نقص في الكتاب المدرسي .. مسافة طويلة يقطعها طلاب ومعلمون نازحون للوصول للمدرسة في ظل المعاناة المادية..

نازحو أبين يشعلون شموعهم.. رغم الرياح

2012-01-08 03:53:58 استطلاع / شكري حسين


رغم الظروف التي تحيط بنازحي أبين الذين يقطنون مدارس مدينة عدن وصور المعاناة اليومية التي ترافقهم منذ وطأت أقدامهم المدينة، جراء تهدم منازلهم واستمرار المواجهات بين القوات الحكومية ومسلحي القاعدة الذين يطلقون على أنفسهم "أنصار الشريعة" منذ أكثر من سبعة أشهر، إلا أنهم حريصون على ألا يفوت العام الدراسي على أبنائهم الذين تركوا مدارسهم أيضاً هناك.

بالتنسيق بين مكتب تربية عدن ومكتب تربية مديريتي زنجبار وخنفر يبدأ 450 طالباً ومعلموهم مواصلة عامهم الدراسي وسط مطالبات بتوفير الكتاب المدرسي ومياه شرب في المدرسة، إضافة إلى وسائل مواصلات نظراً لطول المسافة التي يقطعها العديد من النازحين من مديريات الشيخ عثمان وصيرة والمعلا والتواهي والبريقة للوصول إلى خور مكسر.
أخبار اليوم زارت مدرسة الجلاء للنازحين والتقت بعدد من المعلمين والطلاب فيها لنقل معاناتهم..

يقول الأستاذ/ معمر إبراهيم شيخ:"حاولنا التكيف مع الواقع قدر المستطاع والتمسك بأمل الدراسة رغم الظروف المحيطة، إيماناً منا بأهمية أن يتعلم أبناؤنا النازحون وعدم ضياع عامهم الدراسي وبالتالي تحدينا الصعاب واجتزنا المعوقات، فكان لنا ما أردنا ولو بالحد الأدنى ولعلك تشاهد الآن مدى التفاعل سواءً من الطلبة أو المدرسين وحتى أولياء الأمور الأكثر حرصاً على تعليم أبناءهم رغم الظروف التي يعانونها".
وأضاف:"عدد الطلاب في المدرسة حوالي 450 طاليا قدموا إليها من مختلف مديريات محافظة عدن، إلا أن هناك صعوبات كثيرة تحول دون ما نتمناه ولا تساعدنا كمدرسين وطلاب على تأدية (رسالتنا) بالشكل المطلوب ولعل صعوبة (الوصول) إلى المدرسة وخاصة القادمين إليها من خارج مدينة خور مكسر وما يترتب على ذلك من ضياع الوقت وإرهاق لجيوب الناس تزامنا ً مع الأعباء المالية الكبيرة التي خلفتها الحرب الدائرة في أبين على غالبية السكان ـ كل ذلك قد حال دون الالتزام بالعمل، فضلاً عن نقص الكتاب المدرسي وعدم توفر أبسط الخدمات للطلاب كمياه الشرب مثلاً!! وعبركم أدعو كل المسئولين سواءً في السلطة المحلية ومكتب التربية والتعليم بالمحافظة أو المديريات إلى النظر لمعاناتنا والعمل على إيجاد الحلول المناسبة لمسألة تنقل الطلاب والمدرسين من وإلى المدرسة، فالجميع قد لسعته حرارة ( فراق ) الأرض والديار واكتوى بنار (التشرد) والضياع، فلا تزيدوا من أعباء الناس ولا تضاعفوا من همومهم ومشاكلهم ولعل توفير المواصلات للطلاب أقل ما يمكن تقديمه في هذا الاتجاه.

الأستاذ (علوي محمد دوفان) قال: أريد التركيز على أمر هام وهو أن الكثير من أبناء أبين (النازحين) ممن ضاقت بهم الضوائق واستباحت أيام حياتهم المنغصات لا يزال الغالبية منهم (أسرى) الظروف القاهرة في منازلهم ولم يتمكنوا حتى اللحظة من اللحاق بالمدارس أسوة ببعض زملاءهم ممن ساعدتهم ربما ظروف خاصة على مواصلة تعليمهم كقرب مواقع سكنهم أو مقدرة أهاليهم على تحمل تكاليف تنقلهم من وإلى خور مكسر وبالتالي فإن اختزال العملية التعليمية لآلاف الطلاب النازحين في مدرستين أو ثلاث أمر فيه إجحاف للكثير منهم، خاصة الذين لم تساعدهم ظروف أهاليهم في الإلتحاق بالمدارس المخصصة للنازحين أو حتى المدارس القريبة من موقع سكنهم في مختلف مدن ومديريات محافظة عدن.
 وأضاف: الحل الأسلم للمشكلة أن تتضافر جهود الجميع في هذا الاتجاه من خلال توفير المواصلات للطلاب والعمل بإخلاص على عودة النازحين إلى ديارهم وأماكن عيشهم بدلاً من حالات التشتت والضياع التي يعانون منها اليوم.
حسب الإمكانات
الاستاذة/ يسرى محمد بن محمد قالت: نحن في المدرسة نعمل وبحسب الإمكانيات المتاحة على مواصلة الدراسة وتعليم الطلبة، إلا أن معوقات جمة تقف في طريقنا وتحول دون إكمال مهمتنا على الوجه المطلوب ولعل ضيق الحال الذي يعاني منه الكثير وعدم مقدرة الغالبية على تحمل تكاليف المواصلات للطلاب والمدرسين خاصة الذين يأتون من مديريات الشيخ عثمان وصيرة والمعلا والتواهي وحتى من البريقة أيضاً ساهم بشكل أو بآخر دون اكتمال الصورة الجميلة ويمكنني القول أن الدراسة يشوبها بين الحين والآخر نوع من الفتور واللامبالاة جراء الحضور المتقطع والغيابات، زد إليها نقص الكتب وغياب الخدمات في المدرسة التي شكلت هماً مضافاً إلى جملة الهموم والمشاكل التي نعاني منها وأثرت سلباً على الالتزام بالوقت والدوام، فضلاً عن عدم صرف المستحقات للمعلمين خاصة الجدد منهم.. وعبركم نوجه رسالة لكل من يعنيهم أمر الطلاب والمعلمين من أبناء أبين أن يلتفتوا لمعاناة الناس وأن لا ينظروا للمسألة من زاوية (التهديد) والوعيد وليتذكروا حديث المصطفى عليه السلام والسلام حين قال (اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم ، اللهم فشقق عليه).

رغم المسافة
الطالب/ حسين جلال حسين أحمد ـ الصف الثامن قال: أول ماسمعنا بفتح المدرسة وحرصاً على عدم ذهاب العام الدراسي علينا بادرنا للحضور رغم بعد سكننا وتحملنا لأجرة المواصلات ذهاباً وإياباً لكن وللأمانة بعد موقع المدرسة والغيابات المستمرة سواء للطلاب أو المدرسين لايساعدنا على التعليم بالشكل الذي نتمناه، لذا نرجو من المسئولين توفير المواصلات وتوفير الكتب الدراسية ومخاطبة أي جهة ومنظمة أو رجال الخير لتوفير ثلاجة شرب لنا طالما ومكاتب التربية والتعليم بالمحافظة والمديرية عاجزة عن توفيرها.
الطالب/ فرج أحمد مهدي سالم ـ الصف التاسع قال: الحمد لله تمكنا من الالتحاق بالمدرسة رغم ظروف بعد المسافة عنها، لكن الكثير من زملائي الطلاب سواء في خور مكسر أو من خارجها لم يتمكنوا من الوصول إليها والبعض يعاني كثيراً من صعوبة التنقل ذهاباً وإياباً والبعض آثر الجلوس داخل بيته بدلاً عن مواصلة دراسته، لذا أرجو من خلال صحيفتكم أن يقوم كل المسئولين بواجبهم تجاه الطلاب النازحين ويعملوا على توفير المواصلات في مختلف المديريات ويزودونا بالكتب الدراسية خاصة ونحن في مرحلة انتقالية.
عناوين
معمر شيخ: حاولنا التكيف مع الواقع قدر المستطاع والتمسك بأمل الدراسة رغم الظروف المحيطة
يسرى: عدم مقدرة الغالبية على تحمل تكاليف المواصلات للطلاب والمدرسين ساهم بعدم اكتمال الصورة الجميلة
حسين: بعد موقع المدرسة والغيابات المستمرة سواء للطلاب أو المدرسين لا يساعدنا على التعليم بالشكل الذي نتمناه
فرج: نرجو من المسئولين توفير المواصلات والكتب الدراسية..



المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد