ العام 2007م ولديها خمس عيادات في الجوف وعيادة في أبين وعيادة في حرض.. ومنذ مباشرة هذه المنظمة لعملها ساهمت في إغاثة المتضررين من جراء كارثة السيول في محافظة حضرموت ومن الإسهامات الأخرى تدعم هذه المنظمة بعض المراكز في عدن مثل مركز الطفولة الآمنة ولها دور رئيسي في متابعة اللاجئين من القرن الأفريقي إلى اليمن، من حيث متابعة حقوقهم والتعريف بها، كما تقوم المنظمة بمشاريع أخرى عبر دعم المنظمات والجمعيات الأهلية.. إلى جانب الخدمات الأخرى مثل توزيع المواد الإيوائية وهو مشروع ضخم مسؤولة عنه في محافظة أبين الأخت/ سلامة مبارك.
جهد كبير ونأمل بتفاعل بقية المنظمات
وحول الجهود الكبيرة التي أدتها المنظمة تم النزول إلى عدد كبير من مناطق وقرى المديرية وتم تقديم مواد إيوائية "بطانيات وفلترات تنقية مياه ومواد أخرى" للنازحين ومضيفي النازحين وهو ما كنا تناولناه في استطلاع سابق وهنا وجب الإشارة إلى الجهد الطبي والصحي الذي بذل من قبل الفريق الطبي الذي زار عدداً كبيراً من مناطق وقرى مديرية يافع/ سرار وقدمت خدمات إنسانية وصحية للنازحين في هذه المناطق والقرى وكذا لمضيفي النازحين من خلال العيادة الطبية المتنقلة بين قرى ومناطق المديرية المترامية الأطراف.. عن هذه الجهود والبرامج التي نفذت في هذا الجانب التقينا بالأخ/ مختار "مواطن" والذي تحدث قائلاً: بكل تأكيد نحن نثمن ونقدر ونشيد بالدور الكبير والبارز الذي قام به الفريق الطبي برئاسة الأخ الدكتور/ مراد عيدروس نصر النقيب والذي ضم أيضاً كلاً من: أحمد صالح مبارك الوعر – مسؤول التثقيف الصحي وبهاء عبدالله علي – مسؤول الصيدلية وانتباه عبدالله سيلان – مسؤول الدعم النفسي والاجتماعي ونجلاء علي بكير – قابلة مجتمع.. ونحن نشكرهم على كل الجهود الصحية والطبية والإنسانية وكذا شكر وتقدير لكل من ساهم وذلل الصعوبات في سبيل تنقل الفريق الطبي التابع للمنظمة إلى قرى ومناطق مديرية يافع/ سرار.. وإن كان من شيء نأمله ونتطلع إليه، فنحن نأمل ونتطلع إلى استمرارية هذا العمل وهذه العيادة المتنقلة ونشكر المنظمة الدولية للهجرة على ما قامت به في كل الجوانب الإيوائية والصحية والإنسانية، آملين تظافر الجهود وتفاعل بقية المنظمات الإنسانية والصحية الأخرى في ظل معاناة النازحين ومضيفي النازحين والمواطنين بشكل عام خصوصاً في ظل الأحداث الموجودة والمعروفة بشكل عام وتأثر كل الجوانب وانعكاسها بشكل مباشر على المواطنين؟!.
نأمل الوقوف أمام المعوقات
يقول الأخ/ أحمد العمري "نازح": لا يسعنا هنا إلا أن نثمن ونقدر دور الفريق الطبي التابع للمنظمة، آملين استمرار عمل الفريق والعيادات المتنقلة في ظل الظروف والواقع المعاش.. كما نأمل من كل قلوبنا أن يتم الوقوف أمام الصعوبات والمعوقات التي تقف أمام مثل هذه الجهود الإنسانية والصحية، مع العلم أن قرى ومناطق يافع/ سرار جبلية وذات طابع تضاريسي وعر وهذه القرى مترامية الأطراف وطرقها ترابية وجبلية ووعرة وطبعاً النازحون متواجدون في كل قرى ومناطق مديرية سرار/ يافع وأيضاً في مديريتي سباح/ رصد هناك جهود طيبة تبذل ومطلوب المزيد من التفاعل.
الفريق الطبي وزيارات لقرى سرار
وعن الفريق الطبي التابع للمنظمة الدولية للهجرة والعيادات الطبية التي زارت قرى ومناطق مديرية يافع/ سرار قامت صحيفة "أخبار اليوم" بالتوجه إلى الأخ الدكتور/ مراد عيدروس النقيب – رئيس الفريق الطبي والذي تحدث قائلاً: في البداية نشكر ونثمن تثميناً عالياً وكبيراً دور وجهد صحيفة "أخبار اليوم" ونقلها لهموم ومعاناة المواطن سواءً في يافع/ سرار أو في رصد وسباح وكذا كل المناطق الأخرى وحقيقة العيادات بفريقها قامت بتغطية حوالي 90% من مديرية سرار/ يافع، حيث زارت 10 مناطق "مراكز" خلال 12 يوماً تم خلالها معاينة 1865 حالة بشكل عام (1174 إناثاً) و(691 ذكوراً) منهم 396 من النازحين و232 إناثاً و164 ذكوراً والعيادات الآن تعمل في مديرية يافع/ رصد وقامت بتغطية نصف المديرية إلى الآن، حيث تم زيارة 10 مراكز (مناطق) وبصدد استكمال النصف الآخر وفي مديرية يافع/ رصد تم معاينة 2407 حالات، منهم 451 حالة (نازحين) وبعدها سوف تنتقل العيادة إلى مديرية سباح ثم لودر.. وعن الصعوبات والمعوقات أستطيع أن أقول بأنها وعورة الطرق، حيث أن جميع الطرق في سرار ورصد ترابية وجبلية قابلة لأن تتعطل أو تتوقف جراء الإهمال أو الأمطار والسيول ومن الصعوبات الأخرى هي العدد الكبير للمرضى حيث وصل أعداد المرضى إلى 200 مريض في اليوم في بعض المراكز، إضافة إلى بُعد بعض المراكز مثل كلسام في سرار والمشوشي في رصد.
جوانب متعددة ومشاريع قيد الدراسة
وعند مدى التفاعل والإسهام في إنجاح عمل الفريق أضاف الدكتور/ مراد النقيب: في الختام أقول إن فكرة العيادة هي مساعدة النازحين من جراء الحروب والكوارث وكذا مساعدة من يستضيفون هؤلاء النازحين، حيث أنهم متأثرون أيضاً جراء هذا النزوح وكونهم ساهم في استضافة النازحين وبالتالي تقدم العيادة الرعاية الصحية الأولية للنازحين والمستضيفين ومعالجة الحالات والأمراض المزمنة للنازحين والمستضيفين وكذا رصد حالات الانتهاكات بين النازحين ورصد حالات سوء التغذية بين النازحين، إضافة إلى معالجة الحالات الطارئة ونقلها إلى مستشفيات أخرى إذا تطلب الأمر ذلك، وأشكر جميع الشخصيات الاجتماعية وأخص بالذكر الأخ/ جمال صالح ثابت – مدير عام مكتب الصحة في سرار والأخ/ مقبل النوباني – مدير المركز الصحي سرار والممرضين عبدالله الخضر البديلي وهشام السيد وحسين خالد وكذا الأخ/ مختار حسين محسن والحاج/ أحمد عبدالله الشخصية الاجتماعية التربوية المعروفة وفي مديرية رصد للأخ مدير عام مديرية رصد الشيخ ياسر العمودي والشيخ عادل سبعة - أمين عام المجلس المحلي على ما وفروه من سكن للطاقم الطبي وتوفير مخزن للأدوية والتنسيق مع المراكز التي يتم النزول إليها وكذا شكر وتقدير للدكتور/ فارس الحداد ود/ تريزا زكريا من المنظمة وهما المسؤولان عن هذا المشروع.
وعن المشاريع المستقبلية للمنظمة هناك مشروع إضافة عيادة متنقلة أخرى وهو مشروع قيد الدراسة وكذا مشروع إعادة تأهيل المرافق الصحية وهي مشاريع قيد الدراسة أو ستتم عبر جمعيات ومنظمات أهلية أخرى.