فيما تتعالى أصوات الأهالي نتيجة أوضاعه المزرية

مستشفى عسيلان الحكومي.. إمكانيات بلا حدود وفساد بلا قيود!

2011-12-29 05:11:34 أخبار اليوم/ خاص


مستشفى عسيلان احد المستشفيات الحكومية في محافظة شبوة تم تشييده في العام 1998م بمواصفات هندسية ومعمارية رائعة، حيث يتكون مبناه من عيادات خارجية وأقسام للعمليات والترقيد والأشعة والفحوصات، بالإضافة إلى شقق سكنية للأطباء والعاملين فيه .
وبعد انتظار طويل استمر قرابة (8) سنوات جرى افتتاحه رسمياً في مايو 2006م بحضور وزير الصحة العامة والسفير الأمريكي السابق ومحافظ شبوة وذلك بعد تأثيثه وتجهيزه بكلفة مالية قدرها (350) ألف دولار تمثلت في تزويده بالمعدات والأجهزة الطبية الحديثة بدعم وتمويل حكومة الولايات المتحدة الأمريكية الصديقة، على أمل أن يقدم الخدمات الطبية والعلاجية اللازمة لمواطني المديرية والمديريات المجاورة عل وعسى أن يكف عنهم عناء السفر والتنقل للعلاج إلى أماكن بعيدة، إلا أن الفساد سرعان ما عشش في أروقته وحطم هذه الآمال وحول هذا المرفق إلى خرابة لا يستفاد منها إلا لممارسة الكسب الغير مشروع من قبل نافذين في السلطة المحلية.
وتلبية لطلب عدد من الأهالي الذين تتعالى أصواتهم نتيجة الأوضاع المزرية التي يمر بها هذا الصرح الصحي الذي تنفق عليه الخزينة العامة ملايين الريالات وتذهب إلى جيوب الفاسدين ـ قام مندوب (أخبار اليوم) بزيارة المستشفى وخلال نزوله الميداني رصد حقيقة أوضاعه في السطور التالية:
يبعد مستشفى عسيلان عن مركز المديرية نحو(3) كم حيث يقع على أرضية تبرعت بها قبيلة آل شماخ إحدى عشائر بلحارث من أملاكها الخاصة ابتغاء الأجر والثواب من الله عز وجل.
مستشفى من دخله فهو آمن!
ولأنه يعد مرفقاً خدمياً ومصلحة عامة يرتاده المواطنون من كل المناطق في المديرية والمديريات المجاورة لها ويحتاج إلى تأمين الوافدين إليه ـ فإن أسرة آل شماخ بلحارث حرصت على تهجيره وفق الأعراف القبلية من خلال حمايته ومنع وقوع أية تصرفات هوجاء أو ممارسات انتقامية أو تصفية حسابات بين الخصوم أثناء تواجدهم في محيطه، إذ حذرت من هكذا السلوكيات وأكدت أنها لن تتسامح أو تتهاون مع أي شخص أو جماعة تخالف أو تخرق هذا التهجير مهما كان موقعه السياسي أو الاجتماعي، وقد سبق وأن فرضت غرامات مالية بالملايين على بعض الأشخاص افتعلوا مشاكل داخل سور المستشفى وهو ما أصبح مرفقاً من دخله فهو آمن!.
  
صادفت زيارتنا للمستشفى يوم السبت أثناء الفترة الصباحية – وقت الدوام الرسمي ¬– وفور وصولنا قمنا بجولة داخل الأقسام والتي وجدناها خاوية على عروشها، فلم يكن موجود وقتها حتى شخص واحد من الفنيين والأطباء والممرضين ما عدى طبيبة اوزبكية أخصائية نساء وتوليد وممرضة هندية فقط!.
كما كان ثلاثة من العاملين في قسم التحصيل وهم من الموظفين المتعاقدين، متواجدين، وبينما نحن نقف بجانب المدخل العام للمستشفى شوهد توافد أعداد من المواطنين يرافقون المرضى لغرض معالجتهم بالمستشفى، إلا أن الغياب الكامل للطاقم الطبي في العيادات والأقسام يدفع بأولئك المواطنين إلى مغادرته والتوجه إلى المستشفيات الخاصة لمعالجة مرضاهم.
يقول المواطن / صالح عايض عطية: لقد استبشر الأهالي خيراً وسعدوا عندما تم إنشاء هذا المستشفى في المديرية واعتبروه بارقة أمل لاستقبال ومعالجة الحالات المرضية، كونه سيخفف عنهم وخاصة الفقراء تكاليف التنقل والعلاج في مستشفيات بعيدة ولكن آمالهم تلك سرعان ما تلاشت.
ويؤكد في حديثه: بصراحة كان هذا المستشفى يؤدي خدمات طبية وعلاجية ممتازة، ولكن تدهورت أوضاعه منذ مطلع العام 2010م، حيث أصبح عاجزاً عن تقديم ابسط الخدمات الطبية للأهالي نتيجة التسيب الإداري والفساد المالي الذي يمارس في وضح النهار دون حسيب أو رقيب.
ويضيف من جانبه المواطن علي ناصر الحارثي: هناك بعض الخدمات الإسعافية، البسيطة يقوم بها قسم الطوارئ ولكن يتم فرض رسوم على المرضى مقابل تقديمها بنفس القيمة في المستشفيات الخاصة، على الرغم أن المستشفى حكومي وتصرف له موازنة شهرية من الحكومة ولا ندري إلى أين يصرف هذا الاعتماد الشهري.. زد على هذا أن الكثير من الموظفين والعاملين في أقسام المستشفى يتقاضون مرتباتهم وهم غائبون عن المستشفى ويمارسون أعمالهم في مستوصفاتهم الخاصة بلا أدنى ضمير أو وازع إنساني يردعهم .. علماً أنه في بعض الأيام يكون المستشفى مغلقة أبوابه تماماً.
 وقبيل انتهاء الدوام الصباحي وجهنا سؤالنا لأحد العاملين عن سبب غياب الأطباء والفنيين.. فرد علينا قائلاً:عليكم توجيه مثل هذا السؤال إلى السلطة المحلية بالمديرية! وبالفعل اتجهنا إلى عاصمة المديرية على أمل مقابلة قيادة السلطة المحلية المديربة لمناقشة أوضاع مستشفى المديرية ولكننا وللأسف وجدنا أبواب المجمع الحكومي موصودة وقد أفادنا احد المتواجدين بأن المسئولين خارج نطاق التغطية منذ ما يزيد عن ثلاثة شهور! عندئذ رددنا المثل الشعبي القائل "إذا الوجع في الرأس فأين العافية!؟".. أدركنا جيداً أن حالة التسيب في مستشفى عسيلان جزء من الوضع العام بالمديرية.
وبمحض الصدفة التقينا أحد أعضاء مجلس محلي عسيلان وتحدث إلينا بقوله:
بصراحة مستشفى المديرية استطاع خلال العامين الأولين من افتتاحه أن يقدم أفضل الخدمات العلاجية والطبية للمرضى القادمين إليه من أهالي المديرية والمديريات الغربية من محافظة شبوة، حيث تمكنت إدارته السابقة ممثلة بالدكتور / سالم المعروفي ود /عبد المنعم سالم غنيم من تشغيل كافة الأقسام على مدار الــ24 الساعة من خلال إلزام كافة الأطباء والفنيين بالدوام اليومي والانضباط والمناوبة وقد تم تطبيق مبدأ الثواب والعقاب على الجميع دون استثناء وهو ما جعل المستشفى خلال تلك الفترة مؤهلاً لاستقبال كافة الحالات المرضية وإجراء العمليات الجراحية ونظراً لما كان يقدمه من نشاط ملحوظ بادرت إدارة شركة أوكسيدنتال العاملة في مجال النفط في المديرية بتقديم الدعم اللازم للمستشفى تمثل في افتتاح غرفة طوارئ وتجهيزها بأحدث التقنيات وشراء سيارة إسعاف وتأثيث شقق الأطباء والتكفل بمرتبات بعثة طبية متكاملة، لفترة ثلاث سنوات وتقديم نفقات إضافية للمستشفى ولكن وللأسف الشديد استخدام مدير عام المديرية الجديد نفوذه في السلطة وعمل على محاربة القائمين على إدارة المستشفى وفرض بعض الأشخاص بدلاً عنهم ليس لمصلحة العامة وإنما لتحقيق مكاسب شخصية ومن أجل تقاسم الكعكة على حساب مرضى المديرية.
ويضيف عضو المجلس المحلي: بعد تعيين الإدارة الجديدة للمستشفى تعرض لانتكاسة تمثلت في إحداث شلل شبه تام في نشاطه وأصبح عاجزاً عن تقديم أبسط الخدمات لأدنى الحالات المرضية وذلك نتيجة استفحال الفساد، حيث تعرض مبلغ وقدره (500) ألف دولار من الدعم المقدم من شركة أوكسي للاختلاس من قبل بعض الفاسدين في السلطة المحلية، كما هي الأخرى تتعرض نفقاته التشغيلية الشهرية البالغة (1200000) ريال للتلاعب والتقاسم دون حسيب أو رقيب وعندما حاولنا في المجلس المحلي مناقشة هذا التلاعب للأسف هناك من يحاول تمييع القضية!.




المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد